عرض مشاركة واحدة
قديم 04-10-09, 01:29 PM   #18

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

ارتسمت على شفتيه ابتسامة صغيرة فاترة و اجابها مؤكدا بسهولة: "بإمكانك الذهاب ساعة تشائين. لست بحاجة لك كرهينة. كل ما كنت بحاجة إليه هو أن تصبحي زوجتي، و أنت كذلك الآن، أليس كذلك؟"
شعرت أليكس أن لونها قد شحب و سألته: "اتقول لي أن كل ما جرى بيننا فعلته فقط لتتم الزواج؟"
رفع أحد حاجبيه بازدراء، و اجابها: "ايمكن أن تكوني حمقاء لدرجة أن تتصوري أني قد أترك أي مهرب؟ فتنفيذ الوعد كان يعتمد على ذلك."
كادت تختنق تقريبا من شدة الغثيان الذي ازداد فجأة و هزت رأسها غير مصدقة ما تسمعه، و قالت له: "كيف حدث اني كنت حمقاء لدرجة اني اعتقدت اني احبك؟"
غطت جفناه العينين الزرقاوين فيما هو يمد يده ليمرر اصابعه على وجنتيها. و سألها: "أأنت متأكدة تماما انك لا تحبينني الآن؟"
سرقت قساوة قلبه انفاسها. لقد أخبرها للتو انه تزوجها لأنه مجبرا على ذلكو ليس لأنه كان يريد ذلك، و الآن ها هو يريد ان يثبت أنها ما تزال طوع بنانه متى أراد ذلك.
فصرخت بوجهه قائلة: "لا تجرؤ على لمسي."
و فجأة ظهرت في عينيه نظرة غريبة لم تعهدها بهما.
و قال لها موضحا بصوت أجش: "لا تتحديني أبدا ، يا أليكس، فهذا أسوأ شيء قد تقومين به." و أمسك بها فيما كانت تحاول الفرار و أعادها ، و هي تحاول المقاومة فيما ثبت ذراعيها بذراعيه ، و دفع رأسها بيد ثبتها باحكام في شعرها. و مرت لحظة التقت فيها عيونهما، عيناها تظهران الإشمئزاز و عيناه تحملان تلك النظرة الغريبة التي لم تستطع تفسيرها.
و عندما اطلق بيرس سراحها اخيرا بدت عيناها متسعتين في وجهها المتقد ، فيما كانت عيناه تلمعان بإشعاع لدرجة الانبهار.
قال لها: "ليس الأمر سهلا، أليس كذلك؟"
ما كان ليختار طريقة أفضل ، ان كان يريدها أن تشعر بالازدراء، لذا قالت له: "لم أكن اعتقد قط اني استطيع احتقار اي انسان كما احتقرك. و اني لا اشعر سوى بالكره لشخص قد يفعل ما فعلته انت بي اليوم." استدارت قبل ان يستوقفها صوته قائلا: "إلى اين أنت ذاهبة؟"
رمته بنظرة مليئة بالإشمئزاز ، و اجابته: "سأعود إلى غرفتي حتى تصبح مستعدا للتكلم معي."
كان التوتر الذي يبدو من صوته مرعبا عندما قال لها: "إن كنت تريدين معرفة الوقائع، عليك أن تنضمي إلي خلال العشاء. انني اصر على ذلك."
استدارت أليكس عائدة ، و قد كبتت أعتراضها و هي تعرف أن عليها معرفة كل شيئ رغم أنها لا تريد رؤيته ثانية.
جلست على الطرف الآخر من الأريكة لتبتعد عنه قدر ما تستطيع ، و أجبرت نفسها لتنظر في وجهه قائلة: "حسنا، ان كان ذلك ما تستمتع به، سآخذ ذلك العصير الآن." لقد كانت بحاجة ماسة له.
اجابها بيرس بإيجاز: "لم أقل اني استمتع بذلك." فيما كان متجها ليسكب لها كوبا من العصير ، ثم عاد حاملا بيده عصيرها المفضل.
ساد الصمت و لم يكن في نيتها القيام بمحاولة فتح محادثة لطيفة. فهذا لم يعد شهر عسل، و هي العروس الخجولة، اما حرب إنهاك، و هي لن تتصرف على غير هذا النحو ، لذا شعرت بالارتياح عندما قرع الباب و دخلت السيدة رانسوم لتخبرهما ان العشاء جاهز. كانت مجرد فكرة الطعام بالنسبة لأليكس مثيرة للغثيان، لذا حاولت استجماع كل رباطة جأشها لتتمكن من أن تأخذ مكانها إلى الطاولة، لكنها بعد ذلك لم تحاول أن تأكل الطعام الذي وضه امامها ، و لا حتى لتتظاهر انها فعلت ذلك.
تأملها بيرس عبر الطاولة ، و لم يعجبه مظهرها الهادئ الصامت.
و بعد لحظة قال لها مشجعا و هو يشير للحساء: "ان هذا لذيذ جدا، عليك أن تتذوقيه."
تحدت عيناها عينيه و هي تسأل بغطرسة: "هل هذا أمر؟"
فبدا التوتر على فمه و سألها قائلا: "هل تنوين ان تميتي نفسك جوعا؟"
"بسببك انت؟ ابدا!"
فابتسم ابتسامة متجهمة لذلك، و قال لها: "لذا تناولي بعض الحساء ، يا أليكس. فكما اخبرتني السيدة رانسوم فأنت لم تتناولي شيئا من الطعام طوال النهار." كان هناك حدة في صوت بيرس ممزوجة ، من بين أشياء عدة، باهتمام لا يحتمل، حين قال: "هل علي أن اذهب إليك و أطعمك؟"
لجأت أليكس إلى السخرية فأجابته: "ما الأمر؟ اتخشى أن ينعكس الأمر سلبا عليك ان مت؟"
استوى بيرس في جلسته على كرسيه، و نظر إليها بتجهم قائلا: "اني لا أخشى شيئا. اني افعل فقط ما يجب ان أقوم به. ليس في نيتي اطلاقا ان أجعلك تمرضين."
استعدت أليكس لمجابهته، و أجابته بشكل لاذع: "إذا، من الأفضل أن تغرب عن نظري أو تدعني أرحل، لأن مجرد رؤيتك تشعرني بالغثيان."
ابتسم و أجابها: "لا تقلقي، ليس في نيتي أن اطيل رفقتنا معا. حالما أحصل على ما أتيت من أجله. لن تريني ثانية اطلاقا."
شعرت أليكس ان عضلات وجهها تتصلب ، فصرخت قائلة: "اتمنى لو اني لم ارك قط." في الوقت الذي دخلت فيه مدبرة المنزل إلى الغرفة. فكان عليه أن ينتظر حتى تزيل السيدة رانسوم اطباق الحساء عن الطاولة و تضع مكانها طبق الطعام الأساسي كي يجيبها.
و عندما اصبحا بمفردهما من جديد ، هز بيرس كتفيه العريضتين بلامبالاة و قال لها: "لطالما كان علينا أن نلتقي، يا أليكس. هناك أمور لابد أن تحدث."
كادت تضحك ، يريدها الآن أن تصدق أن للاقدار دور بما حدث! لكنها اجابته: "اني لا أصدق هكذا أمورا خرافية. لقد خططت لكل شيء حتى التفاصيل الدقيقة ، و لم تترك شيئا للصدفة. يا لهذا التكبر! اخبرني، ماذا كنت لتفعل لو اني كنت مخطوبة و على وشك الزواج؟"
"لكنت حاولت جاهدا ان أفسخ خطوبتك، بالطبع."
صدقته، فرجل فعل ما فعله بيرس ما كان ليعيقه اي ارتباط موجود. و مهما يكن الأمر الذي يعتقد أن عائلتها قد فعلته، فإنه خطير بما يكفي ليقوم بأي تصرف ، مهما كان مخادعا. فقالت: "اعتقد أنك كنت لتفعل ذلك، و ليس عندي ما أشعر به تجاهك سوى الاحتقار."
"طالما انك افصحت عما في نفسك، و ربما احدا منا لا يستمتع بهذه الوجبة على ما يبدو ، يمكننا ان ننتقل إلى غرفة المكتبة."
غار قلبها، لكنها نهضت بسرعة و لحقت به عبر الممر.
اضاء النور و حثها على الدخول. كانت غرفة ترسل الارتياح في النفس مزدانة برفوف من الكتب، في إحدى جوانبها طاولة مكتب قديمة، و مجموعة من الكراسي حول مدفأة وهمية اخرى. و كان إلى جانبها مكان خصص للكؤوس و الميداليات و الصور. كانت يد بيرس على ظهرها تحثها على الوصول إلى هناك. و مد يده إلى أحد الرفوف المميزة، من حيث احضر صورة داخل اطار و ناولها إياها قائلا: "هل تعرفين أحدا منهما؟"
تجهمت ثم نظرت بسرعة إلى الصورة القديمة. حيث يقف رجلان يرتديان بذلتين سوداوين كتفا إلى كتف، و كأنما قزمان امام السفن التي تظهر خلفهما. لم تتعرف إلى اي منهما في البداية، لكن شيء ما في وجه أحد الرجلين الصارمين جعلها تتمعن في الصورة ثانية.
فصرخت بتعجب: "إنه جدي!"
"وجدي ، جورج اندرياس."
"اندرياس؟ لكنه اسم يوناني، و اسمك هو مارتينو."
"جداي كانا يونانيين لكنهما غادرا اليونان بعد الحرب و هاجرا إلى امريكا ، حيث تزوجت ابنتهما، أمي ، رجلا أميركيا ، لورنس مارتينو ، و أنا ولدت هنا." و كان بيرس ما يزال يشير باصبعه إلى الرجل الآخر ، قبل أن يحركه نحو خلفية الصورة ليضيف قائلا: "و هذا اسطول اندرياس."
و في غمرة ارتباكها ، نسيت ان تتصرف بغضب فقالت له: "انني لا أفهم. اتقول ان جدينا كانا يعرفان بعضهما البعض؟"
ضحك ضحكة قصيرة و اجابها: "اقول انهما كانا أفضل عدوين ، و ليثبت ذلك ، سرق يانيس بتراكوس الاسطول من جدي."
شهقت أليكس قائلة: "سرقه؟" ثم دفعت بالصورة إليه ، وأضافت: "لا تكن سخيفا! جدي لا يمكلك أية سفن."
كانت الابتسامة المستمتعة التي ظهرت على شفتي بيرس مقيتة، فيما قال: "اؤكد لك أنه يملك بضع سفن ترسو مهترئة في مسفن في شمال افريقيا ، و هي كل ما تبقى من مجموعة سفن بتراكوس التجارية. سفن كانت ذات يوم تحمل اسم اندرياس. كان يانيس بتراكوس يرغب دائما بالحصول على هذه السفن، فقد كانت تشكل اسطولا ممتازا، كان امتلاكها يعني الثروة، النفوذ و الخول ضمن طبقات المجتمع الراقية، كان هناك ثلاثة اشياء يتوق للحصول عليها، و اختار ان يحققها بالزواج من ابنة المالك. لأن تلك الاشياء ستكون جزءا من ثروتها ، لكنها كانت مخطوبة و لن تنظر إليه. كانت تلك المرأة جدتي، و حصل جدي على السفن عندما تزوجا. و منذ ذلك اليوم و صاعدا ، كرههما بتراكوس و أقسم ان يحطم جدي و السفن بأية طريقة قد تمنكه من ذلك، ما لم يستطع الحصول عليه، بحيث ان لا يحصل عليه احد سواه و وجد الطريقة المثلى ، بعد الحرب ، حيث اظهر اوراقا ، مزيفة بالطبع، تثبت ان جدي كان يتعاون مع العدو. و بكرم كبير عرض على جدي مخرجا لهذه الورطة ، ان وقع اوراقا بالتخلي عن السفن ، تختفي الاوراق، و ان لم يفعل فإن العائلة بأكملها ستقتل."
و أضاف: "بالطبع ذلك لم يكن صحيحا ، لكن لم يكن هناك طريقة لإثباته، بينما يانيس بتراكوس كان علاقة بالسوق السوداء ، و كان لديه طرق للحصول على ما كان يريده. و هكذا ، حصل أخيرا على السفن. لأن جدي كان يحب عائلته، فقد كل شيء، لكنه أخذ عهدا على نفسه انه سيستعيد سفنه يوما ما. اتى إلى اميركا و بدأ حياة جديدة ، و جمع ثروة جديدة. لكنه لم ينس قط رؤيته الطريقة التي كان الاسطول يترك فيها ليصبح شيئا فشيئا خرابا، حطم فؤاده. عرض ان يشتريه عدة مرات ، لكن بتراكوس رفض، و عندما لم يعد بحاجة لاستعمالها ، ترك السفن تهترئ بكل بساطة."
و تابع قائلا: "عندما مات جدي، جعلني اقسم عهدا له بأن افعل ما عجز عن فعله. و رفض بتراكوس ان يبيعني، لذا لم اجد مبررا لأستمر في ضرب رأسي في الحائط، فبحثت عن طريقة أخرى و وجدتك أنت المفتاح، يا أليكس. اريد سفن بتراكوس التجارية و انت من سيحضرها لي!"


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس