عرض مشاركة واحدة
قديم 29-03-22, 09:38 PM   #2129

Lamees othman

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Lamees othman

? العضوٌ??? » 453673
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,377
?  مُ?إني » Jordan
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Lamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وسخر لي الجسد والحواس في سبيلك
افتراضي



الأربعاء..

كان يوم ضحى المحبب والآن تراه رعبها العالمي.. الخوف يسيطر عليها بقرب الاختبار النهائي لدورتها التدريبية التي أمر بها سالم.. سالم الرجل الطيب، الذي كان يوجهها عند كل خطأ ومصيبة، حفظت النصوص النظرية عن جدارة وسمعتها لها فدوى كاملة.. والآن حان وقت التطبيق! لا يوجد هنا أي حاسب في المنزل لذا اتفقت مع إحدى صديقاتها أن تأتي مساءً لتقوم بتطبيق الجانب العملي، في وضع آخر لاهتمت بنفسها ورتبت مظهرها إلا أن خوف الاختبار جعلها تخرج بقطعة إسدال الصلاة العلوية مع سروال جينز قديم.. لن يهمها التصاق بيت رؤى بمنزل طليقها موسى.. العلم والعلم أولاً..

-معذرة لتأخيري.. لقد أخذت مني الكتب أكثر مما يجب

ثم نفخت في كفيها
-أشعر بالتوتر رؤى.. أنا خائفة.
أدخلتها رؤى إلى غرفتها وأخرجت الحاسب لها، مدت ضحى يدها لكيس يحوي حلوى وسكاكر ملونة.. تجمع الحلاوة والحموضة معاً..
-هذا لكِ..
أخذته رؤى على استحياء ولو أن ضحى هي من التهمته في ظل توترها واضطراب أناملها على مفاتيح الحاسب.. رغم مهارتها إلا أن للخوف قبضة عنيفة تبعثر كل ما هو في حيز التماسك..
-أنا آسفة أكلت الحلوى خاصتك
تفهمتها رؤى التي جلبت لها معجنات مالحة وبترحاب تناولتها ضحى مع الفتاة التي أُصيبت بجوع مماثل وشاركتها الأكل.. حدثتها ضحى فيما تطبق دروسها عن المدينة وجمالها وأقنعتها بضرورة التعليم.. وفجأة صوتٌ أصمت لسان الثرثارة ضحى.. وابتلع مخاوفها التي تمثلت بخشوعٍ تام منصت للصوت المُرتّل للقرآن.. السكينة لا يمكن أن تجعلها تُخطئ رنة الصوت ووقعه في قلبها.. هذا الصوت رنم مشاعرها الفتية وأطربها بصوت وائل كفوري كثيرًا.. أتراها توهمته..
تبرعت رؤى التي شرحت ببساطة وبحرج:
-هذا موسى.. يقوم يحفظ القرآن وبدأ بختم أجزاءه تدريجياً..
توقفت حنجرة ضحى للحظة.. مع أنفاسها.. وتركت الصدمة تستبيح كل جزء منها
-حقا!! متى فعل؟! أقصد خيراً فعل..
اكتفت بصمتها وعادت لتطبيق دروسها متجاهلة ما سمعته.. إلا أن صوته عاد يؤرق عملها بذكر محددٍ
(وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاء قَدِيرٌ)
بصوته.. بتجويده!
الذي لم تظنه يومًا.. صوته الذي احتكره عشقهما في الأغاني وقصائد نزار!
ونغماته الحيّة في حياكة أنوثتها..
كان عبثاً كل ما تحاوله في تصفية ذهنها.. لذا استسلمت لقراءته.. وتركته يهدهد كل مخاوفها للغد..
اختفى صوته وقبعت في هالته مرغمة.. استأذنت بالرحيل وعلى باب منزل رؤى.. أخذهما اللقاء الثاني على سهوة.. قدر!
هو وهي.. بحلتين لا تشبه ماضيهما!
هي في لون يشبه كل شيء إلا العبث..
وهو في منطقة رمادية.. حيث لا ضوء.. ولا عتمة.
أولاها ظهره.. حينما أشاحت بعينيها عن ود صفحته!
وغادرته بنفس مبعثر على شفا ظلالٍ قديمة من عشق.
*****
في منزل الخباز لم تنم ثريا وهي تتوعد وضاح أشد الوعيد وتقف أمام المرآة تتلو الخطابات التي يستحقها من تجرؤ كامل لإهانتها وعدم احترام وجودها..
أكثر من خمس خطبات عقدتها وفي كل مرة تنسى جزءًا فتعيد الحوار والمشهد كاملًا بتعابير حازمة حتى فاجأتها ضحى التي رفعت رأسها من تحت الغطاء:
-ثريا أخبريني عن تجربة الأداء التمثيلي التي تقومين بها لصالح من؟
التفتت ثريا بشرارات وخصلاتها تقف بصدمة:
-أنتِ.. ماذا تفعلين في سريري؟
تثاءبت ضحى ولم تجبها.. أو في الواقع لن تخبرها أنها فرت من أحلامها
وحديث ليلها الذي تجسد في صورة موسى بعد رؤيتها له اليوم وسماعها ترتيله..
وتلك الآية التي توقفت عندها تخل كل موازينها، وهي لا تريد أكثر من أن تكون ساكنة فاختبارها النهائي بعد عدة ساعات لا أكثر!
حاولت الاتصال بنائل واستغلال فرق الوقت وبكل أسف أخبرها أنه في المطبخ وليس بقادرٍ على الحديث معها على أن يعاود الاتصال بها.. فكرت في استخدام زينة التي تعذرت بميلاد زوجها واحتفالها به.. ثم أخيرًا جيداء التي حاولت الولوج لها ولكن سمعت صوت همسها على الهاتف فعرفت أنها مع منذر!
لاذت بثريا رغم أنها الأخيرة باتت مريبة وغريبة بشكلٍ كبير، والأكبر منه نفضها من كل مسؤوليات البيت ومشاعر أهله، حين دخلت غرفتها لم تجدها فحشرت نفسها في سريرها حتى جاءت ثريا تقوم بتجارب تمثيلية أمام المرآة وتفسد نومتها بإلقائها توبيخًا فاشلاً.... للسيد وضاح.
-ثريا يا قلبي أطفئي النور أولاً.. ثانيًا لا داعٍ لما تفعلين في الواقع ستكونين أميّة وتنسين كل ما خططتِ لأجله أمام السيد وضاح.
تخصرت ثريا وردت بغل متغاضية عن فضحها أمام ضحى بشكل خاص:
-اصمتي أنتِ.. ما الذي تعرفينه عني لكي تظنيني سأصمت أمامه.. هه وكأنه يخيفني!
ارتمت ضحى للخلف مرتاحة على الوسادة:
-أعرف عنه ما يكفي ليقهقر ما تودين إشهاره في وجهه.. حاجبان معقودان وهيبة فطرية تقزم المرأة القوية التي ترتدينها
-اصمتي!
بمد الميم والياء طويلاً.. طويلاً جدا
*****
في اليوم التالي دخلت للصيدلية بوجه اختصر كل شر العالم وملامح واجمة، لم ترد التحية ولا أهلاً ولا مرحبًا.. فقد أعلنت الحرب هي.
حين لم تفعل.. فعل هو ببسمة لطيفة كادت تنسف بها كل ما فكرت به، وكمثال حيّ للمرأة القوية صاحبة الكرامة التي لا تشرخ رمت حقيبتها بطريقة تُنبئ بخطر قادم، حسنًا وقعت الحقيبة أرضًا مما أفسد رداء القوة ونسل أول خيوطه
-اسمعني جيدًا لدي ما أقوله لك..
رد ببسمة متلاعبة تمتلك ثغره وترسم ملامحه مما أغضبها بتوزيعه البسمات غير اللائقة أبدًا
-تفضلي!
ضمت يديها أسفل صدرها كما فعلت كأول خطوة أمام المرآة، وثبتت وضعية جسدها الحمائية وقالت بكلمات حفظتها:
-ما حدث قبل أمس لا أقبل بهِ أبدًا.. تحت أي ظرف.. أنت لا تعرف قيمة اسمي ووزنه في هذا الحي قبل المكان.. لذا أي تصرف قادم يشابهه، غير مقبول وسيكون فيه قولاً آخر
تحكم بضحكة منفلتة أكثر إلحاحًا من ملامحها التي تستحق التخليد في لحظات حنقها.
لن تنكمش مع صوته إطلاقًا.. مهما حدث لم تجلس ساعات تنظم الخطابات لتخاف
-مبدئيًا لا أرَ لتحفزك أي داعٍ.. ثم اعلميني ما التصرفات المشينة التي حدثت وأذت اسمك.
ردت باندفاع:
-موقفك مع مسلم.. أنت لم تحاول أن تحترمني وأهنتني!
أجاب ببراءة كاذبة ...كاذبة:
-من يجرؤ على إهانتك يا ثريا.. يبدو أن المشاهد اختلطت عليكِ.
ردت متحفزة وحاجبيها يتعانقان بصورة دموية:
-ما الذي تقصده؟
-قصدي واضح هذا الرجل يكاد يلتهمك بعينيه.. لا ترين نظراته أو مغيبة لا أعلم.. ما أعلمه أنه يتصرف بطريقة غير لائقة.. إن كانت له أي نوايا أخرى فبيتكم مفتوح.. أكثر من ذلك لن أقول ولا أسمح أن يحدث في مكاني
انفلتت أعصابها وأجابت بصوت مرتفع:
-ومن قال لك أنني أهتم به أو بنظراته كنت أسدي خدمة له في نطاق عملي.. ولم تتخط خيالاتي ما ترمي به أنت أو يدور بخياله هو!
رد بصوت رائق وكأنه لم يتسبب في رفع ضغطها:
-أنا في الواقع أستثنيك من ميزان خطئه.. في الواقع هو من يفعل ولستِ أنت..
رق صوته أكثر بنبرة ستخزنها في صندوقها الخاص به..
-أنت لا تعلمين بنواياه حولك.. أو نوايا أي رجل آخر بوجودك..
وبصوت أجش.. خاص جدًا قال:
-أنت لا زلتٍ مطمعًا ومكسبًا لأي رجل.. أي رجل في هذا الكون!
كان دورها لتشعر بضربات عنيفة غير عادلة في يسار صدرها كادت تقلع قلبها من مكانه فردت بصوت متعثر إلا أنه حازم:
-لقد أخرجتُ موضوع الزواج من عقلي.. لا أريد رجلاً في حياتي.
شوحت كفها بلا مبالاة:
-كفاني الله.. ما عُدت أريد.
يرسمها بين خطوط المستقبل، يُعمّر حياته بين حبيبات نمشها، يتوقف عند عينيها يرسو بحكاياته التي كتب ويتخطى الشفتين الثرثارتين فلا حاجة لهُ أن يتمادى دون حق!
-وإن كنتُ أنا.... أريد مثلاً!
سألته متوجسة بحاجبين معقودين:
-تريد ماذا؟!
لمح أناملها المنقبضة فلم يتأخر وحروفه شديدة التلوي.. شديدة التأثير، فيجرف كل استرخائها:
-أريد موقعًا في حياتك.. فأنا لا أكتفي بذاتي...
وأردف بنبرة تخص قدسية اللحظة.. وهالتها:
-مثلك!
ردت عليه بصوت خشن عبر عن اختضاض مشاعرها العنيفة التي غلفتها بمزاح:
-لم تعد هناك كراسٍ شاغرة؟
وبتصميم غريب عليه أجاب:
-قلبك طيب ستفرغينها لأجلي..
صمتت ببلاهة والمباغتة في الواقع.. غير عادلة مفتقرة إنصاف الكون كله فتبسمت بمزاح لا محل له في عرض القرب غير العادي.. في ظروف غير عادية وهمهمت بلا معنى.
رماد عينيه عاصف.. ليس خامدًا فيطمئنها:
-ما هو رأيك؟
ارتدت للخلف بضحكة غير مصدقة وردت تسايره:
-لاااا ...إن كنت أنت فسوف يتم إعادة النظر في الموضوع!
أجاب بهيمنة مسيطرة، وحروف لا تقبل التأويل:
- حين أكون أنا ...الموضوع يغلق وتطوى صفحته تحت بند الموافقة!
تحاشته ما إن دخل مريضٌ يصرف وصفة طبية وتجاهلته متحدثة مع كل أفراد العائلة من خاصمتهم ومن لا تطيق الحديث معهم، جاءها يجاور وقفتها أمام الواجهة الزجاجية للشارع.
-ماذا لديكم هذا المساء؟
أجابت بغير حماس.. أفكارها تنطفئ أسفل العجب:
-إمم لا أعلم.. لا شيء مميز ستجرب فدوى كعكة جديدة، لأن ضحى على الأغلب ستجتاز اختبارها.. ونحتفل مساءً.
برق الشغب في عينيه، وجذوة شغفه تشعل العبث.. والكثير من المباح:
-إذن سآتي ليكون الاحتفال عن احتفالين..
قطبت متسائلة:
-أهلاً بك بالطبع.. لكن ماذا؟ هل هناك أخبار جديدة لا أعرف بها.
ضم كفيه مشبكًا أنامله:
-كل خير يا عزيزتي.. أظن أنني سآتي لكم بخطوة رسمية مناسبة لكي أستأذن طلب موقعك المميز بكراسيه.. وآخذه لي كاملًا!
تفتحت عيناها.. ومطرقة غباء تضرب الطبل الكبير المجوف به رأسها:
-خطوة ورسمية.. ألا تظن أننا تجاوزنا الرسميات أم تريدني أقول لك أستاذ وآنسة ...لا لا كبرنا عن هذا دعنا هكذا أفضل
ضحكت بعصبية وكل جسدها يستنفر مع نظراته:
-الغِ الفكرة.. لقد أخذت مني الكثير لتكون شخصًا طبيعيًا معي!
ضحك مرغمًا تلك الضحكة التي تجلب قلبها من خصلاته وترميه في سعير مترقب غير مفهوم إلا أنه يصفعها بسوط الإعجاب الميؤوس منه:
-أنت لا تصدقين.. اطمئني أنا أود تعزيز هذه العلاقة الطيبة..
ازدردت ريقها وتساءلت ببلاهة:
-كيف يعني؟
-تخيلي أنني أريد الزواج منكِ..
-والله؟؟
صعبت حالتها وشعرت بأن الأرض غير ذي الأرض، والناس ليسوا بأناس وحالتها صعبة.. عسيرٌ فهمها كأنها فارغة عقل..
واللهِ تعلم أنها فارغة عقل وإلا كيف أعادت دورة الثانوية العامة تسع مرات..
-أجل والله.. أريدك..
رفعت سبابة مهددة مرتجفة.. وضعيفة:
-أنت تمزح معي.. لا أحب هذا النوع من المزاح، دعنا منه، عد وضاح البغيض الذي أعرفه..
ثم همست بصوت متقطع ذاهل:
-هذه النسخة غير لطيفة منك أبدًا!
اقترب منها ساكبًا عاطفته في قدح قلبها الفارغ، كاد أن يخفيها فيه كمكعب سكره في شايها الثقيل:
-والله حتى أنا أريد أن أعود وضاح القديم عوضًا عن وضاح الذي استبدلته بغر يراوغك على الزواج منه!
ثم ماذا؟ تشعر بأن النفس انحسر وغادر بلا عودة وستموت الآن.. إذا بقي قلبها يخفق بهذه الطريقة القاتلة والسريعة والمثيرة للشفقة فنطقت بأول شيء منطقي رأته:
-لماذا تقترب؟؟
ابتسم بحلاوة وشل لسانها عن التفوه بحماقة أخرى إذ إن الكون كله انحصر بغمازات ليست غمازات حول وجنتيه:
-أنا لا أقترب في الواقع.. أنتِ التي في وقفتك يا عزيزتي..
رفعت كفها تشوح أمام وجهها تهتف بغير تركيز:
-آه.. ظننتك اقتربت كنت سوف أوبخك!
عانق ترددها، وغرق في مكنون قلبها الدري فود أن يبقى طوال عمره فيها ولا ينقذه أحد:
-لا أحد يستطيع أن يقترب منك ثريا.. محصنة من كل استباحة بغير وجه..
أومأت بغير تركيز فيما تراجعت خطوة للخلف فالتصقت بالحائط تهذر بالقول:
-في الواقع ليست لدي أدنى طاقة.. أنت تقول كلاماً كثيراً وكبيراً وأنا لن أستطيع مجاراته.. لماذا؟
سأل بخفة وضحكة تدغدغ أعماقه:
-لماذا؟
رفعت سبابتها المفرودة على صدرها بجانب أناملها، وأشارت نحو جهة معينة:
- لماذا.. لإن كل طاقتي مع تماضر.. سوف تعمل بروتين لشعري.. أجل شعري
أغمضت عينها لوهلة ثم فتحتها مكملة:
-مكوناتها طبيعية ورائعة، لكن المكوى الحراري.. آه المكوى سوف يكون حارًّا على شعري!
-أنت متعبة ثريا.. اذهبي لبيتك وتحضري لتستقبليني؟
فركت جبينها بتعب، ونبضات قلبها سوف تقتلها، إذا كان النبض المتسارع خطر.. فكيف بحال قلبها الذي ستتفجر نبضاته
-أنا أظن أنني سوف أموت.. آه أظن أنت السبب؛ عليّ أن أخرج.. لن أسامحك على كل حال لو مُت أنا.. حسنًا؟
*****
ذهبت إلى تماضر وتجاهلت كل ما قاله لها شعرها مفرود بين يدي تماضر الخبيرة تضع المساحيق الغريبة عليه وتكبسه في المكبس الحراري الخاص بالشعر، حتى رن هاتفها.. فجفلت وركضت صوبه توقف تماضر عن العمل ككل مرة يبعث لها برسالة..
وصلتها وقرأت شغبه الجديد عليها:
-موعدنا غروب الشمس أول الشفق.. وإن طال قدومي لا تطفئي الأنوار!
عادت للمنزل تحتفل مع ضحى التي حصلت على شهادة سجلات بيانات مساندة.. وأخبرتهم بلا مقدمات
-وضاح سوف يأتي اليوم لخطبتي!
ثم صححت ما قالت للصدمة الحالة على وجوه الجميع..
- أقصد يود أن يأتي مع عائلته هنا.
ومن حيث العدم بدأت أهازيج ضحى وجيداء ورقصهما المفاجئ ودخول فدوى منعطف الجنون على العائلة، تم ترتيب البيت بنفس راضية من قبل ضحى التي تطوعت وقامت بتنظيف سلالم البيت ورشق موسى المار بالصدفة بمياه الغسيل.. وليته لم يفعل!
خرجت للذي رشقت عليه بخوف..
وحين علمت هويته انفجرت ضاحكة وكفها على فمها ينفي صدقها:
-والله لم أعلم بمرور أحد..
ضحى الحمقاء
هي.. هي!
وكأنها التي أحب يومًا أحبّ
وببساطة كل الأشياء القاتلة؛ ما زال يحب
وإن قذف كل ما بقلبه ومشاعره عنها حجب!
ناظرها بغير رضا وكل هيئته الجميلة طارت.. وفي الواقع لم تحزن فهذا الجمال اليوسفي لا يجب أن يراه أحد
-لا عليكِ.. لكن من فضلك انتبهي مرة أخرى
أومأت بضحكات مكتومة وتركته يغادر
سار وحدقت في ظهره بحزن لا يعلم كيف يغلبها فرددت بتنهيدة:
-ربِّ اجعله قبيحًا في عين غيري من الإناث!
أنهت مسح السلالم وصعدت بصدمة أكبر متمتمة بالأدعية وما حفظت تمسح عنها وزر ما دعت.. وسؤال صعب يراودها
(ما الذي بينها وبين موسى لتدعو بكل هذه الحرقة!؟)
مع أول خيطٍ أرسلته الشمس بانحسار وهجها.. تضخم قلب ثريا وارتدت ثوبًا تركته زينة.. وهنا يذكر لزينة حسنة واحدة يزين سجلها التاريخي المفعم بالأنانية.
صبغت شفتيها بحمرة آسرة.. تشبه حمرة السمّاء وحسب ما نُص، بدأ موعدهما.. تحضرت ببقايا أنوثة التحمت وكونت مثالاً للفتنة؛ دارت جيداء بالبخور والقرآن يصدح في الأجواء لبركة الأمور..
رحل الشفق وزحف الظلام وبرزت النجوم في السماء، وإنارة المصابيح الخاصة برمضان الذي بات على وصول في الشوارع بات تركيزها واضحًا، سكنت الأصوات في الحي، وحلّ العشاء وصلاته حانت.. صلّى الجميع عداها هي جلست متحفزة تهز قدمًا وتؤرجح أخرى، لم تهاتفه ولن تفعل.. للحظة عزت عليها صورتها!
وخشيت للمرة الألف أن تضاف هذه الأمسية لخيباتها التي ضفرتها تحت نور الأمل، هاتفها صامت وفكرة السؤال تغريها، لكن أن تبدو بمظهر المخدوعة نسف خطوتها الأخيرة ووأدها..
لا أصوات.. ولا سيارات.. الوقت تجاوز ميقات الزيارات، لم تطفئ أنوار المنزل بل تركتها للوعد وإن كانت ستبكيه لاحقًا..
-سيأتي.. سيأتي.. لن يخذلني!
رقد أهل المنزل وقررت أن ترحم نفسها وترقد بخيبتها تدثرها بلحاف العشم الأخير قبل أن تحرقه..
بقيت في كرسيها أمام نافذتها حتى غفت برقبة متشنجة..
لم تكن تعلم أن حصاد البيادر بأكمله بات هشيمًا تذروه الرياح والنار أكلت كل حقولها، والخاطب المنتظر فزع بحلة الزيارة ينقذ والده الذي رمى نفسه بصياحٍ.. لأن أخاه سليمان في منتصفها!
فرمى بنفسه هو الآخر يحاول اللحاق بآخر حقلٍ لعائلته امتداده شاسع والنيران تلتهمه حتى اللحظة.. ومع كامل أسف الجميع لم يعلم أحد ما هي أحوال من هبّوا للحقول مطفئين نيرانها!
بين صراخٍ.. ونجدة لمن لم يخرجوا
وبين أسفٍ على المحصول أمام سلامة أرواح أهلها
*****


Lamees othman غير متواجد حالياً  
التوقيع
ست وعشرون نجمة وبضع من سماء روحي معلقة بين ثنايا الأفق!



(وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ)

سبحان الله والحمدلله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.❤
رد مع اقتباس