عرض مشاركة واحدة
قديم 23-05-22, 08:02 PM   #301

مروة سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية مروة سالم

? العضوٌ??? » 482666
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,756
?  مُ?إني » مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » مروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
?? ??? ~
Why so serious?
Rewitysmile17 وانطوت صفحة الهوى - القصاصة العاشرة: القسم الرابع


حين وصلت أمواج وزهو إلى بنايتهما، تحركت الأولى تحمل ابنها الصغير كنان، بينما تمسك زهو بكفيّ كيان وساري، فدلفتا تباعا عبر البوابة، لتجدا فهد ابن الجارة نرمين في حديقة الطابق الأرضي يلعب على العشب بسياراته الصغيرة، فتحرك ساري وكيان فورا في اتجاه الصغير ليشاركانه اللعب، بينما ضغطت زهو على جرس باب شقة نرمين..
فتحت نرمين الباب بضيق، وهي تهتف بتذمر: "قلت لك يا فهد.. عليك أن تجلس بالحديقة قليلا.. ريثما أنهي ما أفع........."، لكنها شهقت بارتباك وابتلعت باقي كلماتها، حين وجدت زهو من تقف أمامها، وإلى جانبها أمواج التي تهدهد طفلها الرضيع، فسألت الأولى بدهشة: "أليس من المفترض أن تتأخرا اليوم لانشغالكما بالتدريب هذا المساء؟؟"..
ردت زهو باندهاش: "ألغيناه .. مابك؟ تبدين شاحبة"
ضغطت نرمين على جبهتها، ثم قالت بنبرة مفتعلة: "أشعر ببعض الدوار"..
قالت أمواج من خلفها: "ولهذا إذًا ترتاحين بالداخل تاركة ابنك يلعب بمفرده دون متابعة؟"
زفرت نرمين بضيق، فأمسكت زهو بمرفقها تقول بعطف: "تعالي كي أسندك حتى تدخلي وترتاحي.. وأنا سأحضر فهد للداخل"..
اعتدلت نرمين في وقفتها، وردت بحيوية أكبر كشفت عن ارتباكها الواضح: "لا.. لا.. أنا بخير الآن.. أقصد لا داعي لأكمل قيلولتي.. سأخرج الآن إليه لأتفقده وأحضره للداخل.. ربما استنشاق الهواء المنعش يفيدني"، ثم قالت مغيرة سير الحديث: "ما الذي حدث اليوم بالروضة؟ كثير من (الأكشن).. من هذان الشابان اللذان عادا مع شادن من المستشفى"
سألتها أمواج باندهاش: "ومتى شاهدتِ الشابين؟"
قالت نرمين بنبرة غير بريئة: "شاهدتهما حين ذهبت لأحضر فهد بعد أن هاتفتني سلمى تخبرني أن شادن لن تعيده لأن لديها تدريب.. ولمّا وصلت عرفت كل شيء من المعلمات اللاتي كن ينتظرن عودتها للاطمئنان على الطفل المصاب، ثم شاهدتها تعود مع الشابين.. هل شاهدتهما ملابسها الملطخة بالدماء.. شيء مقزز"..
زفرت أمواج وتمتمت بالاستغفار بصوت مرتفع، ما حفز نرمين لتكمل مسترسلة في إزعاجها بتعليقاتها السخيفة: "يبدو أن شادن قد فهمت اللعبة جيدا وستكون أول من تقتنص عريسا لنفسها من بين لمتكم البائسة.. كان هذا الرجل ذو الذراع الحديدي ينظر لها بشئ من التوله.. لكن على ما يبدو هذا هو أقصى ما تطمح في الوصول إليه.. جميعنا نعرف أنها عاجزة عن الإنجاب ولن تُرضي رجلا كاملا، لذا أتوقع أن تقبل به.. أما الآخر ذو النظارة الطبية.. يا ويلي.. وسيم جدا"..
هتفت زهو بانفعال يخالف طبيعتها الرقيقة: "ما هذا الذي تهذين به؟ ألن تتوقفي عن تفوهك بالحماقات؟"
قبل أن ترد نرمين، طالعتها أمواج من أعلى لأسفل باستهزاء، قبل أن ترد: "المرة الماضي تطاولتِ عليّ.. وهذه المرة تتطاولين على ابنة عمي.. إلى متى تظنين أننا سنسمح لكِ بتلك التجاوزات.. تعقلي قبل أن تندمي"..
فتحت نرمين فمها للرد، لكنها أمواج أخرستها بكلماتها التالية: "وما دمتِ أنت تعلمين حيل فن إيقاع الرجال، فلِمَ لا تطبقين تلك الحيل وتحظين برجل (فرز أول) كما تظنين أن إمكاناتك المهولة ستؤمّنه لك بشفتيك المطاطيتين وأجفانك التي تشبه جلد الحرباء.. أم تراكِ لهذا السبب لم تقطعي علاقتك تماما بطليقك؟ تضعينه في خانة الاحتياطي، لربما فشلت مساعيكِ في العثور على من هو أفضل منه"..
فغرت نرمين فمها دهشة، ونظرت خلفها بتوتر، لكن أمواج تابعت بلا اكتراث: "المضحك يا من تظنين أن أهم إنجاز للمرأة في حياتها هي الإيقاع برجل ينفق عليها ويلبي رغباتها، أنكِ أكثرنا فشلنا.. على الأقل نحن نحاول ترميم حيواتنا من أجل اطفالنا.. وشادن بنت لنفسها كيانا مستقلا كيلا تعتمد على أحد.. أما أنتِ.. ماذا تفعلين؟ لا شيء سوى التفرغ للنميمة والشائعات وابتزاز طليقك من أجل نفقات إضافية مزعومة تصرفينها على ترميم وجهك.. حتى ابنكِ الصغير لا تجيدين العناية به وتعاملينه كأنه عبء بالنسبة للروتين اليومي لحياتك التافهة"..
أطرقت نرمين رأسها وقد تمكن منها الصمت، فأصبحت عاجزة تماما عن الرد، فأطلقت أمواج رصاصة الرحمة، حين قالت لزهو: "أحضري الطفلين.. سأصعد أولا لأحمّم كينو حبيب مامي"..
بعد بعض الوقت، كانت أمواج قد وضعت صغيرها في سريره لينام بعد أن حممته وأرضعته، فتحركت صوب المطبخ لإعداد بعض الشطائر وطبقا من الفاكهة المقطعة للصغيرين الذين جلسا إلى المائدة يتناولان طعامهما ويشاهدان مقاطع كرتونية عبر الجهاز اللوحي لكيان..
أما زهو وأمواج، فقد استقرتا في الأريكة المواجهة لطاولة السفرة وأمامهما فنجانين من القهوة سريعة التحضير وبعض قطع البسكويت بنكهة القهوة، كانت زهو قد أعدته بالأمس وأحضرت طبقا لأمواج.. تماما كما فعلت مع ذكرى وشادن..
سألت زهو بنفاد صبر: "تحدثي فورا يا Mu-Ji.. حالكِ لا يعجبني منذ بداية اليوم.. وكأنكِ قنبلة على وشك الانفجار .. ماذا هناك؟"
قالت أمواج بحزن: "لقد جاء بحر هنا بالأمس.. وطردته"..
شهقت زهو، وهي تسألها باندفاع: "ماذا؟ ماذا حدث؟"
قالت أمواج: "ظن أن الكوتش طارق الذي خرجت معه هو العريس الذي تقدم لي وحاولت أمي إقناعي به"..
شهقت زهو، ثم قالت متسائلة: "يا إلهي.. كيف ربط الأمور هكذا.. وبعد؟"
ردت أمواج: "جاء إلى هنا ليوبخني ويتهمني بسوء التصرف وعدم الاهتمام بسمعتي كأم مطلقة، ثم وبخته، فاعتذر لي وطلب مني أن أعود لعصمته"..
جحظت عينا زهو دهشة، ثم قالت بتوتر: "وقبلتِ بالطبع.. صحيح؟"
هزت أمواج رأسها نفيا، فسألتها زهو لائمة: "لماذا يا Mu-Ji؟ أليس هذا ما كنتِ تريدينه؟"
ردت أمواج: "ليس بهذه الطريقة.. أريد أن يعود بحر كما كان.. هذا الرجل ليس هو زوجي الذي أعرفه.. وإذا قبلتُ العودة إليه الآن تحت وطأة شعوره المؤقت بالغيرة، فإننا سننتهي إلى طلاقٍ جديد.. أريده ولكن ليس هكذا.. يجب أن يستعيد طبيعته من أجل طفليه.. من أجلنا جميعا يا زهو.. هل تذكرين كيف كان حنونا ولطيفا مع كيان؟"..
أومأت زهو، ثم سألتها بعد تفكر: "إذًا هل ستستخدمين هذه الورقة ضده؟ هل ستقبلي أيا من الخاطبين الذين يتقدمون إليكِ؟ حتى ولو لإثارة غيرته فقط؟"
هزت أمواج رأسها نفيا، ثم ردت بملل: "لا أحب إدخال طرف ثالث بيننا.. إذا لم أكن سأقدم بالفعل على الزواج، فأنا لا أريد أن أستعل رجلا آخر ونيتي الحقيقية ألا أكمل معه.. لا أحب أن أتسبب بجرح أحد.. ما ذنب الآخر؟"
مطت زهو شفتيها تشعر بالحيرة من تلك المعضلة التي طالت عامين ولم يجد لها أحدٌ حل، ثم سألت صديقتها: "ولماذا لم تخبريه الحقيقة؟ أن طارق هذا مجرد زميل دفعتك الظروف لتلبية طلبه بدافع إنساني؟"
قالت أمواج بحرقة: "أردتُ أن أؤلمه.. أن أجعله أخيرا يشعر بشيء.. أي شيء.. أن أفكك عواطفه المتجمدة منذ عامين فحوّلته لإنسان بارد لا يكترث بما يحدث حوله.. لن أنكر.. كان إيلامه أمرا جيدا.. لقد شعرت لأول مرة بجذوة تشتعل بعينيه لتعيد إليهما بعضا من بريق وتذيب الجليد الذي غلفهما حتى كدت أنسى كيف كان ينظر إليّ قبلا.. لكنني على الأرجح أفسدت كل شيء بعد ذلك.."
قبضت زهو على ذراعها، وسألتها بغيظ: "ماذا فعلتِ بالظبط يا أمواج؟"
وضعت أمواج يدها على صدرها تتحسسه لتطرد شعورا مفاجئا بالانقباض..
كيف تخبرها أنها حين كانت تؤلمه، كانت تقاسمه الوجع أيضا..
هل أخبروك عن بحر كان ينزف بينما ظلت أمواجه تتراقص بهجة؟
مستحيل.. ليس هذا البحر..
حين قبع هو سجينا لأحزانه، لحقت بأمواجه نفس اللعنة..
كان قلبه يتمزق، فينزف قلبها..
كانت روحه تتمزق، فتصرخ روحها..
هو يذرف الدماء وهي تذرف الدموع..
أحدهما محطم.. والآخر يوشك أن ينتهي لنفس المآل..
وكلاهما خاسر مهزوم..
كانت تريد أن تحضنه.. فقط لمرة واحدة..
وكانت تريد أن تنهال عليه لكما وصفعا وركلا.. لمرات
تلومه.. تلومه كثيرا على ما وصلا إليه.. وعلى تخاذله ورفضه طوق النجاة الذي ألقت به إليه..
تلومه لأنه لا يقاوم الغرق.. تلومه لأنه قد كسر مناراته واستسلم للعتمة فتحطمت سفنه وفقد كل فرصة للنجاة..
والآن، تلوم نفسها لأنها جعلته يرحل مكسور الخاطر ومحطم الفؤاد.. مهزوما فوق هزيمته..
وهي إن كذبت على الجميع، لن تكذب على زهو..
وبنبرة ملتاعة لم تحاول حتى تغطيتها بستار من القوة الزائفة، قالت أمواج: "لم أفعل شيئا.. أو بمعنى أصح لم أظنه شيئا سيؤثر عليه لهذه الدرجة وهو من تركنا كل هذا الوقت.. لقد غضب اليوم بشدة لأني لم أخبره عما حدث بالروضة اليوم.. أتصدقين يا زهو أن بحرا قد اكتشف أخيرا حجم خسارته بابتعاده عنا.. غضب لأنني لم أفكر في الاستعانة به وطلب مساندته"..
صمتت أمواج قليلا تزدرد ريقها، ثم تابعت بحدة: "لمَ يظن أن عليّ أن أخبره شيئا مثل هذا وهو لم يكن مهتما حين طلبت المدرسة حضوره بسبب أزمة ابنته؟"
تنهدت زهو التي تغضن وجهها بحرج، ثم اعترفت بحرج: "أنا أخبرته بصراحة.. لأنني حين قابلته يوم مرضك، طلب مني أن أستعين به إذا احتجنا شيئا وظننت أنني هكذا أساعده للاندماج معنا من جديد.. لم أظن الأمر سيسبب مشكلة بينكما.. أنا آسفة"..
ربتت أمواج على يدها، ثم قالت: "ليس هناك ما يدعو للاعتذار.. المشاكل بيننا لم تنتهي حتى يكون ذلك الموقف مزعجا أو فارقا.. سيتخبط قليلا ثم يجد أمرا آخر ليثير حنقه.. لا بأس"..
لم تعرف أمواج هل كانت تطمئن نفسها أم صديقتها.. ولكن رد فعل بحر المفاجئ.. تماما كرد فعله عندما شاهد صورتها مع طارق.. ينبئان أن الغلاف الجليدي الذي كان ملتصقا بقلبه يحجب عنه المشاعر قد تشقق أخيرا، لتتدفق المشاعر إلى داخله بسرعة شديدة لا يمكن معها التنبؤ بطريقة تعاطيه أو رد فعله حيالها..
كلمات زهو، جعلت أمواج مقتنعة أن بحر حاليا يعاني حالة من الحيرة والارتباك، وبالتالي قد يكون رد فعله متطرفا..
كما فعل من قبل في لحظة سوداء حين شعر أنها قد حشرته في الزاوية..
هزت أمواج رأسها تطرد عنها تلك الذكرى الكريهة قبل أن تجثم على أفكارها فتصيبها بالعجز، فهي حاليا تحتاج أن تكون في قمة التركيز والتأهب لما هو قادم..
فالحرب مع بحر لم تُعلن نهايتها بعد..
وهي لن تخسر.. فالخسارة هنا تعني الموت..
زفرت أمواج نفسّا طويلا، ثم مازحت زهو قائلة: "يبدو أننا جميعا كنا بحاجة لحصة اليوجا اليوم.. التوتر يكاد يأكل عقولنا"..
ابتسمت زهو، وهمست: "صدقتِ"، ثم شردت بأفكارها لعدة ثوانٍ، فقاطعتها أمواج بسؤالها الملح: "ماذا هناك؟ تحدثي"..
قالت زهو: "ذلك المهندس ابراهيم سليمان الذي قابلناه بالنادي قبل أيام.. أتتذكرينه؟"
أومأت أمواج رأسها بتفكر، فتابعت زهو: "لقد اتصل بي على هاتفي.. وطلب مني أن أخرج منه لتناول الغداء في النادي.. لقد اعتذرت له وتحججت بالانشغال.. ولكنني لا أعرف كيف حصل على رقمي؟"..
رددت أمواج بتفكر: "أمر غريب.. تُرى ممن حصل عليه؟ ربما إحدى صديقات النادي.. لكن أخبريني صدقا.. هل تريدين التعرف عليه؟"
هزت زهو رأسها رفضا: "لا أشعر أنني مستعدة بعد لتلك الأشياء يا زهو.. بالكاد تعودت على فراق نبيل وأحاول التأقلم على رعاية ساري بمفردي"..
قالت أمواج بنبرة مدعمة: "لا بأس.. ربما في وقتٍ ما قريبا تكونين مستعدة لتلك الخطوة"..
ردت زهو: "في كل الأحوال.. لن أقبل بأي رجل في حياتي ما لم يقبل أن تكون الأولوية دائما لساري.. لا أريد تعقيدات في حياتي ولديّ طفل حساس ورقيق"..
أومأت أمواج مؤيدة، فهي أيضا مقتنعة أن زهو لا تتحلى حاليا بالقوة الكافية لتفكر في خوض تجربة عاطفية من جديد..



يتبع


مروة سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس