عرض مشاركة واحدة
قديم 03-05-22, 12:25 AM   #15

فاطمة الزهراء أوقيتي
 
الصورة الرمزية فاطمة الزهراء أوقيتي

? العضوٌ??? » 475333
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 630
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » فاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond repute
افتراضي -2-

اقترب منهم ثم قال بأدب "هل تريدني في شيء يا أبي؟".."نعم يا بني "نظر لثريا ثم قال"هذا رضا هو من سيعلمك استخدام الحاسوب وهذه.."
نظر لها ينتظر أن تنطق باسمها فقالت وهي تراقب الفتى عن كثب "ثريا"
وهمست لنفسها (هل هذا من سيعلمني..هل الشيء الذي سأتعلمه بسيط لدرجة أن أعتمد على طفل لتعليمي؟)
ثم رفعت نظرها للرجل الذي يراقبها بتفحص"لا تقلقي إنه ولد شاطر"وربت على شعر ابنه"ناديني العم عبد الله"..نقلت ثريا نظراتها المرتبكة والمحرجة بينهما ثم قالت"شكرا"
بعد ساعة تقريبا كانت ثريا لازالت تتصارع لتذكر المراحل الذي أخبرها بها رضا سابقا...فوجدت أن الأمر لم يكن بتلك الصعوبة إن اقتصر على الدخول إلى محرك البحث وكتابة ما تريد ولكنها وجدت صعوبة في التعامل مع لوحة المفاتيح و الكتابة عليها بسرعة خاصة وأن الحروف العربية قد مسحت تقريبا من كثرة الاستعمال.. فتستغرق ما يقارب دقيقة لتجد الحرف الذي تريده ..تأففت للمئة الألف منذ جلست أمام الحاسوب..
فقال رضا بهدوء مكتفا ذراعيه الرفيعين أمامه فوق الطاولة ويراقبها"لا تقربي وجهك للشاشة..وإلا ستتضرر عيونك وسترتدين نظارات مثلي"..نظرت له قليلا مستجيبة لتعليماته ثم ابتعدت عن الشاشة التي كانت تقريبا ملاصقة لوجهها..
وقالت بمرح"هل من تعليمات أخرى سيد رضا؟"..أجابها بهدوء مراقبا ملامحها"لا..وحرف الباء هنا بجانب حرف الياء" ثم أشار إليه بسبابته..ضغطت عليه و أكملت حصتها التعليمية من أستاذ يصل طوله لخصرها تقريبا لكنه يجيد استخدام هذا الصندوق أمامها و كم حسدته في نفسها و تمنت لو أنها توفرت على حاسوب في مثل سنه بعد أن عدَّد مميزاته أمامها وماذا يمكنها أن تفعله به لو كانت تمتلك واحدا..
___________________________
"في برشلونة"
بعد يوم طويل في العمل...اختارت سمر التنزه قليلا ثم العودة للمنزل...بعدها بساعات وصل أسامة كذلك..لم يتحدثا اكتفيا فقط بتبادل النظرات و انزوى كل واحد منهم في غرفته..
في المساء..طرق أسامة باب غرفة سمر ثم اقتحمها وكانت تعبث بهاتفها ولملمت شعرها في كعكة ضخمة وفوضوية وترتدي ملابس بيتية مريحة..رفعت نظراتها لرأسه الظاهر من الباب فابتسم بحنية وقال"هل تخاصمينني؟"
فقالت بهدوء"لا ..أنا فقط أفكر قليلا"....
اِقترب منها وجلس بجانبها على حافة السرير ثم قال بهدوء"في ماذا تفكرين إذن؟"..
تملمت في جلستها وقالت"لا شيء محدد..ربما فيما سأفعله بعد أن تغادر"
احتضنت كفه الضخمة كفها الصغيرة وقال"أنا لن أغادر بدونك"..
قالت بنرفزة طفيفة"لكنك فكرت في المغادرة بدوني...عامة أنا لست طفلة ..أستطيع الاعتماد على نفسي"
ابتسم أسامة وقال"و أنا أعلم أنك كذلك..ومع ذلك لن أغادر بدونك"
ثم مد يده و احتضن خدها الأيمن ابتسمت من حركته ثم قالت"إذن ماذا ستفعل الآن؟..أنا لست غاضبة منك على فكرة...ربما استغربت من عدم إشراكي في موضوع كهذا..ومع ذلك أحتاج تعويضا..ماذا ستطبخ لي؟" ..
اِنفجر أسامة ضاحكا وقال"ألا تستطعين عدم التفكير في الطعام؟"
ابتسمت باستخفاف"لا للأسف لا أستطيع مقاومة طبخك..فهناك رائحة شهية تدغدغ أنفي لكن كبريائي منعني من الاكل"
انتفض أسامة واقفا وقال"موهبتي في الطبخ تحت أمرك آنستي" و انحنى في حركة استعراضية كأنه ينحني لأميرة ومد يده لتمسكها ..استقام و أشار للمطبخ بيده الحرة..ضحكت سمر من حركاته و ضربت ذراعه بخفة ثم قالت" أنت تعلم جيدا كيف تجعلني أنساق لما تريده..ومع ذلك يجب أن نتكلم بجدية..لكن بعد الأكل"ورفعت سبابتها في وجهه.
سحبها من يدها و اتجها للمطبخ" حسنا ..هيا هيا لتعبئة معدتك الفارغة"
بعد تناول طعام العشاء
جلس كل من أسامة وسمر على طاولة الطعام متقابلان وبدآ في التحدث عن مخططاتهما ومناقشة الأمر بروية ابتداءا من تحديد وقت إجازة العمل وكم مدتها إلى مسألة الاستقرار النهائي في البلد ...استغرقوا في الكلام لوقت طويل جدا..
______________________
في شقة أشرف
طرقات ملحنة و رنين الجرس على باب الشقة و صاحبته لن تكون سوى عزة..فتح أشرف الباب بانزعاج ونظرات نارية تخترق جسدها ثم هتف"ماهذا الإزعاج؟كان لا بد أن أعرف أنها أنت"...ابتسمت عزة بوداعة ودفعت أشرف ليتنحى من أمامها ثم قالت باستنكار و هي تنقل أنظارها بين أشرف و الشقة"أنتم خونة.. كيف هنت عليكما وتركتموني وحدي..وأنت يا أشرف قليل الذوق على فكرة ..لم تفكر بدعوتي ولو من باب المجاملة"..
رفع أشرف حاجبه الأيمن يحدق فيها من رأسها إلى أغمص قدميها ثم قال بمشاكسة مخفية"لهذا لم أدعوكِ..بسبب هذه الوصلة المزعجة المفتعلة قبل قليل"..
نظرت له باستخفاف ولوت فمها ثم قالت" أساسا أنا لا أنتظر دعوة فالبيت بيتنا كما تعلم"ورمت حقيبتها فوق الكنبة ثم جلست بخيلاء و أكملت"ألن تضيفني يا شوشو؟ كأس ماء كافي يا قليل الذوق"..
هتف باستنكار"شوشو!!ألن تكفي عن تحريف اسمي وتقصيره..المرة القادمة لا تتعبي نفسك ..اكتفي فقط بالإشارة علي و سألبي ندائك آنستي"
ضحكت عزة من سخريته و قالت"ظريف يا شروفة..لا أحد يعرف مواهبك غيري..تعال اجلس بجانبي"وربتت على المكان بجانبها'لدي ما أخبرك به"..
جلس أشرف بجانبها وقال"ماذا تريدين؟"..
نظرت للمنزل بتفحص"أين مراد؟"..
"خرج مع أصدقائه..سيعود بعد قليل"...
"هل لاحظت مزاجه السوداوي..أأُخبرك بشيء لكن لا تقل له أنني أخبرتك"
شعر أشرف بالقلق من نبرة صوتها فنظر لها"ماذا هناك؟"..
استدارت تقابله و ربعت ساقيها ثم قالت"لا يعجبني أصدقائه..لم أقابلهم كثيرا لكن بعضهم مريبون وأشك في أنهم يتعاطون مخدرات"..
قطب حاجبيه ثم قال"هل أنت متأكدة؟.."ابتلع ريقه وقال بتوجس"هل تظنين أن مراد يدخن أو يتعاطى مخدرات؟"
ظهرت الحيرة على ملامحها وردت"لا أعلم حقا..ربما يدخن..لكنني لست متأكدة...لا تخبره بشيء ولا تعنفه..دعنا نراقب تصرفاته ونجس نبضه و إذا استدعى منا الأمر التدخل فلن نتهاون"..
فتح باب الشقة فاستدار الاثنان لمصدر الصوت ..وكان مراد من دخل الآن..نظرا له بتفحص وريبة استشعرها فقال"هل كنتما تتحدثان عني؟"..حركت عزة رأسها بلا واتجهت نحوه بينما أشرف يحدق فيه بتمعن..
اقتربت منه عزة واحتضنت عنقه بذراعها...لقد كان يفوقها طولا..قالت باستلطاف"كيف الحياة بدوني ؟أرى أنك استبدلتني بسرعة"..نظر لها مراد من تحت جفونه و ابتسم"الحياة بدونك هادئة و الأهم خالية من استظرافك"
نظرت له بعيون مقلوبة و خنقته بذراعها منزلة رأسه باتجاه بطنها ثم قالت"سأريك الآن ما يعننيه الاستظراف..تعال هنا"
وشدت شعره الحريري بين أصابعها وهي تعلم أن تلك الحركة تستفزه فصرخ"لا عزة توقفي ...إلا شعري...توقفي"
ابتعدت عنه و نفضت كفيها ببعضهما ثم ابتسمت بتشفي"يا إلهي لقد أفسدت وسامتك"واستدارت لأشرف"المهم يا سيد أشرف أنا هنا لأقضي معكم المساء وأبشرك بأن الشركة التي أرسلت لهم ايمايل بشأن التدريب قد قبلت بأن أتدرب لديهم لمدة شهرين و سأباشر في بداية الأسبوع القادم"
حدق فيها أشرف باهتمام"هذا جيد جدا خاصة أن السنة المقبلة هي سنتك الأخيرة في الجامعة وستستفيدين من هذا التدريب كثيرا عوض الجلوس في المنزل دون فعل شيء..ومن الأفضل أيضا أنك اعتمدت على نفسك في إيجاد مكان للتدريب دون الاستعانة بي بالرغم من أني اقترحت عليك الأمر سابقا"...
حركت كتفيها بخيلاء و ابتسمت بوداعة "فضلت الاعتماد على نفسي في هذا الأمر بما أنني مقبلة عليه عاجلا أم آجلا..."وصفقت بكفيها"إذن ما هي خطتنا لليوم"
وقف أشرف و أولاها ظهره"ليست هناك خطة أنا متعب و سأرتاح"..
تعلقت في ذراعه وقالت بإصرار"بلى لابد أن نفعل شيئا...انفض عنك الكآبة ودعنا نستمتع بوقتنا..هناك مكان سيعجبك حقا..سأنادي مراد"
بحث أشرف عن هاتفه كأنه تذكر شيئا"انتظري لحظة"نظرت له باستفهام فأكمل"هل لديك فكرة عن كيفية تفعيل الاشعارات لحساب معين في مواقع التواصل"..
"نعم..بسيطة،سأريك كيف"اقتربت منه و أخذت الهاتف من يده ثم رفعت نظراتها له"أي حساب تريد؟"ارتبك قليلا ثم قال"استعملي أي حساب لتريني كيف وبعدها سأفعلها أنا في الحسابات التي أريدها"نظرت له بشك ثم ركزت نظراتها على الهاتف و اقتربت تطلعه على الطريقة...
انتهت وقبل أن تناوله الهاتف لمحت حسابا تعرفه"هل تتابع هذه المؤثرة؟لم أكن أظن أنك تهتم بهذه الأمور"عقد حاجبيه"ماذا تقصدين بمؤثرة..وعن أي حساب تتحدثين؟"
رفعت الهاتف لمستوى نظره وقالت"هذه الفتاة سمر الطالبي إنها مؤثرة عربية نشيطة على مواقع التواصل و تمتلك العديد من المتابعين الذين تشارك معهم حياتها اليومية..ألم تكن تعلم؟..انظر لعدد الأشخاص الذين يتابعونها...إنها تتابعك أيضا ..هل تعرفها؟"..
نظر لها أشرف بغباء لأنه لم يعر اهتماما لعدد المتابعين في حساب سمر و لم يكن يظن أنها مؤثرة كما تقول عزة الآن"على أي أنا لا أعلم عن ماذا تتحدثين..كل مافي الأمر أننا تقابلنا في اسبانيا في رحلتي الأخيرة و تبين أنها تشتغل مهندسة تصميم داخلي في الفرع الاسباني"
نظرت له بشك وقالت"هكذا إذن..هل هي لطيفة؟ إنها تبدو كذلك في الميديا.."
أجابها أشرف بنفاذ صبر" وما شأني أنا إن كانت لطيفة..هيا لنخرج أنت تتحدثين كثيرا"
رفعت يديها في حركة استسلام"حسنا حسنا لنذهب" ونادت مراد الذي انضم إليهما بحماس وغادروا إلى وجهتهم.
___________________________
أحيانا لحظة واحدة تكفي لتبديد الأمل و هدم المخططات ...لحظة واحظة تكفي لترجعك لنقطة البداية..
هذا ما حدث مع ثريا بعد اطلاعها على الوثائق التي ستحتاجها للتسجيل في الباكالوريا الحرة لتكتشف بعدها أن الأمر مستحيل حاليا ومن شروط التسجيل هو أنه يجب إيداع ملف الترشيح في المديرية الإقليمية التابع لها المترشح ...ناهيك على أن هذا الملف يتضمن وثائق من الصعب أن تحصل عليها في الوقت الحالي إلا إذا غامرت و رجعت لقريتها وهذا ما لن تستطيع فعله بل أمر مستحيل...
كانت تمشي بترنح طفيف و بدون تركيز وعقلها مشوش و يدر الكثير من الأفكار أساسها كيف يتلاعب بها القدر و أرسلها لمكان من أجل الالتحاق للجامعة لتكتشف بعدها أنها لن تستطيع الالتحاق بها فتفقد الأمل ليتجدد من مجرد فكرة مقترحة والتي تبين فيما بعد أنها مستحيلة هي الأخرى فيختفي ذلك الأمل تماما…
روح مكسورة ، عيون مغرورقة بالدموع،تشتت مقيت،تفكير في الخطوة التالية واتجاه نحو المجهول هذا ملخص ما تشعر به ثريا في هذه الأثناء ليكتمل المشهد بصورة مراهق يرتدي ملابس رثة يتخطاها بسرعة البرق منتزعا منها حقيبة يدها كانت قد ابتاعتها سابقا من سوق الملابس البالية وكانت تحملها بين أصابعها بلامبالاة..
كانت النقطة التي أفاضت الكأس ...وانفجرت باكية وهي تراقب الفتى الذي يصارع الرياح يجري حتى توارى عن الأنظار ولم تكن تقوى حتى على الصراخ أنه سارق سرق حقيبتها وفر هاربا بل اكتفت بالتمتمة قائلة"هذا كثير..لا أستطيع التحمل.. لماذا يحدث معي هذا كله"وأكملت بكاءها بنحيب عالي…
لمحها عماد من بعيد فهرول ناحيتها ...لمس كتفها من الخلف فانتفضت وقال بقلق"اهدئي إنه أنا...هل أنت بخير..ماذا حدث لك؟"..تراجعت خطوة للخلف ومسحت دموعها بعنف ثم قالت بصوت مرتعش"أنا بخير أنا بخير"..تأمل ملامح وجهها المحمر من البكاء ثم قال بهدوء"لماذا كنت تبكين؟هل أزعجك أحدهم في الحي؟"
هزت رأسها بلا و قالت"لا شيء أنا بخير..لقد سرقت حقيبة يدي"وتمنعت عن ذكر موضوع التسجيل...
اقترب منها عماد واحتضنت كفه مرفقها ثم تفحصها بقلق قبل أن يبادر بالكلام مجددا"هل كانت الحقيقة تحتوي على أشياء مهمة"..
انتبهت أخيرا لوقفتها المشبوهة مع عماد و العيون تحدق فيهم بفضول خاصة وأنه ابن هذا الحي و هي الضيفة التي حلت على منزل جدته من اللامكان...سحبت مرفقها ببطء وشعرت بخجل فطري عندما لفحت أنفاسه خذها الأبيض فتراجعت للوراء ثم قالت بخفوت وارتباك"لا لا شيء مهم..أقصد كان بها هاتفي و بعض الفكة"
استقام عماد وقال بهدوء وعواصف مشاعر هوجاء تصر على الانبثاق إلى الوجود تعصف بقلبه وكيانه"هيا سأرافقك للمنزل"
اكتفت بإيماءة صغيرة برأسها و التزمت الصمت ترافقه و ذهنها مشغول عن كل شيء تماما سوى الخطوة القادمة في حياتها وماذا استفادت من هروبها..أما عماد فكان في فلك آخر وأحاسيس غريبة تجتاح صدره تجاه الفتاة الغريبة التي رآها مرات معدودة على الأصابع لكن أثارها عميق فاكتفى بمراقبتها من تحت جفونه والتزم الصمت هو الآخر..إلى أن وصلا للمنزل و أكمل طريقه إلى منزله بعد أن نادى جدته و سلم عليها ووعدها بزيارة مسائية..

يتبع...


فاطمة الزهراء أوقيتي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس