عرض مشاركة واحدة
قديم 29-03-22, 09:33 PM   #2127

Lamees othman

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Lamees othman

? العضوٌ??? » 453673
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,377
?  مُ?إني » Jordan
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Lamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وسخر لي الجسد والحواس في سبيلك
افتراضي



مرّ وضاح بمنزل رونق واطمأن لحال باسل ثم خرج باتجاه منتصر الذي أبلغه أنه خرج إلى الصحراء فتبعه ومن دون أي مقدمات تفقد صندوق سيارته الذي يحوي بندقية صيد فهو يعرف ماذا يعني التصويب والصيد لمنتصر وبأي حالٍ هو ليُقدم على تفريغ كل ما يشعر به أو يخالجه، لطالما كانت هذه أسوأ صفة في صحبتهما، أنهما الاثنان كتومان كصندوق أُحكم إقفاله وحرص صاحبه ألا يكون هناك مفتاحٌ لهُ ولم يكن هذا شيء بمحض إرادتهما بل هما ببساطة.. عاجزان.. كل سرائرهما لداخلهما، لا يعرفان البوح، وربما -في مرحلة ما- قد حدث ما حدث وتناول وضاح وجبة الوجع كاملة وإن ناصفته لبنى بشكلٍ آخر، ومنتصر لملم أطباق حبهما دون أن يعلم.

أسفر فمه عن تنهيدة عالمًا أنه يحتاج لقوة بدنية مضاعفة اليوم لمحاربة صديقه قبل وحوشه، وصل المكان وسار نحو صخرة كبيرة، كان منتصر متربعًا عليها بيده بندقيته منصوبة بشكلٍ عامودي، راقبه قليلاً رغم معرفة منتصر بأن الآخر قد وصل، هبّ من تربيعته فجأة برؤية غنيمة قادمة فاستقام يثبت البندقية على طول ذراعه أحكم وضعيتها ودرس قوة إدراك فريسته.. وحين اطمأن لها، بدأ بإطلاق رصاصاته التي لا تخطئ!

تضخم صدره وهو يجده كأسدٍ حبيس يُقْبل بكل قيوده ناهشًا الصحراء لتردُ إليه صلابته، كأي بدويٍ مهما ابتعد عن رمالها أعادته إليها تسبغ عليه بعضًا من أمومتها، وهكذا يعود منها كمن لم يتعثر!

تسلق الصخور حتى وصل إليه بمشقّة ثبت قدميه خلفه وهبط إلى الحقيبة الموضوعة أرضًا أخذ منها وضاح سترة كتانية خضراء مخصصة للصيد، ارتداها وثبت بندقيته متفقداً إياها ومن أي مقدمات قد بدأ مضمار التصويب!
*****
عاد وضاح منهكًا وقد استهلكه صمت منتصر حتى آخر رمق، وأذاه بشدّة أن يعجز أمامه؛ دخل المنزل بحمولة صيده وصيد منتصر التي لم يأخذها، وضعها في قدرٍ كبير، ودخل غرفته، رمق الهاتف ووجد مكالمة طارئة من والده بضرورة المرور على المضيف، لم يفكر كثيرًا إذ كان مشوشًا جداً.. مفكراً إن كان هناك ما هو مهم.. فالمهم يتعلق بقضية مأمون العزيز التي تم فعلاً العمل بها والمحكمة أرسلت إشعارًا بخصوصها وهذا ما أشعل فتيل عمه (سليمان)، اغتسل ونفض آثار يومه منسلخًا عن كل ما تعلق به، وعند المرآة لاحظ مكالمات سالم فتجاهلها ولم يعاود الاتصال به، تكدر مزاجه المكدر مسبقاً وفكر في الاجتماع المعد في غير توقيته مطلقًا فكل لقاءات العائلة كارثية بما تحمل الكلمة من معنى!
خرج فوجد والدته تذرع الصالة مشيًا بتوتر، جاءته بلهفة وسألت:
-هل ستذهب إلى اجتماع العائلة؟
أومأ برأسه ففركت أصابعها وردت بنبرة مشدودة:
-لا.. لا أريدك أن تذهب، أرجوك تحجج بأي شيء، لا تصل ذلك الاجتماع!
لا زال مذهولاً ودهشته لم تبرح عقله وحديثها أقلقه فسأل:
-هل تخلفت مرة عن اجتماع الرجال، لتطلبي مني ذلك؟؟
-الأمر ليس كذلك.. وإنما..
-ماذا هناك يا والدتي؟
فاضطربت أحداقها، ورقت نظراتها بدموع مكتومة:
-شيءٌ أخاف أن تجرك شهامتك إليه!
قطب جبينه، ورعشة حاجبه المستنكر زادت:
-ما الأمر الذي تخشين شهامتي أن تزجني فيه؟
ردت مباشرة:
-وكر عمك الأفعى الذي يسعى بالفساد!
في هذه اللحظة لو أخبرته أمه صراحة لن يستوعب فما بالك بألغاز وسراديب لسطور جديدة، نفض عنه ما قالت وقلّب الصفحة بردًّ متراخٍ:
-هل يضير الصقور الحوم فوق أوكار الأفاعي؟
شلّها خوفها عليه، وخطط عمّه التي ستصدره الواجهة:
-لا تثق بقدرتها كثيرًا، لأنها تتلون، تتبدل وتخرج من جلدها، وقد تدر نخوتك نحوها!
قهقه بمزاج رائق ووالدته تصف رأس الأفعى عمّه سليمان الغربي بتفانٍ:
-الصقور تلتقط المكمن، لا يثير فيها المظهر كثيرًا!
خرج من عندها، وقلبها يتآكل رغمًا عنها إذا كان ما سمعته صحيحًا ستجن، لن ترضى ولو أطبقت السماء على أرضها، ابنها لن يرضى ما يبتغونه، آرام ابنة عمته أنهت خطبتها قبل أسابيع من ابن عمها وطالتها الشائعات التي قذفت بسمعتها، وعلى إثرها دخل والدها المشفى، وعمه سليمان أقنع والده فقرروا جميعًا إسكات أفواه الناس بتزويجها لواحدٍ منهم، بقيت في حسرتها عليه ولم يهدئ قلقها إلا رنين هاتفها باسم رونق تبادلتا الاطمئنان والأحوال وسريعًا ما فرغت بحملها لابنتها:
-هل سمعتِ عن آرام؟
تنفست رونق بضيق لأجلها رغم أن الخبر ليس بجديد ولم تفهم ما قصدته والدتها:
-أجل، أحزنني الخبر.. سيعوضها الله.
لم تستطع إخفاء الغل في صوتها:
-ولمَ تحزنين عليها، لقد لفقت لخاطبها قصة اتهمته بها وعلى إثرها تم الانفصال.. والآن يودون أن يلصقوها بوضاح.
قطبت رونق هذه المرة بحديثها:
-لا يا أمي، لا تصدقي ما ينشر عنها، ثم ما شأن وضاح بالأمر؟

ردت عليها بانفعال:
-لقد فضحته وقطعت علاقات العائلة بسببها.. والآن عمك سليمان زرع الفكرة برأس والدك وأقنعه بها.
تكمل والدتها بحرقة غريبة عنها، بمنطق يكذبها:
- لن يحدث ذلك على جثتي.
سألت رونق ذاهلة:
-وهو! أ يجبرون وضاح؟! لا لن يفعلوا.. ثم هذا ليس عدلاً من شأنها أن تختار من تريد ولا تُجبر على أحد.
استمعت لأمها:
-تختار من تريد المهم بعيداً عنا
استنكرت ما يخرج عن والدتها الحنون:
-وضاح سوف يرفض أنا متأكدة.. لكنها هي من أُشفق عليها، إن رفض وضاح سيخططون لآخر ببساطة
ردت والدتها بلجلجة:
-أووف لا تصدعي رأسي بالكثير عنها.. هي تستحق وفقط لم تصن نعيم ابن عمها، وأضاعت علاقات العائلة.
احتد صوت رونق، وصدرها يعلو ويهبط بغضب:
-هل تضحي بسعادتها وراحة قلبها مع رجل لأجل العائلة، في سبيل تماسك الأسرة والرهيب؟ هل تدوس على كرامتها ونفسها لذلك؟؟
غضب رونق أعلمها أنها تتلاعب بأعصاب ابنتها المشدودة التي أكملت:
-أرجوك أمي أنت لست كذلك.. أحمدُ الله أن موضوعها عند وضاح لينهِ الأمر.
تناقض الشعور في قلب والدتها، بين مطحنة الرقة على الفتاة أو الضرب بعاطفتها فيما يخطط له عمه وأمّن عليه أبوه فنهتها:
-كفي عن الدفاع، هي مخطئة ووالدها الآن خرج من المشفى أمس بسببها، تناقلت الناس سيرتها واتهمتها بالكثير.
ثقل قلب رونق وتضخمت وتيرة الرأفة بها:
-الناس.. مجددًا الناس!
نحن نعيش فقط من أجلهم، نعلق مصائرنا ونستمر بما لا نرضاه لكي نرضيهم، فليذهبوا للجحيم بأفواههم القاتلة..
تلمست عصبية ابنتها المرفوضة في وقتها الراهن:
-حسنًا حسنًا.. لنغير السيرة أفضل.. أخبريني كيف وضعك الآن.. باسل أفضل صحيح؟ هل ما زال الضيوف يأتون كما قبل؟
نجحت في سلب عصبيتها، رفرفت أناملها فوق رأس الصغير ترد بصوتٍ أسبغته راحة يفتقدها:
-بخير، هو بخير بإذن الله.. الضيوف يتوافدون الآن لكن بشكل أقل.
انسابت السكينة من صوت رونق فاطمأن قلب والدتها تحكي بصدق:
-يا ربي لك الحمد.. من فضلك دعي عنك عبوسك وليشرق وجهك وتنعمي بعز زوجك!
ضحكت بنعومة وظل علاء يحوم فوقها، رافقها في الكرسي المريح ويده تتجول عليها بدفء رغبة خجولة، كتمت غصتها من قربه المفاجئ نحوها فتدللت بصوتها لأمها متقصدة:
-يفعل علاء كثيرًا لأجلي، يرضيني كما يسعدني، مدللته يا حبيبتي أنا مدللته!
أنهت المكالمة مع والدتها وعادت إليه مشرقة برونق خاص يظلل ملامحها بنورٍ جاء مع شفاء ابنها، ارتدت فستانًا بلون البنفسج مناسبًا لاستقبال الضيوف، خصلاتها قصيرة تهفهف حول وجهها، والتبريد في المنزل أعطى وجنتيها قرمزية شفق آسر، نام بعد الظهر فلم ينم لثلاثة ليالٍ متتابعة ساهراً على باسل وعليها، وفي الظهيرة استسلم بإجهاد قاتل خدّره ومع ذلك لم يمر على نومه أكثر من أربع ساعات، والآن جاورها بهندام بيتي تفوح منه رائحة التعب، والكثير من الجهاد مررت سبابتها على وجنته في أول لمسة -لها بعد عودتها- حانية ومتعاطفة:
-كان عليك أن تنام أكثر.. تبدو مجهدًا؟
جفنان ناعسان بحدقتين حمراوين، وأهداب متشابكة بتشعث، ذقنه مترامية هنا وهناك عن رسمها الطبيعي، وهالات داكنة أسفل عينيه، مما أشفق قلبها عليه فهي تنام تحت إجباره ويسهر هو مع أنين الصغير وخدمته
-لا يهم..المهم باسل بخير!
سحبت أصبعها فضمه بتشديد جامعاً معه أخوته في كفه.
قربها.. لقد استيقظ لقربها باحثًا عن الأمان واللجوء في حضنها، لقد انزلق في حرمان طويل... طويل، وهو يحتاجها ببساطة رجل يريد امرأته.
لم يخفَ عنها اضطرابه.. وتمنعها منذ عادت إلى أن جاء حادث الطفل وانخرطا في عنايته كل ذلك قوّى ما بينهما.. حين تغفو على كتفه دون وعي أو يسقط رأسه في حجرها أثناء تماسكه للصحوة.
عانق كفيها ضائعاً بلمستها وتجرأت كفه للصعود أعلى مروراً بساعدها عضدها كتفها الذي انكمش، حتى وجد نفسه على مرفأ أمان يتمثل في وجنتها يضمها بأنامله بشدّة متطلبة، سارت أنامله بتؤدة ماحيًا بؤسًا سكن وجنتها، ويأسًا توسط ذقنها، وحين وصل الارتفاع المميز لوجنتيها حطت شفتيه هناك.. عند هذا الحد كان يعرف أن مكابح سيطرته على وشك النفاد ولم يعبأ، بل ورد من بئر عاطفتها بما يناسب وضعهما وخصوصيتهما جارًا إياها بمنأى عن نظرات الطفل لو استيقظ، منهياً سيل احتياجه بقبلة ويبتعد دون ابتعاد هاتفاً:
-لا أود أن أتمادى.. أنا أمسك نفسي عنك بصعوبة.
صمتت وابتلعت تنهيدة تخص آخر لقاءٍ حميميٍ جمع بينهما، مررت أناملها بتأثر على خصلاته المميزة المشعثة، وجزءًا من ضميرها يخزها بأنه متعب بسببها:
-عد للنوم علاء أنت لستَ بوعيك، لا زلت نائمًا.
لم يرفع رأسه عن كتفها يستريح فيها، ويستكين قلبه عن ألمه!
-أنا بكامل وعيي.. في الواقع أكاد لا أصدق وجودكما في المنزل.
تنفست بضيق معترفة بأن جزءًا منها يعتاد ولم ينسَ.. مطلقًا لم تتجاوز:
-ما تفعله قد يؤثر عليك.. هيا صلِّ العشاء ونمْ.. لم يبقَ شيء لفعله.
غصت وأسرّتها في نفسها، بثبات كفها يستريح على وجنته، تمر على شعيراتها المبعثرة على غير عادتها تهمس:
-أريدك بطاقة كاملة كي أحاربك كما يستحق
ابتعد منفعلاً وسأل مستنكرًا..
-ظننتنا تصافينا
نفت وقد عاد جزء من غرورها إليها:
-ليس بعد.. هناك ديون أريد سدادها.
رفع رأسه إليها بإصرار:
-وأنا رجل لا أترك التزاماتي.

رونق..
بهاء رغيدته، ضلعه ورقعته الناقصة!
امرأة أسقطتها السماء على سهوةٍ منها!
كالسحاب لها موقع بين الأرض وسمائها، مترفعة عن النواقص، وأدنى من كمال..
ابتسم له بسحره الذي لا ينضب بل تتوهج تعاويذه، واقترب مسرفًا في ضياعه فيها، كان في العطاء منه ما يستنزفه وهو يعي الآن أنه (بعكسها) حين كانت تعطي بلا وجهة، له لكنها تعطي.. وتعطي ولا تعلم إلى متى سينفد بئر عطائها.. الذي نفذ بأقسى الطرق وجفت ينابيعه.
بعد وقت سألها وهو يجاور الصغير الذي يصحو طوال الليل وينام في نهاره:
-تناولتِ طعامك؟
أجابته:
- خالتي بعثت إلينا بطعام اليوم كعادتها، لكنني لم أتناوله..
ابتسم بحب لوالدته الحنون ونقر على أنفها:
-كان عليك أن تأكلي لأجل صحتك..
-لا تقلق عليّ، أنسام لا تبخل علي بالعصائر والفواكه الباردة، أشعر بضيق من الطعام المطهو وأستثقله!
وكان من ضمن التفاصيل التي فوجئت بها وجود مدبرة منزل وظيفتها ألا تسمح لرونق بأن ترفع كأساً، وتدير شؤون المنزل عنها، نوعاً ما رضيت رونق لئلا تقطع برزق الفتاة وإلا فكانت ترفض.. ترفض بشدّة.. فهي ملكة بيتها.
مط شفتيه بحزن:
-لكنك ستتناولين معي العشاء مجبرة، لأن والدتي صنعته باهتمام لأجلك..
أومأت له:
-سأحاول.
أنزلها معه إلى الصالة، فجلست على أريكة مخصصة للجلوس أمام البيانو خلفها مكتبة جدارية ضخمة يمكنك القراءة عليها، عاد بعد وقت أخذ فيه حمامًا أنعشه، اقترب منها:
-أريكتك مغرية
تثاءبت:
-لي حق في اعتكافي بها
نظر لها عابثًا:
-يبدو أنني سأعتكف فيها معك!
قبل أن تجب بتهكمها الجديد وجدت أنسام تناديهما لتناول الطعام في الحديقة قرب النافورة، فسحب كفها ومضى.
*****


Lamees othman غير متواجد حالياً  
التوقيع
ست وعشرون نجمة وبضع من سماء روحي معلقة بين ثنايا الأفق!



(وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ)

سبحان الله والحمدلله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.❤
رد مع اقتباس