الموضوع: هجير العُمُر
عرض مشاركة واحدة
قديم 30-05-22, 12:20 PM   #2

عيون الليل.
 
الصورة الرمزية عيون الليل.

? العضوٌ??? » 492015
?  التسِجيلٌ » Sep 2021
? مشَارَ?اتْي » 1,109
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
?  نُقآطِيْ » عيون الليل. has a reputation beyond reputeعيون الليل. has a reputation beyond reputeعيون الليل. has a reputation beyond reputeعيون الليل. has a reputation beyond reputeعيون الليل. has a reputation beyond reputeعيون الليل. has a reputation beyond reputeعيون الليل. has a reputation beyond reputeعيون الليل. has a reputation beyond reputeعيون الليل. has a reputation beyond reputeعيون الليل. has a reputation beyond reputeعيون الليل. has a reputation beyond repute
Rewitysmile27 -1-

.
.
.

هجير العُمُر

-1-

.
.
.


"فعلَ بي لُقياك، مالم يستطِع أحد فعلهُ
تسألني كيف
و أقولَ لك بكل صدقِ: هذا الانسانُ الذي تراه الآن
لم يكُن هكذا من قبلِ أبداً
هذا الهدوء، كان كومة من الغضب
هذا الانصات، كان شيءٌ من الضجر
هذا الإعجاب، كان شيءٌ من العَدم
لم يبتسم قلبي قط، لم اؤمن بابتسامة القلب
بقشعريرتهِ، بخوفهِ، بربكتهِ، بنبضهِ، المتردد
الا، عندما التقيتك.
لم يعرفُ قلبي الكتوم، غيرك
لم يحتوي قلبي الصغير، غيرك
لم يلمسُ قلبي الخائف، غيرك"



.
.
.


الرياض - في إحدى القُرى
الخميس - 9 يناير 2014

في ظهيرة سابقة.. كانت تخشى حدوث هذا الأمر لكنه حصل وتعيشهُ بكل تفاصيله المُميتة...
مرت الأيام هي نفسها الوحدة.. أيام الأسبوع التي توالت سريعاً الوقت من القلق من الضيق والتعثر، لا زالت غير مصدقة بعد أن تأملت الفناء من حولها وصوت صرخة عميقـــــــــة من الدار صرخة تهز وجدانها قبل خطوات التي ناشدت بها لتسرع نحو الصوت ثم كانت مفاجآة

- هديــــــــــر!!

بينما تلك التي كانت تشهق بنحيب.. ممتدة على الأرض الباردة ومن حولها مبعثر من جميع الرسائل و الأوراق و برواز صورته التي قُطعت إلى أشلاء..
اقتربت منها وهي ترى المشاعر مختلطة من ضحكاتها وبكائها وشهقات التي تتضح بأنها أصبحت صلابتها هشة
صرخة قهر : سواها.. سواها عمتي بتول..
اقتربت وهي تحضنها وتنفثُ بعض من سور المعوذات على تقيها من الحُزن الذي بقي على لوحة وجهها رقيق
- بسم الله عليتس.. هدير ياعمتس تعوذي من الشيطان...
- عمتي غسان راح... ترك كل الأوراق اللي بيننا وراح.. تركني عمتي.. تركني...
- هدير .. أنتي اخبر بغسان.. قومي ياعمتس ...
- لا... والله مايروح.. مايروح ويهجرني.. مايهجر هديرته... ما يهجرها...

أخذتها عمتها بحرقة لتضم الوجه حزين باكي..
- ماعليه ياعمتس.. غسان ماظنتي بيرجع.. عيال اعمامتس وكل قبيلة طردوه يا هدير...
متعبة مثل موسم خريف.. كل شيء من بعدك يا غسان ومن بعد رحيلك موشك على سقوط! هذه هدير التي تبكي عليك حرقةً و شوقًا إليك..
- قومي حبيبتي اغسلي وجهتس.. وأن كان فيه خير كان عود ماهو يهجرتس..
- عمتي.. أنتي ماتعرفينه.. والله ماتعرفينه.. أنا اللي افهمه لا نطقت عيونه.. واحس فيه لا تكلمت شفاته.. لا تقولين ماراح يعود.. ذا غسان.. غســـان..

تنهدت حينها العمة بتول
- حبيبتي هدير ياعمتس لا تسوين في نفستس ذا لون.. هو اختار دربه.. وأنتي ألف من يتمناتس.. أولهم عيال أعمامتس ينتظرون إشارة منتس.. أفا عليتس بس..
- عمتي.. أنا مابي احد.. ابيه هو...

ثم تميل لتمسك بالورق ورسائله التي تضمها بين يديها
- كل حروفه تقول انه أنا هدير ومستحيل يفرقنا إلا الموت.. إلا الموت عمتي...
تنهّدت بقل حيلة
- لا حول ولاقوة إلا بالله..

هذا المرة بدأت تشعر بالألم ليس من قلبها فقط إنما عقلها يؤلمها بشدة.. كيف أستطاع أن يمنحها الوعود بل وثقت فيه ولا تضع اللوم عليهِ فهو ابن قبيلة الفرسان

هدير بنت بندر بن تركي العَوم.. ابنة في بداية العشرينات ..

بتول بنت تركي العَوم.. في منتصف الاربعينات..

***

بينما وهو يمشي في الطريق وإذا به يتلفت وجد امرأة مُرتدية عباءتها ويتضح عليها بأنها هاربة من خطواتها سريعة في الأصل هي بعيدة أكثر مما يظن عندما أراد أن يمشي هرول مع عدة خطوات حتى تلتقي عينيهِ بعينيها .. كانت نظرة خائفة لتهزهُ من الاعماق حتى يتحدث بحّده
- أنتي من هُنا... من أي أرض جيتي؟
ظلت تمسك بطرف عبائتها ورجفة تسيطر على جميع حواسها : تكفى وأنا بوجهك تعفيني عنهم..
هامت عنده الحميّة : وأنا أخو بتول.. والله انتس بوجهي ولا يلحقتس سواد..

***

الذي واصل مرحلة الصمت عميق.. لا تسعفه الكلمات ويخاف أن يضيع في الصمت المحكم كان يريد أن يشهد على الحادثة التي أدت إصابته بمقتل ... كان يريد أن يوضح مشاعرهِ لجدتهِ وجدهِ
لكن الصمت غرق بهِ ولا يستطيع النجاة منه

- الوليد... يأبوك قول حرف.. والله اني راضي به... لاتخوفني عليك..
نظر في والده بحزن ، عيونه التي ترمش طرف العاقبة التي أدت إلى خوف استوطن صدرهِ

الوليد بن فيصل الفرسان - فقد صوته أثر حادثة بقيت في طي الأيام... لا زال والده يحاول أن يستعيدهُ بكل الطرق والوسائل - في الخامس عشر من عُمُرهِ..

.
.
.




التعديل الأخير تم بواسطة **منى لطيفي (نصر الدين )** ; 03-06-22 الساعة 03:28 AM
عيون الليل. غير متواجد حالياً  
التوقيع
تمت بحمدلله عيون الرهاف .. حتى التقيكم بـ هجير العُمُر