الموضوع: الشرير في قصتي
عرض مشاركة واحدة
قديم 24-05-22, 12:34 AM   #37

حلا خوري
 
الصورة الرمزية حلا خوري

? العضوٌ??? » 495392
?  التسِجيلٌ » Nov 2021
? مشَارَ?اتْي » 39
?  نُقآطِيْ » حلا خوري is on a distinguished road
افتراضي

فقت بعد ساعات حاسة الدنيا سودا وراسي عم بيدور
اتذكرت يمان، التفت حوليي كان قاعد قعدتو المُهيبة المُعتادة وعم يراقبني بصمت
قمت من التخت ومشيت لعندو بدون وعي
وقعدت عند اجريه..كانت حركة لا ارادية، كانت رجاء وعجز ..وبرغم انو ما اتحرك حتى بس بعد دقيقة رفع راسو لفوق وغمض عيونو وبحدة: شو عم تساوي؟
حلا بخنقة: بترجاك يمان، مستعدة إعمل اي شي بتطلبو شو ما كان بس اعمل العملية.
كانت ردة فعلو جبارة وظالمة كالمعتاد، سحبني من ايدي رفعني عن الارض وزتني عالتخت، كان واضح عليه غضب مخفي وإشتعال مخيف..برمت برمتين واجى لعندي ، ما ببالغ اذا قلت انو كنت شايفه الجحيم بعيونو المشتعلة ، عقلي بطل يستوعب..كل هاد بس لإنو عم بترجاه يساوي العملية!
نزل لعندي ، حاوطني بإيديه اللي كانت راكزة عالتخت وانا بالنص وبإقتضاب جدًا حاد: ليه عم تساوي هيك؟
كنت مرعوبه، اه ...مرعوبة لانو كل تصرفاتو كانت مبهمه، كنت خايفة لتكون العملية اخطر من ما سمعت.
وقبل لأستوعب وإنطق خبط التخت بقوة وبصراخ: إحكي
طلعت كلماتي بسرعة بدون وعي وانا عم بلهث: لإني بحبك، بحبك بلا وعي وما بتخيل الدنيا بدونك
وبعد ما بعد عني واخذت نفس ، استتبعت: بترجاك ارحمني...لا تحملني فوق طاقتي، ما عاد عندي قدرة عالمقاومة.
كانت ايد يمان عم تدور بعنفوانية بين شعرو الكثيف، كان عن يشد شعرو بقوة ويرفع راسو لفوق ويتنهد، كنت متنبئه بعاصفة جاية
بس عاصفة من هالنوع ما توقعت....ولا بأحلامي.
يمان بهدوء: اوك، بس عندي شرط، بلاه ما في اتفاق
حلا بإندفاع: أيا شي..
يمان بإصرار مدروس: بدي تطلعي من حياتي، ما عاد بدي شوفك بولا جزء منها، انتِ حدا اصراري وعنيد ومُمل وما عاد عندي القدرة اتعامل معك، عدا انو ما عاد عندي حماس شوفك متل قبل وما عدت حس بالحب إتجاهك ...وببرود قاتل وقساوة العالم كلو : يمكن لانو خلص عرفت انك بتحبيني بجنون ...واكيد ما بترضي يا ست حلا انو نعيش كل حياتنا بناءًا على علاقة حب من طرف واحد
كانت الصدفة كفيلة بإنو تسببلي عمى مو بس خرس ...اتذكرت رجائي قبل دقيقة انو ما يحملني فوق طاقتي بفقدانو...اتذكرت حالي وانا قاعدة عند اجريه اترجاه ما يعيشني هالاوقات اللي ما يكون هو فيها موجود..
رفعت عيوني بصمت دور عالصدق بكلامو.. كانت عيونو باردة ومعتمة ونظراتو ما فيها ولا ذرة ندم او شفقة او احساس بتأنيب الضمير..
فكرت قديش الدنيا ممكن تكون ظالمة، قديش عانيت مع يمان وشفت أيام قاسية..وكنت دايمًا اعجز دير ظهري واختفي لانو الامر فوق طاقتي ومقدرتي..وبعد كل هالصبر ...إنتفيت.
حلا بإنكسار مخفي وعيوني بعيونو بإصرار: أيا شي، وبإبتسامة صفراء : موافقة
يمان طلع وانا عشت بكابوسي اللي ما كان يخلص
كانت هذيك الليلة كإنها سنين ضوئية...ما مرقت غير من عمري..وصحتي النفسية..ما بكيت، كبتت البكي وصبّرت قلبي وضليت ردد انو ما عاد يحبني، وكيف فيني كون بحياة حدا ما بيحبني ومو متقبلني.
كان عقلي متفق مع قلبي علي، كان يراودني بصورو، بلحظاتو القليلة جدًا الحلوة، بحنانو، ونبرة صوتو الدافية بس يقول حبيبي ..كان!
وكنت اصفع عقلي بإنو ما عدت حبيبتو..وما كان للذكريات مكان ولا طعم.
كانت عملية يمان بعد بكرا...بعثتلو رسالة جدًا رسمية وقلبي واجعني ....ولا وجع الموت.
" مرحبا، لو سمحت تحجزلي تيكيت عالبلاد لبعد بكرا بعد عمليتك. رح اوفي بإتفاقنا..بس تنفذ جزءك منو"
رد بعد ساعة ببرود:
اوك.
كان الرد مخيب للآمال...بس شو توقعت؟
انو يقلي لا ، او انو يعرقل قصة روحتي!
،
كنت عم فضي كل اشيائي البسيطة من البيت
ما حبيت خلي ولا شي إلب يضايق يمان ...كنت ملتزمة بإتفاق موتي...لأبعد حد.


بغرفة بعيدة...
كان عم يتابع الكام وهو عم يشرب بنهم. ويدخن بنهم..
ويخربش ع غير المُعتاد..
لو كنت شفتو بوقتها...كنت رح قول وصل لمرحلة من الضيق مو قادر يحكي فيها ولجأ للكتابة متلي.
بس ما كان في تفسير مشابه بقصتنا وقتها.

بعد يومين، الساعة 11:36 كنت ناطرة بممرات المشفى مع شناتي السفر، كان باقي لطيارتي ساعة واقل من نص..
عم بستنى الدكتور يطمني انو يمان صحي ومنيح منشان روح ..

بعد ثلث ساعة:
الدكتور: اسف على طول فترة الإنتظار سيدة ....، كان وقع كنية يمان اللي ملازم اسمي مؤلم، خاصة انو جى بالوقت الغلط.
حلا: لا بأس، كيف حال السيد يمان؟، هل هو بخير؟
الدكتور: إطمني، إنّهُ بأحسن حال، لكن سيبقى لدينا عدة أيامٍ أُخرى حتى يتحسن ويستطيع الخروج.
حلا: هل قمتم بإخراج الرصاصة؟
الدكتور: نعم وقد كان الامور شاقًا جدًا وخطيرًا جدًا ولكنهُ تجاوزه بمشيئة الرب
حلا : الحمدُ له ، هل يمكنني رؤيتهُ من خلف الزجاج؟
الدكتور: بالطبع، لكن ألا تُريدين الدخول؟
حلا: لا أُريد أن أزعجهُ، ربما في وقت لاحق.
الدكتور يلي وقعت عيونو ع الشناتي فهم انو في توتر بالأرجاء، ربت على كتفي ومشي
رحت بخطوات متثاقلة للزجاج وراقبت يمان وهو نايم بهدوء..كان كتير حلو، كثير مثير ، كثير لطيف ومثير للإبتسام ع فكرة انو لطيف. كنت عم بتتسم لا اراديًا لما فتح وجت عيونو علي..الامر اللي خلاني مشيت فورًا .
طلعت رايحة عالمطار ...وقبل لإنزل بشوي .
حلا بهدوء : سيد جون، هل يمكنني الأعتماد عليك ، أرجوك إعتني بالسيد، إبقى بالقرب منه.
وخذ هذه، مديت ورقة صغيرة كان فيها رقم جوان...
إتصل بها غدًا صباحًا، كي تأتي لتبقى معه.
وكُن بخير ..لقد سعدت بالتعامل معك.
جون: وانا سيدتي، ليتك تبقين.
حلا: دمت سالمًا .
كنت ماشية بممرات المطار الباردة لحالي، بعد نص الليل ..وغالب الرؤيا ضبابية..كنت عم شوف وما عم شوف من الحزن المخيم ع قلبي..
بس قررت انو رح كون قوية وأصمد، ركبت الطيارة وعيوني عم تتابع ارتفاعها..ولأول مرة بنسى رهاب ركوب الطيارة...كان الحزن أعمق من اي شعور بالخوف..أو انو ما كان يفرق معي الموت وقتها..
حتى الوقت مرق بدون احساس فيه..
كنت داخله بهالة حزن عميقة..
بعد ساعات وصلت بيت أهلي ..تآملت انو تكون نهاية كابوسي مع يمان هون..
رن الجرس ...عدة رنات..كان الدنيا الظهر..
فتحتلي الصبية اللي كنت مخليتها عند ابي وإمي...
تالا: ست حلا؟، كيف قدرتي توصلي بهالسرعة؟
حلا بإستغراب: ما فهمت! ، اوصل لوين؟ ليش مين خبركون اني جايه؟
تالا بحزن: ست حلا من مبارح عم نحاول نوصلك عالتلفون
حلا بشعور مرعب : شو في تالا وقفتيلي قلبي.
تالا اللي نزلت عيونها بالارض ..
حلا بخوف : شوفي بشرفك احكي
تالا: العم ..
وقبل لتكمل صرخت:: شو في بابا؟
؛
حينما تحُل الأحزان لا تحُل فرادى...بل تجثِمُ وابلًا.!


حلا خوري غير متواجد حالياً