عرض مشاركة واحدة
قديم 15-06-22, 02:16 PM   #216

ريما نون

? العضوٌ??? » 484937
?  التسِجيلٌ » Feb 2021
? مشَارَ?اتْي » 802
?  نُقآطِيْ » ريما نون is on a distinguished road
افتراضي

الفصل الرابع والثلاثين

لا يزال تحت تأثير الصدمة، صدمة زواج غسق! في البداية ظن أن الامر لعبة أو تمثيلية هزلية، لكن رؤية الخاتم في يدها وتأكيد إياد كذلك معاملتها الجافة معه، فقد رفضت رفضًا قاطعًا بأن يصعد لغرفتها حتى مع والده بل وضعت أسمهُ في الاستعلامات كي يمنعوا صعوده لها في أي وقت، الأمر الجيد الوحيد هو سماحها له برؤيته الأطفال، في وجود مربيتهم بالطبع كما وافقت على طلبه بأن يتواصل معهم عن طريق المربية، غير ذلك تعمدت أن تتعامل معه بحدود ذلك ما أكد له زواجها من آدم، لطالما كانت تضع حدود مع الجميع في فترة زواجهما، لم تسمح لأحد بتجاوزها حتى قبل أن يكون فعلي، في البداية ظن بأنها تدعي العفة والأخلاق العالية ومع مرور الوقت تأكد من أن عمته زرعت ذلك بها، لا يستطيع أن ينكر بأن أخلاقها لا غبار عليها ربما لم يعترف من قبل لكنه كان دائمًا هنيء البال بسبب ذلك حتى في فترة بعدهما وطلاقهما وهي تعيش بعيدًا عنه لم يشك بها لحظه، كلمات روبين وأمه لم تزعزع هذه الثقة قيد أنملة على العكس تمامًا كان واثق في أخلاقها وواثق في حبها.

اللقاء الأخير بينهما كان الأكثر إيلامًا له، بعد محاولات فاشلة منه ليتحدث معها على انفراد قرر أن يكون موجود في المطار لوداعهما، وربما تكون فرصة جيدة ليتحدث معها ويتأكد من شكوكه.

تمسكت غسق بالوجه الجليدي دون تعبير عند رؤيته في صالة المغادرين رغم ذلك وقفت مع أطفالها والمربية - ليسلم عليهم- حمل صغير في حجة ليضمن بقائها وقال في نبرة مترجية نوعًا ما:

- لا يهمني سبب زواجك، قد تكون الظروف التي حدث وسجن سراج، أو حتى لو كان بغرض الانتقام مني، لقد حققتِ غايتكِ أنا نادم جدًا، أرجوكِ غسق فلتنهي هذهِ المهزلة أعدك بأني لن أحاسبكِ عليها، سوف أنساها كأنها لم تكن.

بنفس البرود الذي يكسو وجهها قالت:

- ومن طلب غفرانك؟ من طلب منك الإذن من الأساس! زواجي من عدمه أمر يخُصنِي وحدي أولًا، ثم من قال بأن زواجي ليس حقيقي تزوجت آدم لأني أريد ذلك وأنت أكثر من يعرف بحبه لي منذ زمن، عندما قررت أنت الزواج من حبيبتك لم أسالك عن السبب ولا طلبت منك تركها، أنا من ابتعدت بعد أن أهنتنِي علانية وأنكرت زواجنا، وقتها لم أقل لك عد لي وسوف أنسى ما حدث كأنه لم يكن! تعرف لماذا؟ لأني لم ولن أنسى ما فعلت، سنوات وأنت تنفرني وتبعدني عنك بكل الطرق، ترفض إعلان زواجنا كأني حثالة لا تليق بك، طردتنِي من منزلك الذي شيدته خصيصًا لتعيش فيه مع غيري، بل حرمتني من أن أكون أم وعندما فعلت رفضت حملي وقلت بأنك لم ترغب فيه، لن أنسى أني طردت من قبل والدتك ولم تحرك شعرة من أجلي، أنك أقمت زفافًا كبير تعلن به للعالم عن حبك وسعادتك بحصولك على حبيبتك، تركتني في المستشفى لا أستطِع تحريك يدي وقدمي بسببك بل وأجبرتني على توقيع تنازل عن حضانة أولادي كي تضمن بأن لا آخذ مالك الذي قامت حبيبتك بتدبير خطة للاستيلاء عليه، ليس ذلك فقط بل تركت ابنك في الحضان بثقب في القلب وذهبت تركض لمواساتها وهي من أدخلت شقيقك السجن.

توقفت عن الكلام لتحسر الدموع في عينيها واستعادت رباطة جأشها، فقد شعرته بأنها بدأت تنهار ولن تجعله يراها منهارة خصوصًا بسببه.

تابعت وقد استعادة برودها:

- أنا أحاول بأن أجعل العلاقة بيننا متحضرة بسبب الطفلين فلا تجعلنِي أندم على ذلك، أما أمر زواجي فهو مفروغ منه وسبب عدم إقامة حفل هو ظروف سراج، عمومًا سنقيم واحد كبير في ذكرى زواجنا الأول وأنت مدعو بالطبع.

كانت كلماتها القاسية كالسم في مجرى الدم، استمع لها دون أن يجرؤ على الرد أو حتى مقاطعتها فكل ما قالته صحيح بل الأسوأ بأنه بات أخيرًا يرى الصورة من وجهة نظرها

وهي مختلفة تمامًا عما كان يتخيل، لم يضع في حسابه بأنها تحمل كل ذلك في قلبها له، هل تحول الحب وأنقلب إلى كره فجأة؟

ليس فجأة بل بسبب تراكمات لعدة سنوات حتى لم تعد تحمل له ذرة محبه، بل هي تبغضه بشدة صوتها يفضحها نظراتها التي لم يصدق بأنها لنفس الانسانة، تلك النظرات التي منذ أن عرفها لم تحمل إلا الإعجاب الذي تحول إلى حب وعشق لا نهاية له، لطالما كانت عينيها مرآة لمشاعرها لا يحتاج ليسألها أو يسمعها كلامًا معسولًا كي يرى العشق بهما، حتى عندما يغضبها ويجرحها وهو كثير جدًا، لم يقل العشق بهما أما الآن فهو لا يرى بهما شيء! فقط برود قادر على تجميد الكرة الأرضية وما بها من كائنات حية.

**********

لم تستطع أن تصبر ليوم آخر بل قررت الذهاب لمنزل غسق لتعرف ماذا حدث بالضبط؟ دقت الباب عدة مرات فتحت أخيرًا سارة الباب ودعتها للدخول، بحثت عن غسق بعينيها فلم تجدها فقط سارة مع الصغير.

جلست وقد حملت الصغير من سارة لعله يبثها الثقة:

- كيف حالك سارة؟

- بخير أرغب في شرب قهوة تشربين معي؟

حركت رأسها بالموافقة ثم نقلت نظرها للمطبخ لترى علامات أشرطة صفراء وبعض الملصقات، عرفت بأنها خاصة بالشرطة لأخذ الأدلة، أغمضت عينيها بقوة وقد شعرت بألم في معدتها، يا إلهي يبدو الأمر أسوء بمراحل من ما صوره لها آدم.

قالت وقد اهتز صوتها بطريقة واضحة:

- كيف هي بعد الذي حدث؟

ألقت سارة عدة القهوة من يديها في حوض المطبخ وانهارت تبكِي بحرقة، جعلت زهراء تضع الصغير في مهده وتذهب لها مسرعة لتهدئ من روعها إلا أنها دخلت معها في بكاء شديد، بقيتا على هذه الحالة لبرهة، كانت زهراء أول من استطاع السيطرة على نفسه لتحث سارة على التوقف وغسلت لها وجهها بلطف ثم حثتها على الجلوس.

أمسكت يدها وقالت:

- سارة الوضع ليس هين وغسق تحتاج لنا الآن أكثر من أي وقت مضى، يجب أن نتماسك جيدًا خصوصًا أمامها.

- لو رأيتِ ما فعل بها ذلك الحقير، لم تعد قادرة على النظر لابنها أخشى أن تحاول الانتحار، لقد استحمت أكثر من أربع مرات؛ كادت أن تحرق نفسها في إحداها من شدة سخونة المياه، يا إلهي هذا ولم يمر سوى يومين، ماذا سيحدث لها بعد فترة؟ كما أني لا أعتقد بأنها قادره على الشهادة ضده في المحكمة ف...

- توقفي قليلًا ما دخل ابنها لماذا لا تنظر إليه؟

شهقت وقد ظهرت الإجابة في عيني سارة

- لا تقولي بأنه فعلها أمامه

- نعم الحقير أغتصبها أمام ابنها.

لم تشعر في حياتها بالاشمئزاز كما شعرت به عندما شاهدت القليل من ما فعله آدم بغسق، بعد أن أخبرتها سارة بما حدث أمام تيم، لم تصدق في البداية ثم قررت التأكد بنفسها خصوصًا وأن آدم صور الأمر لها بطريقة مغايرة تمامًا، فهو لم يقل كلمة اغتصاب بل فقط أنه فرض نفسه عليها وهي قبلت ولم يذكر أبدًا وجود الصغير ولا تلك الكدمات التي تملأ وجهها، بل أنه قال بأن غسق لم تمانع وأكملت معه برغبتها!

الحقير النذل، تلك الليلة بقيت في منزل غسق وطلبت من سارة الذهاب لمنزلها كي ترتاح فقد كانت منهارة بحق، اليوم التالي أيضًا بقيت في منزل غسق فقد كان موعد غسق مع طبيبة مختصه في حالات الاغتصاب، رغم اعتراض غسق على الذهاب لكنها استطاعت إقناعها بالذهاب بمساعدة سارة بالطبع، في تلك الفترة وجدت التسجيل وشاهدت المقدمة فقط، كانت كفيلة بتوضيح الصورة لها، انتظرت حتى عودة غسق وسارة ثم استأذنت منهما للعودة لمنزلها الذي يوجد به آدم ليختبئ من الشرطة التي تبحث عنه، دخلت لتجده يجلس أمام التلفاز شارد البال، اقتربت منه وما أن رفع رأسه لها حتى لطمته بقوة لينتفض من مكانه واقفًا في صدمة!

نظرت له بازدراء وقالت بصوت متألم:

- أيها الكاذب الوقح لقد اغتصبتها أمام صغيرها أي حيوان أنت؟ لا لست حيوان

فالحيوانات لا تفعل ذلك! أنت أحقر من أن يطلق عليك حيوان! يا إلهي كيف فعلت ذلك كيف؟!

كانت تصرخ وقد امتلأت عينيها بالدموع وفاضت دون إرادة منها، أما هو فقد ألجمته الصدمة لم يجد كلمات ليجيبها في البداية، لكنها لم تكف عن تعنيفه كما أن دموعها أحرقته قبل كلماتها.

أمسك يديها وهو يقول بضعف:

- توقفي زهراء هي زوجتي وهذا حقي لقد سألت شيخ وقال لي لا يوجد اغتصاب بين الرجل و زوجته فهي حقي الدين يبيح لي ذلك.

أفلتت يدها لتعطيه لطمة أخرى:

- اخرس أنت وشيوخك الذين لا يختلفون عنك، إياك وتشويه الدين بتلك الممارسات القذرة، كل شيء ترمونه على الدين وهو برئ منكم، أسمع آدم أمامك حل واحد ستذهب الآن معي للشرطة وتعترف على نفسك بعد أن تعقد صفقة مع المدعي العام حيث لا يكون هناك محاكمه، لن تجعل غسق تعيش الحادثة من جديد وتقوم بتطليقها وإعطائها كل مستحقاتها دون أن تمس قرش من مالها هل ما قلته واضح.

ارتمى على الكرسي وهو يدفن رأسه بين يديه:

- هل تعرفين معنى أن أدان بجريمة اغتصاب هنا؟ ثم عندما يعرف ابني وعائلتي، يا إلهي الفضيحة لا أستطِيع زهراء افهميني أرجوكِ قدري موقفي.

تحول صوتها للغضب فاقتربت منه تمسكه من حافة قميصه تهزه بعنف:

- لماذا لم تفكر في كل ذلك قبل أن تفعل ما فعلت؟ لماذا لم تحسب حساب لابنك واسمك والفضيحة؟ اعتمدت على أن غسق وحيدة ولن تتكلم أو ربما أردتها بأن تخبر ساجي لتثبت له رجولتك، أليس هذا هو السبب الرئيسي لزواجك منها؟ عرفت من البداية أن غرضك لم يكن الحب الذي تتشدق به بل أردت أن ترد له إهانته لك عندما خطبتها منه، غسق كانت فقط أداة لتضرب بها ساجي دون أي اعتبار لها لقد استغللتها أسوء استغلال فلا تأتي الآن وتطلب الرحمة بحجة سمعتك وابنك.

لم ينطق بحرف نكس رأسه في خزي؛ بعد مدة كان كلاهما يقف أمام مركز الشرطة حيث قرر أن يسلم نفسه، دخلت معه للمركز بعد أن حضر المحامي الخاص به، دخل آدم والمحامي لغرفة التحقيق وبقيا بالداخل لعدة ساعات، بقيت زهراء تنتظر انتهاء التحقيق وعند خروج المحقق وخلفه آدم مكبل بالأصفاد وقفت وطلبت من المحقق أن تتكلم معه، وافق المحقق لتقف أمامه وقد هربت الكلمات منها.

نظر لها آدم وقد ظهر الألم جليًا على وجهه، ليقول بابتسامة بائسة:

- لم أتصور بأن تبقي في انتظاري أنا متأكد من أنكِ تكرهيني الآن! لقد خسرت كل شيء، سمعتي وابني لا بد بأن أمه ستأخذ حق الوصاية كاملة وتمنعني من رؤيته، كما أني أصبحت من ضمن المسجلين بتهم جنسيه(sex offender) سيتم نشر اسمي وصورتي عندما أخرج من السجن وأعود لمنزلي وبالطبع إذا غيرت مكان إقامتِي سيتم تبليغ الحي الجديد بذلك.

لم تظهر أي تعاطف معه، سألت بهدوء:

- كم المدة التي عرضوها عليك مقابل الاعتراف الكامل؟

- خمس عشر شهرًا مع حضور دروس لضبط النفسية لتعديل السلوك.

تابع بتهكم:

- كأني مغتصب محترف عليه ضبط نفسه بالعلاج النفسي.

عقدت حاجبيها وقالت وقد تغيرت نبرتها:

- نعم أنت كذلك، مجرد إجبارها على الزواج منك هو اغتصاب لحقها، استغلال ظروفها وتهديدها بالسجن إن لم تفعل طبعًا البقية تعرفه جيدًا؛ آدم هذه فرصة كي تتطهر من بذرة الشر التي بداخلك لا تجعلها تنمو فتحولك لشيطان، أنزعها وعُد آدم الذي أعرفه آدم الذي لا يحلو يومِ إلا معه وبه آدم الذي جعل قلبي يدق بعد أن دفنته بيدي.

رفع عينيه لتلتقي بخاصتها وهو لا يصدق ما سمعه:

- هل قلتِ بأنكِ تحبيني أم أن ما حدث جعلني أتوهم؟

لم تبتسم بل قالت وقد ترقرقت عينيها بالدموع:

- عد آدم الذي أعرفه وأنا سأكون في انتظارك، لا تخشى على دودي سوف أجلبه معي في كل زيارة بل سأقنع والدته بأن تأتي معنا كي تطمئن، كل شيء يمكن أن يعوض آدم إلا كسر النفس وأنت كسرت غسق! هذا ما يجب أن تدعو الله بأن يغفره لك، أما أنا فأنت تعرف بأني أحبك كما تحبني أنت لكننا كنا أجبن من أن نعترف بذلك.

تركته بعد أن اطمأنت على كل شيء وقررت بأن تبلغ طليقته بنفسها وتهيئ الوضع لابنه؛ أما هو فقد شعر بأنه تحصل على فرصة جديدة للحياة رغم أنه ذاهب للسجن لكنه ممتن لتلك الفرصة وقد قرر بأن يستغلها أفضل استغلال، ويطلب العفو من غسق عندما يستطِيع مواجهتا إذا استطاع.

*****

ذهب لزيارة شقيقه في سجنه لينهي معه بعض الأمور المتعلقة بالقضية وقد أحضر معه المحامي.

جمع المحامي أوراقه وقال في عملية:

- حسنًا أعتقد بأن القضية هكذا باتت واضحة، إسراعهم في القبض عليك دون أدلة دامغة جعل موقفك أفضل، كما أن الأشخاص الذين تهموك بالتسمم ثبت عدم صحة ادعائهم، لم نعد نواجه سوى قضيه الاهمال وتسمم المواشي وهذه ليست صعبة فيمكن الخروج منها بسهولة.

أماء له سراج، أما ساجي فقد وقف وتابعه حتى خرج من مكتب المأمور.

عاد مكانه واضعًا يديه على قدم سراج الذي يجلس أمامه بملابس السجن الزرقاء:

- هل أنت بخير؟ عرفت بأنك طلقت فرح.

نظر له سراج قليلًا ثم قال بنفس نبرة الاهتمام:

- هل أنت بخير؟ عرفت بزواج غسق.

عاد ساجي بظهره للكرسي وقد شعر بذلك السكين الذي يغرس نصله في قلبه عند ذكر اسمها:

- لا لست بخير لم أكن بخير إلا وهي بقربي، لم أعرف بأني فقدتها إلا عندما امتلاكها غيري، يا إلهي ما هذا العذاب الذي لا ينتهي.

نظر له سراج غير مصدق، هل هذه دموع في عيني شقيقه؟

- ساجي عليك أن تكون أقوى من ذلك، كلنا ساهمنا في ما حدث، عندما أتت غسق لرؤيتي رأيت الألم بعينيها رغم كل شيء هي لم تتخلى عني بل ساعدتني في إنهاء موضوع فرح بطريقة تحفظ لي القليل من كرامتِي التي بعثرتها برفعها قضيه الخلع تلك.

تنهد ساجي وقد خرج صوته دون أي تعبير:

- وهل تلومها؟ سراج لقد خنتها ثم طلبت يد المرأة التي خنتها معها! جيد بأنها لم تقتلك!

رفع سراج حاجبيه في دهشة:

- وأنت تزوجت عليها! من الأسوأ بيننا؟

هز رأسه وقال في يأس:

- أنا طبعًا على الأقل غسق فعلت المستحيل كي تنال حبي وأنا من استهنت بها وبمشاعرها، بل لم أقم بشيء يجعلها تشفع لي أخطائي.

لم يرد سراج فورًا ثم أردف ببطء:

- لماذا لا تبدأ الآن؟

عدل ساجي جلسته ونظر له في اهتمام فهو يعرف بأن سراج لا يختلف عن غسق في المشاعر ربما يجد حل مستحيل له.

- ماذا تعني كيف أبدأ؟

- أولًا يجب أن تعرف بأن غسق لن تعطيك فرصة وهي متزوجة، هذا أمر مستحيل تمامًا، لكن ربما ذلك الزواج لا يدوم فما عرفته من تالين أن آدم لا يحب الأطفال، إذن هناك أمل ولو بعيد في الانفصال، عليك أن تحاول تعويضها أو على الأقل إثبات ندمك حتى يحين الوقت المناسب للتدخل.

رد بغضب:

- هل يكره ذلك اللزج أطفالي؟ لماذا لم تخبرني تالين بذلك؟ ثم كيف تتحدث معك؟

أجابه ببساطة:

-عن طريق هاتف الحرس، أعطيهم المال ليمرروا لي الهاتف وهي من تقوم بالاتصال عندما أرسل لها ليست مشكلة كبيرة.

ظهرت عليه الدهشة فمن الواضح أنه يجهل الكثير:

- حسنًا ماذا على أن أفعل؟

- بسيطة، صحح أخطائك ابتداء من التي تسببت في سجني!

عقد حاجبيه وقال:

- كيف عرفت بأن روبين هي السبب؟ حتى غسق قالت نفس الكلمة هل لديكم دليل؟

خلل سراج شعره في حركة غاضبة:

- عدنا لنفس النقطة، دائمًا تريد دليل على روبين بينما تتهم غسق بدونه؛ عمومًا نعم لدينا دليل وكيل النيابة الذي قام باستخراج أمر القبض عليَّ والحجر على المزرعة والمنزل، هي من قامت بطلب ذلك من ضابط كبير تعرفه، والدليل مكالمة تلفونية بينهما كما أنها تريد سجنك، المحامي لديه اسم الضابط والمكالمة طبعًا لن نستطيع استخدام المكالمة لأن تسجيلها غير قانوني هو يقوم بتسجيل هذه المكالمات كي يبتزها بها بعدها نحن فقط قمنا باختراق هاتفه.

اقترب يقول بصوت هامس:

- أنتم استعنتم بغسق؟

زفر في ملل:

- لا ليست غسق طبعًا، شخص يتبع المحامي هو من قام بذلك هل ارتحت؟ هي عرفت من إياد فقط الذي عرف من المحامي وأبلغني.

- هل يزورك إياد أيضًا؟ أعرفت ماذا فعل؟

- تقصد زواجه من سابين؟ أخبرني بذلك في الحقيقة لا أمانع ذلك أعتقد بأنهما يليقان ببعض.

هذه المرة وقف ساجي من مكانه:

- تزوج؟! لم يخبرني هل خانني الجميع؟!

- توقف عن لعب دور الضحية ساجي، أنت من غضبت منه لأنه لم يخبرك بأمر دخول غسق للمستشفى ورفضت سماع تبريره، رغم ذلك طاوعك عندما طلبت منه السفر لها فورًا، متى اهتممتّ لأحد غير نفسك كي تلوم الآن إياد على فعلته؟ هو لم يخبر حتى شقيقته بذلك، راجع نفسك جيدًا وتعلم كيف تعطي الحب والاهتمام كي تجده.

في تلك اللحظة فتح المأمور باب غرفته ودخل وهو يبتسم قائلًا:

- سيد ساجي ألازلت هنا؟ اعتقدت بأنك ذهبت مع المحامي فقد خرج منذ مدة على ما أعتقد.

شعر ساجي بالحرج الشديد فقد أخذ أكثر من الوقت المحدد:

- أعتذر فقد سرقنا الوقت دون أن ننتبه له.

خرج من عند سراج وقد قرر الخطوة القادمة دون أي تأخير.

********

بعد عشرة أيام في منزل عائلة القاسم الجديد سمع سليم صوت جلبة عالي، صراخ دون أن يعرف صاحبه فخرج من مكتبه ليبحث عن مصدره، وجد جوليا تصرخ بمُنى وروبين جالسه بوجه شاحب تمسك بيدها ورقة.

قال بصوت عالي:

- اخفضِي صوتك جوليا هل نسيتِ بأن والدي مريض؟

التفت له جوليا وقد اشتعلت عينيها غضبًا:

- لن أخفض صوتِي! ابنك عديم الرجولة قام بتطليق ابنتي كي يداري على خيبته.

انكمشت مُنى على نفسها أما سليم فقد شعر بأن الغضب تملكه فكور قبضته حتى ابيضت مفاصله:

- من هو معدوم الرجولة يا عديمة الحياء؟ وأي خيبة تلك التي تتحدثين عنها هل نسيتِ بأن له طفلين من غسق.

أطلقت ضحكة ساخرة:

- طفلين! كلنا نعرف بأنهما ليسا من صلبه وإلا ما كانت هربت وهي حامل ثم ادعت بأنها أجهضت والآن ظهرت بهما فجأة! يا لها من تمثيلية فاشلة، ابنك ليس رجل، عرفنا ذلك منذ ليلة الزفاف، لكن خالد أصر على عدم فضحه بسبب صلة القرابة والآن يعتقد لأن خالد مات ليس لنا ظهر، سوف أفضحه في كل مكان...

صوت تصفيق حار جعلها تصمت وتلتف تجاه الصوت لتجد ساجي يجلس على الكرسي الذي خلفها دون أن تنتبه لدخوله من الأساس فقد كانت منشغلة في حرب تشويه سمعته أمام والديه.

قال باستهزاء:

- أكمليِ، هيا، لقد استمتعت بالعرض، في الواقع لم أكن أعرف مهارتك في التمثيل، لا بد أن ابنتك ورثت عنك موهبتها لكن بصراحه هي تفوقت عليكِ، لا أحد مثل روبين في التمثيل.

قالت مُنى وقد وجدت صوتها أخيرً:

- هل صحيح بأنك طلقت روبين؟

بابتسامه واسعة:

- لا، لم أطلقها، بل قمت برفع دعوى بطلان زواج وكسبتها.

شحب وجه مُنى ولم تفهم ما قال بالضبط، لكن سليم سأل بسرعه:

- ماذا؟ متى؟ وكيف؟!

- ماذا؟ هذه قضيه تعني بأن زواجي من روبين باطل لأنها خدعتني وأخلت بشروط الزواج أهمها أنها لم تكن عذراء كما أنها أقامت علاقات مع غيري خلاله.

متى؟ قبل موت خالي خالد وقد كان على علم بذلك، حاول تأخيري بطرق لا أحب ذكرها احترامًا لذكراه، لكني تابعت القضية وقد حكم لصالحي في أول جلسة.

كيف؟ جلبت أدلة من ضمنها الطبيب الذي قام بعملية فاشله لمحاولة إعادة بكارتها، وشهادات من عشاقها في فرنسا وهنا.

نظر إلى روبين في ازدراء وقال:

- مراهقين! يا لك من فاسقة لقد تقززت وأنا أسمع قصصك مع عشاقك! كم أنتِ رخيصة.

وقفت روبين تحاول الدفاع عن نفسها:

- أنا لم أخنك أبدًا أقسم بذلك منذ زواجنا لم يلمسني رجل؟

- لكن رآك عارية ومارس معك الفجور بالهاتف، كله مسجل أيتها المحترمة.

شهقت مُنى وروبين وجوليا في نفس واحد .

تابع ساجي وقد بدا لهم كأنه يستمتع بكل ذلك:

- لم أكن أريد فضحك بل تحملت كلام أمي وتلميحات الجميع، كنت سأطلقكِ بعد فترة مع كامل حقوقكِ لكنكِ جشعة لم تكتفي بذلك بل تآمرتِ ضد عائلتي كلها وقمتِ بسجن شقيقي، لن يكفيني ما حدث أقسم يا روبين بأن تدفعي ثمن كل شيء خصوصًا ما فعلته وقلته عن غسق.
نهاية الفصل


ريما نون غير متواجد حالياً  
التوقيع
ريما معتوق رواياتي
غسق الماضي
س وس
سيل جارف
رد مع اقتباس