عرض مشاركة واحدة
قديم 19-04-22, 12:21 AM   #10

فاطمة الزهراء أوقيتي
 
الصورة الرمزية فاطمة الزهراء أوقيتي

? العضوٌ??? » 475333
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 612
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » فاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond repute
افتراضي 3

"في برشلونة مساءا"

رن جرس الباب فأسرعت سمر لفتحه مرحبة بقدوم محمد...رحبت به بحفاوة ودعته إلى الداخل ليستقبله أسامة بعناق حار و يتجها نحو غرفة الجلوس المفتوحة التي تطل على المطبخ و تتوسطها مجموعة من الأرائك الداكنة اللون ومائدة و تلفاز كبير معلق على الحائط...كان أسامة يضيف اللمسات الأخيرة على العشاء وسمر جهزت صينية الشاي المغربي وتوجهت إلى غرفة الجلوس ثم لحق بها أسامة بعد لحظات و في يده صحنين أحدهما به الفواكه الجافة والتمر و الآخر مليء بأنواع مختلفة من الحلويات المغربية...

كانت جلسة شبه عائلية دافئة تبادلوا فيها أحاديث طويلة قبل الانتقال إلى طاولة الطعام من أجل العشاء..

تذوق محمد الطبق أمامه بتلذذ وقال" المذاق رائع كالعادة يا أسامة..لا أحد ينافسك في الطبخ يا ولد" شعر أسامة بالإطراء من كلمات العم محمد وقال" بالهناء والشفاء يا عم محمد"
قالت سمر و هي تلتقط حبة برقوق مجففة من الصحن "إنه بارع في الطبخ يا عم محمد ..أخبرته مرارا أن يستفيد من الدورات التكوينية التي أجراها سابقا في الطبخ بدل الفندقة و التسيير لكنه لا يسمعني" وافقها محمد الرأي "والله فكرة رائعة ...لماذا لا تفكر في الأمر بجدية؟" أجابهم أسامة "ليس الأمر أنني لم أفكر في الأمر بجدية...بل أن الأمران يروقان لي ...أشعر بأنني شغوف بالطبخ و في نفس الوقت لا أستطيع التخلي عن كوني مسير سواء فنادق أو مطاعم...بالرغم من أن تسيير المطاعم يروق لي أكثر بما أن الأمر له علاقة بالطبخ..."

تحدث محمد بتركيز"أستطيع أن أفهم النزاع الذي تعانيه فقد حصل لي الأمر نفسه في بداية دراستي و كنت حائرا أي تخصص سأختار هندسة معمارية أم هندسة ديكور ..الأمر فقط يحتاج التفكير بتأن لتدرك إلى أي اتجاه ستميل له كفة ميزان ميولاتك"وافقته سمر الرأي مضيفة "أنا عن نفسي أراك ستبلي حسنا في الجهتين"ابتسم لها أسامة وأضاف "أتفق معكما..بالمناسبة يا عم محمد..هل تتذكر المحل الذي كان ملكا لوالدي رحمه الله"
"المحل الذي هدموه سابقا وقالوا أنهم سيعوضونكم لاحقا ..نعم أتذكره ..هل من جديد بخصوصه؟ "
"في زيارتي الأخيرة للبلد كانوا قد اقترحوا عليا محلا تجاريا من طابقين بشرط أن أضيف مبلغا ماليا قدره...لأحصل عليه واحزر ماذا ..إنه في الشارع المقابل للمبنى الذي تشتغل به"
تحدث محمد بحماس "لا أصدق...المكان هناك جيد جدا بالمقارنة مع المبلغ الذي أضفته...مبارك حصولك عليه أخيرا...إذن ما هي خططك؟"
بدأ أسامة في التحدث بحماس"كخطة مبدئية...أفكر في فتح كوفي شوب ..خاصة أن المحل واسع و يحتوي على شرفة وموقعه جيد كما أشرت سابقا..هذا بخصوص الطابق الأرضي أما الطبق الأول فسأضع له خطة لاحقا على حسب الإقبال إلخ...)

أجابه محمد بتركيز " تبدو فكرة جيدة لكنها تحتاج الكثير من المال والوقت لتنفذ ..فهذا مشروع يحتاج التفكير"
شاركتهم سمر الحوار قائلة" اقترحت عليه بعض التصاميم التي بدت لي مناسبة من خلال وصفه لي للمكان و بعض الصور التي رأيتها ..سآخذ رأيك فيها فيما بعد.."
وأكمل أسامة" أما بخصوص المال...أستطيع القول أني تمكنت من تحصيل مبلغ معقول من خلال سنوات عملي هما وسيفي بالغرض لتنفيذ الفكرة ..أما الوقت فأنا أنوي البدء في أسرع وقت ممكن..انتظر فقط أن ننزل للبلد مجددا في أقرب فرصة لترى سمر المكان و تكمل تصميماتها المقترحة.."

انتاب محمد مشاعر الفخر و التأثر لاستشعاره العزم والتصميم في كلمات أسامة..ذلك الفتى الذي فقد والديه في نفس اليوم وهو في سن الثامنة لولا لطف الله لكان فقد حياته أيضا
حاول محمد مداراة شعوره و أجاب بديبلوماسية " ما رأيك إذن أن تستعين بمكتبنا لخلق تصميم يناسبك بتعاون مع سمر طبعا و في نفس الوقت سيكون هناك خصم مناسب لك و إرشادات خاصة بخصوص الديكورات التي تستطيع الاستعانة بها ذات جودة عالية و ثمن أقل ...على الأقل نحن أكثر دراية بالسوق في البلد"

حللت سمر كلماته بعناية ثم وجهت نظراتها لأسامة "في الحقيقة العم محمد على حق...على الأقل سيرشح لك طاقما مناسبا للعمل و مهندسا يراقب الأعمال عن كثب أما أنا فلن أستطيع فعل الكثير من الأشياء من مكاني هنا...."

بدى أسامة مركزا على كلماتهم فختم النقاش"اتفقنا إذن ..سأرتب لزيارة أخرى للبلد في أقرب وقت ممكن وان استطاعت سمر المجيء أيضا فسيكون الوقت مناسبا للتخطيط و البدأ في التنفيذ"
"حسنا إذن أنا سأغادر بعد 4أيام على أقصى تقدير ...إذا استطعت تدبير لقاء آخر لنا قبل رحيلي فستكون فرصة جيدة وربما أحث أشرف على المجيء معي و نناقش الأمر مرة أخرى"
تشنجت معدة سمر من الاسم الذي سمعته والتزمت الصمت بينما نطق أسامة "حسنا ..الهاتف بيننا إذن"
توجه محمد نحو الباب مغادرا و تبعه كل من سمر و أسامة "أمسية سعيدة يا أولاد و شكرا على الطعام ..لقد استمتعت حقا" تكلم كليهما"أمسية سعيدة يا عم محمد" ثم أغلقوا الباب بعد أن ودعوه...
__________________________

بعد أن أرشدت السعدية ثريا لغرفتها وجلست معها قليلا غادرت لتتركها على راحتها فنبست ثريا بكلمات شكر ثم توجهت لحقيبتها التي وضعها عماد سابقا الغرفة..
جلست أرضا تتأمل المكان من حولها..
غرفة صغيرة تستقر فيها أريكة أمام مدخل الباب فوقها عدة شراشف موضوعة بعناية و فوطة نظيفة.. و على جانبها الأيمن خزانة صغيرة تتكون من عدة أدراج مغلقة ونافذة ذات ستائر شفافة...أما في الجانب الأخر من الغرفة كانت هناك خزانة متوسطة الطول ببابين..وعلى الحائط عُلِّقت مرآة صغيرة ذات إطار فستقي اللون وبعض الصور القديمة للغابات والبحار..كانت غرفة دافئة ومريحة..
أخرجت محتويات الحقيبة الكبيرة تبحث عن شيء إلى أن وجدته...جورب أحمر كبير معقود ..فكت عقدته و أخرجت محتوياته من الأوراق النقدية وبعض المجوهرات الرقيقة(سلسال وسوارين وخاتم)من الذهب وبعض الفواتير...نظرت لهم بشرود و تذكرت كيف أعطتهم لها عمتها قبل هروبها من المنزل بيوم عندما دخلت غرفتها ليلا وناولتها الجورب قائلة بخفوت"هذا الجورب به مبلغ معقول و بعض المجوهرات إن احتجت المال بيعيها أو ارهنيها إلى أن تسترديها لاحقا" ثم بعدها أمطرتها بالعديد من النصائح القيمة والتي ستحتاجها ثريا عاجلا أم آجلا...

استفاقت من شرودها و بحثت عن هاتفها إلى أن وجدته في حقيبة ظهرها ...كان هاتفا قديم الطراز نظرت له طويلا قبل أن تفككه و تستخرج منه البطاقة ثم خبأتها وسط الجورب وجمعت محتوياته...فرغت حقيبتها في الخزانة ثم استلقت فوق الأريكة و استغرقت في التفكير...

كانت قد قررت منذ زمن بعيد أنها ستغير مصيرها بطريقة ما وآخر خطة كانت لديها هي الهرب بعد أن استنفذت جميع الطرق في محاولة إقناع والدها و أعمامها أنها تريد إتمام دراستها بعد أن قرروا بالنيابة عنها أنها ستتوقف عنها في آخر عام لها في الثانوية...
بكت كثيرا و أضربت عن الطعام ولكن دون فائدة خاصة وأنها كانت ذكية و الجميع أشاد بتفوقها حتى المدير و الأساتذة حاولوا التكلم مع والدها عندما أوقفها عن الدراسة لكنه قابل كلامهم بالرفض بدعوى أن الجامعة بعيدة وليس مستعدا لإرسالها للحي الجامعي...كانت طفلة حالمة وطموحة تحب أن تستمع لقصص نجاح الآخرين وخاصة الأشخاص من نفس بيئتها و بنفس ظروفها..لكن أحلامها تم اغتيالها بطريقة بشعة ومن حسن حظها أن عمتها كانت دائمة التنقل من القرية إلى المدينة بحكم زواجها و في كل مرة كانت تحضر لها كتبا تعليمية للغتين الفرنسية و الانجليزية فكانت ثريا تستغل وقت فراغها في دراسة اللغتين وصقلهما بعد أن كانت قد درست الأساسيات في المدرسة، ومشاهدة أفلام أجنبية على التلفاز لتعلم النطق لساعات متأخرة من الليل بعد نوم والدها أو إتقان فن التطريز و الكروشيه على يد والدتها...ومع مرور الشهور والسنوات تكاثرت عروض الزواج لذلك قررت أنها يجب أن تجمع المال وتهرب قبل أن يتم تزويجها بالإجبار كحال أغلب فتيات القرية...
فاستغلت حرفة التطريز و الكروشيه وبدأت تعرض بسرية ما تصنعه على نساء القرية في المناسبات و تأخذ طلبات تتقاضى أجرها بعد إنجازها...استطاعت جمع مبلغ معقول من المال من تلك الطلبات وقررت المغادرة هربا من واقع كان يلاحقها ومن زيجة من رجل يكبرها بعشرين سنة في سبيل حصول والدها على قطعة أرضية فلاحية كبيرة ملاصقة لخاصتهم ليكبر محصوله...فلم تجد حلا سوى التمرد والإسراع في تنفيذ خطتها فساندتها عمتها بخبرتها الطويلة في الحياة و اقترحت عليها المدينة و الخطوات الأولى للهرب إلى أن تصل…
لكن هل ستفكر عائلتها في البحث عنها هنا..لقد ابتعدت عن القرية كثيرا...وعمتها لم تزر هذه المدينة بعد وفاة زوجها سوى مرات قليلة..وربما والدها لم يزر هذا المنزل من قبل...
طال تفكيرها إلى أن استغرقت في نوم عميق جدا..


نهاية الفصل الأول

أتمنى أن تنال إعجابكم

سلام


فاطمة الزهراء أوقيتي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس