عرض مشاركة واحدة
قديم 29-03-22, 09:40 PM   #2130

Lamees othman

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Lamees othman

? العضوٌ??? » 453673
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,377
?  مُ?إني » Jordan
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Lamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وسخر لي الجسد والحواس في سبيلك
افتراضي




منذ أن أغلقت فدوى هاتفها لم تعد تعلم بأحوال زوجها، صفحته طوتها بإحكام ولم تلتفت لثني عاطفة أو اعوجاج مشاعرها، تأكدت أنها ليست حاملا وهذا ما أسعدها عقب آخر لقاء غدر به بعدها؛ استيقظت ولم يكن في رغبتها أن تفعل إلا أنها فعلت لنداء معدة الصغير، أرضعته وناولته وجبته غيرت ثيابه بعد فيضان ليلة كئيبة، رنين الباب المفاجئ أفزعها، تركت الطفل وسارت بخطوات رتيبة نحوه، تواجد أياً كان قبل الثامنة مخيف جداً جداً ومرعب مهما كان ..انقبض قلبها ..وصدقت حدسه فلم يكذب فؤادها قط، فتحت الباب ورأت خلفه رجلًا يحمل مغلفًا بلون عسلي يسأل:
-هذا مغلف باسم فدوى الخليلي.. هل هي هنا؟
أجلت حنجرتها تجيبه:
-أنا المقصودة تفضل.
مد إليها بالمغلف الذي رأت على طبعته ممن مُرسل ورجفة قلبها تزداد عنفًا.. لقد فعلها نائل.. لقد فعلها وبعث بورقة طلاقها التي طلبتها مرارا وفك نفسه من قيدها.
-من فضلك وقعي هنا
هوى قلبها فيما تلتقط القلم بأنامل راجفة وتوقع على الاستلام، غادر الرجل تاركاً إياها تحمل مغلف خيبتها من الرجل الذي أحبت.. وليتها ما فعلت.

*****

كان عدّاء مضمار الحياة الأول، فارسًا منتصرًا على الدوام، بوصلته منطقية، بندول نبضاتها تم طيّه وركنه في زاويتها، عمليًا في مشواره وإن كان الزواج أكبر العقبات في طريقه؛ تورط حين تعثرت مشاعره وأسقطت كل منطق يعرفه.. إلزامًا عليه أن يضبط متجهاته وللمرة الأولى تفشل بوصلته في وجهتها.. وخضع لقلبه بكل رضا.
كان من العادي جدًا أن يلين قلبه وينخرط في دوامة وجود امرأة في حياة خالية من كل تاء تأنيث.. نشاز وجودها جعله يتأقلم على التهام أي طارئ مفاجئ!
لكنها هي أول من باغتته بكل الحواجز غير المرئية بينهما.. في بادئ الأمر رحب بكل ذلك.. منسلّا من أي واجبات عاطفية أو مشاعر لا يستطيع تقديمها في حلة الرجل الفارس العاشق.. وما ساعده أسفاره الكثيرة كضابط في سلك الأمن وغيابه لأيام واجتماعه بها يومين كحد أقصى!
إلا أن للتعايش وجوه أخرى جعلته يقرأها جميعًا وشيئًا فشيئًا تهب إليه من كل نسمة دفء.. وتنهيدة تتسلل من نوافذ قلبها المشرعة بعد ليلة مرصعة بنجوم العواطف المشتعلة.. مع كل الجفاف.. صخبهما الحميمي لم يخفت ولو في لقاءٍ واحد.. مع ضرورة التأكيد بكون الدفء هنا ميتًا بلا روح.. على الأقل من جهتها هي!
سنواته معها حافلة بنكبات تاريخية تخص ماضيها.. ماضي عائلتها
مما جعله في كل مرة ممتطياً صهوة الفروسية برداء النبل، مثاليًا على الدوام.. خارقًا للعادة، الظروف حوله تجعله حامٍ لأي هجمة.. محتوٍ كل شيء، جامعاً كل الخيوط بيده، كان قائدًا بفطرته مسيطرًا ويترك كل شيء له..
الآن بعدما غادر المركز الأمني بإجازة سنوية طويلة، فكّر أن تكون له وحده، الأحداث الأخيرة وجود أمه.. سلوان ومحاولتها التي أسقطتها إلى حدود الدونية والابتذال، ناهيك عن زوجته التي سيتغاضى عنها هذه المرة متعمدًا.. وعائلة زوجته التي يحاول بوسعه أن يؤمن لهما كل ما يحتاجوه.. أحيانًا تختلط مسميات لبنى حوله من " واجبه" تجاههم إلى "نُبله" معهم!
والآن القاصمة تمثلت في كون والدها كان القاتل الفعلي وكل شكوكه السابقة انحسرت في مهد أملها، كل هذا فوق طاقته ..احتاج ذاته التي وقعت بين هذا وذاك..
والاصعب جدًا أنه كرجل لم ينس ..وللآن لم يتخط ما فعلته مع سليمان الغربي؛ قادته خبرته لعرض كل الرسائل التي حُذفت باستخدام وسائله ..والأسوأ لم تكن الأولى بل هناك سابقات لها من صندوق بيته ..ورجولته؛ توقف مرغما لأنه لا يود التمادي والوصول لشيء قد ينسف كل سفنها معه ..لا يود أن يمزق قلبه الذي يطن فيه بشكٍ قاتل والشك بذرة إن نماها بفضوله ومرضه ستقتل كل شيء ..للآن لم يأخذ نفسه جاءت والدته وأطبقت على سلوكه معها..وهو رجلٌ لن ينسَ ومن العار جدًا تغاضيه .
جاب في المدينة الواسعة واستقر عند جبلها بعد جلسة خاصة قرر وما بقي واجب التنفيذ، وصل منزله القابع في ظلامه، دخل غرفته السابحة في سكونها وظلال شجيراتها بحفيفها تكسر حدة صمتها، وقف عند السرير الضخم الذي احتلت لبنى جانبه ..وجهها هادئ وعلى صدرها كتاب يخص التنمية البشرية، على جانبها طبق ممتلئ بالمكسرات التي باتت تحب مؤخراً كالكتب العلمية، دنا منها أكثر يستكشف حشرة ظنها على وجنتها ولم تكن سوى قشرة بندق غفت عند شامتها المليحة أعلى خدها، تنهد بعمق واستل سيجارته يشعلها، تململ جسدها نفورًا من الرائحة ..فخرج إلى الشرفة يعانق بتبغه الغالي الظلام الموحش، عاد بعدما استنفذ العدد الذي جعله يكتفي، وبدل ثيابه فيما دخل سريره ويأخذ مكانه، رمى برأسه التي تتوسد يده أسفله وحاول إغماض عينيه، قبل أن تتعانق جفونه شعر بحركة جسدها البض نحوه، فقلص المسافة بينهما دست نفسها في حضنه ويداها تشددتا حول وسطه ..ونفس مليء بالراحة الخبيثة يخرج عنها..
لم ينم وأنفاسها تموج بحرارة حول عنقه وجسده، استيقظ قبلها وحضر عدته حينما نهضت من فراشها استنشقت حواسها وجوده، فنهضت عن سريرها وجدته في الشرفة بيده كوب قهوته وسيجارته تأخذ مكانا بين شفتيه، كان بهيئة لا تمت لدوامه بصلة، سروال من الجينز السماوي بقميص أغمق درجة بضربات بيضاء عشوائية وحذاء عسكري بساق مرتفعٍ لونه عسلي، ضمت مئزرها ورمت حجابها تمشي نحوه إلا أنه التفت لها.. رمقت الحقيبة قربه فأشارت لها متسائلة ..وألم غريب تسلل لها حتى طرق قلبها وولج:
-لماذا هذه هنا.. هل أنت ذاهب إلى مكان ما.
أومأ لها فاقتربت منه ولامسته دون تماس فعلي:
-أجل أنا سأخرج في رحلة ...خاصة بي وحدي.
قطبت مشرئبة بعنقها والعتب في عينيها لا تخفيه:
-ما المناسبة الطارئة؟ لماذا الآن؟
قبل جبينها بعمق بعدما قربها منه وقال بإقرار:
-أنا بحاجة لذلك جدًا.. أعتقد حان وقتها..الفترة الماضية أستنزفتني وحاجتي للابتعاد زادت
عيناه محجوبتان عنها.. داكنتان حلّ ظلامهما حتى وصل أسفل جفنيه.. ذقنه الخفيفة النامية.. كان مرهقًا بملامح وإن أغلقت عنها.. فهي متعبة، انتفضت بعيدة عنه وصفاء الخضرة في عينيها توحش وبات كحشائش في ليلة قمرية:
-كيف.. كيف تفعل ذلك وتتركني في هذا الحال والوضع.
أغمض عينيه لحظة وفتحهما باستنزاف:
-أنا أترك نفسي بعيداً عني وأعطيها راحة مستقطعة من زوابع ظروف لن تهدأ..
نطق بصوت مشحون:
-أنا لستُ بخير
سقطت دمعتها بوجع التهم قلبه وسألت:
-هل أشقيك؟
-قلبي من يفعل؟
شددت عليه ترجوه:
-لا تفعلها ...وتتركني.
زفر بعمق :
-سأفعل لبنى ..لأجلنا سأفعل.
اقترب منها فلم تر في قربه هيمنة ...بل شظايا حادة لصورة النبل المهشمة:
-كل الأمور ستكون على ما يرام.. لن أترككم على أي حال السائق هنا ليقلك ويقوم بكل ما يحتاجه المنزل.. والدتك هنا.. ووالدتي لن تؤذيكِ..
أطبق فمه للحظة وتابع فيما يضغط على جبينه:
-سلوان لن تطأ عتبة هذا البيت.. المهم الآن أيمن سيتواجد قريباً مني.. سأكون قريباً.. إلا أنني لن أستطيع التواجد هذه الفترة.
احتشدت دموعها ترفع راية الانهزام فنطقت خمسة حروف تحوي خذلانها وخيبتها منه.. هو تحديدا..
-لماذا..
وكل حرفٍ يهجوه.. يقسو عليه ولا يملك إجابة..
فاللام.. لتركها في عرض طوفان الرهان عليه مع مخاوفها
والميم.. تحكي مرارة فراقه.. قبل أن يغيب
والألف.. عن ألف صورة لعرشه تهشمت في عينيها
والذال.. تشكوه ذلها اللحظة بهوانها عليه..
والألف الأخيرة كررتها وهي تشيع خروجه من عندها متأسفًا، ترى جواده الأصيل سقطت عنه فروسيته، وفارسها الشهم تدحرج رداء نبله ورحب به القاع.
*****
مر يومان اعتادت فيهما غيابه خرجت مع والدتها التي أنهت عدتها قبل أيام لقضاء بعد الأمور والتوكيلات في المحكمة، خرجت من ختم الأراضي وسارت صوب مكتب الأحوال والزواج لأجل دفتر العائلة الخاص بإنصاف، استبقت أمها لحجز دور بين صفوف القابعين للنظام، ارتدت لبغتة بشهقة مفاجئة حين لمحت الجسدان الماثلان أمامها، المتمثلان بمنتصر زوجها.. قربه سلوان من المكتب تلوح بدفتر عائلة أزرق اللون بكفها اليمين بضحكة واسعة!
المشهد لا يحتج أي تفسيرات ..لقد فعلها فارسها.. وحقق أسوأ كوابيسها.
لا يمكن تأويل الدفتر القابع بكفها إلا بكون سلوان تقاسمها ذات الدفتر الخاص بالزواج.



٠
انتهى الفصل.



قرائي ..
في الحقيقة أشعر برضا كامل غير منقوص عن الفصل ..لرحلتي بثماني وعشرين فصلاً ممتلئات بصخب نفسي ..مع لغة أدرك أن بعضا يستثقلها وبعضا لا تروقه في زحام يومه والبحث عن راحة ..

بودي وكامل حبي لكم ..أنا شاكرة وممتنة لتواجدكم في صفوف متابعيني؛ وسعيدة ..صدقا سعيدة ومكتفية بكم كعائلة تفرحني عقب كل فصل ..
بتعليقاتكم التي أفتقد اصحابها ..والقراء وإن لم يشاركوا أفتقد وجودهم ..وكل شخص ترك بصمته ولو بقراءة صامتة ..فأنا سعيدة به وممتنة ..حتى اولئك الذين يتابعون بلا أدنى حاسة شغف وإجبار.

في الواقع لن أدعي مثالية مطلقة فانا وبكل أسف قد أنخرط أحيانا بانفعالات عاطفية حين ارى قرائي الصامتين مصادفة عند غيري كمتفاعلين غير مقصرين ..إلا انني سرعان ما أخرج نفسي من ورطة اليأس ..
فأنا لم اتصور يومًا انني سأكتب ..*سأتغاضى عن خواطري الركيكة المحفوظة* ..
ولم أتوقع في اجمح أحلامي أن أنشر على نطاق واسع المدى ..يقرأ لي الكثير..
ويحفظ لي بعضًا من ترنم لغتي ..ونثري ..
هذا القبول الذي أكرمني الله به ..لن أقضيه أبدًا في تحسر بل سأمتن لكل لحظة غمرني فيها بلطفه ..
ثم أنني اؤمن أن الكتابة فن محسوس وملموس وانا مكتفية بإن أمس شغاف قلوبكم وان تقضون معي متعتكم ..واشارككم فني وبوحي ..


هذه المشاعر اللطيفة أخبرتكم بها كلغة سمحة قبل بدء شهر الرحمة والسماح ..آملة أن يطهر الله قلوبنا ويغسل عنا كل ما راكمته الشهور فيه ..وأنا اكيدة من طهرنا عقبه .

إجازة مليئة بالروحانية ..وأن يكتب الله فيها القبول من قول وعمل .

ألقاكم على حب.
وكل عام وأنتم بخير







التعديل الأخير تم بواسطة Lamees othman ; 29-03-22 الساعة 10:11 PM
Lamees othman غير متواجد حالياً  
التوقيع
ست وعشرون نجمة وبضع من سماء روحي معلقة بين ثنايا الأفق!



(وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ)

سبحان الله والحمدلله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.❤
رد مع اقتباس