عرض مشاركة واحدة
قديم 16-06-22, 11:02 PM   #324

أسماء رجائي

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية أسماء رجائي

? العضوٌ??? » 445126
?  التسِجيلٌ » May 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,645
?  نُقآطِيْ » أسماء رجائي is on a distinguished road
افتراضي

الجنة لا تليق بها أو ربما الجنة لها محض خبال نسجته بعض الأوهام حيث كانت الأحلام زيف..

تعانقت اجفانها عندما وصلت لغرفتها، تعانقت رغبة منها في الهروب، رغبة في النسيان؛ العودة لسنوات مضت..
صوت ضميرها ينعكس عليها يقتل بها كل قسوة تنسجها بصعوبة على أبوابها، كيف انساقت لتكن تلك الحاقدة؛ تسمح لزوجة أبيها أن تسقطها لوحل روحها المظلم..؟!
نظرة نورا بالأمس ، نظرة كسرتها، حزنها، بهوت ملامحها وشحوب روحها المنعكس على نبرتها، اجفلها و نسج كوابيس صدمتها بالأمس..
طرقت أثير باب غرفتها ودخلت لها دون استئذان، تقف أمامها هاتفة بجمود:
_قومي عاوزة اتكلم معاكي..
حاولت الاعتراض، تفرق شفتيها، تنوى الحديث:
_وانا مش عاوزة...
لم تكترث الأخرى لها وهي تجلس على السرير بالقرب منها، ننشد راحة من أجل حملها الجديد،
_لا هنتكلم كلمتين كده اخر مرة نتكلم فيهم يافريدة..
اجفلت من طريقتها و نظرت لها بدهشة:
_فيه ايه يا اثير..بتتكلمي كده ليه ..
هزت الاخرى رأسها وسخرت منها بنصف ابتسامة مبهمة..
_انت الي فيه ايه.. رثاء النفس الي انت عايشة فيه ده نهايته ايه فريدة انا هقلك كلمتين قلتهم قبل كده.. ودي اخر مرة هقلهم..

وزاتها بنظرة غير مكترثة، تستقم من مكانها.. تبتعد عنها؛ وفي تلك اللحظة لا تريد سوى الابتعاد عن كل شيء.. اقتربت من زجاج المياه تتجرعها كاملة ، قلقها يسيطر عليها وروحها تطرف بارتباك..
_فريدة انت نهاية ده كله ايه؛ انت عاوزة ايه..

رفعت كتفيها ببرود وغموض نظرتها يسطوا:
_عاوزة ايه في ايه..
هبت من مكانها وواجهتها في وقفتها المائلة تطرفها بصدمة وانفجار:
_انا بحب غسان لا انا بكرهه؛ انا الضحية انا الي دفعت التمن انا انا انا.. وفي الاخر تجرحي اختك كده.. ليه يافريدة تعرفي انت ايه عن اختك، حاولتي طول حياتك وانت أختها الكبيرة العاقلة تفهميها.. تشوفي فيها ايه..

صرخت بها وهي تخبط بيدها اعلى المنضدة المتكئة عليها بعنف جلب الألم ليدها ، لم تكترث به:
_اختي ايه.. الي اتجوزت خطيبي اختي ايه دي..

طرفت عين الأخرى بصدمة على اثرها ارتدت للخلف، تطالعها باستنكار:
_فين فريدة.. انا مش عارفاكي.. فين الانسانة الجميلة الي كنت اعرفها..
هزأت ملوحة بيدها؛ ثم تضعها بخصرها وكلمات اثير تخترقها:
_صنع ايديهم..
_وفرقتي ايه عن نورا.. ماهي نورا ومازن صنع ايد امهم وابوهم برده.. انت مالكيش عذر يافريدة ولو ليكي بالطريقة دي هما كمان ليهم..

صمت حل على الغرفة واثير تعاود الجلوس مرة أخرى هاتفة بوهن:
_نورا خدت جزاتها على الاخر؛ الي هي حكته ليك ميجيش نص الي هي عاشته.. اذا كان انتقام غسان دمرك فموسى قتلها.. راجعي نفسك..

ارادات الخروج ولكن الاخرى خلفها صاحت بانفعال لم تملك القدرة على التحكم به:
_انا هطلق من غسان وهريحكم كلكم.. هبعد عنكم هسافر ومش عاوزة اعرفكم تاني..

لم تلتفت لها ولكنها منحتها جملة موجزة متحسرة:
_ياخسارة يافريدة..

خرجت هي؛ و فريدة خلفها متعبة؛ تشعر أن حياتها قمم جبالية صلبة.. تشعر أنها تنهار بل هي تشتاق.. له!
استلت هاتفها بطريقة هستيرية تبحث عن اسمه المدون على اولي قائمة الاتصال.. تضغط أعلى الزر.. تنتظر رده..
والطرف الاخر في غرفة مكتبة كما هو منذ الأمس؛ رابطة عنقة مرتخية؛ وبجانبه العديد من لفافات التبغ المستهلكة واقداح من القهوة المرة..

اسمها أعلى شاشة هاتفه جلب له خوف..
برود
لامبالاة..
وتعثر؛ معها هو لايعلم ماذا يفعل؛ معها يفقد الطريق ويجده؛ معها الراحة والعبث؛ معها هو هائم ومشتت..
_ايوه يافريدة..
صوتها ساحر لأذنيه ام ان النبرة ساخرة.. حادة.. باردة .. لايعرف.. لايعرف..
_انا خلاص قررت احنا مننفعش مع بعض .. انا هستناك نخلص كل حاجة.. انا تعبت..
اغمض جفنيه بتعب، يهز رأسه مرة تلو الأخرى؛ إذاً هنا تسطر النهاية جعبتها..
_حاضر.. انا جاي حالا..

نبرته المستسلمة صدمتها؛ قتاله في الحديث مبتور؛ وهنا ايقنت انها خسرت!
ولكن مالذي خسرته ولمَ قلبها ينحرها بنبضاته الحادة؛ لمَ تشعر بالألم.. لمَ تتوجس!

أغلق معها وأمسك معطفه بين يده بإهمال؛ يخرج من منزله بخطوات ميته؛ يفتح الباب فيجد امامه كاميليا..

_مالك.. رايح فين..
مسح خصلاته بتوتر؛ لقد التزم الصبر طويلا ، طويلا بما يفوق احتماله..
تراه امامها..
حائر.. حزين.. مشتت..

هتف بادراك انار عقلها:
_رايح لها..
يهز رأسه والحزن يضرب هذا الخافق بين ضلوعه:
_عاوزة النهاردة النهاية..
استكانت أمامه.. زفرت بصوت؛ تصيح به فجأة:
_الست مبتطلبش النهاية.. الست بتنفذها ياغسان..
انهاكه يظهر على كل انفعالاته.. حتى نبرته المتالمة:
_طب اعمل ايه..
_اعمل حوار تاني وتالت.. حبها تاني وتالت ورابع.. اديها الامان وقلبك.. متيأسش..
_ولو برده طلبت تبعد..
تتجاوزه بخطواتها لداخل المنزل حيث تود مقابلة منى:
_تبقى غبية..
تغمزه بمرح تبتهل منه كسر ألمه:
_وساعتها نتجوز احنا..
واجابته ضحكة.. وصلت لها براحة.. تركها بينما هي تتعلق بأمل أن يحصل على سعادته.. بل تبتهل لذلك..

********************
يتبع


أسماء رجائي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس