عرض مشاركة واحدة
قديم 04-10-09, 01:25 PM   #15

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

دوت الكلمة كالقصف في اذنيها و سألته: "الانتقام؟ لكن ذلك لا يفسر شيئا، من أجل ماذا؟ ما الذي فعلته؟"
عندها رأت الغضب في عينيه ، غضب شديد ازاح جانبا كل الازدراء المريع و سألها قائلا: "هل حفيدة يانيس بتراكوس لا تعرف حقا؟ لا استطيع تصديق ذلك، يا عزيزتي أليكس. ابحثي في ثنايا ذاكرتك، و أنا متأكد انك ستجدين الحقيقة ، بالطبع ، إن لم تستطيعي تدبر الأمر ، يمكنك دائما اللجوء إلي لطلب ذلك." سيطر على غضبه بذلك الاستخفاف الساخر و تابع قائلا: "و الآن ، إن كان علي الوصول إلى المكتب عند الساعة الثامنة و النصف ، يجب أن أغتسل الآن الأمر الذي أفضله مع قليل من الخصوصية إن كنت لا تمانعين." اقفل بيرس باب الحمام بوجهها بعد اطلق رميته الفاصلة و رآها تصيبها في الصميم.
تعثرت أليكس على بعد بضعة اقدام من فراشها و سقطت منهارة عليه. كانت أطرافها مشوشة. الواقع الوحيد الذي تغلغل في اعماقها هو أنه لم يكن يحبها . كانت الكلمات تدور و تدور في رأسها و كأنها اسطوانة معطلة. عندما دخل بيرس عليها بعد دقائق و قد رمقها بنظرة سريعة ، راقبته بوجه شاحب و عينان غائرتان. لم يكن هناك أثر لتلك اللطافة المحببة، فقد بدا قاسيا مظهرا لونه الحقيقي.
توقف قليلا بعد أن ارتدى بدلته الرمادية الداكنة متجاهلا وجودها قبل مغادرته، و قال: "إن اسم مدبرة المنزل هو السيدة رانسوم، ان احتجت إلى شيئ اسأليها فقط."
لم يكن لدى أليكس رباطة الجأش اللازمة لتجيب، و لم يكن بيرس منتظرا لسماع ذلك. تركها دون أن يضيف كلمة أخرى، تركها برفقة تعاستها لشعورها بالغدر و افكارها المعذبة، بعد دقائق ظهرت السيدة رانسوم لتسالها ان كانت تريد تناول الفطور. كانت أليكس في مكانها دون حراك ، و وجهها الشاحب خاليا من أي أثر للدموع التي أبت أن تتساقط لم تكن تشعر بالخدر ، مع أنها تمنت ذلك الأمر الذي يضع نهاية لآلامها.
رفضت بهدوء تناول الطعام جاهدة تصنع ابتسامة على وجهها و هي تقول: "لا، شكرا، يا سيدة رانسوم. ما زلت اشعر بتعب من عناء السفر." التذرع بحجة تلك الظاهرة الحديثة كان أسهل بكثير من اخبارها الحقيقة التي كادت أن تفشيها لو لم تكبحها بقولها: "اعتقد اني بحاجة للراحة أكثر من الأكل."
اومأت مدبرة المنزل براسها و قالت: "حسنا، يا سيدة مارتينو. اتسمحين لي ان انتهز هذه الفرصة لأتمنى لك و للسيد بيرس السعادة؟"
لم تعرف أليكس ماذا تفعل ، أتضحك أم تبكي. السعادة؟ لا بد و أنها قدمت لها جوابا مقبولا، لأن مدبرة المنزل ابتسمت و غادرت المكان.و سقط القناع فيما اخفضت رأسها و قد اظهرت انحناءة عنقها انكسارها المريع. لم تعرف ماذا عنى بيرس بكلامه. فعائلتها لم تمسه بسوء ، حتى انها لم تسمعهم يذكرون اسمه قط. لكن بيرس كان متأكدا جدا . قال أنه يريد الانتقام ، لذا اعد خطة ليخدعها و نصب لها فخا لهذا الغرض. لقد امضى اسابيع و هو يلاحقها طالبا يدها للزواج مستعملا كل جاذبيته ليقنعها بهيامه ، لتكون زوجته حتى يتمكن من نبذها بخشونة بهذة الطريقة.
غطت وجهها بيديها. لكنها أحبته ايضا! كيف يمكنه أن يخدعها هكذا؟ هذا ليس عملا انسانيا ، كان خاليا من المشاعر... و احست بأن قلبها قد تمزق إلى اشلاء ، حتى أن شرايينها كانت تنزف ألما. فيما كان الألم يتعاظم كان يفسح المجال تدريجيا لولادة غضب عارم و حارق.
لم تفعل شيئا حتى تستحق هذا! كانت صرخة من أعماق قلبها اجابت عليها دماؤها. شعرت فجأة أنها تريد أن تؤذيه كما اذاها. ملأت تلك الفكرة جوفها بلهيب متوهج، مجرد ذكرى كيف منحت كل حبها و ثقتها لهذا الرجل جعلتها تشعر بوصمة عار في اعماق روحها. حرارة دموعها احرقت عينيها، لكنها رفضت البكاء امامه، لقد رماها في الحضيض ، لكنها لن تدعه يراها باكية.
عادت أليكس من رحلتها مع الماضي و قد أحست بقشعريرة. و ضعت كوب العصير جانبا دون أن تشرب منه شيئا. و أخذت تفرك ذراعيها براحة يديها لتزيد فيهما بعض الدفء. فالانتقام الذي سعت إليه من خلال غضبها و ألمها لم يتحقق بعد، فقد كانت هذه البداية فقط. لم يحدث معها شيء مؤخرا أثر بها كما فعل غدره بها. فقد اصابها الأذى عميقا متخطيا كل ما عداه.
حتى الآن، كما اخبرت بيرس بأن فترة زواجهما القصيرة قد لقنتها درسا. درسا قيما. لن تقع ثانية في مصيدة كذب الرجل ثانية، و لن تفسح له المجال ليسيطر على حياتها، و لن تكون له القوة ليتلاعب بها و يؤذيها. و لن تطلق العنان لأحاسيسها أن تقودها للغرق في نفس المياه الخطرة حاجبة عنها الرؤية الصحيحة.
لقد تلقت انذارا الليلة بأن جاذبيته طاغية و قد اكتشفت مدى هشاشة انوثتها التي جعلتها ضعيفة امامه ، اذن يجب أن تحترس و تبقي ذهنها صافيا و ان لا تدع عاطفتها تتغلب على منطقها. كانت الطريقة الوحيدة التي تجعلها متقدمة عليه خطوة واحدة إلى الامام ، أنها لا تثق به. لقد تعلمت ذلك بطريقة قاسية.
مهما كانت الخطة التي لديه، فعليها أن تكون على حذر منها. أنها تعرف كل شيء عن شركة مارتينو الآن. كانت متنوعة جدا. كانت هناك شكوك حول تهديده بالاستيلاء.
فقد كانت لديه عادة الحصول على الشركات النهارة حيث يعمد إلى تجزئتها ثم يبيعها كسبا للربح. إن كان هذا ما يفكر به ناحية دار بتراكوس للنشر، فعليه أن يعيد حساباته ثانية.
كانت سمعة بيرس الشخصية ناصعة البياض، فلديه لمسة ميداس. كان أمرا نادرا أن تكتب عنه كلمة في غير مدحه. و مع ذلك فقد كان هناك فارق بين شخصه كرجل اعمال و بين ما عرفت عنه مؤخرا كرجل. لو لم تكن امبراطورية بتراكوس في ضائقة ماسة ، لكانت قطعا دونما حاجة إليه. لكن عليها أن ترغم نفسها لتتغاضى عن كبريائها و أن تكون عملية من أجل معيشة الآلاف من العاملين في المؤسسة.
ان أبقت تفكيرها ضمن هذا الاطار فيمكنها أن تتولى أمر بيرس. فقد نضجت كفاية على مدى الخمس سنوات الأخيرة. و عرفت أنها أصبحت أكثر نباهة و ذكاء. لن تكون جبانة و تفر هاربة. هذه المرة ستقف في وجهه و ستنتصر عليه.
كانت مجرد فكرة جعلتها ترسم ابتسامة مشدودة على شفتيها و شقت أخيرا طريقها إلى غرفتها. ربما يمكنها أن تنتقم أخيرا.




أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس