عرض مشاركة واحدة
قديم 17-05-22, 10:22 PM   #17

روايات نور محمد

? العضوٌ??? » 500766
?  التسِجيلٌ » Mar 2022
? مشَارَ?اتْي » 195
?  نُقآطِيْ » روايات نور محمد is on a distinguished road
افتراضي ضجيج الصمت-نور محمد

الفصل الحادي عشر


"في اليوم التالي، ذهب رامز إلى الشركة لبدء أول أيام عمله، كان يشعر بعدم الارتياح ولا يدري ما السبب.
ربما لأنه ليس مكانه من البداية بل هو مكان أخيه، هي شركته التي لم يخبره عنها في البداية حماية له حتى لا يتهمه أبوه بالمعرفة والتكتم على الأمر.
شعر بأنه موظف ينتقل من شركة إلى أخرى دون مكان ينتمي إليه.
الانتماء... ذلك الشعور الذي بدأ يراوده منذ مدة... أنه لا ينتمي لأي شخص أو مكان، وكان ذلك هو السبب الأكبر لسعادته بطفله القادم، الذي سيكون البذرة الأولى في عائلته الخاصة التي سينتمي إليها.
وصل الشركة وتلك الأفكار تملأ رأسه، لا يدري كيف سيتصرف ولا كيف سيتعامل مع الموظفين.
لقد شعر بأنه لا يملك الحق في أخذ دور المدير الآمر في وجود أخيه وكرم المدير العام للشركة.
أخذ نفساً عميقاً وحاول أن يبعد تلك الأفكار عن رأسه لينزل من سيارته ويتوجه إلى الداخل، وعندما وصل هناك، وجد كرم في استقباله بابتسامة ترحاب كبيرة، وعندما وصل عنده، قال مصافحاً إياه"
- أهلاً وسهلاً يا رامز! الشركة نورت

"ابتسم رامز قائلاً"
- بنورك يا كرم! أخبارك إيه؟

"ابتسم كرم قائلاً"
- بخير الحمد لله

"سأله رامز قائلاً"
- رامـي هنا؟

"هز كرم رأسه في نفي ثم قال"
- لا، بس كلمني امبارح وقالي إنك هتنقل شغلك هنا معانا، وأنا وصيتهم يجهزوا المكتب فوراً، تعالى نشوفه

"توجها سوياً إلى الطابق الخاص بمكتبه، وعندما وصلا، كان هناك سكرتيرة جديدة بانتظاره، وعندما رأتهما، قامت من مكانها وابتسمت لهما، ابتسم كرم بدوره قائلاً"
- صباح الخير يا لميس!

"ردت قائلة"
- صباح الخير يا كرم بيه!

"التفت كرم إلى رامز ثم قال"
- دي لميس، مديرة مكتبك

"ثم التفت إلى لميس واتبع"
- رامز بيه الراوي يا لميس!

"ابتسمت لميس له قائلة"
- فرصة سعيدة يا رامز بيه! سعيدة إني هشتغل مع حضرتك

"ابتسم لها رامز في هدوء قائلاً"
- أنا أسعد

"قال كرم وهو يفتح باب المكتب"
- اتفضل يا رامز

"وعندما دخلا سوياً، تأمل رامز غرفة مكتبه الجديدة وقد كان كل شيء فيها مجهزاً بالشكل الملائم لذوقه الخاص.
كان الأثاث بالكامل عصرياً باللون الأسود، وطاولة الاجتماعات مستديرة وليست مستطيلة، والنافذة واسعة تأخذ الحائط بأكمله تطل على منظر هادئ ومريح بعيد قدر الإمكان عن الزحام، ابتسم رامز في هدوء، إن رامـي يحاول قدر الإمكان أن يشعره بأنه في مكانه، لا يعلم أنه لا يشعر ناحية أي مكان أنه مكانه.
ابتسم كرم قائلاً"
- ايه رأيك؟ عجبك المكتب؟

"اومأ رامز قائلاً"
- حلو جداً ومناسب، شكراً يا كرم!

"ثم أخذ نفساً عميقاً وقال"
- خلينا نبدأ في الشغل بقى

"مرت ثلاث ساعات وهما جالسين سوياً في المكتب وكرم يشرح له كل شيء ويخبره من أين سيستكمل أعماله، ورامز يستمع إليه في تركيز...
وبعد أن انتهيا، أغلق كرم حاسوبه ثم نظر إلى رامز الذي كان الإرهاق بادياً على وجهه ثم قال"
- كده أنا شرحتلك كل حاجة بالتفصيل

"التقط رامز أنفاسه في إرهاق ثم قال"
- أنا عرفت رامـي مابيجيش كتير هنا ليه

"ضحك كرم قائلاً"
- سامحني بقى أنا دخلت سخن وشرحتلك كل حاجة مرة واحدة

"ضحك رامز ضحكة خفيفة ثم التفت له قائلاً"
- بس برافو عليك إنك قادر تدير كل حاجة هنا لوحدك، رامـي كان عنده حق إنه يثق فيك

"ابتسم كرم قائلاً"
- ده واجبي

"ثم اتبع وهو يجمع أغراضه ليرحل"
- أنا دلوقتي عندي شغل في مكتبي لازم اروح اخلصه، ولو احتجت أي حاجة أنا معاك، اتفقنا؟

"اومأ رامز برأسه قائلاً"
- اكيد

"قام كرم من مكانه ثم خرج من المكتب، وبعدها قام رامز من مكانه وتوجه ناحية مكتبه وقام باستدعاء السكرتيرة لتدخل إليه، وعندما دخلت ابتسمت قائلة"
- حضرتك تأمر بأي حاجة؟

"رد قائلاً"
- ايوة، عايز فنجان قهوة، واطلبيلي باشمهندسة ندى من فضلك

"اومأت برأسها قائلة"
- حالاً، بعد إذن حضرتك.

"عندما خرجت، أسند رامز رأسه إلى الخلف وأغمض عينيه من الإرهاق، لقد كان أول يوم مرهقاً للغاية، ماذا عن البقية؟
قام من مكانه وتوجه ناحية النافذة الكبيرة وأخذ ينظر منها، ابتسم عندما خطرت ندى بباله، لقد رأى الصدمة على وجهها عندما أخبرها برحيله، تُرى كيف كانت حالتها عندما علمت بأنها انتقلت معه إلى هنا؟
شعر بأنه يشتاق إلى مشاكساتهما معاً، يشتاق لحديثها، يشتاق إليها، قطع شروده صوتها من خلفه يقول"
- صباح الخير يا باشمهندس!

"ابتسم دون أن يلتفت... إنها هنا، التفت لها ثم قال بابتسامة كبيرة"
- صباح الخير يا ندى!

"ابتسمت هي الأخرى في سعادة، ما أجمل ابتسامته! كيف كانت لتتحمل إن رحل وتركها هناك دون فانيليا؟ ولكنه يفكر بها بالفعل، لقد أراد أن يأخذها معه، هل... قطع تفكيرها صوته يقول"
- تشربي قهوة معايا؟

"ردت قائلة"
- اكيد

"توجه ناحية المكتب ثم طلب السكرتيرة قائلاً"
- فنجان قهوة كمان يا لميس من فضلك، شكراً

"لميس... لم ترتح ندى إليها أبداً، إنها من النساء اللواتي يهتممن بمظهرهن بشكل مبالغ فيه، وكأنها تحاول لفت النظر، هل تحاول لفت نظره هو؟
شعرت ندى بالحنق الشديد لتلك الفكرة، ولكن سرعان ما طردتها من رأسها عندما وجدته يبتسم لها مشيراً ناحية الأريكة السوداء في المكتب قائلاً"
- اتفضلي يا ندى!

"وعندما جلسا، دخلت لميس بفنجان القهوة ووضعته على الطاولة الصغيرة أمام الأريكة، وضعت الفنجان بهدوء ثم رحلت، لم تبدُ بميوعة السكرتيرة الأخرى التي كانت في شركة والده، ولكنها أيضاً لا ترتاح لها.
قطع شرودها صوت رامز القائل"
- سرحتي في ايه يا ندى؟

"التفتت له و هزت رأسها في نفي سريعاً قائلة"
- أبداً، ولا حاجة

"ابتسم لها قائلاً"
- مرتاحة في الشغل الجديد هنا؟

"صمتت للحظات قبل أن تجيب قائلة"
- ايوة، تمام

"ثم اتبعت في تردد"
- هو... يعني... ينفع اسأل سؤال؟

"اومأ برأسه مبتسماً قائلاً"
- اكيد

"قالت بدورها"
- أنت ليه سبت الشركة؟

"ابتسم قائلاً في ثقة"
- رامـي كان محتاجني أباشر الشغل هنا مع كرم، أنتِ عارفة إن المشروع واخد أغلب وقته ومابيقدرش يجي كتير هنا، فاتفقنا أدير أنا الشغل والمشروع من هنا وهو هناك في الشركة مع بابا

"هزت رأسها متفهمة فاتبع"
- وأكيد عاوزك تكوني معايا هنا

"شعرت بقلبها يخفق بشدة، يريدها معه؟ حقاً؟ قال"
- أنتِ كمان هتتابعي المشروع معايا من هنا وهنشتغل عليه سوى زي ما كنا هناك بالظبط

"قالت وهي تحاول استعادة توازنها وثقتها"
- المفروض كان في اجتماع عشان نناقش الخطوات الجاية

"رد قائلاً"
- ايوة، من بكرة هنتفق عالشغل الجاي

"ثم اتبع بابتسامة"
- لكن دلوقتي صعب عشان أنا بقالي 3 ساعات مع كرم بيفهمني تفاصيل الشغل هنا، فمش قادر اشتغل تاني حالياً، فقلت ابعتلك ندردش شوية

"ثم غمز قائلاً في مكر"
- مش هينفع اسيب الشركة واعزمك عالغدا برة من أول يوم، رامـي يفصلني

"ابتسمت خجلاً، ابتسم هو أيضاً لتلك الحُمرة التي لا تظهر إلا أمامه هو.
مر بعض الوقت وهما يتحدثان، وكانت تضحك كثيراً منه، ربما لا تضحك بذلك القدر إلا منه هو بالرغم من وجود سما وشمس اللتين تجعلانها تضحك دون توقف، لكن دوماً ما يفعله هو... شيء آخر.
أما هو، فقد كان سعيداً للحديث معها خاصة مع شعوره في بداية هذا اليوم بالضيق والتوتر الذي سرعان ما زال لوجودها معه، فقد استعاد ثقته بنفسه وشعر بأن شيئاً لم يتغير أبداً منذ أن كانا سوياً في الشركة الأخرى.
وعندما توقفا عن الضحك، قال"
- أنتِ لسة وراكي شغل النهاردة، صح؟

"اومأت برأسها فاتبع وقد رفع حاجبه"
- وسايبة شغلك وقاعدة تهزري؟

"رفعت حاجبيها في دهشة، إنه سرعان ما يتحول، حاولت التحدث قائلة"
- حضرتك... طلبتني

"قال في جدية مصطنعة"
- وكمان بتتحججي بيّ؟ أنتِ كان عندك خصم من فترة كده، فاكراه؟

"قامت من مكانها سريعاً وقالت"
- أنا رايحة اكمل فوراً

"قال في تهديد مصطنع"
- هغمض عيني وافتحها، لو لقيتك هخصم شهر كامل

"وبالفعل، لم يكد يغمض عينيه حتى سمع صوت خطواتها تركض ناحية الباب ليجدها قد اختفت عندما فتح عينيه مجدداً.
ضحك منها كثيراً، إن سذاجتها وعفويتها تستفزه كي يشاكسها كما يشاء، وما كان يشجعه على ذلك سعادتها بكل ما يفعل.
لم تلحظ أنه قد انتبه لنظرتها إلى لميس وقد فهم ما الذي خطر ببالها تماماً، هل تغار؟ ابتسم لتلك الفكرة كثيراً، إن هذا مؤشر جيد للغاية."

.....

"كانت شمس تقوم بشرح كل التفاصيل الخاصة بالمشروع التي قامت بإنهائها وهو يقرأ كلماتها في تركيز، ولكنه لم يكن كالعادة، بدى وكأنه يفكر في أمر ما ولم يكن يبتسم أبداً.
كانت تشعر ببعض التوتر؛ لقد ظنت أنه ربما يكون منزعجاً منها لأنه لم يجدها تعمل في تلك المرة.
كانت تريد أن تتوقف عن الحديث فيما يخص المشروع وتسأله عما به، ولكنها لم تستطع فاستمرت وهي تتمني أن ينتهي الاجتماع سريعاً، وعندما انتهت، قدم لها رامـي كل الملاحظات ثم كتب على هاتفه"
- تقدري تتفضلي يا شمس!

"ثم قام من مكانه وتوجه ناحية مكتبه دون أن يضيف أي شيء، ظلت متوقفة في مكانها مترددة... هل ترحل أم تسأله عما به؟
عندما انتبه لأنها لم ترحل، نظر لها متسائلاً فأخذت نفساً عميقاً ثم توجهت ناحية المكتب حتى توقفت أمامه وقالت"
- بصراحة أنا عاوزة اعتذر

"ضم حاجبيه في تعجب فاتبعت"
- يعني... أنا عارفة إنك اتضايقت مني عشان ماكنتش بشتغل يومها بس صدقني أنا...

"قاطعتها ابتسامته الضاحكة ثم أشار لها أن تجلس فجلست، أمسك بهاتفه ثم كتب"
- أنا فعلاً اتضايقت لأني مابحبش أي تهاون في الشغل، كل حاجة ليها ميعاد تتعمل فيه، بس ماتضايقتش اوي كده لدرجة إني استنى اعتذارك.

"ثم قدمه لها لتقرأ بابتسامة، وعندما قرأت كلماته، ابتسمت في راحة ثم نظرت إليه قائلة"
- أنا حسيت كده لإنك المرة دي باين أنك متضايق من حاجة.

"ابتسم لها ثم كتب"
- مافيش حاجة، أنا بس في حاجة شغلاني مش أكتر

"كانت تريد أن تسأله ولكنها لم ترِد أن تكون متطفلة، مع ذلك... لم تمنع نفسها من أن تقول"
- هي ندى مش هترجع هنا تاني؟

"ابتسم ثم كتب في مكر"
- عاوزة تروحيلها؟

"نظرت إلى جملته في صدمة ثم قالت سريعاً"
- لا لا أنا بس بسأل

"ضحك منها فلم تستطع منع نفسها من الابتسامة، كتب في تسلية"
- ماتقلقيش، حتى لو عاوزة مش هنقلك.

"هل يريد رؤيتها أمامه؟ هذا ما فكرت به بمجرد أن قرأت جملته، قالت محاولة الحديث"
- أنا بس مش فاهمة سبب نقلها المفاجئ ده، وكمان ليه باشمهندس رامز مشي؟

"نظر لها بابتسامة شعرت منها أنه لن يخبرها بشيء وأنها قد سألت في ما لا يعنيها، قالت دون أن تشعر"
- حشرية، صح؟

"ضحك ضحكة خفيفة رد فاتبعت في حرج"
- أنا اصلي مش متعودة إن ندى ماتبقاش موجودة معايا، بصراحة اتمنى الوضع ده يبقى مؤقت وترجع تاني.

"ابتسم ثم كتب"
- مؤقت يا شمس! ماتخافيش

"اومأت برأسها مبتسمة في هدوء ثم قالت بعد أن قامت من مكانها"
- بعد إذن حضرتك

"ثم خرجت من المكتب، وهو يفكر... إنها تتعامل معه ببساطة شديدة وكأنه زميل آخر معهم تسأله في أمور عدة وتتحدث معه دون تفكير أو حسابات، والذي يدهشه من نفسه منذ أن عرفها أنه يجاريها في كل شيء ولا يغضب منها كما يمكن أن يفعل مع كل من هم دونها، إنه حتى يستمتع بمجرى حواره معها حتى وإن خرج عن نطاق العمل، إنها ترد له اجتماعيته التي افتقدها تجاه الجميع."

.....

"عندما أنهى رامـي أعماله، ذهب إلى شركته ليرى كيف تسير الأوضاع، وعندما وصل هناك، توجه إلى مكتب رامز، الذي كان جالساً يطالع بعض الأوراق، وعندما دخل رامـي إليه، قام من مكانه وتوجه ناحيته مبتسماً، أشار رامـي بابتسامة بعد أن صافحه"
- ايه الأخبار؟ كله تمام؟

"رد رامز قائلاً"
- لغاية دلوقتي كويس، كرم شرحلي كل حاجة

"ابتسم رامـي مشيراً"
- أنا متأكد إن شغلك هيضيف كتير هنا

"ثم اتبع وهو ينظر من حوله"
- ايه رأيك في الديكور؟ حلو، صح؟

"ابتسم رامز مشيراً"
- حلو جداً

"ثم اتبع"
- شكراً

"نظر له رامـي مستغرباً فاتبع"
- عشان كل حاجة بتعملها

"أشار رامـي وقد ضم حاجبيه في ضيق"
- ايه اللي بتقوله ده؟ أنا مش عاوزك تقول الكلام ده تاني، مفهوم؟

"ضحك رامز ضحكة خفيفة ثم أشار"
- حاضر

"اتبع رامـي مشيراً"
- أنا قلت اجي اشوفك ونروح سوى لماما، وحشتني وعاوز اشوفها

"ابتسم رامز في سعادة ثم قال"
- وأنا كمان، يلا بينا

"تركا الشركة سوياً ثم ذهبا إلى منزل والدتهما، وعندما وصلا هناك، وجداها في الحديقة كعادتها تسقي الأزهار.
أشار رامز إلى رامـي بألا يصدر أي حركة حتى لا تشعر بوجودهما كي يتمكن من ممارسة هوايته المفضلة... المفاجأة...
اقترب ناحيتها في خطوات حريصة حتى أصبح قريباً منها وصرخ فجأة"
- يا روكا!!

"صرخت والدته ثم التفتت خلفها وهي على وشك أن تضرب من ستجده بإبريق الماء، قال رامز سريعاً وهو يتفادى مرمى يدها"
- ده أنا يا ماما!

"عندما تبينته، قالت في دهشة"
- رامز؟!

"ثم أخذت فجأة تضربه على ذراعه قائلة"
- برضو هضربك عشان تبقى تخضني كده تاني

"ضحك بشدة قائلاً"
- وحشتيني يا ماما!

"توقفت عن الضرب فجأة ثم نظرت إليه مبتسمة وقالت"
- وحشتني يا مجرم!

"ثم احتضنته في سعادة وهو يضحك، كان رامـي يراقب الموقف مبتسماً لسعادة رامز، إن كان هناك من استفاد حقاً من رؤيته لها فهو رامز بالتأكيد، معها يكون الشخص الحقيقي الذي كان من المفترض أن يكونه.
اقترب ناحيتهما فالتفتت والدته له وقالت في حنان"
- حبيبي! وحشتني!

"اقترب رامـي منها فاحتضنته هو الآخر ثم ابتعد عنها وأشار"
- حضرتك كمان وحشتيني يا ماما!

"ثم تذكر أنها لا تجيد الإشارة فأسرع لالتقاط هاتفه لتوقفه هي قائلة في سعادة"
- أنا فهمتها

"نظر لها متسائلاً فاتبعت"
- أنا بتعلمها وبقيت أقدر أفهم معظم الإشارات

"ثم اتبعت بابتسامة رقيقة"
- بس استنى عليا شوية كمان لغاية ما اتعلمها عالآخر

"ابتسم رامـي في سعادة فقالت لكليهما"
- تعالوا ندخل نتكلم جوة بقى

"وعندما دخلوا سوياً، أحضرت لهما طبقاً كبيراً من البسكويت الشهي وكوبين من العصير، كان رامز مستمتعاً بتناوله للغاية، قال"
- البسكوت ده بيرجعلي طفولتي

"ضحكت رقية قائلة"
- أنا علمت طريقته لصفية، ماعملتهوش خالص؟

"هز رامز رأسه في نفي ثم قال"
- ماكانش حلو زي ده

"ابتسمت قائلة"
- صحة وعافية يا حبيبي

"ثم نظرت إليهما وقالت"
- احكولي! اخباركم ايه؟

"أشار رامـي بأن أحواله على ما يرام، وقال رامز"
- كويسين يا ماما

"ابتسمت قائلة"
- أنا كنت متوقعة لما شفتكم إني هلاقي حد فيكم متجوز أو خاطب، مافيش أي حد؟

"سعل رامز فجأة أثناء شربه للعصير عندما سمع جملتها فابتسم رامـي في الخفاء لعلمه بما خطر بباله في تلك اللحظة، قالت والدته سريعاً"
- أنت كويس يا رامز؟

"رد قائلاً"
- كويس

"ثم اتبع رجوعاً إلى سؤالها"
- عمتو سناء كانت جايبالنا عروستين لما زارتنا آخر مرة

"قالت والدته متلهفة لسماع المزيد"
- وحصل ايه؟

"ابتسم رامز قائلاً"
- ماوافقتش طبعاً، أنا مستحيل اتجوز كده

"التفتت إلى رامـي قائلة"
- وأنت يا رامـي؟ رفضتها ليه؟

"أجاب رامز قبله وهو ينظر إليه ضاحكاً"
- كانت صابغة

"ضحك رامـي أيضاً فقالت والدتهما بعد تردد"
- بصراحة أنا مبسوطة إنكم لسة ماتجوزتوش عشان نفسي احضر فرحكم واشوف عرايسكم الأول

"ابتسم رامز قائلاً"
- ماينفعش نتجوز وحضرتك مش موجودة

"ثم اتبع بنبرة ماكرة"
- أنا متأكد إن حضرتك هتحبي ذوقنا اوي

"ابتسمت والدته قائلة"
- اكيد

"ثم صمتت للحظات ولم تستطع منع نفسها من السؤال قائلة"
- ماقلتوليش يا ولاد! عاملين ايه مع بابا؟

"تغيرت تعابير وجه رامز إلى الضيق، ولكنه قال بابتسامة خفيفة"
- عادي، كله تمام

"شعرت بالضيق الذي أصابه فالتفتت إلى رامـي وقالت"
- وأنت يا رامـي؟ بابا حكالي إن الأمور بينك وبينه ماكانتش كويسة السنين اللي فاتت

"أمسك رامـي بهاتفه ثم كتب"
- كنت متضايق لأنك كنتي بعيدة عننا، لكن دلوقتي عادي... تمام برضو

"قرأت جملته ولكنها أيضاً لم تشعر بالراحة، نظرت إليهما ثم قالت"
- أنا عارفة إنكم مش عاوزين تقولولي إن الأمور مش كويسة، صح؟

"ظل كل منهما صامتاً فتنهدت في حزن ثم قالت"
- أنا عارفة إن سليم ساعات بيكون قاسي

"ابتسم رامز في سخرية قائلاً"
- ساعات؟!

"نظرت إليه والدته في حزن ثم اتبعت"
- بس هو بيحبكم اوي، انتو مش فاكرين كان بيحبكم وبيتعامل معاكم ازاي وانتو صغيرين؟ كانت روحه فيكم

"قال رامز في ضيق"
- حضرتك بتتكلمي عنه كأنك ماشفتيش منه أي حاجة وحشة

"صمتت والدته وتذكرت كل شيء حدث، لم تكن تتوقع أبداً أن الرجل الذي أحبته والذي أظهر لها من الحب أكثر مما كانت تتخيل أن يتغير فجأة ويتحول إلى شخص آخر يخون ويقسو بل ويصفعها لأول مرة في حياتها ليدفعها بأفعاله للرحيل حفاظاً على ما تبقى له في قلبها من حب، قالت في هدوء"
- معاك حق، اللي عيشته آخر فترة كان أكبر من إني استمر، بس صدقني يا رامز! ماحدش يعرف سليم قدي، هو بيحبكم اوي.

"ثم اتبعت بابتسامة حزينة"
- أبسط دليل على إنه بيحبكم بجد إنه ماسمحليش اخدكم معايا.

"ظل رامز صامتاً يحارب نفسه كي يمنعها عن الرد بما يخبئه في قلبه منذ زمن طويل، بينما كان رامـي يقرأ كلماتها وهو يشعر بالدهشة.
لا زالت تدافع عنه رغم كل ما فعل، هل حقاً كان والده على علم بكل ما تقوله عنه وكل ما تكنّه له من مشاعر قبل أن يخرب كل شيء؟ كيف أعماه غروره إلى هذا الحد؟"
****
بعد مرور ثلاثة أشهر

"تم إنهاء المرحلة الأولى من المشروع، وكان كل من رامـي ورامز سعيدين للغاية، لقد تحققت أول خطوة في حلم الطفولة.
وفي أحد المرات صباحاً، وصل رامـي إلى الشركة، وقابل شمس عند المصعد مرة أخرى...
كانت شمس سعيدة للغاية في تلك الفترة لأنها ولأول مرة كانت تشعر بسعادته حقاً في كل مرة يصله خبر بأن جزء ما من المشروع قد انتهى فيذهب بنفسه ويرى كل شيء.
كانت تريد أن تعرف ما سر ذلك المشروع بالنسبة إليه هو ورامز، فقد أخبرتها ندى بنفس الأشياء عن رامز أيضاً، لم يكن أيٌ منهما يهتم لباقي المشاريع مثلما يهتمان لذلك المشروع...
شعرت شمس بأنها لا تريد معرفة باقي التفاصيل من ندى بل من رامـي خاصة عندما يعرف المفاجأة.
وأثناء ما كانت تسير بابتسامة لكل ما يجول في رأسها، وجدته يقف عند المصعد، لم تشعر بنفسها وهي تبتسم ابتسامة عريضة لرؤيته فابتسم لها هو الآخر وأمسك بهاتفه وكتب"
- صباح الخير يا شمس! ازيك؟

"نظرت إليه ثم أشارت بابتسامة سعيدة"
- صباح النور! أنا كويسة جداً

"نظر لها رامـي في ذهول سرعان ما انقلب إلى سعادة وهو يشير"
- اتعلمتيها؟!

"ضحكت شمس مشيرة"
- ايوة، كده خلاص مش محتاجين الموبايل تاني

"ابتسم في سعادة ثم أشار"
- شكراً يا شمس!

"ثم أكمل"
- الموضوع ده فرق معايا كتير

"ابتسمت ثم أشارت في مرح"
- كده ماحدش هياخد باله من أسراري، بقى بيننا سيم مشترك

"ضحك منها، وعندما وصل المصعد، دخلا سوياً ثم وصلا إلى الطابق الخاص بمكتبه، وعندما وصلا، أشار رامـي بابتسامة"
- صباح الخير يا نهال!

"أشارت نهال بابتسامة"
- صباح النور! حالاً والقهوة تبقى جاهزة

"ابتسم لها رامـي ثم دخل هو وشمس إلى المكتب، أشار لها رامـي بأن يجلسا عند طاولة الاجتماعات.
كانت شمس ستبدأ بالحديث عن المشروع، ولكنه أشار لها"
- خليها بعد القهوة يا شمس! أنا مابعرفش اشتغل من غيرها

"ضحكت شمس مشيرة"
- كده إدمان

"رد مشيراً بابتسامة"
- هي فعلاً بقت زي الإدمان عندي، أنا بشربها من وأنا عندي 13 سنة، من غيرها كنت هبقى حريقة سجاير

"أشارت سريعاً"
- لا سجاير ايه، القهوة احسن طبعاً

"قطع حديثهما دخول نهال بصينية القهوة، وقبل أن ترحل، أوقفها رامـي ثم أشار لها"
- استني يا نهال

"ثم اتبع بابتسامة"
- احنا قريب هنعمل حفلة هنا في الشركة بمناسبة انتهاء المرحلة الأولى من المشروع

"ابتسمت كل من نهال وشمس في سعادة فاتبع"
- طبعاً لازم اشكركم انتو الاتنين على كل حاجة عملتوها الفترة اللي فاتت، أنا عارف إني كنت ضاغطكم كتير بس كنت عاوز كل حاجة تخلص عالوقت المحدد

"ابتسمت نهال في سعادة وأشارت"
- ماتتخيلش أنا مبسوطة قد ايه يا رامـي! وأنا ماحسيتش بأي تعب خالص المهم إننا قدرنا ننجز

"ثم التفتت إلى شمس وأشارت"
- بس شمس ليها النصيب الأكبر في الشكر

"نظر رامـي إلى شمس ثم ابتسم في هدوء مشيراً"
- فعلاً، شمس تعبت كتير واشتغلت كتير عشان الشغل يطلع بالصورة دي

"ابتسمت شمس في سعادة وأشارت"
- حضرتك ماتتخيلش سعادتي قد ايه إني كنت جزء من المشروع ده

"ابتسم لها رامـي للحظات ثم عاد ليلتفت إلى نهال وأشار"
- تمام يا نهال، كده مطلوب منك تحددي ميعاد مناسب وتظبطي احتفال حلو زي ما اتعودنا منك

"أشارت نهال في زهو"
- طبعاً، في الحفلات ماتوصينيش

"ضحك فاستأذنت للخروج، وعندما خرجت، ساد الصمت بينهما للحظات قبل أن تشير هي في تردد"
- هو أنا ممكن اسأل سؤال؟

"اومأ برأسه بابتسامة فاتبعت"
- هو ايه سر اهتمامك بالمشروع ده تحديداً؟

"أشار بابتسامة هادئة"
- المشروع ده حلم حياتي من وأنا صغير، من ساعة ما رامز حكالي عن فكرته وهو بقى حلمي أنا كمان، أنا من زمان مهووس بالبُنا والتصميم، عندي دولاب كامل مليان مباني عملتها من المكعبات ومن الميكانو لما كبرت شوية...

"كانت تراقب إشاراته في سعادة واهتمام لمعرفة المزيد من التفاصيل فهذه هي المرة الأولى التي يتحدث فيها عن نفسه وذكرياته، اتبع"
- ورامز كان بيصمم حاجات كتير معايا، واتفقنا لما نكبر هندرس نفس المجال الهندسي عشان نعمل مشروع كبير عبارة عن مدينة سكنية

"ثم ضحك ضحكة خفيفة قبل أن يتبع"
- بس الفرق بين حلمنا والواقع إننا كنا عاوزين المدينة دي تبقى كلها ليَّ أنا وهو نعيش فيها لوحدنا، بس طبعاً ده مستحيل، فمدينتنا الحقيقية فعلاً اتبنت من المكعبات والميكانو واتحطت في دولابي الازاز.

"ظلت ناظرة له دون رد فأشار"
- ساكتة ليه؟

"أشارت بابتسامة"
- مبسوطة إني شاركت في تحقيق الحلم ده

"ابتسم مشيراً"
- عشان كده بشكرك يا شمس

"ثم اتبع متسائلاً"
- أنتِ كان عندك حلم وأنتِ صغيرة؟

"اومأت برأسها مشيرة"
- كان حلمي ابقى رسامة واعمل معرض لوحات

"ابتسم مشيراً"
- اخدت بالي إن في دفتر رسم في شنطتك، بترسمي حلو

"شحب وجهها وقد تذكرت ما حدث عندما سقطت حقيبتها، لقد وضعت دفترها مفتوحاً على رسمة عينيه الغير مكتملة.
كان يراقب تعبيرات وجهها وشعر بأن ما ظنه مسبقاً كان حقيقة، أشار محاولاً تخفيف توترها"
- اتمنى إني اشوف لوحاتك قريب

"ابتسمت في هدوء ولكن في داخلها كانت متوترة، يريد رؤية لوحاتها؟ بالتأكيد يقصد رؤية نفسه وليس لوحاتها، لقد نسخته مراراً على كل اللوحات، قطع تفكيرها بإشارته"
- يلا نبدأ الشغل

.....

"ذهب رامز إلى منزل نانسي وهو سعيد للغاية لأنه وأخيراً قد رأى أول جزء من حلمه واقعاً بالفعل، ولكن قبل أن يذهب إليها، قام بشراء ثوب جديد لها يناسب بطنها الذي كبر الآن كما اشترى أيضاً بعض القطع من الملابس لأجل الصغير الذي تبيَّن نوعه و علم أنه ذكر.
وصل إلى المنزل، وفتح الباب في هدوء حتى لا تشعر به، وعندما دخل، لم يجدها ولكنه اشتمَّ رائحة الطعام الشهي فعلم أنها في المطبخ.
وضع الأكياس جانباً ثم تقدم في خطوات خفيفة ناحية المطبخ ليجدها تجلس عند الطاولة تقوم بتقطيع الخضروات فتوقف وراءها وانتظر حتى تضع السكين لئلا تنجرح وصرخ فجأة"
- نانسي!!

"صرخت نانسي من الفزع فتوقف أمامها، وعندما رأته، بكت ولفت ذراعيها حول خصره في خوف فنزل على ركبتيه واحتضنها مطمئناً إياها وهو يضحك قائلاً"
- ماتخافيش يا نانسي! ده أنا

"أخذت تبكي كثيراً وقالت بصوت متقطع"
- حرام عليك... كنت هموت

"أخذ يمسح بيده على شعرها قائلاً في حنان"
- بعد الشر عليكي، أنا آسف، ماتزعليش

"ثم قال ساخراً"
- بعد كده هنبهك قبل ما اخضك

" ابتعدت عنه قليلاً ووكزته في كتفه قائلة"
- يا سلام!

"ثم اتبعت وهي تتحسس بطنها قائلة"
- استنى أما اتطمن على رامز الصغير، اكيد هو كمان اتخض منك

"وضع يده على بطنها وأخذ يتحسس موضعه حتى شعر بقدمه تتحرك تحت أصابعه، ضحك قائلاً"
- بيتحرك اهو، عشان تعرفي إنه عارف صوتي كويس

"ثم نظر لها وابتسم قائلاً"
- بعيداً عن الرعب ده، عاملة ايه؟

"ابتسمت قائلة"
- كويسة، بس تعب الحمل بدأ يظهر... دوخة وصداع

"أمسك بيدها قائلاً"
- هانت... باقي أربع شهور يا حلوة!

"ابتسمت فقال سريعاً"
- صحيح، نسيت الهدايا برة

"ثم حملها وخرج بها من المطبخ ثم أجلسها على الأريكة وأخرج من الكيس الأول ثوباً جميلاً باللون الزهري وقال"
- ايه رأيك؟

"أمسكت نانسي بالثوب في سعادة وقالت"
- يجنن يا رامز! حلو اوي

"ابتسم لها ثم أخرج ثياب الصغير وقال"
- وجبت دول كمان، بس حاسسهم صغيرين اوي

"أخذت نانسي تتأملهم في سعادة وتضعهم على بطنها وكأنها تقيسهم على الصغير لتقول"
- لا خالص مش صغيرين، مناسبين لأول كام شهر

"ثم اتبعت"
- بس ده كتير اوي، كنت استنيت لما يجي الأول

"هز رأسه في نفي قائلاً"
- لما يجي هجيبله قد دول 100 مرة، هجيبله الدنيا كلها يا نانسي!

"أبعدت نانسي الأكياس ثم اقتربت منه واحتضنته قائلة"
- أنا بحبك اوي

"ضمها إليه قائلاً بابتسامة"
- أنتِ لئيمة

"أبعدت رأسها عنه لتنظر له قائلة"
- ليه؟

"أمسك برأسها وأعادها إلى كتفه مجدداً وهو يقول"
- بتنسيني أنا عاوز اقولك ايه وتشغليني بشعرك الأحمر الطويل الحلو ده

"ضحكت قائلة"
- عاوز تقول ايه؟

"ابتسم قائلاً"
- فاكرة المشروع اللي حكيتلك عنه؟

"اومأت برأسها فاتبع"
- المرحلة الأولى منه خلصت

"نظرت إليه في سعادة قائلة"
- بجد؟

"رد ضاحكاً"
- ايوة، وهنعمل احتفال كبير في الشركة بالمناسبة دي

"قالت في سعادة"
- حلو اوي، مبروك يا حبيبي!

"ابتسم قائلاً"
- الله يبارك فيكي

"قالت في هدوء"
- يا ريت كنت أقدر أبقى معاك وأشاركك فرحتك ونحتفل سوى

"ابتسم في مكر قائلاً"
- ومين قال مش هنحتفل سوى؟

"ابتسمت في خجل قائلة"
- هو أنت على طول كده؟

"ضحك قائلاً"
- هو في أحلى من كده؟

"لم تستطع النظر إليه وقد أحمر وجهها، ضحك من منظرها ثم حملها وسار بها عائداً إلى المطبخ قائلاً"
- تعالي نشوف الحلوة طابخة إيه النهاردة

.....

"وفي اليوم التالي صباحاً، وصل رامز إلى الشركة وهو في غاية السعادة، وعندما وصل إلى مكتبه، توقفت لميس واستقبلته بابتسامة ليبتسم قائلاً"
- صباح الخير يا لميس!

"ابتسمت قائلة"
- صباح النور يا فندم!

"اتبع قائلاً"
- لميس! من فضلك عاوزك تبعتي لباشمهندسة ندى تيجي، وفنجانين قهوة

"اومأت برأسها مبتسمة ثم قالت"
- حالاً يا فندم!

"لم يمر وقت طويل حتى قامت لميس باستدعاء ندى، والتي ذهبت إليه على الفور، وعندما وصلت هناك، كانت لميس قد سبقتها إلى الداخل بفنجاني القهوة وأخبرته بوصولها فأذن لها بالدخول، وعندما خرجت لميس من المكتب ابتسمت إلى ندى قائلة"
- تقدري تتفضلي!

"اومأت ندى برأسها بابتسامة خفيفة فلم تستطع الشعور بالراحة من وجودها الدائم معه، هل هي الغيرة؟
دخلت وأغلقت الباب من خلفها ثم التفتت إليه فوجدته يستقبلها بابتسامة رائعة جعلتها تبتسم قائلة"
- صباح الخير!

"قال وقد عادت عبثه مجدداً"
- صباح العسل!

"ثم أشار إلى الكرسي أمامه وقال"
- اتفضلي!

"توجهت ناحية الكرسي وقلبها ينبض بعنف من شدة الخجل، جلست ثم نظرت إليه بابتسامة وقالت"
- واضح إن خبر انتهاء المرحلة الأولى من المشروع لسة له أثره الحلو

"ضحك رامز قائلاً"
- اكيد، وبالمناسبة دي في حفلة آخر الأسبوع هتتعمل في الشركة التانية

"ابتسمت ندى في سعادة قائلة"
- بجد؟ دي حاجة حلوة اوي، أنا بحب الحفلات

"ابتسم هو الآخر في سعادة فاتبعت"
- هو أنا ينفع اسألك سؤال؟

"اومأ قائلاً بابتسامة"
- أنتِ تسألي براحتك يا ندى!

"شعرت بالخجل مجدداً ثم قالت"
- ايه أهمية المشروع ده بالنسبة لك عشان تبقى متحمس له بالطريقة دي أكتر من أي مشروع تاني؟

"رد هدوء قائلاً"
- المشروع ده غير أي حاجة اشتغلت فيها قبل كده، المشروع ده كان حلمي من زمان، أنا صاحب فكرته وأنا اللي اشتغلت فيه لأول مرة، وبعدين كملته أنا ورامـي لغاية ما خلصنا تصميمه، وإني اشوف جزء من حلمي متحقق في الواقع فأكيد دي حاجة كبيرة جداً عندي

"ثم ضحك ضحكة خفيفة قبل أن يقول"
- مع إنه مختلف شوية عن اللي كان في دماغي

"سألته في اهتمام"
- ازاي؟

"ابتسم قائلاً"
- أنا ورامـي كنا عايزين نعيش فيه لوحدنا ولما نلاقي ماما نجيبها تعيش معانا

"صمتت ندى للحظات قبل أن تسأل مترددة"
- ليه؟ هي فين؟

"صمت رامز قبل أن يقول"
- في ظروف أجبرتها تبقى بعيدة عننا سنين كتير

"ثم اتبع بابتسامة هادئة"
- بس دلوقتي هي موجودة معانا، ومتحمسة للمشروع زينا بالظبط

"لاحظت ندى التغير الذي طرأ عليه أثناء حديثه عنها، كانت تود أن تسأله عن تلك الظروف الإجبارية ولكنها خشيت أن ينزعج، سألت دون تفكير"
- أنت شبهها، صح؟

"ابتسم في تعجب ثم قال"
- اشمعنا؟

"قالت في تردد"
- عشان باشمهندس رامـي يشبه لسليم بيه، لكن أنت غيرهم

"ابتسم للحظات دون رد فازداد ارتباكها، اومأ برأسه ثم قال بابتسامة"
- أنا فعلاً شبهها

"ترددت قبل أن تقول"
- هو مافيش أي فرصة إنها تيجي الشركة هنا؟

"قال بعد أن أخذ رشفة من قهوته"
- اكيد هتحضر الاحتفال وتكون موجودة معانا

"قطع حديثهما رنين هاتفه، قالت ندى وقد قامت من مكانها"
- بعد إذن حضرتك

"قال سريعاً"
- استني يا ندى ماتمشيش، دي ماما هي اللي بتتصل

"عادت ندى لتجلس في هدوء، فرد على الهاتف ضاحكاً"
- صباح الخير يا روكا!

"ابتسمت قائلة"
- صباح النور يا حبيبي!

"ثم اتبعت"
- ينفع روكا دي وأنت في الشركة؟ الناس تقول إيه؟

"ضحك قائلاً"
- إيه المشكلة؟! ماما وبحب أدلعها

"ضحكت منه ثم اتبعت"
- طيب، المهم أنا عاوزاك تيجي بعد ما تخلص شغل عشان أنا قررت اعملكم احتفال صغير بالمشروع الجديد وعملتلك البسكوت اللي بتحبه

"لمعت عيناه في سعادة كالأطفال وقال"
- بجد؟

"ضحكت والدته قائلة"
- ايوة، ماتتأخرش بقى

"ابتسم قائلاً"
- حاضر، مع السلامة!

"كانت ندى تراقبه أثناء الحديث وهي مبتسمة لرؤية وجه رابع له، وجه طفولي بريء ربما لا يظهر إلا عند حديثه مع والدته، وعندما أغلق الخط، نظر إليها في سعادة وقال"
- ماما عاملة احتفال صغير بمناسبة المشروع

"ابتسمت في سعادة قائلة"
- حلو اوي

"ابتسم لها ثم قال"
- عاوزة تشوفيها؟

"نظرت له للحظات قبل أن تومأ برأسها في هدوء فقال فوراً"
- طيب قومي معايا

"قالت سريعاً"
- على فين؟

"قال بعد أن قام من مكانه وأمسك بيدها لتقوم معه"
- عالاحتفال يا ندى


.....

"أما رامـي، فعندما وصل إلى الشركة، وفي طريقه إلى المصعد، وجد هاتفه يرن برسالة من والدته تخبره فيها أن يأتي إليها بعد انتهاء عمله لأنها قد أعدت إليه الحلوى التي يحبها احتفالاً بالمشروع الجديد.
ابتسم رامـي في سعادة ولم ينتبه إلى شمس التي أتت إلى حيث المصعد وابتسمت لرؤيته سعيداً هكذا...
وعندما انتبه إليها، وضع الهاتف في جيبه ثم أشار لها والابتسامة السعيدة لا تزال على وجهه"
- صباح الخير يا شمس!

"ابتسمت مشيرة"
- صباح النور جداً

"ضحك ضحكة خفيفة فأشارت"
- في خبر حلو النهاردة؟

"ابتسم رامـي مشيراً"
- مش خبر بس ماما عاملة احتفال صغير بمناسبة المشروع

"ابتسمت شمس في سعادة مشيرة"
- بجد؟ دي حاجة حلوة اوي

"ابتسم رامـي فاتبعت"
- أنا ولا مرة شفتها، هي مش بتيجي هنا خالص؟

"أشار رامـي في هدوء"
- مش بتيجي، بس هتكون موجودة آخر الأسبوع في الحفلة

"أشارت شمس في سعادة"
- هايل، أنا عاوزة اشوفها

"ابتسم رامـي دون رد فشعرت بأنها قد اندفعت قليلاً، أشار بابتسامته"
- تعالي معايا يا شمس!

"أشارت متعجبة"
- فين؟

"لم يرد، بل كانت المفاجأة أن أمسك بيدها وسار بها مبتعداً عن المصعد، اتسعت عيناها في دهشة، إنه يتصرف بطريقة غير متوقعة دوماً.
أخذ يسير حتى وصل إلى باب سلم الحريق، فتحه ثم أشار لها أن تدخل، وعندما دخلت، دخل هو من بعدها وأغلق الباب من خلفهما.
كانت مندهشة منه بينما لم يكن هو يبالي بل جلس على الدرجة الأولى من السلم وأشار لها أن تجلس إلى جواره، ولم تستطع هي فعل أي شيء سوى الجلوس بالفعل.
ساد السكون بينهما حتى نظر لها مشيراً"
- السلم ده له ذكرى مش حلوة معانا، صح؟

"ابتسمت ثم هزت رأسها في نفي مشيرة"
- بالعكس، كانت ذكرى كويسة

"ثم ضحكت ضحكة خفيفة واتبعت"
- صحيح كنت خايفة، بس برضو كويسة

"ضحك هو الآخر ثم أشار"
- ودلوقتي؟ خايفة مني؟

"ردت متسائلة"
- هخاف ليه؟

"تنهد مشيراً"
- يعني... زمان كانوا بيقولوا إني غريب الأطوار وعدواني، عشان كده ماكانش عندي أصحاب

"أشارت متعجبة"
- أنت؟ عدواني ازاي؟

"ضحك ضحكة خفيفة ثم أشار"
- ماكنتش بحب حد يقرب لي، وفي الجامعة كانت أغلب خناقاتي عشان مابحبش حد يلمسني، وهما ماكانوش بيفهموا ده فبنتخانق

"رفعت حاجبيها في دهشة وأشارت"
- عشان كده لما لمستك يوم سلم الحريق اتعصبت أكتر؟

"اومأ برأسه إيجاباً ثم ابتسم مشيراً"
- بس ماكنتش هضربك أكيد

"ضحكت ضحكة خفيفة ثم أشارت"
- لا ماقصدش، أنا آسفة

"ضحك هو الآخر ثم أشار"
- ماتتأسفيش، أنا مابقيتش زي الأول، حاجات كتير اتغيرت آخر فترة

"ابتسمت و قد وردت إلى خيالها بعض الذكريات، كإمساكه ليدها منذ دقائق، وفي المشفى أيضاً.
شعرت بالخجل لتلك الذكرى تحديداً خاصة عندما وقعت عيناها عليه فوجدته ينظر إليها نظرة وكأنه قد علم ما يدور برأسها، أشارت أخيراً"
- وأنا مش خايفة

"ابتسم في راحة فاتبعت"
- ينفع تحكيلي عن مامتك؟

"اومأ برأسه موافقاً ثم بدأ يروي لها بعض الأشياء عنها، وهي تراقب إشاراته باستمتاع وفي داخلها شوق شديد لرؤيتها، وعندما انتهى أشارت بابتسامة"
- شكلك متعلق بيها اوي

"ابتسم مشيراً"
- ايوة، عشان كده لما بعدت ماكنتش عايز أي حد يقرب لي غيرها

"ابتسمت له حتى أشارت مترددة”
- عارف؟ عاوزة أطلب طلب غريب

"ضم حاجبيه متسائلاً فاتبعت"
- حاسة إني... عاوزة اشوفها بعيد عن دوشة الحفلة والزحمة اللي هتكون موجودة يومها

"نظر لها حتى أشار"
- تحبي تيجي معايا النهاردة؟

"أشارت في تعجب"
- بجد؟

"اومأ بابتسامة فابتسمت الأخرى مشيرة"
- موافقة

.....

"وطوال الطريق، كانت ندى غارقة في التفكير المصحوب بالتوتر من تلك المقابلة، فلم تكن تدري تماماً ما الصفة التي سيقدمها بها رامز إليها.
وعندما وصلا إلى هناك، نزلا سوياً من السيارة ثم توجها ناحية الباب، وقبل أن يقوم رامز برن الجرس، نظر إلى ندى قائلاً بابتسامة وقد لاحظ توترها"
- ماتتوتريش يا ندى! أنتِ هتقابلي أجمل ست في الدنيا

"ابتسمت ندى للحظات قبل أن تومأ له برأسها فقام برن الجرس، وبعد لحظات انفتح الباب لتطل منه امرأة جميلة.... جميلة جداً في الواقع، ليست بالطويلة ولا بالقصيرة، بشرتها بيضاء صافية، ترتدي ثوباً زهرياً رقيقاً وشعرها الأسود ينسدل على ظهرها وكتفها الأيسر، أما عينيها فقد كانت المفاجأة، إنها نسخة من عيني رامز، نفس اللون الأخضر الداكن ذو اللمعة التي تشرق بالحياة.
ابتسمت رقية فرحاً لرؤية رامز، الذي بمجرد أن فتحت الباب قال في سعادة قبل أن يدخل معانقاً إياها"
- أنا جيت

"احتضنته رقية في حنان وقالت في مرح"
- نورت البيت

"ضحك رامز ثم التفت إلى ندى التي كانت تطالعهما بابتسامة سعيدة وقال"
- بما إن النهاردة احتفال بمناسبة المشروع، فأحب اقدملك ندى، واحدة من أهم المهندسين اللي اشتغلوا في المشروع ده معايا

"مدت رقية يدها مصافحة إياها وقالت بابتسامة جميلة"
- أهلاً وسهلاً يا ندى!

"ابتسمت ندى هي الأخرى قائلة"
- أهلاً بحضرتك، اتشرفت بمعرفة حضرتك جداً

"قالت رقية بنفس طريقتها الودودة"
- أنا اكتر يا ندى! اتفضلي!

"وعندما دخلت هي و رامز، جلسا سوياً على الأريكة بينما جلست رقية على الكرسي المقابل لهما لتنظر إلى ندى وتقول بابتسامة حنونة وقد لاحظت ارتباكها بعض الشيء"
- مش عاوزاكي تبقي قلقانة يا ندى! كأنك في بيتك بالظبط

"إن هذه المرأة بها شيء عجيب، ابتسامتها الحنون وصوتها المرح والهادئ جعلاها تشعر بأنها بالفعل ليست غريبة، ومع استراق النظر إليها بين الحين والآخر، بدأت تلاحظ الشبه بينها وبين رامز.
ابتسمت ندى إليها فاتبعت محاولة فتح أحاديث معها حتى تشعر بالراحة"
- بس أنتِ شكلك لسة صغير يا ندى، أنتِ خريجة جديدة؟

"ابتسمت ندى قائلة"
- أنا اتخرجت من سنتين بس واشتغلت في الشركة من حوالي سبع شهور

"قال رامز بدوره في فخر"
- ندى لسة معانا السنة دي بس، لكن في فترة قصيرة قدرت تثبت نفسها وضافت تفاصيل مهمة للمشروع

"اومأت رقية برأسها ثم التفتت إلى ندى بابتسامة إعجاب قائلة"
- رامز ورامـي اخدوني من كام يوم للموقع وشفت كل حاجة بنفسي، بصراحة حاجة جميلة جداً، برافو عليكم!

"مر بعض الوقت وهم يتحدثون، وبدأت ندى تشعر بالراحة والألفة مع تلك المرأة الجميلة، وكانت تشعر بالسعادة لأنها وجدت رامز سعيداً بالفعل كما لم تره من قبل.
كانت عيناه تلمع بسعادة طفولية خاصة وهو يشاكس والدته ويضحكها، وأثناء ما كانوا يتحدثون، دق جرس الباب لتقول رقية قبل أن تفتح"
- ده أكيد رامـي

"وعندما توجهت ناحية الباب وفتحته، ابتسمت لرؤية رامـي كثيراً وأشارت له قبل أن تحتضنه"
- رامـي! وحشتني!

"ابتسم رامـي في سعادة ثم احتضنها ومن خلفه شمس، التي كانت تنظر لهما بنظرة مليئة بالسعادة والاندهاش، هذه هي المرة الأولى التي ترى فيها رامـي سعيداً بل ويقترب من أحدهم هكذا.
ونظرة واحدة لوالدته جعلتها تشعر براحة غريبة تجاه تلك المرأة الجميلة التي من الواضح أنها تحمل من الحنان ما يكفي ويزيد.
التفت رامـي إلى شمس ثم نظر إلى والدته وأشار بابتسامة"
- أحب اعرفك يا ماما! شمس... واحدة من أهم المهندسين اللي اشتغلوا في المشروع معايا

"نظرت رقية إلى شمس بابتسامة رائعة وصافحتها قائلة"
- أهلاً يا شمس! فرصة سعيدة

"صافحتها شمس هي الأخرى قائلة بابتسامة جميلة"
- أنا أسعد، حضرتك!

"قالت رقية مشيرة إلى الداخل"
- اتفضلوا!

"دخل رامـي وشمس ليتفاجآ من وجود رامز وندى بالداخل، نظر رامـي إليهما متعجباً، لم يستغرب وجود رامز، فبالطبع كان متأكداً من أنه سيكون موجوداً، ولكنه تعجب لحضوره باكراً، وتعجب أكثر لوجود ندى معه، ما الذي جمعهما معاً ليأتيا سوياً إلى هنا؟
لم يكن حال رامز مختلفاً، ولكنه لم يبدِ أياً مما جال بخاطره ورفع حاجبه بابتسامة لم يفهمها إلا رامـي قائلاً"
- يا أهلاً يا أهلاً! نورتوا!

"شعرت شمس بالارتباك لوجود رامز، ولكن ما أدهشها حقاً هو وجود ندى، ما الذي أتى بها إلى هنا؟ سخرت في داخلها من نفسها، فما الذي أتى بها هي الأخرى؟ إنه نفس السبب بالطبع.
تقدمت شمس لتجلس إلى جوار ندى بينما جلس رامـي إلى جوار رامز، الذي كان يطالعه بابتسامة ماكرة، ولكنه تظاهر بعدم الاهتمام، جلست رقية على كرسيها مرة أخرى وقالت بابتسامة مرحة"
- واضح إنه هيبقى احتفال بجد بقى بكل اللي اشتغلوا في المشروع، لازم تقولوا لنهال تلغي حفلة الشركة

"ضحكوا فقال رامز في مكر زيَّنه ببعض المرح الذي لم ينطلِ على رامـي وهو يدرك مغزى كلماته جيداً"
- حفلة الشركة دي لكل الأدوار الثانوية في المشروع، لكن حفلة النهاردة للأبطال بس

"ضحكت رقية ثم قالت إلى رامز ورامـي وقد قامت من مكانها"
- طب قوم يا بطل أنت وأخوك عشان تساعدوني في المطبخ

"قام كل منهما ودخلوا سوياً إلى المطبخ، بينما نظرت كل من شمس وندى إلى بعضهما البعض دون رد حتى ضحكتا دون صوت، قالت ندى في خبث"
- ممكن اعرف بتعملي ايه هنا يا هانم؟

"قالت شمس بابتسامة مرحة وصوت خفيض حتى لا يسمع أحد"
- جاية أشوف مصنع الفانيليا

"ضحكت ندى فاتبعت"
- وأنتِ جاية ليه؟

"ضحكت ندى قائلة"
- نفس السبب

"ضحكت شمس ثم اتبعت بابتسامة"
- لا بجد، أنا كنت فعلاً عاوزة اتعرف عالست اللي خلتني اشوف رامـي فعلاً مبسوط بجد

"نظرت إليها ندى في مكر ثم قالت بصيغة الدعاء"
- يا رب تبقى حماتنا!

"ضحكت شمس قائلة"
- اسكتي لا يسمعونا

"وفي المطبخ، دخل كل من رامـي ورامز مع والدتهما لمساعدتها، قال رامز"
- هنعمل ايه دلوقتي؟

"نظرت رقية إليهما ثم أشارت ناحية الطاولة المستديرة في وسط المطبخ ليجلسا عندها، فهم كل منهما أن تحقيقاً ما على وشك البدأ.
جلس كل منهما في وداعة فنظرت إليهما للحظات دون قول أي شيء، قال رامز في وداعة غريبة عليه"
- في حاجة يا ماما؟

"ابتسمت رقية قائلة"
- انتو اللي المفروض تجاوبوا عالسؤال ده، هو في ايه؟

"قال رامز في سذاجة مصطنعة"
- حضرتك طلبتينا واحنا جينا، بلاش؟

"نظرت إليه رقية وقد رفعت حاجبها الأيسر تماماً كما في الماضي عندما كانت تريد انتزاع اعتراف منه في طفولته، قال"
- اسألي رامـي

"نظرت إلى رامـي ثم أشارت بطريقة المحققين"
- أنت مش هتلف وتدور زيه، ايه حكايتكم مع البنات دول؟

"أشار رامـي في وداعة لم تعهدها فيه هو الآخر"
- شمس بتشتغل في المشروع معايا زي ما قلت لحضرتك، ولما عرفت إن في حفلة في البيت أنا طلبت منها تيجي، وهي وافقت

"نظرت إليه والدته للحظات ثم عادت لتنظر إلى رامز الذي قال سريعاً"
- نفس الكلام مع ندى

"عادت لتنظر إليهما ثم قالت"
- أمال أنا ليه حاسة إن في حاجة مخبيينها عليا؟

"قال رامز في دهشة"
- احنا نخبي عليكي حاجة يا ماما! مستحيل!

"نظرت إليه وقد ضاقت عيناها قائلة"
- شايفة فيك سليم راوي صغير

"أخفض رامز بصره إلى الأسفل فاتبعت"
- اللي ماتعرفوش بقى، إن اللي كان يخبيه عن الكل، مايخبيهوش على رقية أبداً

"قالتها في ثقة مما تقول، ومن غيرها أعلم بمن سكن الروح؟ عادت لتنظر إلى رامـي وأشارت"
- وأنت سكوتك قالقني

"نظر لها رامـي وقد بدى التوتر عليه بالفعل، فهو لم يأتِ بشمس إلى هنا بكونها مهندسة عاملة في المشروع فقط، بل لشيء آخر أصبح لا يعلمه، أو ربما يعلمه ويتجاهله، قال رامز أخيراً"
- في...

"التفتت إليه رقية ليكمل"
- إعجاب كده ناحية ندى.

"ابتسمت رقية دون رد فاتبع"
- هبقى احكيلك عنها بعدين، بس هي كانت عاوزة تشوفك وأنا كمان كنت عاوزك تشوفيها

"قالت رقية في حنان"
- يبقى لما توصلها ترجعلي تاني وتحكيلي

"اومأ رامز بابتسامة راحة فالتفتت إلى رامـي ثانية فظل ساكناً دون إشارة لتشير هي بنفس الابتسامة الحنونة"
- عارفة إنك مش هتتكلم دلوقتي، بس أنا هستناك برضو تيجي وتحكيلي، اتفقنا؟

"ابتسم هو الآخر في راحة ثم اومأ برأسه إيجاباً فقالت بعد أن أنهت إعداد أطباق تقديم الحلوى ووضعها في صينيتين مع العصائر"
- يلا شيلوا الصواني دي وحصلوني على برة

"مر بعض الوقت في كثير من الحديث والضحك، كانت كلٌ من ندى وشمس مبهورتان بما تريان، إن تلك المرأة ساحرة للغاية بطريقتها في الحديث وروحها المرحة ورقيها في التعامل.

كانت شمس تنظر إليها وتستمع إلى حديثها وهي تفكر، كيف لرجل مثل السيد سليم أن يترك امرأة مثلها؟ لم يخبرها رامـي بأية تفاصيل ولم تستطع هي أن تسأله، ولكنها الآن تشعر في داخلها بالحنق تجاهه، فعلى الرغم من أنها لم تره سوى مرة أو مرتين ولكنها لاحظت أيضاً كونه رجلاً من أولئك القليلين الذين يمثلون معنى للجاذبية والرقي برغم سنوات عمره المتقدمة، فكيف له أن يُنقِص صورته بانفصاله عن امرأة رائعة مثل السيدة رقية؟ أم أنها هي التي انخدعت بالمظهر فقط؟ يوجد شيء ناقص في القصة التي رواها رامـي وهي الآن في أشد الفضول لمعرفته.
أما ندى، فلم يختفِ انبهارها بعد بل كانت تتفاعل معهم في الحديث وهي تلمح الصور الموضوعة على الطاولة بين الحين والآخر، ما أجمل الصور! بل ما أجملهم هم! إن تلك الصور تحكي الكثير عن ماضٍ من الواضح أنه كان سعيداً، ما الذي حدث ليفترقوا؟
لا بد أن هذه المرأة كانت سعيدة للغاية فيما مضى، فمن تمتلك زوجاً رائعاً يحبها وابنين رائعين يشبهانه ويحبانها لهذا الحد تجدر بها السعادة.
وبعد أن انتهت تلك الزيارة الرائعة، قام رامز بتوصيل ندى إلى منزلها، بينما قام رامـي بتوصيل شمس إلى الشركة حيث كانت سيارتها لتعود بها إلى المنزل بعد محاولات كثيرة منه أن يوصلها إلى هناك بنفسه.
وعندما عاد بها إلى الشركة ثانيةً، نظرت له ثم قالت بابتسامة"
- شكراً على الزيارة دي، أنا انبسطت أوي إني قابلت مامتك

"ابتسم مشيراً"
- هي كمان كانت مبسوطة أوي، واضح إنها حبتك أنتِ وندى جداً

"ابتسمت فاتبع مشيراً"
- برضو مش عايزاني أوصلك البيت؟

"ردت قائلة"
- كده أحسن

"اومأ لها برأسه فودعته ونزلت سريعاً من السيارة، ظل يتبعها بعينيه حتى اختفت من أمامه وتلميحات والدته لا تزال في رأسه، لماذا ذهب بها إلى هناك؟ من المستحيل أن يكون السبب هو تقديمها إليها كمهندسة جيدة فحسب، فهل كل موظف جيد يريد مكافئته سيذهب به إلى زيارة عائلية؟
الوضع معها مختلف، إنه يغيّر كل شيء اعتاد عليه طوال حياته معها هي فقط، إلى أين ستذهب علاقته بها؟"

.....

"أما رامز، فعندما قام بتوصيل ندى إلى منزلها، نظرت إليه قائلة بابتسامة"
- أنا انبسطت أوي، شكراً

"ابتسم رامز قائلاً"
- كويس جداً، المهم يكون التوتر راح

"ضحكت ضحكة خفيفة قائلة"
- أكيد، كان معاك حق... مامتك أجمل ست في الدنيا

"ابتسم للحظات حتى قال بغموض"
- مش هتبقى آخر مرة تشوفيها يا ندى!

"صمتت للحظات تحاول أن تفهم قصده، ولكن المعنى الذي خطر ببالها، والذي هو من نسج خيالها وأمنيتها، كان رائعاً للغاية...
قطع أفكارها وكأنه قد قرأها قائلاً بغموضه الذي يثير فضولها أكثر"
- لما هتدخلي هتلاقي صندوق جوة، أبقي شوفيه

"نظرت إليه في تساؤل، ولكنه قال بابتسامة ماكرة قبل أن تنطق بأي شيء"
- مع السلامة يا ندى!

"ودعته ثم نزلت من السيارة وتوجهت ناحية البيت في خطوات سريعة حتى دخلت، لم يكن والديها قد عادا من عملهما، توجهت ناحية المطبخ وسألت مدبرة المنزل"
- صباح! في حاجة جت النهاردة؟

"ابتسمت صباح قائلة"
- أيوة يا آنسة ندى! في صندوق كبير اتبعت على هنا باسمك وأنا حطيته في الأوضة

"ركضت ندى ناحية غرفتها ثم دخلتها فوقعت عيناها على ذلك الصندوق المستطيل أبيض اللون...
توجهت ناحيته ثم فتحته لتجد ثوباً أنيقاً للغاية باللون البنفسجي عبارة عن قطعة واحدة تأخذ شكل البنطال ذات حمالات رفيعة، كان رائعاً وناعماً للغاية، وجدت معه ورقة صغيرة مكتوب فيها..."
- هكون مبسوط جداً لو شفته عليكي في الحفلة... رامز.

"شعرت بسعادة كبيرة، وأمسكت بالثوب وتوجهت به ناحية المرآة وهي تضعه عليها لتراه، وازداد حماسها لذلك اليوم الذي يبدو أنه سيكون مميزاً للغاية."

****
انتهى الفصل


روايات نور محمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس