عرض مشاركة واحدة
قديم 26-06-22, 12:31 AM   #409

رنا الليثي
 
الصورة الرمزية رنا الليثي

? العضوٌ??? » 477331
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,039
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » رنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
:jded: 4

سمعَتْ رنينَ الجرسِ ،فصرخَتْ بناريتها المعتادةِ:
"آسيـــــــا! لقد أتى حازم.."
لم تردْ آسيا مِنْ الداخلِ ،فتأففَتْ أسيل ،ورفعَتْ جلبابها البيتى البسيطَ المخصصَ للنظافةِ ،وعقدته على خصرها بعفويةٍ دون أن تعى بأن بنطال منامتها الطفولى قد ظهرَ..ذهبَتْ للبابِ تتمتمُ:
"هذه آخرةُ مَنْ يأتى لمساعدتكِ فى التنظيفِ.."
فتحَتْ تهدرُ:
"أ لم يكنْ معكَ مفتـ.."
أنزلَ كرم أنظاره ليعلمَ مصدرَ الصوتِ ،فقابلته بقامتها متناهيةِ القصرِ بكلِّ..براءةٍ..
"للأسف لم يكنْ معى مفتاحًا..امم! حسنًا! هل تستطيعين حمل تلك الأكياسِ أم مـ.."
قاطعته بنفاذِ صبرٍ:
"لماذا لن أستطيعَ؟"
تناولَتْ مِنه الأكياس الثقيلة بعزمٍ ،وقوةٍ لكنها توقفَتْ قائلةً:
"لكن لماذا تعطينى إياها؟"
قبل أن يردَّ آتاهما صوت حازم الخارج مِنْ المصعدِ:
"لأنه مغفل.."
إلتفتَ له كرم يبتسمُ ،فأخذه حازم فى عناقٍ رجولىٍ يربتُ على ظهره قائلًا:
"أنرتَ عِش الزوجية.."
ضحكَ كرم لكنه لم يستطعْ الردَّ بسببِ صوتِ أسيل الذى قاطعهما حين قالَتْ:
"حازم! تعالَ خذْ مِنِّى هذه الأشياء!"
إنتبه حازم ،فذهبَ لها ،ولاحظَ ما ترتديه لأولِ مرةٍ ،وذلك الوشاح الذى تلفه حول شعرها فى إهمالٍ ،فضحكَ قائلًا:
"ما هذا؟ خدوجة!"
ابتسمَتْ له فى عصبيةٍ تقولُ:
"نعم خدوجة التى جلبتها لكما خالتكَ حتى تخدمكما.."
ضحكَ كرم خلف حازم الذى أمالَ جذعه ؛ليحملَ مِنها الأكياس ،فتركته هى ،وإلتفتَتْ تلملمُ حاجيات النظافةِ بسرعةٍ ،وهى تقولُ:
"إخلعا أحذيتكما قبل الدخولِ!"
قالتها بلهجةٍ آمرةٍ أضحكَتْ حازم ،وكرم ،وعادَتْ تختفى داخل أروقةِ الشقةِ بينما دخلَ حازم ،وكرم حاملان أحذيتهما ،وكأنهما سيعاقبان على إختراقهما لقانون أسيل..
جلسَ حازم بعد قليلٍ مع كرم ،وآسيا التى بدأت تتجاذبُ أطراف الحديثِ على إستحياءٍ أمام أنظار حازم المشجعةِ حتى تندمجَ معه فى حوارٍ مختلفٍ عن المعتادِ حتى خرجَتْ أسيل مِنْ غرفةِ المعيشةِ مرتديةً فستانًا صيفيًا أبيضًا بأكمامٍ واسعةٍ تضيقُ على رسغها ،ووشاحًا ورديًا رقيقًا أنارَ وجهها البرئ تحملُ حقيبتها قائلةً:
"حسنًا! سأذهبُ أنا الآن.."
ردَّ حازم متعجبًا:
"إلى أين؟"
وقفَتْ تردُّ بإبتسامةٍ معسولةٍ:
"إلى بيتِ حبيبى..إلى أين يا حازم؟ كم بيتًا لدى حتى أذهبَ إليه؟"
نهضَ حازم يسحبها مِنْ ذراعها قائلًا:
"خُلقتِ بطولِ عقلة الأصبع ،ولسان أطول مِنْ برجِ القاهرةِ..تعالى هنا!"
أجلسها جانب آسيا بينما هى ظلَّتْ تتمتمُ معترضةً:
"خالتى تحتاجنى يا حازم!"
ردَّ ،وهو يجلسُ قائلًا:
"سأتصلُ أنا لإستعارتكِ مِنها اليوم..لا تقلقى!"
ردَّتْ آسيا ممسكةً بذراعِ أسيل:
"نعم يا أسيل! أنتِ لا تجلسين معى كثيرًا.."
إختلسَ كرم النظرَ لوجه أسيل الذى توردَ فجأةً ،وهى تقولُ:
"لأن هذا لا يصحُّ يا آسيا أنتِ ببيتكِ الآن."
نظرَتْ آسيا لحازم نظرةً سريعةً بخجلٍ لكنها أشاحَتْ بنظرها لأسيل مجددًا قائلةً:
"إذًا فلنستغلْ اليوم كلنا..أنا لستُ جيدةً بتلك الأمسيات الإجتماعية لكن ما رأيكم بأن نلعبَ قليلًا ،وربما نطهـ.."
قاطعتها أسيل مستنكرةً:
"هل ستجعلوننى أطهى بعدما شاركتُ فى تنظيفِ البيتِ؟ أنا سأعودُ.."
قالتها بجديةٍ تمازحُ آسيا التى أمسكَتْ بيدها حين نهضَتْ ،وأجلستها قائلةً:
"حسنًا لن يدخلْ أحدٌ المطبخَ.."
ابتسمَتْ أسيل ،وخلعَتْ حقيبتها براحةٍ تقولُ:
"حسنًا ماذا سنلعبُ؟"
إرتشفَ كرم مِنْ عصيره يناظرها بهدوءٍ إلى أن قالَ حازم بإبتسامةٍ خبيثةٍ:
"ما رأيكم بلعبةِ الـ(شايب)* ؟"
ردَّتْ أسيل بحماسٍ:
"نعم! أنا لدى طريقة جديدة للعبها.."
جلسوا جميعًا فى غرفةِ المعيشةِ حول طاولةٍ مستديرةٍ ،وأخذَتْ أسيل أوراق اللعبِ تفصلها إلى نصفين قائلةً:
"سنسحبُ ورقةً مِنْ المنتصفِ ،ونخرجها دون أن نراها.."
فعلَتْ هذا ،ووضعَتْ الورقةَ جانبًا ،ثم أكملَتْ توزيع الأوراقَ قائلةً:
"الآن سنلعبُ بالطريقةِ العادية ،والفارق الوحيد أننا لا نعلم مَنْ يحملُ الـ(شايب) معه..هل فهمتم؟"
فغرَتْ آسيا فاها تقولُ:
"لم أفهمْ!"
ردَّ حازم مبتسمًا:
"فهمتُ..هى تقصدُ مَنْ سيخسرُ سيظلُّ معه ورقة تطابقُ تلك التى أخرجتها الآن.."
أومأتْ ،وبدأتْ تأخذُ أوراقها ،وحين إنتهوا بدأ كلٌّ مِنهم فى إخراجِ أوراقه المتشابه حتى بدأت اللعبةُ تدورُ حولهم..
حاولَ حازم أن يسحبَ مِنْ آسيا ورقةً ،فخرجَتْ بيديه ورقتين ،فصرخَتْ آسيا به:
"ما هذا؟ أنتَ تغشُّ!"
ضحكَتْ أسيل ،وبدأ حازم يبررُ قائلًا:
"أقسمُ بالله أبدًا! لم أقصدْ.."
ردَّتْ بطفولةٍ:
"أنا أرى عينيكَ على تلك الورقةِ مِنْ فترةٍ.."
ضحكَ كرم ،وحازم بينما قالَتْ أسيل:
"أبدلى ورقكِ دائمًا حتى لا يكشفه.."
أومأتْ لها آسيا ،وأتى دور أسيل بأن تسحبَ ورقةً مِنْ كرم ،فنظرَتْ بعينيه قليلًا ،ثم إختارَتْ الورقةَ الثالثةَ مِنْ اليمينِ..ظلَّتْ اللعبةَ تدورُ ،وقد أنهَتْ آسيا ورقها أولًا كما لم يأملْ حازم تبعها حازم حتى بقى أسيل ،وكرم..
لاحظَ كرم تركيزَ أسيل الزائدَ بعينيه مما أربكه لا يعلمُ لماذا لكنه تجاهلَ الأمرَ ،أو على الأقلِ أقنعَ نفسه بذلك حتى سحبَتْ مِنه آخر ورقة ،وأنهى ورقه ،وظلَّتْ هى تحملُ ورقةً أخيرةً..
صاحَ حازم بحماسٍ تعجبَتْ له آسيا:
"أنتِ مَنْ خرجَ معكِ الـ(شايب)!"
نظرَتْ للورقةِ فى يدها بإبتسامةٍ حزينةٍ قائلةً:
"نعم! للأسف..ترفقوا إذا بالحكمِ.."
قطبَ حازم مستنكرًا:
"نترفقُ! هذا فى خيالكِ.."
ردَّتْ تمازحه:
"لكَ يومٌ ،ولا تنسَّ هذا!"
ضحكَتْ آسيا ،وقالَتْ:
"حسنًا! بماذا سنحكمُ عليها؟"
ردَّ كرم بلمعةٍ شقيةٍ فى عينيه:
"أرى أن حكمًا واحدًا لن يكفينا كلنا.."
ردَّ حازم يربتُ على كتفِ كرم مؤيدًا:
"نعم بالفعلِ..ما رأيكم بأن نجعلها ستة أحكام؟"
ردَّتْ آسيا تضحكُ:
"لا لا! أنا أريدهم أكثر مِنْ ذلك.."
صاحَتْ بهم أسيل:
"ماذا؟ هل جننتم؟"
ابتسمَ كرم قائلًا:
"لدى فكرةٌ سترضى الجميعَ.."
وأعادَ نظره إلى أسيل مكملًا:
"ما رأيكِ بأن تسحبى ورقة مِنْ الأوراق ،والرقم الذى سيخرجُ سيحددُ عددَ الأحكامِ.."
ردَّ حازم ضاحكًا:
"هذا يعجبنى..أعتقدُ أنه حلٌّ عادلٌ.."
ابتسمَتْ أسيل ،وقالَتْ:
"حسنًا!"
أعادوا جمع أوراق اللعبِ المتناثرةِ ،ووضعها كرم أمامها مخبئة حتى تختارَ..
نظرَتْ للورقِ ،وآسيا تقولُ:
"يا رب عشرة.."
ضحكَتْ بقوةٍ ،وسحبَتْ ورقةً ،فأخرجَتْ رقم ثلاثة مما جعلَ حازم يضربُ صدره بقبضته متأثرًا:
"أيتها المحظوظة!"
ضحكَتْ ،وقالَتْ:
"الآن كلٌّ منكم لديه حكمٌ واحدٌ فقط.."
رفعَتْ آسيا يدها تقولُ:
"أنا سأبدأ.."
صمتَتْ قليلًا ثم قالَتْ:
"أخبرينا أعظم سرًّا لديكِ!"
وارَتْ أسيل وجهها بكفيها تضحكُ بينما هللَ حازم قائلًا:
"هذه هى الأحكام.."
توقفَتْ عن الضحكِ تقولُ:
"حسنًا ما سأقوله هنا لن يخرجَ لرعد.."
وضعَ حازم يده على قلبه قائلًا:
"وهل نبدو لكِ هذا النوعَ مِنْ الوشاةِ؟"
ضحكَتْ ،وقالَتْ:
"أ تذكرون حريقَ ملابسِ جميلة ،وخالتى فى المرحاضِ؟"
أومأتْ آسيا ،فأكملَتْ قائلةً:
"أنا مَنْ فعلته..لقد أردتُ أن أجربَ طعم السجائر ،فأخذتُ واحدةً مِنْ علبةِ رعد ،وذهبتُ أشعلها فى المرحاضِ ،وبعد أن أشعلتها نادَتْ علىَّ خالتى ،فقذفتها على الملابسِ.."
ظلَّتْ تضحكُ وسط شهقاتهم ،وضحكاتهم ،وأكملَتْ بأنفاسٍ مبهورةٍ ،ووجهٍ متوردٍ:
"لم أكنْ أعلمُ بأن الماءَ فيه منظفات قابلة للإشتعالِ.."
ضحكَ كرم بقوةٍ مثل آسيا ،وحازم حتى قالَتْ آسيا:
"أيتها الغبية لقد أحرقتِ لجميلة فستانها المفضل.."
أومأتْ أسيل ببقايا ضحكةٍ مسكرةٍ على شفتيها تقولُ:
"أعلمُ..لقد شعرتُ بالذنبِ بعدها ،وإبتعتُ لها واحدًا.."
رفعَ حازم يديه بطريقةٍ دراميةٍ يقولُ:
"حانَ دورى.."
وضعَتْ أسيل يدها على قلبها تقولُ:
"يا رب استر!"
ضحكَ بخفةٍ ،وقالَ:
"لا تقلقى!..حسنًا!"
تنهدَ مفتعلًا التأثر ،وقالَ:
"ستختارين شقة مِنْ البنايةِ ،وستذهبين إلى أهلها تسألينهم ما طعام اليوم لديهم؟"
نهضَتْ تصرخُ:
"لا يا حازم! أنتَ تمزحُ!"
ضحكَ كرم ،وآسيا بينما ظلَّ حازم مُصرًّا على موقفه قائلًا:
"لا أمزحُ ،وستفعلين هذا بدلًا مِنْ أن أحكمَ عليكِ حكمًا أسوأ مِنْ هذا.."
ردَّتْ تبتسمُ لا إراديًا:
"يا الله! كيف سأفعلها هذه؟"
ردَّ عليها ،وهو ينهضُ:
"أنا شخصيًا لا أعلمُ.."
وقفَتْ أمام الشقةِ ترتعدُ ،وعلى وجهها إبتسامةٌ تجاهدُ ألا تنطلقَ لضحكةٍ مدويةٍ..رفعَتْ أناملها تضغطُ على زرِّ الجرسِ ،وهى تنظرُ إلى حازم خلفها المختبىء خلف الدرجِ يشيرُ إليها بإبهاميه أنها تسيرُ وفقًا للخطةِ ،فأفلتَتْ مِنها ضحكةً ،وعادَتْ تنظرُ إلى البابِ الذى فتحه أمامها سيدة عجوز ،ومِنْ خلفها يحملقُ بها إبنها الشاب ،فإبتسمَتْ لهما تلعنُ حازم فى سرِّها ،وقالَتْ:
"مساءُ الخيرِ!"
إبتسمَتْ لها السيدةُ تقولُ:
"مساءُ النورِ! كيف أساعدكِ؟"
توهجَتْ وجنتا أسيل فى خجلٍ لكنها قالَتْ فى النهايةِ:
"أنا..أنا.."
أدخلَ الشابُ أمه قائلًا:
"حسنًا أنا سأتعاملُ معها.."
دلفَتْ السيدة تاركة إبنها الذى كانَ يخرجُ المالَ مِنْ جيبه لكن أسيل صرخَتْ به:
"لا لا! لم آتِّ لذلك.."
نظرَ لها برقةٍ ،وقالَ:
"إذًا لماذا أتيتِ؟ أنا تعجبتُ مِنْ تلعثمكِ.."
ردَّتْ بإبتسامةٍ مُسكرةٍ:
"كنتُ ألعبُ الـ(شايب) وحُكمَ علىَّ أن أطرقَ بابكما ،وأسألكما ما طعامُ اليوم لديكما؟"
ضحكَ الشابُ بقوةٍ ،وقالَ:
"حسنًا، أنا لا أعلمُ حقًا لكن أعتقدُ أنها ستستقرُ فى النهايةِ على طعامٍ جاهزٍ.."
وضعَتْ يدها فوق صدرها ،وزفرَتْ بقوةٍ تشعرُ بوجهها كله يحترقُ مِنْ شدةِ خجلها ،فقالَ الشابُ لها:
"هونًا على نفسكِ! لقد كنتُ فى موقفكِ مِنْ قبلٍ..لكن أنا حُكمَ علىَّ بأن أذهبَ إلى فتاةٍ ،وأسألها مِنْ أين جلبت أحمر شفاهها؟"
ضحكَتْ أسيل بإنتعاشٍ تقولُ:
"يا الله!"
ابتسمَ لها قائلًا:
"أ لا تريدين مشاركتنا بالطعامِ الذى لم يأتِّ بعد؟"
أشارَتْ له نافيةً ،وشكرته مستديرةً إلى المصعدِ لكنه سألها بلمعةِ إعجابٍ فى عينيه:
"ما إسمكِ؟"
ردَّتْ برقةٍ:
"أسيل.."
ردَّ قبل أن يغلقَ البابَ:
"سعدتُ بالتعرفِ إليكِ..أنا مُهاب.."
ابتسمَتْ مجددًا ،وهى تفتحُ بابَ المصعدِ قائلةً:
"أشكركَ حقًا.."
أومأ لها ،وإستأذنها يغلقُ باب شقته ،فأتى مِنْ خلفها حازم يقولُ:
"دقيقة أخرى ،وكنتُ سأخلعُ عينيه مِنْ محجريهما.."
ضحكَتْ بينما ابتسمَتْ آسيا قائلةً:
"أنا حقًا لا أعلمُ كيف فعلتيها.."
صعدوا معًا إلى شقةِ حازم مجددًا ،وحازم يحاولُ دفعَ كرم للمشاركةِ بضحكهم ،وكرم كانَ يحاولُ جاهدًا ،وكأنه ينتزعُ الضحكَ مِنْ قلبِ آلامه..
إنتهَتْ الأمسيةَ بتخلى كرم عن حكمه ،وتسامرهم فى كلِّ ما كانَتْ تجلبه رياح الحديثِ لديهم ،وتناول الطعامِ فى جوٍّ هادىءٍ أرخى أعصابهم إلى أن حلَّ الليلُ ،وقامَتْ أسيل تقولُ:
"سأذهبُ الآن..لقد تأخرتُ كثيرًا يا حازم!"
نهضَ كرم قائلًا:
"وأنا أيضًا..أنا لا أعرفُ كيف أشكركم على هذا الوقتِ حقًا.."
نهضَ حازم مردفًا:
"فقط توقفْ عن قولِ هذا الهراءِ!"
ذهبَ معهما إلى البابِ يسحبُ مفاتيحه قائلًا:
"هيا بنا أيتها القصيرة!"
أوقفه كرم قائلًا:
"أين ستذهبُ؟"
ردَّ يرتدى حذاءه الرياضى:
"سأوصلُ أسيل للمنزلِ.."
قطبَ كرم مستنكرًا:
"لماذا؟ وأين ذهبتُ أنا؟"
قاطعتهما أسيل مردفةً:
"فقط لتعلما يمكننى إستقلال المواصلات بنفسى!"
ردَّ حازم أولًا يقولُ:
"لن أترككِ تستقلين المواصلات بهذا الوقتِ.."
فأكملَ مِنْ بعده كرم يقولُ:
"سأوصلها أنا يا حازم إنها مثل أختى لا تقلق سأسلمها إلى طماطم بنفسى..أم إنكَ تفعلُ هذا حتى لا أرى معشوقتى؟"
لكزه حازم بصدره ،فضحكَ كرم ،وفتحَ بابَ الشقةِ يقولُ:
"أنتَ إنسانٌ حاقدٌ على علاقتنا.."
ضحكَ حازم ،وقالَ:
"فلتحذرْ لأن رعد يغارُ عليها حقًا.."
ضحكوا جميعًا ،فقالَ كرم:
"حسنًا لا مفر مِنْ إعلان حبنا ،ومواجهة العالم به..سأتزوجها ،وأجعلكَ تقول لى (بابا).."
ردَّ حازم بإبتسامةٍ رائقةٍ:
"بيننا نساءٌ ،وأنا لا أريدُ أن أردَّ عليكَ ردًّا يجرحُ آذانهن.."
قهقه كرم ،وقالَ:
"وصلَتْ الرسالةُ.."
فتحَ بابَ المصعدِ لأسيل التى ودعَتْ آسيا ،وحازم ،وتركتهما ؛لتدلف إلى المصعدِ ،ومِنْ خلفها كرم..
كانَتْ صامتة معه طوال الطريقِ تختلسُ النظرَ إليه مِنْ وقتٍ لآخرٍ..يبدو ،وكأنه سافرَ إلى عالمٍ آخرٍ منذُ أن إنطلقا ،وهو شاردٌ بالكادِ ينتبه إلى الطريقِ أمامه..
"لماذا كنتِ تنظرين بعينى كثيرًا؟"
أتى صوته هادئًا كملامحه ،فردَّتْ عليه بنفسِ الهدوءِ:
"لأن عيناكَ بلونِ سماءَ الضحى تعكسُ كلَّ ما تقعُّ عليه.."
إلتفتَ لها بنصفِ إبتسامةٍ يسألها:
"هل كنتِ تقرأين الورقَ مِنْ خلالَ النظرِ فى عينى؟"
ضحكَتْ برقةٍ ،وقالَتْ:
"نعم!"
أشاحَ بوجهه إلى الطريقِ مجددًا يقولُ:
"حركةٌ جديدةٌ..لم يفعلها معى أحدهم مِنْ قبلٍ."
أعادَتْ نظراتها هى الأخرى للطريقِ بجانبها مبتسمةً ،وعادا لصمتهما إلى أن وصلا لبيتِ خالتها ،فشكرته بإقتضابٍ ،وردَّ عليها قائلًا:
"كنتُ أتمنى أن أستطيعَ أن أسلمَ على طماطم لكننى لن أعرفَ الآن..سآتى لها مرة أخرى.."
ردَّتْ ،وهى تغلقُ البابَ:
"ستنيرُ البيتَ ،وستفرحها كثيرًا..إنها تحبكَ حقًا.."
أومئ لها بإبتسامةٍ فاترةٍ ،وقالَ:
"إلى اللقاءِ!"


******


*لعبة الـ(شايب) هى لعبة تُلعب بأوراق اللعب (الكوتشينة) وفيها توزع الأوراق على الكل ،وتدورُ الأدوار بين اللاعبين حتى ينتهى كل لاعب مِن أوراقه ،ومَنْ يظلُّ معه ورقة الـ(شايب) يخسر ،ويتمُّ الحكم عليه.


رنا الليثي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس