عرض مشاركة واحدة
قديم 02-06-22, 11:09 PM   #293

أسماء رجائي

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية أسماء رجائي

? العضوٌ??? » 445126
?  التسِجيلٌ » May 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,656
?  نُقآطِيْ » أسماء رجائي is on a distinguished road
افتراضي

الخسارة مريرة..
الخسارة معركة مبهمة لا معنى من خوضها وهو خسر؛ للمرة الثانية يخسر المرة الأولى لم يستحق فيها الخيانة مع انثى امتلكت منه مالم تتملكه غيرها من النساء؛ انثى إلى الان هو غارق في عتمتها ، قابع في سقطتها والقاع يحتله بلا حرية!

والخسارة الثانية كانت الأخرى لا تستحق الخيانة ولكنه استحق ان يكتب له لقب خائن..

تنهد وهو يرفع لفافة التبغ لفمه ينفث مرارة الخسارة بين شفتيه ؛ يخرج الدخان من فمه بافتراق يشبه تلك الادخنة المنبعثة من نار اشتعلت وهمدت رويداً.. رويداً!

استل هاتفه بعصبية وأنامله تتجول على ملامحه المكدومة؛ ضربات اخيه التي لم يملك القدرة على ردها أو صدها..
اخيه محق وهو يعلم، هو اكيد من ذلك!
اتاه صوت رانيا تلك الغامضة التي يوشك أن يخرج بها كل عصبيته ومراراته دون تراجع ..

_ايوه يافندم صباح الخير..

هدر بها وهو يدعس سيجاره نبرته غاضبه ولا يجد أمامه غيرها لتنفيث هذا الغضب:
_صباح الزفت الهانم بتعمل ايه وانا مجتش امبارح ولا اتصلت..
تهديه نبرة هادئة، تختلق صبر على طريقته بصعوبة:
_اسفة يا فندم بس مستر غسان قال حضرتك تعبان..
جنون يتملك منه يصرخ بعصبية لم تلمس منه وتراً من قبل ؛ دائما هو هاديء.. بارد .. لا مبالي!

_وانت شغالة مع مين يا رانيا هانم..
يصمت ويشعل لفافة تبغ أخرى يكمل على نفس وتيرته المنصهرة في بوتقة..
فقد..
خسارة..
مرارة مؤلمة
نبرته خرجت بفظاظة :
_تيحيلي حالاً بكل الي متأخر..

يغلق الهاتف دون أن يمنحها فرصة رد.. فقط أمر بسطوة نرغب خضوع لا تراجع عنه..

ربما يتخيلها غاضبة ولكنها على الطرف الآخر كانت السعادة تمسها دون تعثر..
ضحكة رائقة تضرب روحها بفراشة ملونة، هكذا هو بعد أن خسرها..
ابتسامتها انحسرت مع ذكرى شهر زاد تلك التي فقدت الروح بعد خسارته..
تُطلق دعوتها في تلك اللحظة أن يفقد روحه هو الآخر.. عسى تسكن روحها هي في سلام!

نصف ساعة ووصلت له بعد أن بعثت برسالة لأحدهم وابتسامة جانبية منتشية سعيدة تطير على روحها..

فتحت لها إحدى العاملات بالمنزل، ثم أشارت لها بالاتجاه لمكتبه..
تقدمت خطواتها بثباتx تطرق الباب بخفة ثم تدخل بعد أذنه ..

تنظر له بابتسامة قابلها بجمود ويده تلوح لها يتبعه هتاف فظ:.
_هاتي الملفات الي معاكي..
تنصاع لأوامره وتقترب منه بدينامكية وآلية؛ تنتقل له بما بيدها..
يمسكها.. يتفحصهم طابعاً اسمه بحركة يد سريعة اعلاهم..
ينتهى منهم ثم يميل برأسه للخلف مستندا على ظهر المقعد.. يصله صوتها المتعجل:
_حضرتك تؤمر بحاجة تانية..
يرتشف من قهوته وعينيه تمر عليها بتفرس رجل خسر ويريد ما يلهيه..
_مستعجلة..

ترفع كتفيها لأعلى تتابع بنبرة تحمل بديهية:
_حضرتك تؤمرني بحاجة.. انا بس عاوزة اجيب بنتي
يشير لها بيده أن تنصرف وعينيه تتذكر الإسم ميان..
كان ربما له ابنة تحمل اسمها، لولا أنها خانت وحرقته في شعلة جحيم لا زال داخلهاx .

_ميان..
_ايوه ..
يبتسم دون النظر لها في الوقت التي تطرق به الخادمة غرفة المكتب ومعها مظروف تضعه على مكتبه..
_فيه حد جاب ده بريد ..
يأمرها بأصبعه ان ترحل.. يمسكه ، يفتحه بسكين خاص بذلك ويخرج مافيه..
ومافيه كان ورقة زواج؛ ورقة ردت له صاعقة لروحه؛ ورقة اثارت به ذعر..
يامن ابو العزم يكتنفه ذعر..
ورقة زواجه من شهر زاد؛ مرفق بها صورتها بخصلاتها الهفهافة تتراقص حول وجهها بابتسامة كان يخضع لتاثيرها البريء؛ وهو بجانبها يبتسم و كأنه امتلك العالم بامتلاكها ..

انفاسه ثارت وحطامه القديم ينهكه؛ يشعر بثقل يسقط عليه ولا يقدر على حمله..
خلف الصورة مكتوب:
_سنلتقي قريبا حبي الوحيد..
شهر زاد..
اتسعت عينيه .. يرفع نظره لرانيا المراقبه لتحوله بتشفي..
تنهشها شهوة انتقام تريد المزيد والمزيد..
_مالك يامستر يامن انت بخير..
يشير لها يوازي بنبرة ثقيلة:
_امشي..
تحاول أن تقترب منه متصنعة لهفة لا تملكها بل تدعو له مزيد من السقوط:
_مالك يافندم انت تعبان..
يصرخ بها.. تنتفض للخلفx من صدمة تحوله:
_اطلعي بره..
امتثلت لصرخته وهرولت وتوتر يتغلغل بها خوفا من تحوله..
وهو خلفها يهوى على مقعده مرة أخرى ؛ غيمة تلفه؛يحاول وبحاول انتشال نفسه منها؛ يتأرجح.. يتمايل..
ولكن بالنهاية هو ساقط في باطن ارض منبعها ماضي..
شهرزاد حية..
شهرزاد عادت..
مرحبا بماضي جديد!
*******&**&****&**&&&&&&*&

يتبع


أسماء رجائي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس