الموضوع: هجير العُمُر
عرض مشاركة واحدة
قديم 06-06-22, 05:29 AM   #29

عيون الليل.
 
الصورة الرمزية عيون الليل.

? العضوٌ??? » 492015
?  التسِجيلٌ » Sep 2021
? مشَارَ?اتْي » 1,109
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
?  نُقآطِيْ » عيون الليل. has a reputation beyond reputeعيون الليل. has a reputation beyond reputeعيون الليل. has a reputation beyond reputeعيون الليل. has a reputation beyond reputeعيون الليل. has a reputation beyond reputeعيون الليل. has a reputation beyond reputeعيون الليل. has a reputation beyond reputeعيون الليل. has a reputation beyond reputeعيون الليل. has a reputation beyond reputeعيون الليل. has a reputation beyond reputeعيون الليل. has a reputation beyond repute
Rewitysmile27 -2-

.
.
.

***

بعد ثلاث أيام مضت في الليل في هذا الساعة.. مابين الثامنة ونصف يستيقظ الألم..
وجدت أخيها جالس في صالة ممسك بورقة .. كانت الأيام سابقة قد أخذت ما يكفيها من احتياجات لها ..
جلس على كرسي مجعد الورق بين يديِه .. اقتربت منه بخطوات مدروسة ووجه كان أسوداً من الغيض
- سالم وش فيك؟؟ احد صاير له مصيبة
رفع عينه لها وبحزن حاول أن يمهد لها الموضوع.. ماذا يقول بعد أن كانت معلقة لسنتين أصبحت الآن مطلقة..
لم ترى أي ردة فعل لذلك همت بأخذ الورق منه وكانت صدمة !
ثمة ظلام في هذا الثانية.. ظلام دامس ومعتم كأنها آخر حياتها كأنها في نهاية هذا الكون وحيدة بين ثمة صوت من بعيد.. هكذا ترحل بعيداً بلا رجوع
- بسم الله عليتس.. هدير يأخوتس..
كانت ردة فعلها
- هالورقة كذبة .. مقلب منك لصاحبك صح...
ثم ضحكت بصوت عالِ .. المسافة الآن يا غسان التي بينكما جُرح لكنها لن تمنع عن التفكير بكِ !
- أنا صرت مطلقة.. ومن مين.. من غسان ذا اللي قلت له يفديك بعيونه... وينه؟؟ ذا الفدا وينه؟؟؟؟؟ ليه احس ضلوعي تنهد يأخوي ليه....
ضمها لحضنه لتبكي وتبكي بمرارة..
- كان قبل يومين موعد زواجنا... شلون.. شلون.. مستحيل هذي كذبة ابريل صح سالم.. أنا في حلم.. صح..
- أهدي ياعيون اخوتس... هدير...
تابع
صرخت بغضب
- الحين ترجعني بيت جدي تفهم.. الحين وتعلن لناس كلها انك حي.. والله ثم والله لا افضحك بين الله وخلقه…
- انتي انجنيتي… عقلتس تخبص من يوم ماعرفتي انتس مطلقة.. مأنتي اول مره ولا اخر مره تتطلق.
ضحكت بانهيار
- ايه صرت مجنونه وكله منك له.... رجعني بيت جدتي شما.. رجعنننني…
سالم بحزن لحالها
- هدير..
ابتعدت عنه ثم ارتدت عباءتها
- ملابس اللي اشتريتها خلها لزوجتك بعد واضح مقاسنا واحد.. انا احتريك بسيارة …

حصة
- ياقو بأسها صدز!!!! ذي عمرها عشرين تتفرعن عليك…
- اقول لايكثر…. قفلي باب عليتس بوصلها وارجع لتس….
- انا بعد خذني لاهلي… سالم !!

لكن تجاهلها متجه نحو تلك كانت تقف بانتظاره عند سيارته ، فتح بابه وصعد هي بقيت بالخلف
سالم
- تعالي قدام..
- حرك سالم.. حرك لاني منيب طايقه شيء…
سالم
- منيب محرك الا وانت هنيا عندي…
- اجل غني يالليل ما اطولك..
تنهد وحرك سيارته … كانت طوال طريق تشهق وتبكي.. يسمع صوتها التي تحاول ان تخفيه عنهِ
سالم
- انسيه .. صح كان ونعم رجال بس انسيه لصالحتس يأخوتس..
- سهلة كلمة نسيان في قاموسك … بس يامصعبها علي… شيء واحد مستحيل انساه انه خذلني وهجر هدير … هجرها وتركها في زاوية غرفة محصورة بين رسايله وصوره … بس لا اذا هو باعني … والله لا ابيعه والله ينسى انه ارجع له…

صمت أرداها أن تظهر مافي قلبها حتى هدأت واستكانت غرقت كعادتها بالهروب بالنوم … بعد 375 كيلو ذهاباً وعودًة استغرق فوق 6 ساعات ما أن رأى اضاءات الحي الذي يسكن بِه منزل جده حتى وقف.. التفت لها
- هدير ترى وصلنا…
فتحت عيونها كانت تحاول ان تمثل النوم حتى يكف عن الحاحها بعدم جلوس والعيش معه ، فتحت بابها وخرجت
***
كان عمها يوسف صادف انه راجع من عمله .. حتى يجدها امسك بها من يديها حتى سالم يفر من المكان سريعًا..
بحّده
- انتي وينتس مختفية هااااااااه.. ماخلينا مكان ندور عليتس…
لترد بكا جفا
- كنت عند اخوي سالم…
- لا زاد جنانتس بالحيل … ادخلي داخل لا بارك الله في عدوتس..
حينما دخلت واذا بها تجد جدها حزين على فقدها وجهه استبشر بقدومها
- هذي هدير … ياجدتس وينتس فيه…
تتألم وتقذف كل مابداخلها من حمم وبراكين
- ويني جدي… رحت اتمشى مع أخوي سالم يومين .. بس ابشرك اللي بغيتوه صار … لا اشوف احد يكلمني ولا يتحكم فيني… اي بعد نسيت كان كلامكم صح… ولد مهنا …. غسان طلقني طلق هديرته عسى قلبكم الحين ارتاح وصفى قتال ولدكم طلق بنتكم… عاد تدبستوا فيني...
بتول اقتربت منها بخطوات حتى تركض هدير نحو غرفتها
الجّد تركي بهم
- لا حول ولا قوة الا بالله… الله يعوضتس باللي ازين منه…
- يُبـه بروح اشوفها…
يوسف
- لا هذي رسميًا انجنت … خليتس حولها لا تهرب مره ثانيه… قال شافت سالم قال…
***
اطرقت الباب حتى تمسك بالمقبض وتديره بهدوء
رأتها ترمي عباءتها .. فتحت خزانتها أخذت بثيابها واتجهت نحو درج أمسكت بالمقص
ثم بدأت تلملم ثيابها وتقصها وكأنما تنتقم من هذا الحُب الجارح الجارف...
- بسم الله عليتس.. هدير ياعمتس.. لا تسوين بنفستس تسذا...
شعرها مسترسل على طول ظهرها
- كله مني.. أنا.. أنا اللي اوهمت نفسي... مافي احد يحب ثاني.. اصلًا عشت في كذبة طول سنتين وأنا في كذبة..
أخذت منها المقص
- الله يعوضتس باللي احسن منه.. وقلت لتس من قبل عيال عمتس ينتظرون إشارة منتس..
ضحكت بأسي وهي تنظر لوجه عمتها الحنون
- مين عمتي بتول.. تتكلمين عن محارب اللي اكبر مني 13 سنة وإلا مساعد اللي اشوفه مثل اخوي...
- المهم اننا افتكينا منه.. خليتس من ذا بربرة كلها... لك خير كان كملتي معه.. لتس شر ربي بيصرفه عنتس افهمي عاد..
- خليني عمتي.. خليني بروحي.. الله يخليتس..
مسحت على شعرها
- عسى الله يمحيه من قلبتس..

خرجت، وذكريات تطوف بها بلا رحمة
تخرج جميع رسائل وتشهق ...
- ماعرفت كل شيء الا منك... ليه غسان ليه؟؟؟؟؟
جلست حبيسة بغرفتها لعدة أيام...

الجّد
- ياوليدي.. بنت اخوتس قطعت قلبي.. وكله من سوايا قليل مرجلة ....
حمد
- لا حول ولا قوة إلا بالله... تعالي يأم شاهين شوفيها عسى تفتح لتس باب
ـ ابشر...

مشت أم شاهين لغرفة هدير ، طرقت عدة مرات
- ياخالتس هدير افتحي الباب.. أنا خالتس مزنه أم شاهين..
حينها فتحت الباب وقلبها وقع في بطنها من منظرها المتعب
- أفا يابنتي تسذا تسوين بحق نفستس... مايجوز هاللي تسوينه...
هدير بحرج
- هلا خالتي.. حياتس...
دخلت بداخل لتجلس على الكرسي مقابل لسرير
- اسمعيني ياخالتس.. غسان مثل ماتزوجتس طلقتس.. وهالشيء صحيح ابغض شيء عند الله مير مكتوب مابه منه مفر.. الله كاتب تفترقون قبل ما تجتمعون... وعساها خيره.. ماهو افضل لتس وانتي معتس ظنا ويطلقتس...
هدير ظلت صامته.. كان شعور ثقيل..
- عمتس حمد برا... وجدتس تركي قلقان عليتس... عطي فرصة لنفستس انتس تعيشين حياة ثانية يابنتي توتس صغير والحياة قدامتس..
هزت رأسها
- إن شاء الله خالتي.. مشكوره
ابتسمت لها بحنو
- عاد ماسويت شيء..


"خذت اكثر من زماني واني احبك
خذت اكثر من مكاني جوا قلبك
ليه صدقت الاماني ليه بربك
كنت انزف كلي شوك وكلي جرح وكلي دم
كنت اشكيلك وادري انك اكبر من الم"


***

الخميس 16 يناير 2014

يوم زفاف شاهين بن حمد العَوم..
في القاعة بعد ان امتلأت بالمعازيم.. كانت تجلس على طاولة اقربائها ..
رباب تصرخ بصوت عالِ بسبب صوت مطربة
- هديروووووووووه.. هيه يلا ذي اغنيتس المفضلة .. قومي ارقصي..
- مالي خلق.. رباب تكفين خلاص… لا تلحين!!!
- سارونه شوفي الخايسة … ترى اذا غسان الخايس مزعلتس يرضيتس محاربتس…
- نعم!
- الله ينعم عليتس اللي سمعتيه … اخوي محارب مافيه منه اثنين … فكري بالموضوع …
ضحكت بأسى
- نكتة بايخة مثل وجهتس…
- بنت ترى اتكلم صدز … ترى طلب صورة لتس…
اتسعت عيونها
- نعم! رباااااااااب
- وعطيته .. بعد اخوي لابد يتأكد خبرتس لزوم نحسن النسل…
- على تراب يا خايسه…
- حياتي … قومي رقصي اقهريهم وش يعني طلقتس… خليه يفهم انه هو اللي خسرتس… قومي لا اهبدك بكف يصلب عوجتس…

ولها ما أرادت قامت للمنصة وصولاً للكوشة و بدأت تتمايل … مع نغمات الاغنية … تحاول ان تخبئ وجعها بهذا الرقصة …

أم شاهين بحزن لحالها
- سارة يمه .. خذي بنت عمتس.. خذيها.. الله يفضح العدو..
- ان شاء الله يمه..
اقتربت منها
- هدير حبيتي تعالي معي..
- نظرت لها والعينين تشاركها هذا اللحظة
- يوه ارقصي انتي بعد… تعالي تعالي..
- هدير كل ناس تناظرتس… خلينا نستريح..
***
في احدى طاولات
ثريا
- لا حول ولا قوة الا بالله
لجَين تهمس
- شفتي زينها… حرام عليه والله ولد خالتس ذا ماعنده نظر..
ابتسمت امجاد
- عاد نصيبها صراحة منظرها يحزن .. اللهم عافنا فيما ابتليت… بعمر العشرين ومطلقة ….
- ميج لا تتشمتين..
- خلاص بسكت.. بس شلون ما انتبهوا لنا…
- ميج تراتس عليتس غباء.. شلون ينتبهون علينا واحنا علينا البراقع… اهم شيء اني حظرت وشفت زواجهم ….
ثريا
- بنت انتي وياها سايق برا… سريع اطلعن.. ام المعرس جات بلمنا… وعساها ماتعرفني اني بنت عذوب.. قومن...
كانت تود الهروب هي وبناتها لكنها أصرت تلك بامساكها وجلوسهن حتى وقت العشاء
- والله ماتخرجن وانتن ضيوفن عندي..
حاولت ان ترقق صوتها وبحرج
- العذر وسموحة غلطنا بالمناسبة .. اعذريني اختي مره ثانيه …
***
خرجن للسيارة مباشرة
لجَين
- والله يمه صراحة فكرتك خورافية..
- اسكتي احس للحين فيني نفضة…
- يمه شفيتها وش حلوها …
ثريا
- صدز النصيب مير البلا لا جاتس من حبيبن يوجعتس.. والله انه ضاق صدري ..
لجَين
- يُمه... صدز حالها يحزن.. واضح عليها الحزن بالحيل... يمه ماهي تكون حفيدة خوية جدتي اتذكر اسمها شما بن العَوم..
تنهّدت
- ايه عسى ماتدري جدتس عادها ماترضا على حفيدة خويتها....بعدين يكون في علمتس يا أمجاد غسان راجع هاليومين وخطبتس من ابوتس…
امجاد بصدمة
- غسان خطبني انا!!!!! أنا يُمَه..
- ليه هو في احد غيرتس اسمه امجاد!!!
نظرت لعيون امها مدعجة بالكحل الاسود مزهيها
- لحظة يمه خليني استوعب.. غسان ولد خالي مهنا خطبني انا... على حرمته اقصد طلقيته بنت العَوم!!!!
- ايه … فكري في الموضوع وردي علي.. بعدين لحظة وش عرفتس انه طلق!!!!!
- موافقة يمه… انا موافقة… بصراحة يمه سمعتكم ذاك يوم بالغرفة... يوم ابوي علمتس...
ثريا تقبصها
- ماهوب زين تنصت يأمتس..
- لحظة !! لحظة هذا مشهد في اي مسلسل ؟؟؟؟ وش هالخطبة والموافقة سريعة … خير ست ميج!!!!! وانتي بعد يُمه… وش فيكن؟؟
- اسكتي بس دام العروس موافقة احتفظي برأيتس لنفستس…

***

بينما هدير التي ذهبت لدورة المياه.. شعرت بسكاكين تطعن قلبها حينما رأت حُسن العروس .. تخيلت هي مكانها وشاهين هو غسان زوجها فتحت صنبور المغسلة لترمي مياه على وجهها ملطخ بزينة المساحيق التجميل
كانت تشهق بين الفينة والأخرى، مثقلة جداً والليل طويل وممتد كتفيك التي عانقتها غسان لعامين الآن تنوح لعودتها هُناك وليتوقف الزمن أن أراد… كلا ليس هذا القلب الاحمق لن يرتبك الحماقات مجدداً.. انت هدير دون غسان، هدير اصبحت مطلقة وفضل يعود لذاك …

يالله جروحها دامية وعميقة هي تحبه منذُ أن كانت طفلة عانق صباه مع اخيها غسان كان دوما البطل لقلبها
والآن انكسرت صورة حتى بقيت رمادية !

عثرت عليها رباب التي كانت تعلم خوافيها
⁃ هدير!!!!
⁃ بكت وهي تحضنها
⁃ ماني مصدقة … بعد سنتين يطلق انا كنت انتظره على وعده لكن خيب املي … ماكنت اشوفه الا سندي من بعد الله هو وسالم وهاللحين من بعد ما ابوي سافر … صرت لوحدي… رباب شيء يحرقني هنا بموت من القهر …. ماظنيت بجي يوم اللي يكسرني فيه….
وهي تمسح دمعة تأثر
⁃ ياحيوانه بكيتني معتس… افضل حل تنسينه وكل اغراضه وهداياه رجعيها لي او تخلصي منها… وقسي قلبتس… بعدين تراتس بتصيرين مرة اخوي عاد الا محارب اقلب عليتس….
⁃ مين قال اني بعرس… رباب انا توني طالعة من تجربة فاشلة تروحين تدبسين اخوتس فيني… خبلة أنتي..
⁃ اي عشان تنسين طلقيتس… بعدين مالخبل اللي يجري وراء حلمن مستحيل... احنا ماعندنا حب ماحب... وهذاتس شفتي وش استفدتي من حبن ماتمكن الا بعد زواج.. ماغير علقتس فيه ثم بعدها رماتس رمية كلاب... والله لو ماتنسينه اني انا لا انسيتس اياه... عشنا وشفنا والله...
⁃ اقول طسي بس…
⁃ طيب بطس بس ترى بنام عندتس ليلة.. مابي ارجع والقى شاهين ماهو في بيتنا..
⁃ اي قولي انتس فاقدته.. الله يوفقه صراحة اخوتس شاهين طيب وعروسته حلوة …
⁃ طيب يلا اخلصي ابي افك الكعب... اللي اخترعه ودي اضربه على رأسه..
ضحكت هدير
⁃ زين انتس ماتعرفينه …

***

اليوم التالي ..
في عصر الجمعة

بعد ان وصل منزل عمته .. التي قامت بحسن استقباله
تناول فنجان القهوة
⁃ شلونك يأبو أمجاد ؟!
⁃ طيب… انت اللي بشرنا عن علومك ولو اني ماهو معجبني هروبك ..
⁃ صفحة وانطوت… وانا جاي بموضوع اظن مايخفيك امره …
⁃ وموضوعك بعد ما استشرنا البنت فهي موافقة..
⁃ اجل ياعمي ان قالها الله وطلعت تحاليل سليمة بسوي حفلة صغيرة محفوفة بالعائلة…
⁃ هالله الله .. بنت عمتك ياولد مهنا جاتك بدون جزيه..
⁃ ماتقصر عساك تسلم… بعد لازم تفرح يحق لها..
- ماهنا الا كل الخير..
حينها دخلت ثريا وهي تزغرط بفرحتها
⁃ وامجاد موافقة ياعيون عمتك … حمدلله على سلامتك …
⁃ الله يسلمتس شلونتس عساتس طيبه..
⁃ طيبه يوم اني شفتك …أنت اللي علمني عن علومك..
⁃ طيب حمدلله..
- جعله دوم ياعمتك.. وخواتك بشرني عنهم جمان و جواهر..
- طيبين يارب لك الحمد.. بعدتس تعرفين كل وحده مع ازواجهن.. ولاهين بحياتهن..
- ايه الله يبلغني بشوفتهم قريب زين ياعمتك تعشا معنا...
أبو أمجاد
⁃ عشاك ليلة ياغسان عندي ازهلها..
ابتسم على مضض
⁃ مالك لوا بس مشغول يأبو أمجاد.. وعزيمتك ماتنرد مير الايام جايه...

اعتذر منه بلباقة وخرج متجه لبيت جده سعود
***
حينما وصل كان استقبال جدته فرحتها ماتسعها الحنايا وكأنه شوفته هو العيد لها …

بعد ما جلس في الصالة وبعد سؤال والعتاب.. اذا يجد دخول الخادمة محملة بعلب… ضجيج يملأ رأسهِ، صداع شديد وقاسي، وكأن صرختها بداخل رأسهِ تدوي!

⁃ علامك ياوليدي تصنمت بمكانك؟؟
⁃ مافيني شيء جديده بس خبرتس مهدود حيلي ودي اريح بغرفتي..
⁃ رح يأمك.. جعله عافية وهني..

الخادمة التي وضعت العلب فوق طاولة المدخل .. اخذها جمعيها وصعد بها لحجرتهِ

فتحها ويجد كمية من الرسائل التي كانت تدار منها بطلب خاص … يتذكر حينها طلبها الغريب
(غساني ابيك في كل مرة تذكرني نكتب رسالة على الورق وتحطها بالظرف قديم ابي اعيش اجواء ايام زمان)
وكان يلبي طلبها …. وكأن ربي خصها من بين النساء لتكون بهذا اللطف رقيق …
بيدين ترتجف اخذ بها للخارج … والقاه بمكان منعزل عن ناس ثم وضع عود كبريت ليشعلها على ورق ليرميها حتى تحترق امام عينيهِ وكأنما يمسحها من ذاكرته فصلها قد انتهى …
(ماكان مفروض أسمح لقلبي يتمادى …. اخوك لعب علينا احنا الاثنين.. صح مالتس ذنب … لكن ان شفتس كأني اشوف سالم… ايه قالوها البلا بالذكرى ولا الصد هيّن..)

***

منذ الصباح باكر من الحافلة والسائق يقود حتى تصل للجامعة
أمامها في المقعد مجاور حين تأملتها رق قلبها بشكل كسرها
لجَين
- هدير صح..
رفعت رأسها ثم تأملتها
- ايه.. مين؟؟
- زميلة لتس في الكلاس..
- آها..

ثم اغمضت عينيها مستندة على نافذة حافلة.. ساعة حتى يصلن للجامعة
نزلت وسريعاً دخلت لقاعتها جلست على كرسي بالخلف على زاوية
ثم وضعت رأسها بهم فوق طاولتها.. لحين وصول الدكتورة..
***
بعد ساعة خرجت لتذهب لدورة المياه وكانت هُناك تنتظرها أختها أمجاد التي ما أن رأتها
وإذا بها تقع سنارتها

- شلونتس هدير؟
بعقدة حاجبيها ترفع خصلتها وراء اذنها
- عفواً لنا معرفة!!
أمجاد
- ماهو شرط نتعرف.. لأني اكون خطيبة غسان المهنا.. تعرفينه..

الحُب حينما يولد لا يمكنه أن يموت.. لذلك كانت تحاول بعد عامين أن تقابل هذا اللحظة بذات
لم أكون المرأة الوحيدة التي عُلقت قبل أن تموت !

ابتسمت لها هدير وبألم تحاول بكل ما تستطيع أن لا تبكي
- أها مبروك....
أمجاد
- من قلبتس تقولينها...
- مافهمت!!
- يعني ماأنتي حزنانه انه طلقتس...
ابتسمت بألم وتتشبث بتلك القوة
- لا ... واحزن ليه.. هو بدرب وأنا بدرب...
- طمنتيني... يعني لو عزمتس بزواجي راح تحضرين.. عاد أنا مُصره انتس تحضرين..
- الله يوفقتس..

خرجت هدير من الحمام، لجَين أمسكتها من يدها
- أنتي خبلة وش قصدتس من هالحركة؟؟؟؟ تراها بشعة بالحيل...
- عاد هي محرمه عليه... كان لازم اعرف ... بس صدز قوية ولابين في عينها....
لجَين بغضب منها
- بنت تأخذين غسان عشان والله تكِدين لهالبنت.. بلاها من زيجة..
- حامضن عليتس.... غسان ماصدقت انه اخيراً لمحني... يوه... أنا تسذا تطمنت أكثر... بعد وش يضمني انه مايرجع لها...
لجَين
- تفكريتس جدًا سطحي.. برجع اكمل المحاضرة نلتقي عقب..
- سلام...

***

بينما هي لم تستطع أن تكمل محاضرتها استأذنت من دكتورتها بأنها تمر بظرف الصحي ولابد أن تخرج
رفعت هاتفها لتتصل على ابنة عمها رباب
- خير عسى ماشر؟؟؟ هدير تكلمني بوقت محاضرتها!! لا دنيا بها شيء.. بنت لايكون فيتس بلا!!
حينها اهتزت بكبت
- ابي ارجع البيت... احس نفسي مخنوقة... ولا اقدر ارجع باص مارح يحرك هاللحين...
- بسم الله عليتس ...
شهقت
- خطب.. تخيلي.. خطب وحده غيري.. وكأنه قادر على الفرقا... كأني ماكنت له الا لبس مل منه وغيره بلبس جديد... نار تحرقني... منيب قادرة اتحكم في نفسي...
- خلاص بدق على مساعد والا محارب...
بألم
- لا... محارب لا... طلبتس رباب...
- بشوف واكلمتس..

بعد نصف الساعة كانت بسيارة محارب الذي كان في طريقه لجامعة أخته
- محارب..
- هلا...
- وش رأيك تأخذنا لنا فطور...
نظر بها ثم للتي صامتة بالخلف
- هاه وش قلت؟؟
محارب بهدوئه
- وش تبين؟؟؟
- هاه بنت العم وش ودتس فيه؟؟؟
حتى تقبصها من خلف، ( بمعنى شغلك بعدين )
- ماله داعي...
محارب أصر
- عاد يابنت العم أول مرة اوصلتس؟؟ وش بغيتوا!!
- ماتقصر.. مير اذا مايمنع توصلني للبيت...
- هو عناد!!!!!
رباب بتهور
- خلاص محارب خذنا لنا أي سندوتش فلافل... وعصير

بعد أن وقف على اقرب كفتيريا ونزل
- أنتي خبلة ماتفهمين همتس بس بطنتس يالمشفوحه
ضحكت رباب
- والله صراحة مافطرت... ما ودتس قهوة طيب...
- مابي شيء...
رباب
- ترى بتنزلين معي... جدي تركي اليوم بتغدا عندنا...
تنهّدت
- رباب... دخيلتس ابي غرفتي... مالي خلق..
- والله انتس خبل.. هو خطب... وأنتي تبسين على الاطلال... أنا اقول احسبي الحسبه برأستس...
- يصير خير...

بعد أن اوصلهم لبيت والدِه..
رباب
- محارب.. لا رجع عمي بندر اقدم على اللي قلت لك عليه..
نظر فيها
- ترى للحين ماهو معجبني تصرفتس..
رباب بخبث
- اقنعني انك مانظرت في صورتها.. تراها حلال نظرة..
محارب
- انزلي الله يهديتس بس... وبنت العم خليها لين جرحها يبرى..
رباب بكذب
- تراها ماهي متعلقة فيه.. أنت اقدم.. والله انك ماتلقى احد تكون كثر هدير أم عيالك.. فكر وقلب الفكرة برأسك...
***
بينما هي التي استقبلتها أم شاهين
- هدير ياحي الله بنت بندر
ابتسمت لها بارهاق
- هلا خالتي الله يحيتس...
- ارتاحي..
مع دخول رباب
- وشلونها حلوة اللبن..
أم شاهين
- عسى ماشر وراكن عودتن...
رباب
- شوي هدير مصدعة..
أم شاهين بحنان
- أجل ياخالتس اصعدي بغرفة البنات وارتاحي..
ابتسمت لها هدير
- اعذريني خالتي..
- معذورة ياخالتس..
***
بعد أن صعدت لغرفة رباب و سارة..
سارة
- هدير!!!! رباب!! عسى ماشر؟؟
تحاول أن تكون صلبة لكن الاحداث ثقيلة كانت مثقلة بالهموم وكثير من الاحزان
رباب تغمز لأختها
- سارونه عادي ممكن تخليني انام على سريرتس وهديروه بتأخذ سريري..
لتفهمها
- طيب اجل اخليكم شوي.. بشوف امي..

يالله... بعد عامين الجرح الأول هو الأعمق.. وأنتَ لست الجرح الأول لكنكَ الأعمق حتى بأنها تجر قدماها للموت
بكت كما لم تبكي من قبل... لتحضنها رباب
- بسم الله عليتس... بنت شلون ترخصين نفستس له... تقولين تهوينه وهو تركتس.. مايستاهل ذا الحب كله منتس... امسحي دموعتس...
- مقدر.. مقدر... اعترف اني ندمانه والله اني ندمانه حبيته... حبيت كل شيء فيه.. ماهو من عامين من وأنا صغيرة... صغيرة رباب... كنتي تعرفين نار تشعل بقلبي وينه يطفيها وينه.... ماهو كافي أبوي بعيد عني ... ادري اني اكون ضعيفة بس مالقيت احد ... سالم اختفى اختفي في يوم وليلة ... وتجينا اخباره من صديقه بن معاذ مقتول... وهو شهد بقتل غسان له... كنت اقول مستحيل يسويها... وطلع ظني صحيح... طلعت صح في زمن اهلتس كل اللي حولتس يقولون لتس لا.... انتي انجنيتي ... أنتي صابتس بلا.... وفي نهاية سالم طلع عايش وغسان طلقني.. غسان اللي كان يقول مستحيل اهجرتس... كله منهم ... كبروا برأسه... ماعاد غسان الأولي... غسان اللي يرسل ورقة طلاق مع أخوي.. يعني كان يعرف انه سالم عايش... يحتفظ به ولا قال ولا الومه... بس أنا ليه ليه يصير لي كل ذا شيء.... كان يبعد بدون ماشعر فيه... كل مابعد كل ما ثقلت عليه... صرت حملن ثقيل.... قولي لي ذا حبي صاحي ولا مجنون... قولي لي... انا ماغلطت .. ماغلطت...
رباب
- وش قصدتس بسالم حي!!!!!
صرخت بحرقة : ايه حــــــــيّ... انا اللي انوكل حقي... كنت ابكيه وابكي غسان وهاللحين ابكيه من حرقة قلبي... ابكي حبي له... ابكي لأنه عشمني ولا كان بقد العشم....

رباب
- شلون؟؟؟ وش هالمصيبة؟؟؟؟

بينما الذي كان قاصدًا ذهاب إلى غرفته حتى يستوقفه جميع اعترافاتها
بغضب شد على قبضة يديه
- أنت حيّ.. حيّ ياسالم الله لا يسلم فيتس عظمن واحد.....

***

ما الذي كان بيننا حبًا ! وهمًا !
ما الذي يجعلها تشطر إلى نصفين
هي تنزف والآخر يشدها إليك وحدكَ أنت يا غسان كنت رجل الوحيد
قابلتها بالعتمة والألم العميق
لا مانع من أن تبكي من جوارك لكن الأعمق أنها تبكيك أنتَ !

هدير وهي ترطب شفتها وتهمس بجنون : بواجهه.. اي لا تناظريني تسذا بدق عليه وبرد راح يرد.. ما راح يخذلني ….. غسان ما راح يخذل ويهجر هديرته!!!!
سحبت هاتف منها وهي تمسك بيدها بغضب من جنونها
⁃ هيه اصحي ماما انتي طلقيته اللحين.. يعني مايجوز تكلمينه.....
لتنطق بخذلان وضعف
⁃ عادي يرجعني له… رباب عطيني جوالي… عطيني اياه…
⁃ لا بالله انهبلتي…
⁃ رجع .. غسان رجع للرياض رجع ولازم يصارحني … تفهمين عطيني جوالي…
⁃ بنت بهبدك لو ما عقلتي وتركتي جنانتس…
⁃ مب انا مجنونه هاتيه....
سحبت هاتفها لتبتعد عنها وسريعًا اخذت تضغط على ارقامه .. دقائق بل ثواني …
أجاب بنبرة صوتهِ.. تعرقلت بخطواتٍ ثقيلة ومشيت دونه هذا المرة !
ثم رجفة التي بقيت تسيطر على قدميها.. سقطت من جديد وهي تردف له
وجهها كان شاحبًا... الثقل الذي كان على صدرها يزداد...

***

بينما هو في مكتبه ينجز ملفاته ويرتب اشغاله من البيت سمع صوت رنين هاتفه ما ركز بالاسم عينه على الورق الذي بيدهِ بينما سمع صوت حسها ملتهب ومؤلم.. صوتها مرهق لأبعد الحدود
⁃ هنت عليك بهالسرعة تطلقني من هنا وتخطب…. لهالدرجة أنا مالي قيمة عندك... لهالدرجة تدوس علي.. وتخطب.. مين بعد بنت عمتك.. ليه؟؟ ليه صدقت الاماني معك غسان؟؟؟
صدمة احتلت جميع جسده، رفع الهاتف عن اذنه تأمل
(هديرتي..)
⁃ هدير!!!!
⁃ ليه غسان ليه هذي نهاية المعروف انا الوحيدة اللي صدقتك وكذا تسوي فيني… أجل لو اني اكرهك وش بتسوي فيني تقتلني مثلاً....
⁃ مين علمتس اني خطبت!!! بعدين يابنت بندر مايجوز اسمع حستس مأنتي على ذمتي…
⁃ لا تسكر الخط .. شيء واحد ابي اعرفه وش فرقها زود عني…
بألم من انهيارها بلع ريقه وهو مثل مجنون يدور حول نفسه.. آه تظهر من صدرهِ دون أن يشعر
بينما هي خائفة أن تفوح رائحة قلبها بالأسى
⁃ ماكان العشم فيك يابن مهنا… لكن واللي خلقني ان كأنك مجبور فيني فروح ماتنجبر… صح احبك.. صح اني متعلقه فيك مثل مجنونة... لكن والله لا ادوس على قلبي لانه ميت.. ميت....
⁃ متى كبرتي هدير!
⁃ ماحدن يبقى على حاله مير روح مثل ماحرقت قلبي عسى الله يحرق قلبك….
ثم انقطع صوتها .. حاول يهدأ قلبه المستجن على صوتها المحبوح من اثر البكاء .. ضرب بقبضته فوق طاولة
⁃ شلون عرفتي ؟؟؟ شلووووون؟؟؟؟ ماحدن يدري بالخبطة الا ثلاث انا وعمتي ثريا وابو العروس !!!!!!
ياويلها مني لو سوتها... ياويلها.....
***
مباشرًة اتصل على عمته
بدون لف ولا دوران القى عليها صدمة
بحّده
⁃ شلون وصل الخبر لطليقتي ؟؟؟؟ شلون ياعمتي ثريا…
⁃ بسم الله.. هِدي ياغسان الواحد يسلم قبل لا يهجم..
⁃ عمتتتي… شلون وصل الموضوع لطلقيتي…
⁃ مدري ياعمتك..
⁃ ماحدن يعرف الا ثلاثتنا لو ادري او اسمع خبر ان بنتس لها يد في الموضوع اعتبري خطبة ملغية…

ثم اغلق الخط … ليرمي هاتفه على الجدار ويصدر صوت كسر.. روحه تحترق.. صوتها خائف.. صوتها مرعوب!! يالله
- يارب تحميها مني.. يارب... مقدر عليتس ياهدير مقدر.... سامحيني.. دخيلتس تسامحين حبيبتس..
***
دخلت عليه جدته بصينية الفطور .. ساعدها وتناول منها حتى يضعه فوق مكتبه
⁃ افا يأم مهنا تصعدين لين دراي ومعتس عيشتن لي… وراه يالغالية..
⁃ بعد يأمك عودت عود اخضر يابس.. كل ياجعلني اشوفك معرس.. ياوليدي ماهونت عن كلامك.. بنية مالها ذنب.. رغم ذنب يقع على اخيها…
ابتسم لها حتى يساعدها بالجلوس
⁃ هدير صارت طليقتي …
⁃ ياوجه الله… ياذا العلم شين.. وخزاياه وراه ياوليدي المره تحتريك قد لها عامين تقوم تهجرها مايجوز يأمك…
⁃ غصبن علي يمه.. همي هالمرة كبير …
⁃ الله يصرفه عنك ياوليدي والله مثل رباتاها ماشفت مثله… رحمة الله عليها وخيتي شما رباية يدينها ربتها وكبرتها لين اثمرت وفرحت انها من نصيبك وهاللحين جاي تكدر علي.. لا بالله انك تعود لها … تبي ناس تاكل بوجهها … صغيرتن مالها بكلام شين يلحقها.. انت ترضاها على اخواتك…
⁃ يُمَه..
⁃ طعيني يأمك مأنت بخسران.. هدير ذهبه… وحفيدة وخيتي شما والله انك ترجعها …. هي مالها ذنب لا بسواياك ولا بسوايا اخوها جعله مايسلم….
⁃ يمه وش عرفتس اني ماقتلته..
⁃ قلب الام يحس وانت وليدي اللي ربيته وكبرته… تعوذ وخزي شيطان…
⁃ دام فتحتي نفسيتي بتفطرين معي
⁃ عليك بالعافية سبقتك يأمك مع جدك سعود.. ماتدري وش كثر ملهوفن عليك… قم ياجدتك انا معك وبعاونك…
⁃ على وين جديده ؟!!!
⁃ بعد وين يأمك بيت مرتك… بس عقبها ابيك تجهز لها مهرن جديد … ماهو بزواجكم قبل يومين والا ماهوب صحيح
ابتسم وهو يقبل رأسها ويديها ممتلئة بخطوط الزمن
⁃ قولتس تسذا…
⁃ افا عليك ازهلها على امك.. قم .. واخواتك هاللحين دق عليهم… كل وحده عرست ونسن نفسهن..
ضحك غسان
⁃ بعدهم مايدرون اني وصلت..
⁃ اجل ببشرهم .. وان كان فيهن خير يأذينك والله لا اقبص عليهم بالخيزران…
⁃ سمي على ذا الخشم … بفطر وتولم واجي لتس.

جدته هذه لو ماهي متواجدة كان ايقن انه ميت لا محالة من الهم والحَزن الذي يآكل من عمره وشبابه… صحته هو فترة الاخيرة في اهمال اكثر ما كان يسكن ويهدأ رأسه سيجارته التي تطفئ من غضبه ولو قليل..


***

في المقابل
غرفة رباب و سارة - منزل حمد بن تركي العَوم

تبكي في حضنها بانهيار
⁃ خلاص والله قطعتي قلبي.. ادري ماهو بهين بس خلاص ارحمي نفستس.. ياللا قومي شوفي وجهتس لونه قلب احمر وعيونتس متنفخة من صياح … بعدين يازفته وش حقه كلمتيه هااااه!! خبلة انتي تبين تذبحيني …
⁃ بموووووووووت قهر… بموت بعرس غيري … بعرس علي ….
⁃ اصحي ياماما هديروووه قسم بالله لو ما هجدتي اني لا اكلم عمي يوسف هو يعرف يتفاهم معتس…
⁃ انتم ماتحسون فيني… وخري قلت لتس برجع بيت جدتي اصريتي اجي معتس…
⁃ وان شاء الله ترجعين مع مين !!! وهاللحين تو ما جات 9 …
⁃ مع الجني الازرق… عادي ارجع مشي فكيني بس…
⁃ هدير حبيبتي انتي روقي الله يخليتس… خلاص ماهو لازم تأخذين اخوي بعد مسكين يتدبس بوحده عاشقه لولد مهنا… عز الله اخيي مات قهر…
تجاهلتها هدير فتحت باب لتنزل من السلالم ، واذا به دخول مساعد
⁃ السلام عليكم
⁃ مساعدوووه ممكن طلب..
⁃ خير توني جاي مكروفن منهد حيلي…
⁃ بس دخيلك نوصل هدير لبيت جدي تركي… خبلة تبي تسري مشي..
مساعد بملل
⁃ اقول ماصدقت يالله وصلت شوفي محارب …
***
بينما هدير التي خرجت مشيًا على الاقدام … كانت نار تحرقها الشمس عصفت برأسها لكن الذي بقلبها أعمق واشد … لم تشعر بنفسها الا بوسط الطريق مثل الغمام والأرض تدور فيها حاولت انها توازن نفسها ، لكن ضربة كانت هي القاضية …

صرخت رباب
⁃ يُبه.. يُبـه .. خبله بنت اخوك سوتها وخرجت مشي تغافلتني وخرجت..
حمد بخوف
⁃ عوذه علامتس صبيتي قلبي بعظامي… وينها في..
⁃ يأبوي اقول لك خرجت …
مسك غترته وخرج من البيت .. بصوت رباب
⁃ احتريني يُبـه بلبس عبايتي …
ام شاهين
⁃ بسم الله وش فيكم؟؟؟؟
⁃ مدري يمه مدري.. بس قلبي قارصني …
⁃ رباب اهرجي زين.. فيكم شيء…
⁃ هدير يمه خرجت وراحت مشي لبيت جدي… ماعاد بها عقل ذا بنت.. ولد الفرسان ماخلى فيها عقلن صاحي حسبي عليه…
خرجت سريعًا لوالدها صعدت سيارة وكان يمشي لخفوت
⁃ ماظنها يُبـه بعدت..
⁃ الله يهديكم بس.. وش اللي صار وخلاها تخرج!!!
⁃ بعد يُبـه ما دريت انك في البيت احسبك بالمزرعة ولا قد كلمتك منذو مبطي..

ثم شهقت
⁃ يُبه.. هذه هي… والله انها هدير ياويلي… ماتت … بنت عمي ماتت الله لايبيحه الله لا يوفقك ياغسان…
حمد الذي خرج خوفًا على ابنة اخيه التي كانت ملقاة على سكة والنهار وشمس تضرب برأسه من حرارتها…
حملها وكتم نفسه مثقلاً بالجهد الذي بذله ليست بالسمينة لكن لكبر سنهِ..
وضعها في خلف المقاعد من سيارته حتى رباب جلست وتضع رأسها فتحت نقاب
⁃ يُبه مالها ن.......ف.....س.. يُبَـه هدير ما تتن....ف.....س….
⁃ عوذه منك يا ابليس… خليها تفوق يأبوتس ..
⁃ تكفين هدير تسمعيني.. هدير ولي يخليتس اصحي لا تفجعين قلوبنا عليتس … يُبـه بنت عمي منهاره.. طلقها اللي مايستحي ولا ينتخي فيه…
⁃ لا حول ولا قوة الا بالله… يالله عليك تكلان… يالله دخلتن عليك من العثرة وزلات العقل....
⁃ يُبـه هذا عمي بندر يدق على هدير وش اقوله وش اقوله!!!!
ماسك قيادة بيدين ترتجف، وقلبه حزين على حالها، تذكر كلمة حلم زوجته وطريق الذي كان طويلًا..
(إلا هدير.. إلا هدير..)
بغصة
⁃ لا تردين عقب بحاكيه…
- يُبَه مُصر ذا المرة...
- ماعليه يأبوتس.. وعيها لاترقد.. رقاد ماهو بزين لها... صحيها...
ببكاء وخوف وهي تضرب وجهها مزرق مختنق
- ما ترد يُبه مالها نفس.. هدير.... يُبه والله بتموت بين يدينا
- لا حول ولا قوة إلا بالله.. يالله تحميها...

حينها علم بأنه لابد من نهاية … اتصل عليه مباشرًة
⁃ الحقني بالمستشفى ...…
- وش..........


***


نهاية الفصل الثاني...
تدريجًا بإذن الله تفهمون جميع الاحداث...
أتمنى القى ردود تشجعني أن أكتب ..


بقلم : عيون الليل.


عيون الليل. غير متواجد حالياً  
التوقيع
تمت بحمدلله عيون الرهاف .. حتى التقيكم بـ هجير العُمُر