عرض مشاركة واحدة
قديم 19-04-22, 12:12 AM   #9

فاطمة الزهراء أوقيتي
 
الصورة الرمزية فاطمة الزهراء أوقيتي

? العضوٌ??? » 475333
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 612
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » فاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond repute
افتراضي 2


"في القرية"

في الصباح الباكر بعد استيقاظ الجميع ..كانت والدة ثريا تنتظرها أن تستيقظ خاصة و أنها من الناس الذين يستيقظون باكرا...مرت ساعة و ساعة أخرى حتى أمرت الأم سكينة شقيقة ثريا ذات العشر سنوات أن توقظ أختها ...و بعد لحظات جرت سكينة على الدرج تنادي "ماما ماما ...ثريا ليست بغرفتها"انتبهت حبيبة على ابنتها فتركت تحضير الغذاء تحاول استيعاب ما تقول" ماذا قلت؟ أين ثريا؟"
"ليست بالغرفة يا أمي " أمسكت حبيبة بكتف سكينة و حاولت استخراج صوتها بصعوبة و ودماغها ينسج الكثير من السيناريوهات فتحدثت بصوت منخفض " هل تحققت من الحمام يا سكينة؟" نظرت سكينة في عيون أمها التي تشبه عيون ثريا ثم قالت " إنها ليست بالمنزل يا أمي ..لقد وجدت هذه في غرفتها" ثم مدت لها رسالة مكتوبة بخط اليد ..استلمتها الأم بيد مرتجفة قبل أن تسقط جاثية على ركبيتيها باكية و هي تولول و تضرب خدودها و تردد " ماذا فعلتي يا ثريا ؟ ماذا فعلتي يا فلدة كبدي؟ سيقتلك والدك؟ ما الذي أوقعتنا فيه" اقتربت منها سكينة والدموع تغرق وجهها دون أن تفهم السبب ثم قالت" أمي هل ثريا بخير؟" عانقتها حبيبة و استمرت في هلوستها وهي تبكي بحرقة و نشيجها يعلو..

"أمي ما الذي يحدث هنا؟" اقترب طارق ذو الثمانية و العشرين سنة من أمه و الهلع سيطر على ملامحه ...جثا على ركبيته يحاول سماع هلوسات أمه " ما بك يا أمي؟ ما بها ثريا؟" انتبهت له و تشبتت بقميصه وصرخت " أختك هربت يا طارق ...هربت" وعلا نشيجها أكثر ...

تشنجت أطراف طارق و ابيضت شفتاه وهو يحاول استيعاب القنبلة التي ألقت بها أمه في وجهه الآن قبل أن يهمس " ماذا تقصدين بهربت يا أمي؟..هل أنت متأكدة؟"أكمل مرتبكا يحاول ترتيب أفكاره" ربما خرجت مع عمتي أو ذهبت عند إحدى صديقاتها.."بدت الأم منفصلة عن العالم تماما وهي تفكر في العواقب وتحدثت بعصبية" لا لا ثريا كانت ستخبرني قبل أن تخرج ...وعمتك خرجت منذ قليل فقط وحدها" رفعت كلتا يديها لرأسها وبدأت تضربه وتولول " سيقتلنا أبوك...يا إلهي يا إلهي ..يامصيبتنا..لقد خرب بيتي" انتفض طارق بعصبية وبدأ يدور حول نفسه في المكان ثم بدأ بالصراخ" كفى يا أمي ..ثريا تركت المنزل و انت تفكرين في خراب بيتك" ثم بدأ يحدث نفسه بهمس" ماذا فعلت ياثريا لم أكن أظن أن تمردك سيصل لهذه المرحلة" لمح الرسالة في يد أمه فسحبها من يدها وبدأ بالقراءة ومع كل سطر كانت عيناه تتسع و تتسع فبدأ يضرب الحائط بقبضته بعصبية و جنون و سكينة تراقب المشهد أمامها و لم تستوعب سوى أن ثريا أمها الثانية قد تركتها و ذهبت...

خرج طارق من المنزل بجنون وعصبية ومن حظه السيء قد صادف والده أمام الباب ينوي الدخول " ماذا هناك يا ولد؟ تصارع ذباب وجهك منذ الصباح؟" ..تطلع طارق في والده و أبت الكلمات أن تخرج ..كان يرمقه بنظرات حذرة وخوف من القادم..دخل الأب عبد الرحمان إلى المنزل ووجد زوجته نصف مستلقية على أرضية المطبخ و و جهها أحمر من البكاء ولا زالت على نفس حالتها تولول و تضرب خدودها فاقترب منها بوجه مكفهر وصرخ " ما هذه الحالة يا حبيبة؟ هل توفي أحد؟" ذبذبات صوته تخللت أذنيها فانتابها الهلع وتوقفت الكلمات في حلقها فصرخ عبد الرحمان مجددا"تحدثي يا امرأة قبل أن أفقد أعصابي...أم هي إحدى نوباتك الثمثيلية عندما تخطئين في شيء؟"ثم استدار لابنه" ما بها أمك يا طارق؟"

اقترب منه طارق بحذر وناوله الرسالة قبل أن يقول"ثريا هربت من المنزل و تركت هذه الرسالة" تسمرت ملامح عبد الرحمان و ترنح جسده ...وضع يده على موضع قلبه و همس من الصدمة " ماذا تقول؟ كيف؟" أحس بالدنيا تدور من حوله فاقترب منه طارق يسنده و يجلسه على أقرب كرسي...التزم عبد الرحمان الصمت تماما وعيناه مثبتة على الرسالة في يده...كأنها النقطة الحاسمة في موقفه القادم..يحاول استيعاب ما سمعه وما فعلته ابنته..زمجر بغضب عارم و بدأ يشتم بألفاظ نابية منحطة ويدق الطاولة بعصبية..

جلس طارق القرصفاء وأحنى رأسه يفكر في المصيبة التي حلت على رؤوسهم و ينتظر موقف والده أما سكينة ف صمتت تماما تراقب الموقف عن بعد وعيناها مغرورقتان بالدموع..

بعدها بقليل دخلت فتيحة عمة ثريا وكان الوضع هادئا...لم تسمع صوت التلفاز ولا صوتا منبعثا من المطبخ...توثرت ملامحها واقتربت من المطبخ بخطوات متعثرة وتسلل إلى مسامعها هذيان حبيبة وصوت نشيجها ثم لمحت شقيقها جالسا فوق الكرسي متسمرا بعد نوبة الغضب التي اجتاحته ويضع مرفقيه فوق فخديه ويحضن رأسه بين يديه و الرسالة متدلية من يده اليمنى...لقد بدى مصدوما و كأن ملامحه شاخت أكثر بفعل الصدمة بينما طارق لازال على نفس جلسته ينقل نظراته بين والده ووالدته إلى ان التقت عيناه بعين عمته فانتفض واقفا و اتجه نحوها يتحدث بلهفة "عمتي ...هل تعلمين أين ثريا؟..هل خرجت معك؟إنها مختفية ...كتبت رسالة تقول أنها هربت..أنت الأقرب إليها ..هل لديك فكرة عن مكانها.."اندفعت الكلمات من بين شفتيه بدون توقف كأنه في سباق مع الزمن..

حاولت فتيحة ادعاء الصدمة وبدأت تضرب صدرها و تردد "هربت؟كيف علمتم بهذا ..ربما خرجت لتتفسح قليلا وستعود"انتفض طارق مبتعدا و ازداد جزعه كأن دلوا من الماء قد أغرقه ...لقد كان متشبتا بأمل أن عمته من الممكن أنها تعرف مكانها لكن الآن أدرك أنهم في وضع خطير جدا...نقل أنظاره لوالده الذي انتفض واقفا هو الآخر فور سماع صوت شقيقته فاقترب منها و أمسك ذراعها وهزها بقوة وبدأ يصرخ"ستخبريني أين ثريا الآن ...انا أعرف ألاعيبك جيدا...زرعت أفكارك المسمومة في عقل ابنتي وشجعتيها على الهروب ...أين ابنتي يا فتيحة و إلا لن تري النور بعد الآن"حاولت فتيحة سحب ذراعها من قبضة شقيقها و تأوهت متألمة"ماذا تقول يا عبد الرحمان ...ثريا ابنتي أيضا...هل سأنوي الضرر لابنتي...ربما تكون أنت والدها لكن أنا من ربيتها ..أنا.." قاطعها عبد الرحمان صارخا" توقفي عن هذه المسرحية الآن..أخبرتك مرارا و تكرارا أن تبتعدي عنها...حذرتك من تدليلك لها حتى أصبحت نسخة متمردة منك...أين ثريا يا فتيحة..سأقتلها إن وجدتها..سأقتلكما معا...ربما لهذا لم يرزقك الله بالأولاظ..ها أنا اتمنتك على ابتني و انظري ماذا حدث"اشتدت قبضته على ذراعها فرفع يده ينوي صفعها...

أغرقت الدموع وجه فتيحة وقد ضربتها كلمات أخيها في مقتل نظرت لعيونه طويلا بتحدي وقالت بصوت مكسور"أنا لن ألومك على كلماتك يا أخي ...أعلم أنك مجروح الآن ..تحتاج أن تهدأ قليلا ...ابنتك التي تتحدث عنها لم تعد طفلة...بل شابة يافعة تستطيع اتخاذ قراراتها لنفسها..وأنا لم أحرضها على شيء"نفضت ذراعها من قبضته واتجهت إلى حبيبة المنهارة على أرضية المطبخ تسندها وتتمتم " ستكون بخير يا حبيبة ..هيا أفيقي يجب أن تكوني قوية...هيا.."
حاولت حبيبة النهوض من مكانها وهي تتعثر في خطواتها وتستند بثقلها على فتيحة و تهذي " ابنتي يا فتيحة تركتني ..ذهبت ابنتي يا فتيحة" ثم أجهشت بالبكاء مجددا..

اقترب منها عبد الرحمان و شد ذراعها بقسوة وجذبها من يد فتيحة يهزها بقوة وهي مستسلمة تماما لغضبه و صراخه"كل ما يحدث الآن بسببكما...حذرتك مرارا من تعنتها ...قلت البنت مكانها في بين زوجها ورفضها للعرسان لم يعجبني..وأنتما في كل مرة تخبرانني أنها مازالت صغيرة وليست مستعدة للزواج ....والآن هاهي قد وضعت رؤوسنا في الوحل وستصبح سيرتنا على كل لسان...هل ترين تربيتك أين أوصلتنا...امرأة فاشلة حنى ابنتك لم تستطيعي السيطرة عليها..لا تجدين شيئا سوى البكاء"علا بكاء حبيبة فدفعها عنه بقوة كادت أن تسقط لولا أن سارع طارق لإسنادها وهو يرمق والده بنظرات غاضبة وحاول بصعوبة السيطرة على كلماته...

أسند أمه واتجه بها نحو البهو وفتيحة تتبعه من الخلف بخطوات متعثرة والدموع تملئ وجهها ...لمحت سكينة التي تجلس على الدرج و تراقبهم في صمت و خوف فاتجهت نحوها و حضنتها ....أما عبد الرحمان اتجه لغرفته و صفق الباب بقوة وهو يزمجر غاضبا..ويرمي بكل ما تطاله يداه..وأصابع يده اليسرى تحتضن الرسالة التي لم يجرؤ على قراءتها بعد...جلس على السرير و نظر مطولا للرسالة ثم فتحها و بدأ في قرائتها...
___________________________
'الرابعة بعد الزوال'

طرقات رتيبة و خفيفة على أحد الأبواب في أحد الأحياء الشعبية و صوت خطوات قادم خلف الباب و صوت ناعم يبدو لامرأة متقدمة في السن يهتف "أنا قادمة" ثم فتح الباب و ظهرت منه امرأة سمينة وقصيرة القامة تضع وشاحا تعقده فوق رأسها و شامة الحسن ترتكز فوق خدها الأيسر الناصع البياض و عيناها البنيتين تمعنان النظر في الفتاة أمامها ثم تمتمت"بسم الله ما شاء الله"،ارتبكت الفتاة من التحديق الذي خصته بها المرأة أمامها والتي خمنت أنها في أواخر الخمسين ثم همست"مرحبا يا خالة سعدية"سحبتها المرأة في حضن دافئ أربكها و طبعت قبلتين على خذها الأيمن و أخرتين على خذها الأيسر "أهلا وسهلا بابنة أخ الغالية زوجة المرحوم الغالي،لقد انتظرتك منذ اتصلت عمتك...ادخلي يا ابنتي ادخلي...هل أكلت شيئا لا بد أنك جائعة...هيا البيت بيتك"سحبتها الخالة سعدية خلفها و اتجهت بها نحو بهو مفتوح على المطبخ و أمرتها بالجلوس"أنت تشبهين عمتك جدا..ماذا كان اسمك يا ابنتي (وضعت يدها على جبهتها تحاول التذكر) هل كان سارة يا إلهي لا أستطيع تذكر الأسماء"نظرت إليها الفتاة و هي تقاوم الدوار الذي أصابها من المواصلات و تحاول التركيز على كلمات الحاجة السعدية التي لم تتوقف عن التحدث"اسمي ثريا يا خالتي الحاجة""ثريا اسم على مسمى يا ابنتي""شكرا،لقد أصرت عمتي على تسميتي بهذا الاسم..تقول أنه يعني مجموعة من الشموع التي توضع في الشمعدنات"تمتمت ثريا بهدوء و هي تربت على الوشاح الذي ارتكز فوق كتفيها منذ مغادرتها للقطار.

تناولت ثريا ما قُدِّم إليها و هي تقاوم جاهدة النوم و التفكير الذي يفصلها عن حديث الحاجة السعدية ولازالت تحتضن حقيبة ظهرها منذ دخولها ...قطع الحوار رنات صادرة من هاتف الحاجة السعدية "أهلا يا فتيحة ...نعم لقد وصلت وأكلت وهي أمامي الآن...ماذا تقصدين بهل هي بخير ..إنها شاحبة قليلا لكنها كالقمر ما شاء الله ...لم تخبريني أنها تشبهك يا فتيحة إنها نسخة مصغرة منك ...هل تصدقين أني عرفتها فقط من زرقة عينيها و لون شعرها البرتقالي اللذان يطابقان خاصتك....أجل أجل إنها أمامي...هل تريدين محادثتها..تفضلي يا ابنتي عمتك تريد محادثك" ...تناولت الهاتف بارتعاش واجتاحتها موجة من الدموع والتي تقاومها بشدة أمام الحاجة السعدية التي تنظر إليها بفضول وتحاول الاستماع إلى الحوار بينهما إلى أن قاطعها صوت جرس الباب فانتفضت واقفة وهي تتحرك بصعوبة بسبب وزنها ...

"هل أنت بخير ؟" هذا مااستطاعت أن تقوله العمة فتيحة وهي تتحدث بصوت خافت ثم انهمرت دموعها"لا تبكي يا عمتي أرجوك ...انظري أنا بخير لقد وصلت سالمة والخالة سعدية طيبة لقد استقبلتني بحفاوة حتى أنها عانقتني و قبلتني كما تفعلين أنت دائما"حاولت صورية مقاومة دموعها و هي تلقي بكلماتها دون أن تعيها حقا إنها تشعر بالخوف والحزن والضياع"كيف حال أمي؟ هل علموا بذهابي؟ ماذا فعلوا؟ هل قرؤوا الرسالة؟""الأمور هنا كارثية لا تفكري حتى بتشغيل هاتفك أو الاتصال بها..أنا سأحادثها في الوقت المناسب...لم تتوقف عن البكاء منذ اكتشفوا الأمر ووالدك سيجن لم يتوقف عن اتصالاته"..شهقت و توسعت عيناها و كأنها أدركت الآن ما أقدمت عليه"يا إلهي ماذا فعلت؟..لابد أنني فقدت عقلي...""ثريا اسمعيني أنا لا أستطيع التحدث كثيرا على الهاتف...أنت فعلت كل هذا لتحقيق ذاتك والبحث عن طريقة لتثبتي أن النساء يستطعن الاعتناء بأنفسهن ...عندما تهدأ الأمور سأخبرك ثم اتصلي بهم لتطمئينهم جميعا..سعدية لا تعلم شيئا لقد أخبرتها أنك ستسكنين معها مؤقتا من أجل البحث عن عمل...أنا أعلم أنك قوية ولن تخذلي نفسك أولا ولن تخذليني ....ولست بهينة أنا أثق بك..."أجهشت ثريا بالبكاء كطفلة صغيرة فقدت أمها للتو وقالت"أنا خائفة...لا أعلم ماذا سأفعل..أنا ضائعة""ارتاحي الآن ونامي وغدا فكري بذهن صافي...سأذهب الآن اعتني بنفسك و لا تنسي ما أخبرتك به"...
ارتخت يديها واستقرت فوق حجرها ودموعها لم تتوقف ولم تقو على مسحها حتى...

"لماذا تبكين يا حبيبتي هل أنت بخير؟"اقتربت منها الحاجة السعدية وأخذتها بحضنها و هي تربت على كتفيها و شعرها بحركات رتيبة وكأن ثريا كانت تنتظر هذا الحضن لتخرج مكنوناتها"لابد أنك اشتقت لعائلتك يا صغيرتي ...لا بأس إنها وضعية مؤقتة و ستزوريهم إن شاء الله..لا تبك يا صغيرة"ختمت السعدية كلماتها وهي تمسح عيون ثريا ثم ربتت على خدها الأيمن "لا بد أنك متعبة..هيا سأريك غرفتك"رفعت ثريا رأسها أخيرا ثم اصطدمت بزوج من العيون تمعن فيها النظر و كأنها كائن غريب..فارتبكت من نظراته و بحركة لا إرادية حاولت تغطية شعرها فتراجعت و اكتفت بتغطية الجزء السفلي منه، و شعرت بالخزي من منظرها الطفولي قبل قليل ،وجهت نظراتها للخالة التي بدت وكأنها تذكرت شيئا للتو "آه نسيت ..هذا حفيدي عماد..وهذه ثرياا ابنة أخ الحاجة فتيحة"...ابتسم عماد ببلاهة و هو يمعن النظر في هذه البرية التي يراها أمامه و التي بدى شكلها غير مألوف بشعرها البرتقالي و عينان زرقاوتان صافيتين كموج أعالي اابحار بدى سارحا وهو يناظرهما ثم بشرتها الناصعة البياض..بدت له كسائحة روسية تائهة...تقدم بخطوات ثابتة ليقف في مكان أقرب ثم اكتفى بإيماءة صغيرة و ابتسامة و همس"تشرفنا" واكتفت هي بابتسامة باهتة.

استدار نحو جدته "هل هي سائحة روسية تائهة يا سوسو؟"ضحكت الحاجة سعدية وهي مدركة أنه يمزح"هل تبدو لك كذلك يا فتى؟"اتكئ على الحائط وعيناه تتأملها "كل شيء ممكن يا حاجة سوسو..كلما زرتك أرى ضيفا جديدا...مرة ابن جارتك التائه و قد تركت المسكينة كالمجنونة تبحث عن ابنها..لكن هذه المرة الضيف من نوع خاص جدا" قاطعته بتوبيخ"هو من جاءني جائعا يقول أن أمه لم تطعمه...ثم إني علمتها درسا كي لا تلتهي عن ابنها مجددا و تطعمه بدل قضاء الوقت في الكلام الفارغ مع أصحاب الدكاكين"" تو تو لا يا سوسو لا يجب أن نخيف السائحة الجديدة على الأقل دعيها تتأقلم مع طبيتك ثم نريها الوجه الآخر"ابتسم عماد وهو يراقب امقتاع وجه جدته "لقد أصبح لسانك سليطا يا ولد ...هيا اذهب لأمك لا طعام لك عندي اليوم .."أدارت وجهها عنه وهي تؤشر له بيدها كأنها تطرد قطا...انفجر ضاحكا و اقترب منها ثم احتضن جذعها من الخلف و وزع قبلاته على خذها و عيونه على ثريا التي تراقبهم بابتسامة شاردة وهي تشعر بالألفة في هذا المنزل الذي دخلته منذ ساعات قليلة فقط"أيهون عليك فارسك عماد يا حبيبتي يا سوسو...لا يهون أليس كذلك؟"و بدأ بدغدغة جدته التي انفجرت ضاحكة وتحاول إبعاد يديه ثم قالت لاهثة "توقف يا ولد...حسنا حسنا...عماد الغالي لا يهون أبدا"
****

______________________
يتبع...



التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 10-05-22 الساعة 11:55 AM
فاطمة الزهراء أوقيتي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس