 معاناة قلب
من الجيد لها أن جمال قد أخذ الأولاد اليوم فهي تشعر بإرهاق وتعب شديد...يبدو أن وسام هذا ذو نخوة إذ أنه قلب الأمر على نفسه ولكن...لمَ اختار أن يقول أنه يطلبها للزواج رسميًا؟
كان بإمكانه اختراع حجة أقرب للعقل بدلًا من النكتة التي ألقاها على مسامع شقيقها...هي حتى لاتفهم كيف ستخبر أهلها أن الرجل ليس جادًا بل ان كلامه كان مجرد هراء...
تأملت رنيم الساكنة سكون غريب تجلس على الكرسي وتنظر من النافذة وكأنها تحدق في الفراغ وكأنها شعرت بأليسار تناظرها فالتفتت اليها وغمغمت بسخرية مستفزة
"اذا... يريدكِ شقيق سالي للزواج!!!
حدقت أليسار بها مندهشة بسؤالها متأملة حدقتيها الحاقدتين ،فأكملت وكأنها تبصق الكلام بصقًا في وجه شقيقتها
"طبعا ولمَ لا!!!دائما أليسار أنتِ العظيمة الرائعة المرأة المثالية"
ناظرتها بغباء لعلها تفهم مابها
"رنيم هل أصابك مس من الجنون..ماذا هناك!!
أنتِ لستِ على طبيعتكِ، هل اتصل بك هادي؟
هل تشاجرتما؟"
انفجرت رنيم ضاحكة تقهقه بسخرية وقهر كالمعتوهة
"وهل هادي يكلمني!!!
-كتفت يديها-
تعلمين!!أنا لست مميزة مثلك
-سقطت دمعة غادرة من مقلتيها ،ووقفت أمامها تناظرها بحقد-
أنا لست مثلكِ يامدللة جدي...وأبي...ثم أخي هل أكمل؟؟؟؟"
توسعت حدقتا أليسار بذهول وهي ترى الحقد والحسد المشتعل بعيني أختها فأكملت الأخيرة
"منذ ان كنا صغار وجدي يخصك بالدلال كان يوهم من حوله بأنه يحب الجميع ولايفرق بين أحد منهم ويوزع الحلوى علينا كلنا ،ولكني كنت أراه ياأختي عندما يأخذك بعيدًا عن الجميع ويعطيك حصة مميزة، ليست سوى لمدللته الحبيبة...مؤكدًا عليكِ أن لاتخبري أحدًا...
أبي الذي لاينفك عن القلق على ابنته الطيبة التي تعاني
-قالت كلمتها رافعة يدها بسخرية مردفة-
بينما رنيم لديها هادي لاداعي أن نسألها ماوجعها العميق...
شقيقنا سامح وأميرته...أليسار التي يغرقها بحنانه"
غمغمغت أليسار وهي تلهث وكأنها داخل متاهة لاتعلم كيف تصل...
"رنيم مابك!!! هل تعانين من شي ما"
وضعت أليسار يدها تحت ذقنها وكأنها توقظها من كوابيسها فصرخت رنيم في وجهها وهي تبعد يدها عنها بقوة
"سنوات طويلة وأنتِ الرائعة...أنتِ المدللة التي أهداها جدي سيارة لأنها تعشق القيادة أما رنيم فلا يهم ماذا تحب وماذا تريد...
-ناظرتها بتحدي وأكملت-
"دائمًا أنت محور الكون كله...الكون بوسعه يدور حول الملكة أليسار فقط.
-ارتجف صوتها-
حتى الأطفال حظيت بهم أنتِ وأنا لا.."
ذهلت أليسار من كم الحقد المزروع داخل قلبها فقالت بنبرة مرتجفة
"مالذي جرى لكِ؟ أنت لم تكوني هكذا
نحن كنا مقربتين جدًا أنتِ من تغيرتِ ولستُ أنا كنت تبتعدين وكأنكِ بنيتِ بيننا جدار غير قابل للهدم...لم أفهم ماذا بكِ ولا..."
قاطعتها تصفق بيديها
"الكل يدافع عنك... لقد وكلت جميع ممن حولك محامين للدفاع عنك...حتى هادي حبيبي أنا يقارنني بكِ في معظم الأحيان"
ناظرتها فجأة وكأنها تقيمها محدقة بعينيها بعمق
"هل يكلمكِ يا أليسار؟ هل قال لكِ انه عائدًا اليوم؟"
وضعت أليسار يدها على صدرها المتألم وأردفت بألم
"ولماذا يخبرني أنا أنتِ زوجته ما دخلي أنا!!"
اقتربت رنيم أكثر تحاول اصطياد تعابير أختها مما أدهش أليسار التي سألتها بعينيها عما بها لتنتفض على صوت رنيم تسألها بكل وقاحة
"هل من الممكن أنه سيعود ليطلقني كي يتزوجكِ أنتِ!!!
هل يعجبكِ زوجي أليسار؟؟؟"
|