عرض مشاركة واحدة
قديم 07-05-22, 07:45 AM   #628

البَتلَاتْ الموءوُدة

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية البَتلَاتْ الموءوُدة

? العضوٌ??? » 165074
?  التسِجيلٌ » Mar 2011
? مشَارَ?اتْي » 1,365
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
?  نُقآطِيْ » البَتلَاتْ الموءوُدة has a reputation beyond reputeالبَتلَاتْ الموءوُدة has a reputation beyond reputeالبَتلَاتْ الموءوُدة has a reputation beyond reputeالبَتلَاتْ الموءوُدة has a reputation beyond reputeالبَتلَاتْ الموءوُدة has a reputation beyond reputeالبَتلَاتْ الموءوُدة has a reputation beyond reputeالبَتلَاتْ الموءوُدة has a reputation beyond reputeالبَتلَاتْ الموءوُدة has a reputation beyond reputeالبَتلَاتْ الموءوُدة has a reputation beyond reputeالبَتلَاتْ الموءوُدة has a reputation beyond reputeالبَتلَاتْ الموءوُدة has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك rotana
?? ??? ~
Papa …. I love you غافل الهم قلبي والزمان استدار. وقلبي الي هويته اصبح اليوم ضدي. طال ليلي ألا وينه أبيه النهار. ضاعت خطاي حتى الدرب عيا يودي.
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

::


الفصل 32


‎ظنيت إن الهنا بيدوم
‎مادام إلا الألم ليَ
‎واصبحت من الألم محروم
‎ورضيت بحكم القدر بيَ
‎انا متعود اعيش العمر على الألام
‎انا متعود يضيع العمر مع الأحلام

* محمد العبدالله الفيصل





::
"رنا حسن "
هي المستهدفه من رحله هذه ..
منذ أيام اخبرها انه سيكون في بوسطن ..
واخبرته انها ستغادر في ذات اليوم .. الا انه اصر انه يلتقي بها ..
سيوقف كل تردده خوفه ..يتسلح بـالقبول ..الراحة ..الانسجام ..
هذا التردد غير مقبول غير منطقي .. من شخص في الثلاثينات من عمره ..
عندما يود الاقدم خطوة يتراجع الف ..
هل لديه فوبيا من الارتباط ..
احرج رنا بطلب لقائها قبل رحلتها لعمان ..
الا انه لديه رغبه للقائها الحديث معها .. البوح بما يشعر به ..
حتى لو يلمح لها .. عن الامر ..؟!
في كل خطوة في طريقه للقائها يسال نفسه :
ماذا ستقول من اين ستبداء ؟!
هل ستحدثها عن مخاوفك ؟!
ام رغبتك في خوض تجربة الزواج كما تخوض المغامرة ؟!.
رائحة القهوة تستقبله في اللحظة ذاتها التي دلف إلى المقهى..
صوت موسيقى أخاذة تنساب مع عذوبة نسيم الصباح..
قهقهات عالية تتخللها سعالات حادة تكاد تمزق بعض الصدور..
عيون المنتظرين تصوب نظراتها صوب الباب. . لدخوله
ثم تعود لتنظر الى لا شي.. الا هي مازالت تنظر له بابتسامه هادئة ..
اتجة الى المقعد الذي يواجهها ..وطرح على نفسه سؤال خطير ..
هل ستجد عندها ما غاب عنك لسنوات ؟..
هل تستحق رنا ان تكون شريكة حياتك التي تخوض معك هذة التجربة ؟..
ضاع في احاديث كثيره وقبل ان يتحدث في الامر لاحظ انها تعبث بدبله في اصابعها ..
ابتسم وقد جف حلقه وأشار لاصبعها ( متى ؟.
ضحكت وتوهج وجهها بخجل ( منذ مدة .. ورحلتي لعمان ليتم الامر بطريقه رسمية ..
حاول ان يبقي ابتسامته الا انه زم شفتيه كمن يهم بالشتم ..ابتلع ريقه .. ينظر الى كفيها على الطاوله ..
( خطبة تقليدية ام انه ؟!. بتر سواله ومسح وجهه بكفيه
كان سؤال خاص جدًا .. لم تتوقع يومًا ان يسالها محسن الغير مبالي سؤال كهذا ..
احس بسخافة سؤاله فوجد نفسه يبوح لها بمخاوفه ( اعتذر ربما سوالي فيه وقاحة ..
ربما تعذريني وانت تعرفين معتقداتي حول الارتباط كما اني اعتذر مرة اخرى على لقائك ووقتك ضيق ..
حك حاجبه واستراح في المقعد ثم اكمل ..
كنت اريد ان احدثك عن امر للاغاثة لعلك تنسقين له في عمان ..
لكن الامر سيشغلك عن خطبتك هذه الفترة .. لذلك سابحث عن شريكة او شريك مناسب ..
مارايك ان ترشحي لي احد للعمل معه من عمان..
هزت راسها ( سابحث وارد لك في اقرب وقت ..
ثم تحدث عن امور عامة .. قبل ان تصلها رسالة قرائتها بلهفه وابتسامتها تتسع ووجهها يتورد جعلته يحس بالضيق ..
وقفت تنوي المغادرة ..وضعت نظارتها السوداء على عينيها ..
ثم ودعته برسميه ( الى اللقاء .. بلغ تحياتي لعساف وام سلطان .. كنت اود ان التقي بهما ..

حقيبتها على كتفها .. وسحبت حقيبتها الاخرى ..
لحق بها الى الخارج ( رنا .. انتظري ..
رفعت نظارتها على راسها و نظرت لساعتها ( لا اريد ان اتاخر اكثر عن رحلتي واجراءات المغادرة ..
كانت تثرثر وكان يبحث عن مفردة مناسبة ..
اجتر الكلمات ( ربما بعد ارتباطك تنشغلين و ربما لا تلتقي دروبنا ..
الا انك كنت شريك مميز وتمنيت ان نكون مع بعض .. اخذ نفسًا ثم اكمل .. اقصد في عمل اخر ..
ابتسمت ..تعيد نظارتها لعينيها ..
وتشير باناملها ( الى اللقاء ..
عندما غادت بعد خطوات عادت و التفت ثم اكملت طريقها ..
انتقلت إلى جسده انتعاشه غريبة
وكانها رضا راحة .. هناك شي بباطنه يحيي عواطف الميتة..
وحفز في دواخله الرغبة في الارتباط ..
مايحسه ليست اوهام .. مايشعر به مشاعر ..
حقيقة وصادقة .. حان وقت ان تنتهي هذه الوحدة ..





::




التشاؤم كأنه جنيا يغذي عقله بأفكار ممتدة بخيط يدليه من الأعلى و يصب في راسه ..

ولا تكف روحه عن الاستجابة لأفكار تتساقط عليها كأحجارا من جبل فتجثم عليه ..

غالبَ زفرة تحتدم في صدره و مسح وجهه واستعاذ من الشيطان ووساوسه .

فإما أن يتغافل وإما أن تتحطم ضلوعه تحت وطأتها..!

قد مضت شهور لم يحضر فيها ولائم النفاق ..
سابقًا كان يقيمها عمه مبارك بين فينة وأخرى .

الليلة مشعل يجمع آكلي السحت..
والمتملقين المنتفعين منهم، والساكتين عنهم..

رائحة البخور امتزجت بروائح العطور الرجالية الفاخرة.

الثياب البيضاء ناصعة تنافس بياض الابتسامة المرسومة على الوجوه ..

يعلم جيدا أن خلف كل ابتسامة مقصد رسم قبل للحضور

رفع شاشة هاتفه ليجد فواز المتصل
كان يفتح هاتفه ويصله صوت فواز بحماس..

(أبو سلطان.. البشارة وصل ايميل الان بالموافقة.. اخبرتك (ما جيبها الا رجالها)

حاول ان يظهر الحماسة والاشياء حوله تفقد قيمتها (انت دائما اهل لها.. اخبرتك من البداية تستطيع اقناعهم..
اكتب صياغة الرد المناسب وارسله لي لاطلع عليه قبل ارساله..

حاول طوال الامسية تصنع الابتسامة والمجاملة ..
بداء الحضور بالمغادرة جلس بجانبه مشعل الذي بادره بسوال
( لست على مايرام وجهك يغشاه قتامه هم ؟!..

ابتسم ورد ساخرًا (عندما يغيب عني فواز احس بالضياع .. وافقد بوصلتي ..ويرهقني العمل ..

ساله بنبرة استنكار ( ارى فواز يسافر هذه الفترة اكثر منك لانجاز الاعمال .. هل اعتمدت عليه كليًا ..

رد ( استحق الثقة ..

المكان اصبح خاليًا الا منه و عل ومشعل الذي تحدث باريحيه ( لما ترفض شراكة محسن لخاله شريك الجديد في المشروع القادم ..

اجابه مباشرة ( لم ارفض ولم اقبل .. مازلت ادرس موضوع شراكته بالمناسبة هل تعارض على وجوده ..وان كنت اظن انه جاء بتوصيه منك .

ابتسم مشعل ( لن يفوتك اني من دفعته لعرض العمل معك ومع خاله ..
محسن دائما تعجبه طريقتك في العمل ..

عساف بابتسامه مماثله ( فاردت ان تضرب عصفورين بحجر ..
ان تبين استمرار شراكة ال مبارك فلايؤثر ذلك على اعمالك ..
واردت ان تبقي محسن معي لتكسب مقعد في اعمالي ..

شاركهم علي الحديث (كلاكما يرى في محسن
الفتى في قصة العجوز والبحر




؛؛






اخذ نفس طويل وزفره ببطء ..
وقد تصلب ظهره من فرط الانحاء على جهاز الحاسوب..
اهتمامه ينصب حول راي عساف على رده على الايميل..
وصلته الموافقة على صياغه الرد
فتمتم ب ( حسنًا تم ارسال الرد ..
وقد كتبها وارسلها ..لم يترك هذه العادة التي تشكك سناء في قواه العقليه ..

حك جانب راسه ثم ضحك عندما اتصلت ورد مازحًا ( هل تقرائين افكاري كنت على بالي افكر بك ..

تنهد بحرارة الشوق ( وانت في بالي دائما !!

اخذ نفس عميق ليوضح لها ( كنت انهي بعض الاعمال وكعادتي احدث نفسي وتذكرت شكك في اتزاني العقلي ..

ردت بشوق فاضح ( والان اشك في الجانب العاطفي ، الم تشتاق لي ولابنتك ستكمل العشرة ايام ..ولا تقول لي ككل ليلة لا ادري متى ساعود ؟..
ربما غدًا ..

اراد اغاضتها ( اعتبريها اجازة زوجية ..قبل ان اسافر كان لدينا بعض المشاكل ربما فتره الغياب تجعلنا نحلها..

بنبرة استهجان لاذعه سالته (سفر العمل الذي ياخذك من بيتك من اهم المشاكل هل وجدت له حل .. سفر ليوم ويومين مفاجئ والان تقضي في عمان عشرة ايام ..

تحولت في لمح البصر إلى كتلة من الغضب وهي تشرع فمها على آخره في صراخ مستعر..

برر لها بصوت هادئ ( كنت اريد استفزازك .. ومناغشتك ..هل تظنين العشرة الايام قصيرة علي .. او اني اريد الابتعاد عنك ..

قابلت حديثه بصمت يخشاه اكثر من ثرثرتها اكمل بصدق ( اتصلتي وانا منتشي بسعادة .. تمنيت انك معي لاشبع من ثغرك الثرثار بعشرات القبل ..

لم تعطيه ردت فعل حدثها عن احادث يومه ككل ليلة ( اخبرتك بالامس عقدنا اجتماعنا الاخير وكنت ساعود صباح اليوم .. الا اني وجدت شركة امريكية جيدة في المراكز الصحية للمنتجعات السياحية يزور وفد منها عمان ذهبت لمقابلتهم و عرضت عليهم عمل وقبل قليل وصلنا الرد بالموفقة الحمدلله كانت رحلة موفقة .


تنهدت وسالته ( إذا متى ستعود ؟!

اترسمت ابتسامه لئيمة على وجهه ونظر لساعته ( رحلتي بعد ساعتين ؟!.

رددت خلفه غير مصدقه ( ساعتين ؟!

ضحك على سوالها ( ساعات وتنتهي اجازتك الزوجية ..





::





الريم اكتفت في علاقاتها الاجتماعية بزوجة غالب نجد واخت غالب شوق توثقت صداقة ثلاثية ..
نشات من علاقة نايف و غالب وحاتم ..
تحس في صدرها بحراره الجمر .. وهي تكشف خيانة غالب لحاتم ..
منذ حديثها مع شوق صباحًا تحس بحزنها زاد فما حدث من خيانه جرح مفتوح تمنت مرارا لو أنه بقي حلما ...

لم يتحول إلى حقيقة واقعة ... تعيشه كابوس مزعج اليوم ..لا اريد تصديقه ولا استطيع تكذيبه

رد شوق عليها موجع ( نحترق على درجات متفاوتة من العذاب.. انا مخدوعه في زوج واخ ..

البوح حط عنها الحزن و ازاح عن كتفيها هم حملته على ظهرها سنوات اتفاق غالب مع فارس..

تنهيدة وجع وارتجافه خذلان لفت ذراعيها حول جسدها ونكست راسها على ركبتيها .

قطع شرودها صوت هاتفها وصوت من تتصل بها هو ماتحتاجه الحديث مع نجد بعد حديث موجع مع شوق نكأ جراح قديمة ..
( كنت افكر بالاتصال بك .. احتاج الحديث معك .. ولا طاقة لي في الخروج تعالي نجد ..

( لما لانخرج ..اعلم انك مازالت حزينة ولكن لا تبقي نفسك في هذه العزلة ..

اخذت نفسا طويلا ( كل الاماكن تضيق علي .. ليس لي رغبة في اي شيء..

رق صوت نجد ( الحياة لا تنتهي .. عودي لحياتك عملك .. خففي عن نفسك هذا الحزن ..

انفاسها تتصاعد وهي تسمع نجد ، اناملها ترتعش تمسح دموعها تبوح لها من اعماق روحها الحزينة
(ما أبشع الفقد يا نجد ما أبشع فجيعته إنه مثل العذاب لا ينتهي ..
هزت راسها ومسحت دموعها ..
مهما تئن وتبكي الروح لا تفرغ هذا الوجع..
ومهما وجدت من المواساة لن يتوقف نزيف هذا الجرح..
‏ما أبشع الحياة بعد موت أحبابنا ما أبشعها..

رفعت نجد راسها تأخذ انفاس عده ترد العبرة التي تجمعت في حلقها ..
تتنهد بقلة حيلة كل مواساة لاتتسع لمأساتها ..
( مر شهر .. يكفي ان تلملمي هذا الحزن .. من اجل والدتك .. التي اتصلت بي اليوم من قلقها عليك ..

اليوم يكتمل شهر على وفاة والدها
سالت نجد بحزن
(كم يلزمني من القدرة على النسيان ؟
كيف أنسى والدي؟
وأنسى خروجه من البيت محمولا فوق أكتاف الرجال..
كل السنوات الماضية و لم انسى فجيعتي بحاتم ..

شهقت ببكاء تقدر نجد حزنها وتعلم انه منذ تعب والدها ورقد على فراش المرض..في صديقتها شيء انطفئ..كما تلاشى شيء منها منذ رحيل حاتم ..

وهذا مايلاحظة نايف اخته الريم مدللته وصديقته ومخبئ اسراره المراءة التي تتجلد امام الناس تنهار امام احبابها ..
عندما جلس مع والدته حدثته عن عزلتها التي لا تخفى عليها وحزنها الذي يرهقه ..

جلس بجانبها اسندت راسها لكتفه نظرت إليه والدته بحنو و عبرات الأسى تنضح من عينيها..

يكاد قلبها ينفطر من شدة الحزن عليهما ..
غيم على وجهه أمارات القلق .. واثقل روحه الهم ..

تلاحقه تهديدات تشغله..
منذ مكالمة فهد الليلة وماذا لو حدث لهم شي ..
ومن لهما بعده لو حدث له مكروه..
ما اكتشفه منذ اشهر شي لايصدقه عقل ..
كان الامر اكبر من جرائم مالية وجنائية ..
مابحث عنه يقوده لقضايا جرائم تمس امن البلد ..

اتصل به فهد فانسحب لغرفته جائه صوته يشوبه القلق ( هل عرفت معلومات جديده ..

رد بثبات واثق ( كل الامور تحت السيطرة ابلغت الجهات التي اتعاون معها ..

ارجوك فهد اياك وان تبلغ عساف عن اي من التهديدات ..لا اريده ان يتدخل في الامر ..





::





الكتمان لا يعني اليأس وليس بالضرورة صبر..
إنّما هو ذلك العقل الذي كبر والروح التي شاخت وأصبحت تتسع للاسى..

أسئلة تحاصرها في نفس الزاوية من رأسها ..
وكلما أقنعتها بأن الإجابة ستكتمل عندما تجمع شظاياها المتناثرة تتشظى أكثر..

لا شي يخرس كل ما يعكر صفوها من احزان وهموم مثل الرضا..
تتصلح بالرضا.. وبالرضا تصالحت مع الحياة ..

طوت سجادتها وقد انهت صلاة العشاء..
تمسد كفيها النسيج المريح لمنامتها..
اختارتها بعناية فضفاضة ناعمه حتى وان كان الضماد على مكان الخزعة ..
الا انها تحس بالألم في كل جسدها ..

طوال النهار والشمس قرصا من النار..
حتى مغيبها لم يبدد حرارة الجو ..
خرجت للحديقة الخلفية واستقبلها سموم الصيف ..
حتى النافورة لم تفلح المياه المتدفقة منها التخفيف من حده الحر ..

فعدلت عن الجلوس بالحديقه ودخلت للصالون الداخلي واستقبلتها الخادمة بكوب البابونج ..
رنين هاتفها .. اتسعت ابتسامتها لاسم هويا .. بادرتها بسوال بصوتها القلق..

( هاه كيف حالك الان .. هل تشعرين بتحسن ؟..

تحرك كفها على معدتها ( الحمد لله .. افضل بكثير.. لم اعد اشعر بالغثيان ..

نظرت لكوبها الذي نصحتها به هويا كمسكن عشبي طبيعي ..

( يجب ان تأكلي شي .. المسكنات قوية تأخذينها على معده خاوية ..

جلست بهدوء وغصة تتجمع في حلقها ضحكت لتجلي صوتها ( ليست لي شهوة للطعام منذ تناولت معك الغداء.

سالتها هويا ( هل اتصلت بك جمان او سلطان ..؟!

(سلطان يستعد لاختبار ارسل لي مقطع صوتي سيتصل اذا انهى اختباره ..
وجمان ترسل كل شي صوت وصورة منذ وصولها اظنها مستمتعه برفقة محسن ..
بعد ضحكه قصيرة ساخرة اكملت (في العادة لا يتفقان ابدًا ..وستكون رحلتها معه اختبار لضبط النفس.. الا اني اثق في محسن ..

ثم تكسر صوتها .. هويا لو حدث شي لا ادري كيف ساخبرهما ؟!

قاطعتها هويا ( تفائلي .. يكفي ما مضى من اسى ..

تحدثت بوجع ( كعادتي الحق بالاسى اهرب من الفرح دونما سبب وجيه..
دائما تكبر بيننا المسافات لم اعلم أن الرحلة قصيرة ..
كنت أرمق الحياة بنظرة كره وسخرية ..
لم أكن أملك غير قلب؛ تذبحه غصصات مؤلمة، وانكسارات وتنازلات موجعة..

لا اريد ان يعيشا لحظات الم عشتها شهور ارافق والدتي طريحة الفراش بكثير من الخوف وقليل من الأمل ..

قضيت تلك الليالي تظل عيناي مفتوحتين على آخرهما تحدقان فيها اخشى ان انام وترحل ..

كنت ترددين ذات الكلمة ( تفائلي ) ..

ومازالت الى اليوم بامال زائفة اكذب على عساف و على نفسي لا اقدر ان أعري كل هذه الآمال من ثيابها.. الا لك ..
الحياة لا تخيرني يا صديقتي ..

( في ماذا تخيرنا الحياه .. هكذا هي الحياة ..
لا احد يختار حياته فلم اختر اعيش اليتم مع زوجة والدي ..
ولم ارضى بزيجتي برجل مريض طماعا في ماله ..
ثم ايتام بقيت معهم بلا ملجاء ..
حتى وان تغلبت على ظروفي وعدت قويه ..
لم يعد بمقدوري ياصديقتي تصنع الجذل والحبور وكأن كل شيء بداخلي على ما يرام..

سالتها المزن بقصد ( الم تخيرك الحياة بالزواج من سند .. فلما لا تقبلين ؟!

ردت هويا بضجر ( لست بقادرة على تحمل عبء حياة جديدة ..والارتباط برجل وايتام اخرين ..

و اتحمل والدته اللحوحه التي لا تعلم ان الامر فوق طاقتي لاني احمل في جوفي تسعين جرحًا وألف صرخة..
لدي امانه ترهق كاهلي ..
أحياناً أنظر في المرآة لا لـ أرى ذاتي
بل لأراقب ما خلفه الآخرون على ملامحي
أنظر لخطوط خلفتها الأفراح و الأحزان الأماني
و الإحباطات والتطلعات والتشظيات

المزن بنبرة رجاء وقلب يتمنى ان تجد هويا السعادة ( لو انك تفائلتي كما تنصحيني ربما كان سند كاسمه .. الا تظنين ذلك ..

ضحكت هويا (هذا السؤال قد جاء في بالي هل اسم سند اشارة كنت اسرح عميقا فيه ...
الجواب هو أن أعود بضع سنوات للخلف...
أو بالتحديد عشر سنوات.. قبل ان نكون بكل هذه التركه من الايتام ..
بكل جمالي ونضارتي و فرحي البسيط وأحلامي الرقيقة العفوية ..
هل كنت ساقبل بسند بالطبع لا ..
فوالدته ستكون سبب رفضي القاطع له ..

ابتسمت المزن وفي محاولة اقناع اخيرة
( لن تعودي لعشر سنوات ..
ولكن فكري في العشر سنوات القادمة ..
عندما يبلغ صالح واخوته سن المراهقة..
سن حرج ستحتاجين رجل كسند لتربية ابنائك ..
كل منكما سيحمل عن الاخر بعض العبئ ..
وام سند ليست بكل هذا السوء انت تبالغين ..






::



ما يبدو لها محسن مختلف بهدوئه..
وكأنه يفضل عزلته على صحبتها..
وقد كانت لعبته المفضلة معها استفزازها بنقده اللاذع وتعليقاته الساخرة..
لم يخرج من غرفته الا في وقت متأخر من النهار ليتجه معها لاحد المطاعم لتناول الغداء المتأخر في صمت سوى تعليقاتها عن بعض الأماكن..

كان محسن شارد يفكر
أسوأ لحظات الحياة أن تكون متفائلاً حاملاً لزهور الأمل ومؤمنا بتحقيق ما تصبو إليه..
كاد ان يجد الاستقرار مع رنا ..ثم أصبحت كالسراب ..
لا .. هو لم يفكر في الاستقرار خوض التجربة ..
هو كان سيغامر ..
لو ان احد سمع صوت افكاره لشك في قواه العقلية ..
هل تأخر حتى ايقن أن مفاتيح سعادته مستحيل ان تكون في الارتباط ..
إن أصعب آلام الحياة..آلم انكسار القلب ..
ام انها شناعه يعقل عليها مخاوفه .. لذلك يود ان يخوض الزواج كمغامرة ..

انتبه من شروده على صوت جمان ( اين الاماكن التي تحدثت عنها اثناء رحلتنا ..
و رتبت لنا جدول لزيارتها ؟!
لاتذكر في بوشطن مكان فقد غادرتها طفلة بعمر الاربع سنوات وهو عاش فيها اربع سنوات للدراسة يعرفها شبر شبر ..

لاحظت بانه يمشي بجوارها جسد شارد الذهن..
لا يرد حتى على تعليقاتها..مجبر على رفقتها هذا ما يتضح لها..
واليوم لدى سلطان اختبار ويستعد لاختبار اخر في الغد..

والدها أخبرها ان الشخصيات تظهر في السفر لما لا تظهر شي لمحسن ما لا يعرفه عنها..
هي في نظره فتاة الألوان التافهة.. هي مثله تحس بالممل تحتاج لشخص مثله ..
مغامر .. وذو باع طويل في المغامرات ..يعرف بوسطن كما خطوط يده..

ابتسم لها ( هذه اول محاطتنا ..
هنا محل لمشروب صيفي منعش ..

لم تخفي انبهارها بعربة البيع الملونة والرسومات الجميلة (الوان العربة منعش لروح ..
بالتأكيد ساخذ منه ..

ابتسامه ملتوية وعقب على حماسها وعينيه تتفحص الألوان من اعلى العربة الى اسفلها
( سيكولوجيا الألوان .. لعبة في التسويق.. لخداع امثالك ..
لم تستطع السيطرة على لسانها ( وامثالك ..
جحظت عينيه فضحكت ( انت من رشحه ..
هز راسه ( صبر جميل والله المستعان ..
رددت خلفه ( الله المستعان
رفع حاجبه بطريقه مضحكة وابتسم للشاب الظريف الذي امامه كان مشروبه في ثمار مجوفه
الا ان محسن اشار له بالخيار الثاني كوب من البلاستيك ..
نظرت له عندما قدمه لها وهمست باحباط ( اريده في الاناناس ..
ليغضيها اخذ رشفه ثم اجابها (الكوب صحي اكثر من فاكهه لا اضمنها
و بصراحة معك اخشى ان اقع في متاعب ويصيبك تلوث معوي ..انت كارثة تمشي على الارض ..
كان يسيران في الساحة حيث مجمع الأسواق التاريخية الصاخبة سمعت عنها كثيرًا وعن جمال القطع في محلات الهدايا التذكارية حيث حشود السياح ..
تفحص محسن قطع تذكارية لتمثال للبطة الام وفراخها الثمانية في حديقة بوسطن ..
هز كتفيه ولمس منقار البطة (اجد هذه القطعة تشبهك ..
ضحكت حتى لا ينتصر عليها باستفزازه لها ورفعت قطعة تلو الأخرى
( لا شيء يشبهك هنا.. لكن سأختار هذه.. رفعت مجسم لمبنى مجلس الولاية القديم في بوسطن..
ابتسم لها وهي تكتب خلف المجسم تاريخ اليوم لتخليد الذكرى دفع ثمن القطعتين ..
وسار بجانبها ورد على اتصال ..كان يتحدث في شي يخص العمل ..
كانا يسيران في مدينة بوسطن التاريخية الحياة المليئة بالحيوية وصوت الموسيقى لعازفين الجاز ..
وهناك الفنانين الهواه يعرضون لوحاتهم .. اتجهت لاحدهم توقفت مع بعض السياح ..
تتابع خطوط اللوحة وتمازج الالوان ببعضها ..
وسار هو بعيدا عنها منشغلا مع المكالمة بعد دقائق اغلق هاتفه ..
والتفت يمنه ويسره لم يجدها ..اتصل بها..
ردت وانفاسها متسارعة ( اين اختفيت ؟..
كان يلمحها من بعيد تعود حيث افترقا وصوتها يصله اجابها ( انا اراك اكملي انت في المسار الصحيح ..
اصبح صوتها مختنقًا ببكاء ( انا خائفة..لا اراك ..
وصل لها وحدثها ضاحكا ( كيف ترين وانت تغمضين عينيك ..
عندما سمعت صوته قريبا منها انفجرت بالبكاء ..
وخبئت وجهها بين كفيها ..
( جمان لست طفلة .. لتبكي لشي تافه ..
سار بها برفق لاحد مقاعد العامة ..
جلست تنظم انفاسها ..
ثم تحدثت ( اعلم بانك تفضل رفقة سلطان ورفاقه على رفقتي ..
واعلم باني رفيقة ممله .. وفتاة تافهه و .. شهقت ببكاء من جديد..
انت مجبر على رفقتي على تقبلي في رحلتنا هذه وانا اجبرت عليها..
لما يرسلني والدي معك ان كان سيلحق بي بعد ايام ..
لما يامحسن قلبي منقبض و لم يرتاح ابد لهذة الرحلة .؟!

تنهد ثم حاول التحكم في نبرة لتكون مرحه ( لم يظهر لي سلطان او احد ممن سافرت معه كل هذا التذمر في اي من رحلاتي معه ؟!
تحلي بقليل من اللباقة و مشاعري التي خدشتيها وانت تبوحين لي بانك مجبرة على رفقتي ؟!

حل بينهم صمت لبرهه ..
حتى سالها ( بالله عليك مالسبب الذي يدفع عساف ان يجعل جميلته تذهب مع الوحش ..

فركت كفيها بحرج ( لا ادري .. ولكن داخلي هاجس بان هناك امر ..

شبك بين اصابع على احدى ساقيه الطويلتين ( لما لاتفكري في امر اخر .. ارسالك لان عذول بينهما ..
وعدد على اصابع يقلد طريقه حديثها ..
لعلك لا تعلمين انك مزعجة .. متذمرة .. لحوحة .. كئيبة ..وطويلة لسان ..
وعليك ان تشكريني اني اصبر على رفقتك المملة ياتافهة .. وقف يسير مبتعدًا عنها
ضحكت على طريقته ولحقت به سارت بمحاذاته ( محسن ..لا اقصد ..
رد بسرعه ( لن اقبل اعتذارك ابدًا ..
كما اني الغيت رحلتنا المسائية ..
ورحلة نيويورك ..


::

تخرج من غرفة جمان وقد اغلقتها ..

خلو الاماكن من اهلها يجعلها تضيق إلى حد الإختناق..

شعور غريب بالوحدة يسيطر عليها الليلة مع غياب جمان ..

كيف كانت ليالي عساف كيف مرت السنوات عليه ..

وقد كانت وحدته موحشه معها مشاعر الانكسار و التي خلفها الحزن والفقد .

لا شي يرتق الارواح المثقوبة بالوجع ولا قادر على إزالة الندوب، أوتضميد الجراح..

كان تسير في اتجاه غرفتهما لمحته يصعد بهدوء..

كان يصعد الدرجات وكانه مبرمج على الصعود والتوجه لمكان دون الشعور برحلة العبور ..
يعيش ما يشبه اللاشعور بالمحيط الخارجي .. من فرط الشعور الداخلي ..
تسال : كيف ألتقي بها وداخلي رغبة البكاء على كتفيها طويلا بدمع هتون ؟!.
كل مرة حين يثقل الهم كاهله ..
ويحس رأسه أثقل عضو في جسده ..
يود ان يتوسد عطرها ويمنعه نفسه من التفكير..
يضع كفها على وجهه ..
يسمع انفاسها او همسها حتى تاخذه غفوة ..
( عساف ؟!.
انتبه من شروده فيها لها تقف في الممر..
ابتسم لوجهها المضيء .. لمنامنها الفضفاضة ..
لخصلات الرقيقة الراقصة المنفلته من شعرها ..
اقبل يقبل جبينها وتعبئ روحه انفاسها ..

رفع ذراعه حول كتفها برفق واقترب من روحها ..
بصوت هادئ بنبرة مهتمه سألها ( كيف أصبحت الان ..هل مازلت تحسين ..بالم ..

بابتسامة هادئه جعلت الراحه تمدد داخله تبدد قلق الصباح (الحمد لله بخير.. اظن ما زاد الألم هو رائحة العطور عندما عدت للمنزل..نفعتني وصايا هويا ..

حك جبينه باعياء تمعنت ملامح وجهه يظهر عليه التعب ..
ابتعدت عن ذراعه لتقابله لتنظر لوجهه بتمعن ..

مسحة الحزن التي تهب ملامحه طعما موغلا في القتامة والألم توجع قلبها ..

لا تجرء على سواله (مابك)وهي تعلم مايثقل روحه ، ويجعل انفاسه تنهيده حاره ..

سالته تنظر لعينيه ( توقعت ان لاتاتي الليلة مبكرًا بعد وليمة مشعل ..

رفع وجهها له ( قلقت عليك ..صوتك لم يكن جيد .

ابتسمت ابتسامة تود بها قتل الخوف ( انا بخير .. وساكون بخير ..

تيهأت لقبله تعلم منذ دخوله يود اقتناصها .. قبلة تنتمي لايام مضت..
ثم عانقها برفق بصمت بهدوء لا يعلو صوت في المكان سوى صوت انفاسه الحاره على رقبتها وجانب وجهها يتنفس رائحتها ..
(يالله .. لاأعرف لماذا حين أشم رائحتك أحس باني في حرز ضد الضياع والتلاشي ..
وكاني غريب وجدت موطني الذي انتمي اليه ..
ابتسمت ولم تستطع حبست عبراتها لترتد صراخا في أحشائها..
وتذرف عينيها دمعًا ابتعد عنها ليمسح وجهها ويقبل عينيها ..

يرق قلبه لدموعها المتساقطة غزيرة كحبات برد طاهرة فوق وجنتها المخملية ..

يود البكاء معها الا انه ذكرها بما اتقفا عليه
( اظن البكاء كان من ضمن الاشياء التي اتقفنا ان نتجنبها هذه الفترة ..

وعدته ان لا يتشائم و لن تقضي الايام في البكاء ابتسمت
عندما كرر عبارة جمان الشهيرة ( هل تخترقين قواعد وضعتيها ..


::


في الشارع القريب من الجامعة وزياد ينهي فترة عمله المسائية ..
يقترب محسن وتلك الملتفه خلفة ..
رفعت راسها لتنظر له ..
السهام لاتحتاج قوس وهي تعرف صوابها..
تاكد بانه يحتاج إلى رئك ثالثة حتى يتنفس.
الكتمان ضلوع فوق الضلوع..!
متارجح بين الممكن ولا ممكن ..
يحاول التوازن يهزه ميلان قلبه..
يعلم بانه لا قيمة للركض خلف الصدف.
ويعجز عن المواجهه ..
من اين ياتي بيتًا باسلاً متمرداً من قصيدة
ليحكي لها عن مايختلج روحه ..
يكفيه ان يعيش على شذرات من الامل ..
لم يقف لمحسن اكمل مسيره يصد وكانه لا يراه ..
الا ان محسن رفع صوته يناديه التفت له ..
تحدث محسن بدعابه ( نحتاج وساطتك في كوبين قهوه دون الدخول في كل هذا الازدحام ..
ابتسم زياد بود وكان احد احلامه يتحقق ..
حتى لو كان كوب قهوه .. بقى محسن وجمان في الخارج
دخل هو المقهى ينتظر اعداد قهوتها عندما وضعت القهوة له ..
خرج وكل الحيل تتبخر .. كل محاولات التفكير تشرد ..
ويسلم محسن كوبين من القهوة مدفوعه الحساب ..
رحل عنهما تاكله الحسرة وتكبله اشياء كثيرة..

لن يتقرب بطريقه تقلل من احترام رجل وضعه في مكانة ابنه ..
ولن يعيد غلطة ندم عليها لشهور وارقته ليالي ..
وتسال هل انت مستعد لتكون ندًا لـ ال مبارك ..
تاخذ الفتاة الوحيدة التي تربط كل ال مبارك ببعض ..
ابنه واخت وابنة اخ لجميعهم ..


عشقه لهذه الفتاة شكلا من أشكال انفلات الروح، وانبعاث القلب؟
ألا تكون للقلب أسبابه التي لا يفهمها العقل؟!.
فلا عقل يوافق قلبه في حب فتاة مستحيلة كجمان ؟!.
يجب ان يلجم روحه .. يحكم عقله ..


::



تكالبت على صدره آهات كبتها ..
اما هي كانت تعزف سمفونية التفاؤل ..
تعلم جيدا انها مشروخة..
تقنع نفسها بوهم متبخر كدخان..

عندما وصلتهما النتيجة ..

الحرارة المنبعثة من داخله عاصفة تنطلق من أسفل قدميه إلى أعلى شعر رأسه او العكس ..

ينبض كل عضو في جسده لايهدئ .. يشد على اصابعه يتغافل بغية طرد التوتر ينظر لوجهها ..

بدأ يتأمل شفتيها لعل طيف او شبح ابتسامه يلوح من الغيب..

وكم كانت خيبته كبيرة حينما اطبقت عليها بشده ، أما عيناها شاخصه و كفيها ترتعش ..

أمسك بأصابعها النحيلة ووضعها بكفه .. تحسسها اصبعًا . . اصبعًا وكانه يطبطب عليها ..

وهمست ( الحمدلله ..


::


بتلات
^•^



التعديل الأخير تم بواسطة ~sẳrẳh ; 08-05-22 الساعة 10:51 AM
البَتلَاتْ الموءوُدة غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس