عرض مشاركة واحدة
قديم 04-10-09, 01:27 PM   #16

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الثالث


ارتدت أليكس ثيابها صبيحة اليوم التالي بعناية زائدة. فلقاؤها هذا مع بيرس سيكون امتحانا لإرادة كل منهما، و تقضي مصلحتها أن تظهر واثقة بنفسها تماما. لذا اختارت لنفسها ثوبا اسود اللون زينته بدبوس مرصع بالألماس على الياقة، كانت قد ورثته عن جدتها ، و جعلته متكاملا بوضع اقراط ماسية في اذنيها و سلسلة ذهبية بسيطة حول عنقها.
تقدمت نحو المرآة و نظرت فيها لترى مدى الأثر الذي قد يتركه ظهورها امامه . كانت مسحة الزينة التي وضعتها متقنة و خفيفة و كانها لم تضع شيئا، و رضيت عن نفسها.
إنها تبدو امرأة اعمال تسيطر على حياتها تماما. لقد عملت بجد لكسب عيشها و كسب الاحترام الذي تتلقاه الآن. و لم تكن لتتخلى عن ذلك بسهولة.
كان الوصول إلى المكتب امرا مرهقا دائما، لكن اليوم سبب آخر زاد من ذلك. كان الوصول متأخرة آخر شيء تريده أليكس فهي تعرف كم من الصعب تعويض الوقت الضائع. و إبقاء بيرس منتظرا لم يكن جزء من خطتها، إنما ارادت أن تريه أن بإمكانها المحافظة على برودة اعصابها تحت الضغوط . و لحسن الحظ كانت الأمور تسير لصالحها.
و سرعان ما استقلت المصعد من موقف السيارات السفلي ليوصلها إلى مكتبها في الطابق الأعلى. عرجت أليكس على سكرتيرتها المنكبة على عملها بجد قائلة لها: "طاب صباحك يا روث."
نظرت إليها المرأة بابتسامة و قالت: "طاب صباحك يا أليكس، كيف حال والدك؟"
أجابت أليكس و هي تنقر بأظافر اصابعها المطلية بلون زهري على سطح طاولة المكتب اللامعة قائلة: "بخير، اسمعي ، من الأفضل أن تغادري مكانك الآن. سيأتي أحدهم لزيارتي عند الساعة العاشرة ، لذا أريدك أن تخلي المكان لي."
تناولت روث المفكرة و قالت: "هناك فقط موعد مع السيد جونسون من الاتحاد مدون هنا لفترة قبل الظهر."
قطبت أليكس جبينها فالاتحاد كان يسبب لها آلاما منذ ايام ، و كانت تبعدهم عنها حتى تصلها بعض الأخبار المؤكدة لذا قالت: "حسن، لن يعجبه هذا، لكن ما باليد حيلة، حاولي أن تجدي له موعدا في فترة بعد الظهر ، لكن إن لم تفلحي، اخبريه... اخبريه بأننا سنحدد له موعدا آخر لأن النور قد يلوح في نهاية النفق."
انتصبت اذنا روث التي كانت قلقة على وظيفتها كأي شخص آخر و سألتها: "هل هناك بصيص نور؟"
لاكت أليكس شفتيها و قالت باقتضاب: "كل هذا يعتمد على لقائي مع بيرس مارتينو."
تساءلت سكرتيرتها بتلهف واضح: "تعنين السيد مارتينو نفسه الذي يعمل في تجارة السفن؟"
لسوء الحظ لم يكن هذا الكلام مدعاة فرح بالنسبة لأليكس التي أكدت لها ذلك.
تنططت روث في مقعدها و قالت: "تعرفين ، للمرة الأولى اشعر حقا بأن أمورنا قد تتحول ، و على اية حال ، لقد فعل العجائب بذلك الأسطول، أليس كذلك؟ محولا الخسارة إلى ربح بأسرع مما تتصورين."
تمتمت أليكس باكتئاب قائلة: "أجل، قد يكون ذلك صحيحا، لكن افضل أن لا تنشري هذا الخبر حتى نعرف طبيعة الاتفاق ، فإن بيرس مارتينو لا يفعل شيئا دون مقابل أبدا."
قالت روث بفضول: "تبدين و كأنك تعرفينه."
استجمعت أليكس قواها لتضبط نفسها، و قالت لها: "لقد سبق و التقينا. سأكون في مكتب والدي ان احتجتني."
سارت إلى مكتبها ، حيث ألقت بحقيبتها على طاولة المكتب قبل أن تدخل مكتب والدها عبر الباب الذي يصل بين المكتبين. بدا المكتب دون وجوده على كرسيه المتحرك ، كأنما الحياة قد هجرته. و لم تستطع بأية طريقة ، أن تتخيل أنه لن يعود إلى هنا. و كان على ستيفن بتراكوس فوق ذلك ، و إن كان ما يقوله الاطباء صحيحا، ان يحدث تغييرا سريعا في نمط حياته إن كان يرغب في البقاء حيا مدة أطول .
اتجهت إلى خلف طاولة المكتب ، و مررت يدها فوق جلد الكرسي الناعم، ثم و ببطء القت بنفسها على مقعدها الوثير.
و قد غمرها احساس انها قد بذلت كل ما في وسعها. كانت الكرسي كبيرة جدا عليها، انها بحاجة لستيفن بتراكوس آخر يملأها ، و جعلتها معرفة ذلك تشعر بالتعب. لقد حلت محل والدها لأن الجميع توقعوا ذلك منها، حتى هي نفسها. و الآن ها هم يتوقعون منها القيام بالعجائب.
دارت في الكرسي حتى أصبح بإمكانها ان تسرح بنظرها عبر النافذة. كانت تعرف انها نجحت بما قامت به، لكن ذلك كان على الصعيد الاعلاني للاعمال، فلم تكن الإدارة امر تهدف للحصول عليه. و مع ذلك فقد بذلت كل ما في وسعها، و كانت تشك في أن أحداغيرها يعرف حجم الديون التي تراكمت على والدها، الأمر الذي اظهر لها رجلا يتحلى بفسحة من الاحتيال لم تكن تعرف انها موجودة من قبل.
و رغم ذلك فقد ادركت من خلال اللقاءات مع المدراء الآخرين، أن الجميع ليسوا غافلين عن ذلك الأمر مثلها، و جعلها توسع الشركة بشكل متطرف و حجم فوائد المدفوعات الذي تم عبر قروض ضخمة من المصرف و نظم لبدء مشاريع جديدة، تشعر بالغثيان، بدا أن المال يتدفق إلى خارج الشركة لا إلى داخلها، مما جعل الأمر يبدو ككابوس. لا عجب ان عانى والدها من نوبة قلبية. فما كانت الشركة بحاجة إليه هو حفنة كبيرة من السيولة و يد قوية لتكبح الفرامل.
تنهدت بصوت عال. و كان من سخرية الأقدار المريرةأن الشخص الوحيد الذي يملك الحل هو زوجها السابق ، و لم تكن ترغب في إقامة علاقة عمل معه لأنها كانت تعرف في أعماق نفسها أن الثمن سيكون باهظا ، ففي المرة السابقة كان جدها هو من عانى. ربما أن الأمر لم يكن ذا قيمةكبيرة ، لكن اسطول السفن التجارية العائد لعائلة بتراكوس كان مصدر فخرا له ، و فقدانه قد قتله ، ليس مباشرة ، انما على المدى الطويل.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس