عرض مشاركة واحدة
قديم 14-06-22, 03:43 PM   #3

رومي ملك البحار

? العضوٌ??? » 485849
?  التسِجيلٌ » Mar 2021
? مشَارَ?اتْي » 216
?  نُقآطِيْ » رومي ملك البحار is on a distinguished road
افتراضي Part 02

في القرية أتمت لينا بناء منزلها الصغير. وسكن بجوارها جاك وأخته سيرين. ولما مرت ثلاثة أسابيع منذ غياب ليكس. شعرت لينا أنه ليس لها مكان في تلك القرية. فذهبت لتبحث عن ليكس فلربما عاد إلى عائلته في لندن.
تمر القرية بأجواء رائعة. فبدأت تُرسم الطرقات. وتبنى المنازل والمحلات التجارية. وبدأ يتوفر فيها كل متطلبات الحياة من الماء والكهرباء وكل ما يحتاجونه. انقسمت القرية إلى ثلاثة أقسام فكل عائلة تعيش كما يحلوا لها فالأغنياء فكانوا يعملون في التجارة، ومن كانوا فقراء ساعدوا في البناء وعائلة الجميلات فلم يكونوا أغنياء ولم يكونوا فقراء. لكنهم استمروا في زراعة المحاصيل والمحافظة على طبيعة القرية. فكان كل فريق منهم يؤدي دوره.
خلال تلك الفترة كان هنالك نفق خاص تقوم الدولة ببنائه تحت المدينة، يؤدي مباشرةً إلى المناجم تحت الأرض حيث سيتم بعد ذلك استمرار جمع الذهب ونقله عبر تلك الأنفاق إلى خارج القرية بدون. أن يؤثر ذلك على أهل القرية.
عاد ليكس إلى المدينة واتجه مباشرة إلى حيث تسكن لينا. دخل المنزل لكنه لم يجدها. نظر مع النافذة. فرأى جاك وسيرين في المنزل المجاور. أراد أن يتواصل معهم. لكنه رأى من الأفضل ألا يعلم أحد بسر اختفائه. بقي في القرية يحاول أن يسمع أي شيء عن لينا بدون أن يتحدث إلى أي أحد. قال إذا هنالك أحد يعلم عن لينا فهو جاك وأخته سيرين. أحضر بعض الزهور وألقاها أمام منزل لينا ثم انتظر ليسمع ماذا يقولان.

خرجت سيرين ورأت الزهور أمام منزل لينا. فرحت وقالت: ربما عادة لينا، فذهبت تطرق الباب على منزلها، ولكن لا أحد يجيب. رآها جاك وسألها ماذا يجري. قالت: شاهدت هذه الزهور أمام منزل لينا فتوقعت أنها عادت. قال جاك لن تعود لينا حتى تجد ليكس. منذ أن ذهبت تبحث عنه في لندن لم نسمع عنها أي خبر.

سمع ليكس تلك الأخبار ثم اتجه إلى المدينة. ومن المدينة اتجه إلى المطار. وصعد أول رحلة إلى أوروبا. كانت بعض المقاعد فارغة فاستطاع أن يجلس على أحدها. استمتع ليكس بالرحلة المجانية. وحينما وصل إلى المدينة سار مباشرة إلى حيث يسكن والديه بالتبني. رآهما ليكس، ولكن لم يستطع أن يعانقهما، عرف أن لينا ليست لديهما. ثم ذهب إلى غرفته ليستريح رمى نفسه على فراشه. فإذا به يشم رائحة عطر لينا في كل مكان. عرف أنها أمضت بعض الوقت مع والديه.

قال لعلها ذهبت إلى منزلها في وارسو عاصمة بولندا . ارتاح ليكس في غرفته ومتع ناظريه برؤية والديه، ثم اتجه اليوم التالي إلى المطار. ليبحث عن أقرب رحلة إلى وارسو عاصمة بولندا. وبالفعل وجد رحلة في المساء. فصعد إليها. لم تكن الرحلة طويلة. نزل ليكس وخرج من المطار متجها عبر المترو إلى منزل لينا في أرقى أحياء وارسو. خرج من المترو وسار باتجاه منزلها. تتلون عيونه فأحيانا خضراء من الفرح وأحيانا بني من القلق ولما اقترب من منزلها رأى إنارة المنزل تعمل. تذكر أول مرة التقى بها في هذا المنزل. فبدأت دقات قلبه تتسارع وأصبحت عيناه زرقا في أشد توهجها. ضغط على زر الجرس. سمعها تقول وصلت البيتزا بهذه السرعة. لقد تطورت خدمتكم. وضغطت على الزر وفتح الباب.

دخل ليكس إلى الساحة الخارجية من المنزل. متردد الخطوات. وبينما لينا في المنزل ترى ليكس من خلف الزجاج يتقدم إليها بدأت هي الأخرى تتلون عيناها من الأخضر إلى الأزرق حتى أصبح أزرق غامق. فتحت الباب الداخلي وخرجت تنظر إلى ليكس. عرف ليكس أنها تراه. فجثا على ركبته وبكى من الفرحة. تقدمت لينا وجثت على ركبتها أمامه وعانقا بعضهما. وكل واحد منهما يبكي من الفرح. اكتشفا تلك الليلة لون آخر من ألوان العينين وهو الذهبي. عرفا أنه يعني الحب المطلق.

دخلا إلى المنزل. قالت لينا: كنت قلقة عليك! لم يكن ليكس مرتاحا طلب منها أن تنتظر قليلا ريثما يستحم ويغير ملابسه، ثم سيتحدثان الليل بطوله. قالت توجد بعض الملابس من المرة السابقة. دخل ليكس الحمام ليستحم، ثم خرج بعد أن بدل ملابسه.

نزل إلى الصالة في لحظة وصول البيتزا. وضع الرجل البيتزا. التفتت لينا إلى ليكس تحادثه قائلة: خرجت في الوقت المناسب. نظر رجل البيتزا إلى حيث تنظر لينا ثم التفت إليها. وقال سيدتي مع من تتحدثين؟ أشار إليها ليكس بأن تصمت. فتداركت لينا نفسها وقالت: كنت متعودة أن أقول لحبيبي هذا الكلام.

خرج موزع البيتزا ثم تبادل ليكس ولينا النظرات، تقدمت إليه لينا ببطء وبدأت تلامس وجهه وجسمه وتقول. رجل البيتزا لم يراك وأنا لست في حلم. نظر إليها وقال انتِ الوحيدة التي تستطيع أن تراني. نزلت دموعها على خدها وقالت ماذا حصل لك.

جلسا ليأكلا البيتزا. سألته هل تستطيع أن تأكل وتشرب. قال لها أستطيع أن أفعل كل شيء، لقد تعرضت للإشعاع لكن لبعد المسافة جعلني فقط خفيا. بدأ يحكي لها ما حصل معه منذ أن أصيب بالإشعاع حتى وصل إلى منزلها. حزنت لينا بسبب ما مر به ليكس من المصاعب. بقيت لينا في أحضان ليكس تحكي له هي أيضا مدى الألم التي شعرت به منذ أن فارقها إلى هذه اللحظة.

جاء وقت النوم. كان هنالك لحظة تردد من ليكس ولينا يكسو عيناهما اللون الأرجواني. ولكنهما لا يعلمان هل آن الأوان لتجمعهما غرفة واحدة أم ما يزالان بحاجة أن يتعرفا على بعضهما أكثر. تحول لون أعينهما إلى الأزرق. رغم أن ليس لهما خيارات أخرى، إلا أنهما اختارا التريث لكيلا تتغلب الناحية الجنسية على موضوع ارتباطهما. ذهب كل واحد منهما إلى غرفة منفصلة. فلم تكن الليلة سهلة لأي واحد منهما. فكانا يحاولان أن تكون ليلتهما الأولى مميزة.

استيقظت لينا وذهبت إلى غرفة ليكس. فتح عينيه على عيناها وقد أصبحتا زرقاوان غامقتان. قالت أردت أن أتأكد أنن لم أكن أحلم، ثم سألته ما هو الشعور بأن تكون مختفيا. نظر إلى الأسفل ثم رفع راسه وقال بصراحة شعور غريب أشعر بأنني موجود ولست بموجود، أشعر بأنني أملك العالم. أستطيع أن أقود أفضل السيارات، وأسكن أفضل القصور، وأحصل على المال الكثير، وكل ما أريد من ملذات وشهوات، أستطيع أن أكون قاتل وسارق أو بطل الأبطال. ثم أنزل ليكس عينيه وتحولت إلى اللون البني وقال: لكن في الجانب الآخر قد أمرض وأصاب وأتألم لكن لا أحد يشعر بي ولا أحد يستطيع علاجي وقد أموت في أحد الشوارع ولا أحد يلاحظني.

دمعت عينا لينا وقالت: سنبقى مع بعض وعلى تواصل، لن أتركك تغيب عن عيني. وستبقى معي تملأ حياتي وتكون حياتنا كلها خضراء. ومعا سنحقق كل ما نتمنى. ثم سنعود إلى قريتنا ونحافظ عليها ونحمي أهلها. سألها هل تغيرت نظرتك للقرية. ابتسمت وقالت: ربما نشأت وعشت زمن ليس بالقليل هنا لكن أشعر أن هنالك أشياء تربطني بالقرية. لم أستطع أن أكون صداقات هنا. لكن في القرية شعرت أن الكل عائلتي. هنالك التقيت بك وهذا يكفيني. قال لها: عندما التقيت بك لأول مرة ظننت أنك من النوع المتكبر والمتباهي. لكن وجدتك طيبة ورقيقة القلب. شعرت لينا بشعور جميل لدى سماع كلمات ليكس عنها. فكانت محتاجة أن تسمع مثل تلك الكلمات. وبدأت هي الأخرى، تكشف مشاعرها تجاهه وتخبره بأنها أعجبت به منذ اللحظة التي فتحت عيناها ورأت نظرات الخوف في عينيه.

استمرت تلك اللحظات الرومنسية بينهما. وبدأ كل واحد منهما يتعرف على الآخر أكثر. ثم قررا العودة إلى القرية فالكل هنالك محتاج لهما. أخبرها بأنه يجب على أهل القرية أن لا يعلموا ولا يشعروا بوجوده معها.

عادا سويا إلى القرية. دخلا القرية وشاهدا عمليات التطور التي تجري في القرية. وفرحة الجميع بها. التقت لينا بجاك وسيرين. وساشا ثم ذهبت لتلقي التحية على سيدة القصر. رحب بها الجميع وفرحوا لعودتها. ثم سألوها عن ليكس. قالت لم أجده في منزل والديه في لندن. لكن كانت فرصة لألتقي بتلك العائلة التي تبنته، استضافوني لعدة أيام كانت كافية بأن أشعر أن ليكس ما يزال بخير.

يجب أن تعرفوا أن ليكس ما يزال في قلبي. وأشعر أني أراه في كل مكان حولي. في قلبي وفي منزلي وفي حياتي كلها. يهمس لي ويضمني ويحميني ويشعرني بالأمان. دمعت عيونهم حزنا على ليكس. وقالو كلنا ندين الى ليكس بوجودنا الآن وبكل التطور الذي يحصل في هذه القرية. قد لا نعلم أين هو الآن. لكن كلنا نتمنى أن يكون متواجد معنا الان.

سألتها سيرين عنه قائلة. كنّا ننظر إليه في السهول يصرخ فيهم ليبتعدوا عن قطعة الذهب. ولما ابتعدوا رأيناه عائد يهرب عن منطقة الخطر. ولما ضرب البرق وانطلق الشعاع لم يستمر للثواني معدودة. بعدها عُدنا للنظر إلى السهول فلم أراه. قد يكون تعرض للإشعاع وتحول إلى شخص خفي لدرجة أنك أيضا لا ترينه. ربما يكون حولنا يحاول أن يتواصل معنا لكن لا نراه. قالت لينا هذا ما فكرت به وهو ما جعلني مطمئنة أنه حولنا يرانا ويراقبنا. ويبحث عن طريقة أو حل ليتواصل معنا.
تنظر لينا حولها وتقول ليكس. أنا أشعر بوجودك حولنا. إن كنت كذلك أنا كلي ثقة بأنك ستجد طريقة. لتعود إلي.

عاد الجميع إلى أعمالهم وعادت لينا بجانب أليكس ينظران إلى بعضهما. ينتظران اللحظة التي يدخلان فيها إلى المنزل ويغلقان الباب خلفهما ويعانقان بعضهما. ثم قال لها انت ممثلة رائعة. ابتسمت وقالت الآن يجب أن أقنعهم بأن نقيم زواج تحتفل فيه كل القرية. قال لها لن يقتنعوا ولن يقيموا الزواج حتى يشاهدوني أمامهم. شعر الاثنان بخيبة أمل. ولكن ذلك لم يمنعهما من البقاء مع بعضهما حتى يجدا حل لمشكلة ليكس.

في الجانب الآخر بدأت قصة حب بين جاك وساشا. شعر كل واحد منهما بانجذاب للآخر. وأصبحا يقضيان الكثير من الوقت مع بعضهما. في تطوير القرية حتى جاء اليوم المناسب. وعبّر لها جاك عن مشاعره. وكان شعور متبادل بينه وبين ساشا. فرحت له أخته سيرين وفرحت لهما لينا. وتمنا لها أن يعود إليها ليكس مجددا.


رومي ملك البحار غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس