عرض مشاركة واحدة
قديم 03-07-22, 05:45 PM   #8

شهيره محمد

? العضوٌ??? » 489212
?  التسِجيلٌ » Jun 2021
? مشَارَ?اتْي » 529
?  نُقآطِيْ » شهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond repute
افتراضي

مساء الورد والجمال والسعادة ♥️♥️

فيلو

المشهد الخامس

حين تشعر بالغربة وحولك الكثيرون ...حين تسافر بعيدا وأنت تجلس مكانك ...وحين تتوق لشيء لا تعلم إذا كان موجود….كجزء منك منزوع وعقلك اللاواعي يبحث عنه ...جزء قاسي لذلك ينكره العقل ويتصدى لذكراه لكن قلبك الغبي لا يكف عن النداء ….لا يكف عن البحث ….لا يكف عن الحنين وبهذا الإحساس الذي كبلها انساقت نحو بوابة ضخمة بدت متهالكة لكنها صامدة تخفي ما خلفها وقد كان وقت المغيب له أثر مهيب والرياح تدوي فيتطاير الحصا ، نظرت لجانب البوابة فوجدت قنديلا تشتعل به النيران التي تحارب الرياح لتصمد فتتحرك يمينا ويسارا وصوت يداعب مسامعها فالتفتت لتجد شجرة معلق بها قطع معدنية تحركها الرياح ليصدم بعضها بعضا وقد بدأت السماء أن تتشرب بلون الدماء ، وحشة مقبضة لفت قلبها فتراجعت للخلف حتى اصطدمت بالبوابة لتتحسس ذلك الخشب العتيق بكفها وقد شعرت أنه يذكرها بشيء ما لا تقوى على تذكره ، مررت أناملها فوقه مرارا تحاول باستماتة أن تتذكر لكن عقلها أبى ألا يطيعها فدفعت البوابة التي انفتحت أمامها بيسر وتحركت بضع خطوات تتلفت حولها ليظهر أمامها فجأة قبر كتب عليه بالدم كلمة ...حورس….تتوسط ذلك الرمز الذي تكرهه وقد دُمغ به رسغها بسيخ من نار كواها وقيد مصيرها ،رفعت كفها وقد شعرت بشيء يتدفق بين أناملها لتجد نفس الرمز قد حفر في كفيها يتوسطه اسم حورس تنزف منه الدماء فصرخت بقوة ….لتفيق من كابوسها على خبط مفزع على باب غرفتها بالفندق فتأخذ القليل من الوقت قبل أن تستجمع شتات نفسها وتفتح الباب لتجد أحد أعضاء الفريق المصاحب لها في سفرتها استدعى موظفين من الفندق ويهم بفتح الباب وقد وقف خلفه باقي الفريق بوجه شاحب فتجمدت تنظر في وجوههم ثم قالت "ماذا يحدث؟ " رد عليها أحدهم قائلا " نطرق الباب منذ أكثر من ربع ساعة يا سيدتي وحين لم تجيبي أصابنا الفزع " عبست وقالت " كنت مرهقة جدا ولم أستمع لطرقكم إلا الآن لا داعي لكل هذا القلق هل تأخرنا على الاجتماع؟ " رد عليها الآخر وهو يصرف العاملين بالفندق قائلا " لا سيدتي مازال الوقت مبكرا جدا على الاجتماع ...صمت ينظر بتوتر لباقي الواقفين والذين كان من ضمنهم فتاة أجهشت بالبكاء لتشعر بتول أنها على وشك تلقي صاعقة ثم أكمل " لكن هناك ما نريد إخبارك به هل بإمكاننا الدخول؟ " لم تتزحزح بتول أو تدع المجال لأحدهم ليعبر إلى الغرفة وقد تخشب جسدها تدور عيناها على وجوههم بفزع لتتقدم الفتاة الوحيدة الواقفة قبالتها وتدفعها بلطف قائلة بصوت باكي " لندخل سيدتي " كان بتول مستسلمة جدا للفتاة التي أجلستها على الأريكة وجلست بجوارها تمسك يدها لتقول بشحوب " ماذا يحدث؟" ناولها أحدهم هاتفه وقال " هذه أخبار اليوم بباريس وعليك أن تريها " بالبداية كان هناك مراسل يتحدث بفزع أمام الxxxx الضخم الذي تقطن فيه وحوله سيارات لا حصر لها من الشرطة فيما يعبر المسعفون من خلفه يحملون أشخاص اختفت ملامحهم بالكامل خلف ذلك الكيس الضخم المخصص لجثث الموتى وهي كمن فقدت السمع والفهم والاتزان ، كانت أذناها تطنان بشدة لا تستوعب ما تراه والدوار يلفها بقوة وقد ارتعشت يدها وسقط الهاتف منها لتقول بصوت مرتجف " أنا لا أفهم شيئا ..ما هذا ...أين فيلو " أجهشت الفتاة التي تجلس بجوارها بالبكاء وقد عم الصمت للحظة قبل أن ينطق أحد الواقفين أمامها ويقول " منذ ساعات وصل لحراس الxxxx طرد ضخم يخص السيد فيلو، حاول الحارس أن يتأكد من جوزفين إذا ما قد طلب طردا بالفعل أم لا لكنها لم تُجِب فاضطر أن يأخذ الطرد ويصعد إليها لتنفجر قنبلة مدوية بمجرد وصوله إلى باب المنزل ...الأمر كان بشعا والخسائر جسيمة …..قاطعته بتول وهي تقف صارخة " فيلو هل أصابه شيء ….هل هو بخير؟ " رد عليها بارتباك " الشرطة تشك أنه توفي لكن …. صمت لا يعرف كيف يخبرها فصرخت به " لكن ماذا تكلم؟" أكملت الواقفة بجوارها " جثته لم يجدوها حتى الآن رغم أنهم وجدوا جثة جوزفين ومعها امرأة أخرى لم تتوضح هويتها بعد " تمتمت " امرأة أخرى؟!!! كيف؟؟ فيلو لا يسمح لأحد بدخول المنزل ….يا إلهي ….يا إلهي " بدأ جسدها يرتجف بشكل أفزع الواقفين فصرخ أحدهم " إنها تدخل في صدمة عصبية استدعوا طبيبا" أمسكت الفتاة رسغها تشد عليه وتقول " تماسكي سيدتي " لتضغط بدون قصد على ذلك الرمز الذي لم يظهر لعينها ولم تستشعره أناملها في غمرة ما يحدث ليتجمد جسد بتول للحظات رغم أن عيونها بكت بقوة لتقف وتنظر لوجوه المحيطين لها قبل أن تقول " أريد طائرة لتعيدني إلى باريس في التو ….لا يهم طائرة خاصة أم رحلة عادية ...أريد الرحيل الآن ...فليهاتف أحدكم السيد بشر يبلغه أن الاجتماع قد أُلغي ويفسر له الظرف الطارئ الذي قد حدث وأريد أن أطلع على كل جديد أولا بأول كأني هناك قبل أن أصل حتى... لديكم لحظات قبل أن نتوجه للمطار " تبادلوا النظرات قبل أن يوزعوا المهام بينهم ويتحركوا كلٌّ يضع هاتفا على أذنه يحاولون تنفيذ الأوامر بحذافيرها …….بعد قليل كان باب المطار الآلي يفتح على مصراعيه لتعبر منه بتول تبكي وهي تعدو وخلفها فريقها يحاوطها في مشهد ملفت للأنظار ، عقلها يكاد أن يقف من شدة الصدمة وقلبها سيلحقه من شدة الخوف، كل ما بها يخبرها أن للعودة أعراض وها قد بدأت …..انفجارات ….دماء …..فقد ….وشر يحوم من حولها بخبث غير معلنٍ عن هويته ….مجددا تشعر أنها ستحارب طواحين الهواء التي لا تهزم ...كانت شاردة في عالمها الغريب ولم تلحظ تلك العينين التي التقطتاها للمرة الثالثة على التوالي تبكي ولكن هذه المرة وهو يدرك هويتها جيدا ……


شهيره محمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس