عرض مشاركة واحدة
قديم 03-07-22, 05:45 PM   #9

شهيره محمد

? العضوٌ??? » 489212
?  التسِجيلٌ » Jun 2021
? مشَارَ?اتْي » 529
?  نُقآطِيْ » شهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond reputeشهيره محمد has a reputation beyond repute
افتراضي

مساء الورد ♥️♥️

فيلو

المشهد الأخير

كل جوارحها في حالة تشتت ما بين شعور الحزن وشعور الخوف ورغم ذلك كانت تحارب لتبقى صامدة ولا تركن لأحد الشعورين، فما يحدث حولها يحتاج صلابة باتت تفتقر لها مذ شعرت بالأمان والطمأنينة لأول مرة منذ سنوات داخل بيته وفي كنفه، فداخلها أضعف من الأهوال التي تدور حولها فهي فتاة ذات حكاية قاسية ودوما ما كانت مفارقات الحياة لها عجيبة وغير مفهومة، أتقنت الهروب منذ سنوات نسيت عددها حتى ارتطمت به فظنت أنه المرسى بكل تعقيده وغموضه وأسراره لتكتشف أنها تورطت في شيء لا تدرك حجمه، لا تعلم عواقبه ولا تتقبل تفاصيله لكنها أضحت السيدة المسؤولة والزوجة المكلومة التي اختفى زوجها في ظروف دموية مفزعة وغامضة.
غامت أعين بتول بالحزن الشديد على فيلو الذي تشعر نحوه بالعجز وتخاف عليه بشكل لا يوصف، فما حدث لجوزفين مدبرة المنزل أكبر دليل أن فيلو سقط بالجحيم بين يدي الشيطان وأملها الوحيد أن يكون ما يزال حيا يرزق.
اقتربت بتول من قسم الشرطة يحيطها فريق الحراسة الخاص بفيلو يحولون بينها وبين عدسات المصورين الذين تكدسوا أمام مقر الشرطة والأسئلة تنهال عليها من كل اتجاه وهي تسرع الخطا تخفي وجهها بنظارة شمس ذي عدسات كبيرة وقبعة، لتتوقف خطواتها فجأة إثر سؤال صادم خرج من بين شفتي صحفي خبيث يتطلع لسبق صحفي لجريدته "سيدتي، ما ردك على الاتهام الموجه إليك بأنك وراء اختفاء زوجك؟" التفتت للصحفي وقالت بغضب "ما هذا الكلام؟ من فضلك تأكد من صحة معلوماتك وإلا سيكون رد فعل عنيفا تجاهك وتجاه الصحيفة التي تتبع لها، فهذا أعده تشهيرا بي دون مراعاة حزني وخوفي على زوجي المفقود الذي لا أعلم أين هو وماذا حدث له" انكمش الصحفي وتراجع للخلف ليندفع آخر يسألها بإلحاح "سيدتي، إذا لم يكن هناك اتهام مباشر موجه لك فما هو سبب قدومك إلى قسم الشرطة بنفسك؟" قالت بتول وهي تتحرك بين الحراس بحرص "أنا هنا لأساعد بما أستطيع ولأتابع سير التحقيقات، فوقت حدوث الجريمة كنتُ خارج البلاد وفُجعتُ حين علمت" صرخ صحفي آخر ليسألها "هل للسيد فيلو أعداء؟" لم تُجِب بتول وهي تدخل المبنى وأصوات الصحافيين في الخارج ما زالت تصلها لتجد في استقبالها رجلا وامرأة بدأت بالكلام قائلة "أهلا سيدتي، أنا المحققة بيرت وهذا المحقق جيوم، نحن المسؤولان عن القضية، تفضلي معنا" هزت بتول رأسها باقتضاب وهي تسير خلفهما فيما وقف رجال الحراسة ينتظرونها في الخارج…..

جلست بتول وبدأت الأسئلة تنهال عليها لتتأكد أن وضعها هي الأخرى سيء جدا فمسار الأسئلة كان عنصريا ينم عن اتهامات مبطنة جعلتها تقول بغضب "ما علاقة كوني عربية مسلمة بما حدث لزوجي؟ هل ما أستشعره من اتهامات عنصرية منكما صحيح؟" قال جيوم الذي كانت ملامحه موتِّرة ونظراته غير مريحة "سيدتي أنت إنسانة مثقفة وتعلمين ما يدور حولنا من إرهاب، والسيد فيلو يملك امبراطورية تعني لهذه الدولة الكثير ومن الوارد بعد ارتباطه بك أن يصبح مستهدفا، فحتى الآن لم نجد أي عداوة معلنة بينه وبين أي شخص" صرخت بتول "هل تتهمني أنني السبب في اختفاء زوجي وقتل مدبرة منزلي بهذه الصورة البشعة لمجرد أني مسلمة؟ هذا أنا لن أقبله أبدا" قالت بيرت محاولةً تهدئة الأجواء "سيدة بتول، الجريمة التي حدثت في منزلك تشغل الرأي العام بشكل كبير، فزوجك رجل أعمال معروف وما حدث لمدبرة المنزل كان من الصعب التكتم عليه، فهل من المنطقي أن يترك القاتل ضحيته الأساسية والمتمثلة بزوجك ويتفرغ ليفعل بخادمتك المسكينة ما فعل؟" قالت بتول بانفعال وهي تقف متحكمةً في دموعها بأعجوبة "ها أنت قد قلتها، لا شيء مما يحدث منطقي حتى مسار التحقيق الذي توجه لي رغم علمكم أنني كنت خارج البلاد أحضر حفلا رآني فيه آلاف الأشخاص كأنكم تحاولون إلهائي لكي لا أتهمكم بالتقاعس عن إيجاد زوجي الذي ربما يكون الآن بين يديّ قاتل مهووس يفعل به مثلما حدث لجوزفين وربما أسوأ" رفع جيوم بعض المناديل الورقية لبتول وقال "العصبية لن تفيد سيدتي، فالتحقيق معك ومع غيرك هو عملنا وإجابتك على الأسئلة بطريقة واضحة ومباشرة قد تكون طريقنا لإيجاد زوجك، فمن فضلك اجلسي" نظرت بتول له بغضب شديد وقالت بإصرار "أنا امرأة مسلمة عربية فقدت زوجها وتطالب السلطات بإيجاده، وإن لم تجدوا زوجي بأسرع وقت وتلقوا القبض على خاطفه وقاتل جوزفين سألجأ إلى الشعب المهتم بتفاصيل القضية ولتكن قضية رأي عام تستحق هذه الضجة، وأي تلميح منك تجاه هويتي أو جنسيتي سيجعلني ألجأ لمنظمة حقوق الإنسان، فيبدو أن دولة الحريات يكمن في داخلها نزعة عنصرية" توسعت أعين جيوم بغضب فيما وقفت بيرت تقول "سيدتي ما يحدث الآن يضيّع منا الوقت وأؤكد لك أنه لا داعي أبدا أن تأخذ الأمور أكبر من حجمها، فيجب أن نفكر في كل أمر وارد الحدوث خاصة أن الحادث غامض ولا دليل واحد لدينا لنسير خلفه، اجلسي من فضلك لأوضح لك مقصد جيوم عن كوننا نشك أن السيد فيلو كان مستهدفا" جلست بتول بإنهاك وهي ترتجف بشكل ملحوظ من شدة الغضب لتسألها بيرت "أتحبين أن أطلب لك شيئا تشربينه فهذا تحقيق ودي سيدتي وليس هناك اتهام موجه إليك" هزت بتول رأسها بحدة وهي تقول "لا أريد شيئا، كل ما أريده أن أفهم ما يحدث وأن أعلم أين زوجي وماذا حدث له" ناولتها بيرت بعض المناديل الورقية فالتقطتها بتول هذه المرة وهي تقول "شكرا" فنظرت لها بيرت بلطف وقالت "سيدتي، للأسف حتى وقتنا هذا لا يوجد لدينا معلومة واحدة حول زوجك ولكننا نعمل بكل جهدنا لكي نجده ونفهم ما حدث له فأتمنى أن تثقي بنا" كادت بتول أن تصرخ بها أنها لا تثق بأحد منهم ولكنها كبحت رغبتها وصمتت تستمع لباقي حديث بيرت التي أكملت "أنت تعلمين أن هناك رجال أعمال يكونون مستهدفين من الإرهاب ولعدة أسباب، فأحيانا يكونوا مستهدفين لضرب اقتصاد الدولة وربما لعدم رضوخهم للتهديدات التي يتعرضون لها وربما لآرائهم الصريحة ومهاجمتهم للإرهاب، وفي حالة السيد فيلو لدينا شك أنه ربما استُهدف لزواجه من امرأة عربية مسلمة ليست على دينه وإعلانها شريكة له، فلعل هذا قد أثار غضب البعض منه ففسروا زواجه منك تحديا لهم ولأفكارهم التي يريدون فرضها بالقوة" هزت بتول رأسها بعدم تصديق وقالت "مستحيل، هذا أبدا لن يكون السبب فيما حدث، ففيلو …." دقات وقورة على الباب تبعها دخول شرطية بزيها الرسمي تقول "سيد جيوم هناك وفد من السفارة قد وصل وبينهم شخص يقول إنه المحامي الخاص بالسيدة ولديه معلومات مهمة" وقفت بيرت تقول "السفارة ليست لها سلطة هنا، فلا علاقة للتحقيقات بالعلاقات الدبلوماسية" وقفت بتول بتوتر لينظر لها جيوم باتهام ويقول للشرطية "اسمحي للمحامي فقط بالدخول مادام لديه ما يقوله" لحظات مرت قبل أن يدخل الغرفة شاب عربي الملامح شديد السمار في نهاية عقده الثالث يرتدي ملابس رسمية ويحمل حقيبة سوداء بيده و يقول "سيدي المحقق، آسف على المقاطعة، لكن لدي شيء مهم أريد أن أطلعك عليه فربما يغير مسار التحقيق" نظر له جيوم بجمود وقال "قبل أي شيء، هل تدرك أن الوفد الذي أتيت به ليس لديه أي سلطة هنا؟" ابتسم الشاب بلباقة وقال "مؤكد أعلم سيدي فهذا الوفد جاء من أجل الدعم لا أكثر، فأنت تعلم أن القضية الآن قضية رأي عام" لمع الغضب والكره بحدقتي جيوم الذي قال "إذاً ماذا لديك؟" أخرج الشاب من حقيبته ورقة وقدمها لجيوم وقال "هذه ورقة من المجمع الإسلامي هنا تثبت أن السيد فيلو اعتنق الإسلام قبل زواجه من السيدة بتول ولكن لم يعلن عن ذلك بعد" حاد جيوم بعينيه الحادتين إلى بتول التي كانت تنظر لما يحدث بذهول وسألها "هل هذا صحيح؟" التفتت له وقالت بحدة " طبعا صحيح، فزميلتك وضحت لك منذ قليل كم هو مرفوض أن ترتبط امرأة مسلمة برجل لا يعتنق ديانتها وهذا ما يجعل كل الافتراضات التي قيلت الآن مستحيلة، فالخبر لم يكن سريا بل كان غير معلن فقط، ولو أن هناك جماعة إرهابية قررت استهداف زوجي وبحثت خلفه لعلمت أنه مسلم مثلي وهذا سيجعل حجتهم باطلة لو أرادوا قتله" تحركت بيرت نحو زميلها وظلا يتهامسان لتلتفت بتول إلى الواقف جوارها والذي لم يلتفت لها أو يوجه لها أي كلام لتقول له بالعربية "شكرا لحضورك فوجودك أنقذني لكن لماذا ترسل لي السفارة محامي؟ هل هناك ما لا أعلمه؟" بعجرفة دوما ما أغاظتها في فيلو التفت الشاب إليها وردّ عليها بعربية ذات لهجة غير مصرية "أنهي تحقيقك وأنا سأنتظرك في الخارج فهناك من يريد رؤيتك" لتقول بصدمة "أنت لست مصريا" لكنه لم يجبها وهو ينظر لبيرت التي اقتربت منه بلطف لتقول "شكرا لك سيد سلام، يمكنك انتظار السيدة في الخارج، نقدر دعم السفارة اليمنية للسيدة لكن من فضلك دون تخطي الحدود وخاصة التصريحات الصحفية" تمتمت بتول بدهشة "السفارة اليمنية!" وهي ترى ذلك الشاب يتحدث مع المحققة باقتضاب قبل أن يتركها لتكمل التحقيق الذي سار بشكل من أيسر ما يكون حتى أنها طوال الدقائق المتبقية قبل انتهاء التحقيق لم تكف عن الدعاء من عمق قلبها الحزين لفيلو أينما كان أن يحفظه الله ويرده سالما لها ………

بعد ساعة ونصف كانت بتول تقف داخل مصعد الفندق الضخم الذي تقيم فيه منذ عودتها من مصر، فمنزل فيلو يعد الآن مسرح جريمة بشعة غير مسموح لها بتخطيه، وهي بعد الوضع الذي وجدوا فيه جثة جوزفين أصبحت خائفة من أن تقترب من المكان أو أي مكان آخر يخص فيلو ففضلت البقاء في الفندق حتى تجد فيلو وتطمئن عليه، دموعها التي حاولت أن تتحكم فيها طوال اليوم انفجرت داخل المصعد غير عابئة بالحراسة التي تحيطها كالجدران ولا بذلك الرجل الذي لا تعرف حتى الآن ماذا يريد منها، فهي بعد انتهاء التحقيق خرجت من الغرفة لتجده ينتظرها وقد أمن خروجها من قسم الشرطة بطريقة خفية بعيدا عن أعين الصحافة والمصورين لتصعد إلى سيارتها بصمت ويغلق خلفها الباب ويتحرك لسيارة أخرى ويركبها، فينطلقوا إلى الفندق لتستمر هي في صمتها عاجزةً أن تسأله عما يريد ويستمر هو في تجاهلها إلا من جملة واحدة أخبرها بها قبل أن يدخلوا المصعد "ستكون المقابلة في جناحك" وقف المصعد وانفتح بابه لتشعر حقا أنها منهكة كورقة في مهب ريح ورغم ذلك مسحت دموعها وتنفست بقوة تتحكم في شهقاتها المعذبة وخرجت من المصعد ترفع رأسها كأنها ترحب بدوامتها الجديدة كمحاربة تواجه المعارك بشرف، وسارت نحو غرفتها فخطوة كانت خوفا وخطوة كانت ضعفا وخطوة كانت قوةً جاءتها من كلماته التي علقت بوجدانها... المعي دوما أيتها الذهبية...خطوة أخرى اكتنفها فيها الهدوء كأنها تستمد طاقتها منه لينفتح باب الجناح فتقف دون أن تخطو للداخل تنظر لذلك الذي عرفت اسمه ...سلام وليت له من اسمه نصيبا ويرحل عنها بسلام لتسأله "من في الداخل؟" بلهجته الغريبة عنها والتي أدركت أنها ربما تعود لأهل اليمن قال "ادخلي وستعرفين" كان كتوما بشكل خانق والموقف بدا كجاثوم تريد التخلص منه، فعبرت إلى جناحها تتحرك بصالته بحثا عن الشخص الذي ينتظرها لتقف وهي تلمح رجلا يقف أمام شاشة التلفاز الضخمة يعقد كفيه خلف ظهره العريض فتوترت وهمت أن تتحدث لكنه لم يترك لها فرصة وهو يستدير ليقول بهدوء وثقة "مرحبا بزوجة أخي" ………


شهيره محمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس