عرض مشاركة واحدة
قديم 04-10-09, 01:24 PM   #14

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

ذهبت معه لتناول العشاء عشية اليوم التالي، و مرت الساعات بسرعة . و في الوقت الذي اعادها فيه إلى المنزل، كان حبها له أصبح عميقا جدا. كان شخصا يسهل التحدث إليه، مهتما بكل ما تقوله. و عندما أخذ يتكلم عن نفسه انشغلت بتأمل تعابير وجهه المتغيرة ، و الاستماع إلى النبرة الرقيقة في صوته ، مما جعلها غير قادرة على تذكر كلمة مما قاله، لكنها و رغم ذلك كانت مأخوذة به.
لم تلتق رجلا مثله في حياتها، إنه وسيم أنيق ، آسر بشكل لا يوصف ، جعلها تفتتن به. فكان بيرس كنسمة هواء منعشة بالنسبة لها.
اختار أن يرضي احاسيس أخرى ، فأصبح كل موعد مغامرة فيما يطلعها على تجارب جديدة و مثيرة، فقد يخضعان يوما للاستماع إلى الأوبرا الجليلة حيث يذهبان بعدها لتناول عشاء في مطعم راق ، و قد يسيران في اليوم التالي حفاة الأقدام على الشاطئ ، و يأكلان محار بحري على الرصيف الممتد على شاطئ البحر . و كان ذاك الانجذاب الضمني قائما بينهما، و لكن كان ذلك دائما ضمن الحدود. ثم و في إحدى الليالي، و فيما كان جالسا على الاريكة في منزلها ، قال لها بصوت أجش : "عندما آخذك إلى منزلي ، يا أليكس ، سيكون ذلك بعد الزواج ، و ليس بعلاقة عابرة."
و فيما كانت تنظر إليه ، دمعت عيناها و سألته بلهفة تحمل بعض الشك: "أتريد أن تتزوجني؟"
ابتسم ابتسامة ساخرة و قال: "اعتقد أن علي أن أفعل ذلك، قبل أن أفقد السيطرة على نفسي."
بحثت عيناها في عينيه، كانت تريد أن تتأكد و قالت له: "تعرف أنك لست مرغما على الزواج بي ، يا بيرس."
كانت نظرات عينيه الزرقاوين تحرقها ، ثم قال لها متهما: "اعرف ، لكن إما الزواج أو لا شيئ ، ام أنك لا تريدين الزواج مني؟"
صرخت قائلة: "أوه، لا! إني أريد الزواج منك يا بيرس، أنا أحبك كثيرا."
و بعد ثوان قليلة ، أوضح قائلا بصوت عميق : "إذا سنتزوج حالما استطيع الاعداد لذلك. لن تمانعي إن كنا نحن الاثنين فقط؟ لا أصدقاء ، و لا عائلة؟"
نظرت إليه ، و السعادة تغمرها ، و قالت : "ابي و امي لن يعارضا طالما سأكون سعيدة."
و هكذا، تزوجا بعد أيام قليلة في لوس انجلوس ، دون أن يخبرا أحدا أبدا، و استدعيا شهودا على زواجهما ، أشخاص غرباء لا يعرفونهما، و اتجها بسرعة من حيث اجريت مراسم الزواج إلى المطار ليلحقا بالطائرة المتجهة إلى نيويورك ، لم يكن يقلقها إنها لا تعرف عنه سوى القليل جدا، عدا أنه اميركي و رجل اعمال ، لقد وقعا في حب بعضهما البعض، و كان وقتهما ثمينا جدا للاهتمام بأمور كهذه. عرفت أنه رجل أعمال ناجح، لقد اكتشفت أن الحب هو كل ما يحتاجاناه ليكونا سعيدين.
كان الوقت متأخرا جدا عندما وصلا غلى شقته. و وجدت أليكس نفسها فجأة متوترة. قد تكون هذه هي المرة الأولى التي يتواجدا فيها بمفردهما بالفعل، و ما ينتظرها في تلك الليلة جعلها ترتجف من الخوف. لم تتواجد مع رجل لوحدهما تحت سقف واحد طوال عمرها البالغ واحدا و عشرون عاما، كان مزاجه يبدو غريبا. كان هادئا طوال الرحلة ، منشغل البال، و عندما تكلم كان هناك تكلف غريب في تصرفه، الأمر الذي وجدته مثيرا للأعصاب قليلا.
و عندما استمر في مزاجه الغريب حتى عندما كانا يتناولان الوجبة التي كانت مدبرة منزله قد أعدتها لهما و التي لم يكن أيا منهما يتناولها بشهية، وجدت نفسها مجبرة على الكلام، فسألته: "هل كل شيئ على ما يرام؟"
استمر بيرس بتقطيع قطعة اللحم ، دون أن يرفع نظره غليها، ثم رمى بالسكين و الشوكة جانبا و رفع عينيه لتلتقي نظرتها الخائفة بنظرة كانت تعرفها جيدا، و التي جعلت قلبها يدق بقوة في صدرها.
قال موضحا بصوت أجش: "لا، الأمور ليست على ما يرام، أنا أريدك ، يا أليكس."
كانت تلك الليلة أجمل ليلة عرفتها في حياتها، ليلة دخلت فيها إلى عالم جديد لم تعرفه من قبل.
تقلبت أليكس في مخدعها في الصباح ، و سرت في جسمها موجة دافئة من السعادة الكلية لأنها لم تعد أليكس بتراكوس فقط بل السيدة بيرس مارتينو.
لكن كل ذلك كان الليلة الماضية. لقد أشرق الصباح الآن ، و كل ما عليها القيام به هو أن تمد يدها و تلمس شعره الداكن.
كانت حركة لم تكملها اطلاقا، لا، زوجها انتفض بعيدا عند أول لمسة لها ، جلس ، و دفع الغطاء . و صرخ قائلا: "لا تلمسيني." و صدمتها نبرات صوته الثائرة ، مما جعلها غير قادرة على الحراك، لكن فقط لجزء من الثانية ثم نهضت هي أيضا، و هي تنظر غليه دون أن تصدق ما سمعته اذناها ، فيما كان هو يبتعد عن السرير بخطوات ثابتة. ازاحت بيد مرتجفة خصلات شعرها الطويل و قد غشت عينيها الرماديتين ، سحابة من الألم.
سألته بنبرة كانت تتأرجح بين دعابة وادعة و رعب مما قد يحدث: "ماذا؟"
بدا و كأن زوجها الطويل ، النحيل ، الداكن الشعر قد تصلب لدى سماعه صوتها ، لكنه لم يوقف تقدمه نحو الحمام.
استجمعت أليكس أفكارها المبعثرة و نهضت من الفراش بسرعة . عليه أن يفسر لها معنى تلك الكلمات إن كان يريد منها أن تعتبرها مجرد دعابة إن كانت حقا كذلك.
استطاعت أليكس أن تبقي صوتها طبيعيا بجهد كبير، لكن رغم ذلك كانت صدمتها جلية عندما نادته قائلة: "بيرس! ليس ذلك مضحكا يا عزيزي."
و صدف أن بيرس كان منحنيا فوق المغسلة بانتظار أن يمتلئ الحوض بالماء، فأقفل صنبور الماء قبل أن يميل برأسه نحوها. لم تستطع أن تحبس تنهيدة خانتها فيما كانت عيناه تتفحصانها من رأسها حتى أخمص قدميها بإزدراء، و انتابتها موجة مؤلمة من الشعور بالاذلال لم تخالجها من قبل قط. فاتسعت عيناها و شعرت بشيئ ثقيل و بارد كالحديد يملأ معدتها.
كان صوت بيرس يحمل إهانة أيضا عندما تكلم قائلا: "لم أتخيل للحظة أنها كذلك."
لم تستطع أن تصدق أنه يقول شيئا يؤلمها هكذا، ليس بهذه البرودة. لم تكن دعابة ، بل كانت شيئا حقيقيا مريعا أكثر من ذلك. و كان عليها أن تعرف ما هو قبل أن ينهار عالمها و يتحول إلى حطام. فقال: "بيرس! ماذا حدث؟ ما الخطب؟"
كان بيرس منشغلا بوضع صابون الحلاقة على ذقنه، إلا أنه توقف ليرميها بنظرة ساخرة بدت و كأنها تحط من قدرها و قال: "ما الذي يجعلك تعتقدين أن هناك خطب ما؟"
و تعثرت في شرك من الارتباك. حتى الأمس كان محبا للغاية، و الآن... و بحثت يائسة في فكرها عن جواب ما، أي شيئ قد يوقف التيار المظلم من الألم. سألته: "هل هناك شيئ ما فعلته؟ هل أنت نادم على الزواج مني؟" لقد كان الشيء الوحيد الذي يمكن أن تفكر به.
ضحك لسماعه ذلك، و قال دون أي أثر ينم عن المزاح: "لا، كان عندي كل العزم على الزواج منك. كان ذلك ما أردت."
كان ذلك هو الجواب الذي أرادت سماعه، لكنه كان يحمل في طياته ما أصاب قلبها بقشعريرة. لقد بدا باردا جدا، و خاليا من العاطفة كجوال في متاهة، عرفت أن هناك طريقا واحدا للخروج من هذه المتاهة، و ذلك أن تتبع الممر الذي وضعها فيه و قالت: "قد تكون أردت ذلك، لكن اعرف أن هناك خطب ما. لست حمقاء كثيرا، بقدر ما ابدو بالنسبة إليك الآن. اعرف ذلك فقط، أنه مهما كان الأمر ، فبإمكاننا أن نحله سوية. هذا كل ما يتطلبه الأمر عندما يحب شخصان بعضهما الآخر."
لم يزعج زوجها نفسه حتى في أن يوقف حلاقته. فقال: "من قال شيئا عن محبتنا لبعضنا؟"
كان السؤال الفظ ضربة قاضية هزت كيانها. شعرت أليكس بألم في حنجرتها و هي تدفع صوتها لتقول له: "لكنني احبك يا بيرس."
قال: "هذا أوافقك عليه." و رمقها بنظرة حادة من عينيه الزرقاوين جعلتها تدرك ما قصده.
لم يكن لديها دفاعا تجاه الحقيقة التي أرادها أن تقر بها و صرخت: "لا!" كانت صرختها انكارا صارخا للألم المدمر الذي مزقها.
غسل بيرس بهدوء الصابون المتبقي و تناول المنشفة و قال: "لا، صحيح تماما أن النوم العميق قد فعل العجائب لادراكك."
شعرت أليكس أنها ضعيفة جدا بحيث تمسكت بمقبض الباب حتى لا تقع أرضا، فيما ضغطت يدها الأخرى بشدة على قلبها و قالت هامسة بإنكسار: "لقد أخبرتني بأنك تحبني."
قال: "إذا فكرت بذلك بروية ستتحققين بأنني لم استعمل قط تلك الكلمات."
و جنح فكرها المعذب إلى الوراء، إلى كل محادثة أجرياها، و عرفت أن ذلك حقيقة. فيوم أخبرته أنها تحبه، اجابها بيرس... و أغمضت عينيها أمام عينيه بقلق . لقد ظنت أنه قد أخبرها ذلك ، لكن كلماته الفعلية كانت بأنها لن تدرك عمق المشاعر التي يكنها في قلبه لها!
لم تكن حبا قط، كانت فقط...
كان عليها أن تعرف، رغم أن ذلك آلمها حتى الموت فسألته: "لم تزوجتني يا بيرس؟"
اجابها و صوته يحمل تهكما محزنا: "لم؟ تزوجتك حبا بالانتقام."


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس