عرض مشاركة واحدة
قديم 19-07-22, 11:53 PM   #5

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



منذ خمس سنوات ..
لمحت خطواته و هى تبتعد عنها باتجاه المجهول .. كانت تعلم وقتها أنها قد لا ترى خطواته عائدة باتجاهها يوماً ، و رغم ذلك .. انتظرته ..
كانت تعلم أن انتظارها سيطول .. أياماً ، شهوراً .. و سنوات .. و رغم ذلك ، آمنت أنها لا تطمع لما فيما بعد الإنتظار ..
و لكن دائماً ما يحدث ، المرء لا يدرك ما يريد قبل لُقيا غايته .. يُدرك أنه عاش لأجل هذه اللحظة ، يدرك أن هذه اللحظة تستحق كل ما مر به من معاناة و ألم ، من صبر .. و انتظار !

تابعت ملامحه الساكنة و هو يقترب بهدوء ، تماماً كما تركته منذ سنوات ..
خصلات شعره المُبعثرة بلونها البُنى الداكن ، تتأرجح مع كل خُطوة ، و كأن نسائم الخريف كلها تنسل بينها بكل انسيابية ، تقسيمات وجهه و حدتها المعهودة ، نظرته الثاقبة .. و لون عينيه !
قاومت عنف أنفاسها و هى تنهل من هذا اللون الذى اشتاقته دون أن تدرى ، تضم يدها أكثر لصدرها و كأنها ترجو خفقات قلبها أن تنبض ..

" ريلينا ما بكِ ؟! "
هتف بها كواتر المُنحنى نحوها ، و رافقه تروا و كاثرين الإستفسار عن حالتها ، قبل أن يتفطنا إلى الجهة التى تنصب عيونها نحوها .. ليستقيما مُلتفين .. و ابتسامة عذبة تتخلل ملامحهما ..

" هيـ..ـرو ! "
همست بها بالكاد لنفسها ، تحاول تأكيد الواقع لنفسها ربما .. أو ..
هل ينظر إليها ؟!
استعاد قلبها قدرته على النبض و لون عينيه الأزرق الداكن يتعانق مع زبرجد عينيها ، تاركها تهذى بأحلامها وحدها ..

" لا أصدق أنى أراك أخيراً يا رجل "
هتف بها تروا لتفيق من هذيانها و كواتر يقترب من الشخص الذى لم تمضِ ثوانِ على طلته .. المُنتظرة !
أماء برأسه مُحيي الجميع .. الجميع ، و لكن هى لا تطمع بإيماءاته ..حتى لو اشتاقت لها ، نفس إيماءاته القديمة .. و لكن .. صوته !!
هو ما قد يُعيد إليها روحها ، يُعيد إليها إحساسها بنفسها ، و إحساسها بكل ما يدور حولها ..

" أنا بخير .. كيف الجميع ؟! "
أغمضت عينيها و هى تُريح رأسها للوراء ..
يكفيها هذا الحد .. هذه النبرة التى تبدو باردة أكثر من أى شئ أخر .. تعلم جيداً أنها تحمل كل معانى الإهتمام و القلق ، و كأن نبرة صوته كود مُبرمج لا يفهمه كائن سواها ..
ابتلعت غصة بحلقها سببتها الدمعات المفاجئة ، لتعود تفتح عينيها مشتاقة لما قد تناله من مظهر هذا الشخص القريب البعيد ..

بدا أنه يستمع باهتمام لحديث كواتر الهادئ ، نظرته نحو الأرض أكدت أنه يصغى .. و لكن ، لم يكد يطيل أنظاره نحو الأرض و هو يبعثرها من حوله ، و كأنه يبحث عن شئ يعانقه بعيونه ..

نظر إليها ..
رغم أنه لم يتوقف عن إيماءاته المتابعة حديث كواتر و مداخلات تروا الخافتة .. إلا أن عينيه بقيتا مثبتتين عليها ، دون أن تستطيع سوى التنفس بعنف ، فى محاولة فاشلة لتهدئة خفقات قلبها ..

بظروف أخرى .. كانت لتضرب بكل الظروف المحيطة و الأشخاص الملتفين حوله عرض الحائط ، و تُسرع نحوه تضمه مشتاقة .. ضمة اشتياق ..
و لكن دبلوماسيتها تتحكم عندما ترفض قدميها تحمل ثقلها .. كأنهما استسلما لحقيقة أن الموقف أكبر من قوتها كلها ..
لطف من السماء أنها جالسة على المقعد ، بحالة أخرى كانت لتفقد توازنها و تقع ..!

بدا أن جندىّ الكاندام السابقين قد انتهيا من حديثهما ، ليتحرك الشخص الثالث خطوة باتجاه المقعد الذى يحملها ، و عينيه لايزالا مثبتتين عليها .. ليعود قلبها يذكرها بقوته على النبض من جديد ..

" هيرو !! "
استدار على مناداة اسمه ، ليعود يغير مخطط خطواته و يستدير للجهة التى جاء منها النداء .. اقتربت منه سالى بابتسامة واسعة مردفة : " حمداً لله على عودتك .. لم أعلم بأخر الأخبار سوى منذ أيام قليلة "
أماء برأسه تاركاً الجميع يحاول فك مدلولات الحديث ، هاتفاً بخفوت : " كنت سأرسل إليكِ خبراً منذ يومين ، و لكن رأيت أن علىّ الإنتظار ريثما يلتئم الجرح قبل أن أعود إلى الأرض .. و لكن ها أنا "

أماءت سالى برأسها مرددة : " و كيف أنت الآن ؟! "
عبرت ابتسامة ممتنة شفتيه بسرعة معقباً : " جيد "
عاد يواجه الجميع هاتفاً : " أوافيكم لاحقاً "
و دون كلمة أخرى ، سار باتجاه الطبيبة الجندية ، ليتحادثا بخفوت ، لا يُسمع منهما سوى صوت سالى الهاتف : " يجب أن تطلع على ملفاتك الأخيرة كاملة "
بدا الإهتمام على نبرته التى أجابت : " الأهم من ذلك ، هل حالة ديو خطرة ؟! "
رفعت سالى أنظارها نحو الجميع ، لتنتبه على قلقهم ، لتبتسم بهدوء و هى تعود بأنظارها نحو الشخص المستقر أمامها ، أماءت برأسها و هى تتحرك خطوة ، ليرافقها المسير جهة أخر الممر ، حتى يختفيا عن أنظار الجميع ..

طرفت بعينيها مرتين تحاول استقراء ما حدث للتو .. هل .. هل ..عاد حقاً !!
هل رآها و لم يُبدى غير اهتمامه بحالة ديو ؟!
هل ذكر جرح ؟!

هوى قلبها و هى تستعيد ما سمعته ، أيكون مُصاباً ؟!!
رفعت يدها نحو وجهها تقاوم أفكارها المشتتة .. ليس وقت الأنانية .. ديو الآن أحق بكل ذرة اهتمام !!
أرخت أعصابها المشدودة و هى تعود تغمض عينيها باستسلام ..
ليكن ما يكن .. هى لم تكتفى من تأمل ملامحه بعد !

ابتسمت بهدوء و شئ بداخلها يطرب ، لحظة واحدة من الراحة النفسية و هى تُغمض عينيها و تُعيد رأسها للخلف .. الآن يمكنها أن تغفو دون أى قلق .. و دون أن تحمل هم النجمات المنطفية فى الفضاء ..
يكفيها أن قمراً مُشعا قريب .. قريباً منها !

« • »


عندما فتحت عينيها من جديد .. أول ما خطر على بالها أنها لم تُغمض عينيها سوى لثوانِ قليلة .. و لكن دون أن تتذكر شئ أخر ..
انتفضت من مكانها و أنظارها تقع على الجدار الأبيض أمامها ، أدارت أنظارها أمامها بشئ من القلق و الممر قد خلا من أى أحد ..
هدأت من روعها و هى تُمسك برأسها بخفة .. أجل .. هى فى المشفى ، هايلد و ديو أُصيبا بحادث ، هايلد بخير ، و ديو سيكون بخير .. الأصدقاء هنا .. و .. و .. هـيــرو !!
انتفضت من جديد و هى تتوسل للسماء بداخلها ألا يكون حلماً ساذجاً قد تجسد أمامها ليقنعها أنه قد عاد بالفعل ..
و لكن ، هى رأت أزرق عينيه .. كان حقيقياً !!
ابتسمت بخفوت و هى تُحيط نفسها بذراعيها .. ليس أجمل من أن تشعر بنسائم لطيفة تُدغدغ أطرافك ..


" تشعرين بالبرد ؟! "
انتفضت هذه المرة بقوة و هى تستدير للجهة الأخرى ، و كأن زلزالاً عصف بداخلها ، تحدق به بقوة قبل أن يخطو خطوة واحدة نحوها .. متمتماً : " ليس معى معطف.. و لكن يمكنـ.. "

" أنا بخير "
ابتسمت بهدوء إثر عبارتها و هى تستكين على المقعد من جديد ..
حسناً .. ها هو .. ليس حلماً .. هو بالفعل هنا ، أمامها ..

وحدهما .. دون حرب خارج أسوار المشفى ، و لا سلام ينتظر منهما التدخل !!
لا خطة حربية تتنظر أن يحاربا لأجلها ، ولا محاولة اغتيال تتربص بهما !!
ما الذى تريد قوله الآن ؟!
ما الذى يجعلها تُلح على رؤيته طالما أنها ستصمت و تستكين بمكانها ؟!
ابتسمت لنفسها بشحوب .. لن يتغير الصمت الذى يفرض نفسه بينهما مهما مر من وقت .. ربما !

" أين ذهب الجميع ؟! "
هتفت بها بهدوء .. على الأقل إن لم تكن لتتحدث عنه أو عنها .. أو عنهما معاً .. فلتتخذ من الأصدقاء حجة مُبررة لتتسمع لنبرته ..
اقترب خطوة أخرى نحوها ، ثم أخرى .. حتى لامس طرف المقعد ، متخذاً مجلساً إلى جوارها بخفة .. و صمت !

" تروا ذهب ليعيد كاثرين للبيت .. و كواتر عاد للشركة "
صمت لبرهة قبل أن يتابع : " وفيه بمركز الأبحاث مع سالى يتفحصا بعض المستجدات "

ابتسمت من جديد .. على الأقل أجابها على سؤالها ..

خفقات قلبها التى نبضت بعنف منذ ساعات قد هدأت الآن .. يبدو أنها استيقظت من غفوتها و لكن قلبها لايزال نائماً .. ابتسمت على تخيلها و هى تهتف من جديد : " هل غفوت طويلاً ؟! "
لم ترفع أنظارها عن أصابعها المتشابكة ، رأسها تميل نحو اليمين تاركة خصلات شعرها الذهبية بالإنسياب ، تُخفى جانب وجهها عن مرآه .. قبل أن يعقب بخفوت : " لا "

لن تتغير إجاباته المقتضبة مهما مر من زمن ..
أماءت برأسها لنفسها و أصابعها تتشابك أكثر .. ما الذى يجرى ؟!
حسناً ، ربما كانت فكرة تروا صائبة .. لمَ لم تذهب معه ؟!

كانت لتغوص بأفكارها المُضطربة من جديد ، لولا أن شيئاً أكثر اضطراباً قد حل ..
ارتفعت خصلات شعرها بخفة عن جانب وجهها ، لترفع أنظارها سريعاً نحو ما يحدث ، متابعة أصابعه و هى تنسل بين الخصلات المنسابة ، يرفعهم خلف أذنها و أنظاره لا ترتفع عما تفعل يده ..

استيقظ قلبها !
تفحصت ملامح وجهه و هو يحاول مقاومة أصابعه ، قبل أن يستسلم و هو يعود يحدق بعينيها بهدوء ، هامساً : " كيف أنتِ ؟! "

ابتلعت دمعة تسببت بها نبرته العميقة .. هى لم تتيقن من قبل من معانى الدفء كهذه اللحظة التى تعيشها .. لم ترفع عينيها عن عينيه ، و كأنها مُقيدة رغماً عنها ..
حتى صوتها .. لا يخرج من حنجرتها لتجيب عن .. سؤاله ؟!
بعثرت أنظارها أخيراً بعيداً عنه .. تتخلص من سحره الأسود .. الأبيض .. النقى البهىّ ..

زمت شفتيها قبل أن تحاول بعثرة أحاسيسها التى أيقظتها نبضات قلبها العنيفة ..
و رغم ذلك ، لم يخرج من حنجرتها سوى الصمت .. لتومئ برأسها بشئ من الدبلوماسية المُحنّكة .. هامسة بعد لحظة : " بخير "
لم يُبعد أصابعه عن خصلاتها لبرهة ، ملتقياً بأنظارها التى عادت نحوه بنظرة ممتنة ..

" أنت .. كيف حالك ؟! "
حان دوره لبعثرة أنظاره بعيداً عنهما ، يسحب أصابعه بطريق بعثرته ، هامساً : " بخير .. "
تابع بعد برهة : " أظن ذلك .. "

لم تُبعد عينيها عنه لأول وهلة أدار رأسه فيها ، ثم رافقته البعثرة ، لتعود تحدق بالجدار أمامهما و النافذة الزجاجية تتوسطه ، هامسة بعد لحظات طويلة من الصمت : " سعيدة أنك عدت .. حتى لو بظروف عصيبة "
أعادتها عبارتها نحو الواقع الذى نسيته ، لتشعر بغصة بحلقها من جديد و هى تهمس : " أنا قلقة على ديو .. حالته خطرة "
استشعرت دمعة تغزوها و هى تحدق بتشابك قدميها هذه المرة ، ليعود الإضطراب يحل و هذا الشخص بجوارها يرفع يده نحو كتفها ..

رفعت أنظارها نحوه دون أن تحاول إخفاء دمعتها عنه ، مرددة : " هايلد أيضاً .. خرجت من مرحلة الخطر ، و لكنها لاتزال بغيبوبة "
عمقت عبارتها شعورها بالقلق ، لتعقب : " المسكينان .. كانا يخططا لزفافهما بعد عدة أسابيع "
استشعرت ملامحها تنقلب لأخرى طفولية أكثر منها رزينة ، و لكن شعورها بالقلق على أصدقائها كان أكبر من أن تتحمله بصمت ..
تحركت يده من على كتفها بهدوء ، لتستقر على ظهرها و هو يشدها بهدوء نحوه ، تاركاً رأسها تستقر على كتفه دون أن ينطق بكلمة ..

استكانت و رأسها يستند إلى كتفه ، متشربة ما تستطيعه من رائحته المميزة ، و دفء يتولد بقربه ، تستشعر احمرار وجهها تألقاً رغم القلق ، و رغماً عن كل الهم الذى تحمله ..
بقى ضاممها لبرهة قبل أن يهتف أخيراً : " سيكونا بخير "
غاصت بقلقها تُحرر نفساً مُرهقاً أتعبها حبسه ، مُغمضة عينيها للحظة و أصابعه تتحرك ، مربتاً على كتفها بصمت ، هاتفاً من جديد : " سيكونا بخير "



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس