عرض مشاركة واحدة
قديم 24-07-22, 08:02 PM   #692

إسراء يسري

? العضوٌ??? » 475395
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 637
?  نُقآطِيْ » إسراء يسري is on a distinguished road
افتراضي

الإشراقة الأربعون 👇🏻

#خدي_بالك الإشراقة ع مشاركتين تحت بعض

#جلسات_الأربعاء

الدنيا حلبة يتصارع فيها سواد الشياطين ونقاء الملائكة إلى اليوم الموعود

الإشراقة الأربعون

أحياناً ما يكون الحب ملحداً لا صلاة له لتصلحه ولا شريعه تقيم إعوجاجه !
ذهول
ذهول تام ما يسيطر عليها وكأنها انفصلت عن العالم وسقطة بحقبة زمنية من التشوش
تجلس على فراشها تقلب بهاتفها حتى انتفض قلبها ثلاث نفضات متتالية وهي تميز الاشعار الأتي باسم صفحته عن كونه قام بتحديث جديد
دون تفكير وجدت أصابعها تفتحه لتجده فيديو بعنوان الرحمة وحسن المعاملة
ابتسمت ساخرة وهي تفتحه لتستمع له فيتزايد الجنون تراقصاً أمام عينيها
أي رحمة وأي حسن معاملة مع الناس بحق الله
هادئاً ورعاً كما عهدته منذ أول يوم عرفته كداعية
التعليقات تتوالى بالاعجاب والمدح وجنونها يزداد أكثر
أخطأت التقدير أم هو الممسوس
بشوشاً سمح الوجه مبتمساً رغم الغموض الذي لا يفارقه
نبرته هادئة تخالف تلك الشيطانية التي كان يصرخ بها عليها لتنزل الجنين
الجنين الذي ينسبه لغيره
مسحت دموعها كي تزيل الغشاوة وهي ترى التحديث الاخر الذي تم تنزيله
منشور طويل أسفله صورة داخلها مربع معروف بالسؤال أو ال (ask) والسؤال كان عبارة عن رجل يطلب نصيحته في التعامل مع أهل بيته والمقصود (زوجته)
عيناها تجري بين سطور نصيحته بذهول وهو ينصحه المعاملة باللين والرفق وتوفير الأمان المعنوي والمادي والمصارحة والمودة والرحمة
يا إلهي كيف يكتب كل هذا وأبيها يجري ورائه منذ أيام حتى يعثر عليه بينما هو يتهرب منه
أهله مثلهم مثله مراوغون ولم يأتوا كما زعموا فيلومها أبيها عن العائلة التي أوقعتهم بها
رمت الهاتف بطول ذراعها وتحركت حتى المرآة
عينيها منتفختان من كثرة البكاء والسهاد يفرض ظلاله عليهم
شعرها متقصف ووجهها باهت لا روح فيه
عادت ونظرت لشعرها تتذكر أنها لم تكن تتركه هكذا أبداً
لولا أنها كانت تريد أن ترتدي الحجاب وارتضته قلباً وروحاً لكانت خلعته بكل هذا التشوش الذي هي فيه
طرقات على الباب صحبها دخول ياسين يحتضنها بحنو وهو يسألها بخشونه فتية :-
" كيف حالك الأن ؟"
ابتسمت هنا متنعمة بشعورها الأخوي معه وهي تطمأنه فهمس لها :-
"لا أريدك أن تخافي أن جوارك دوماً "
دمعت عيناها وهي تومئ له برأسها حتى كانت أمها تدخل عليهم الغرفة ويبدو عليها التوتر وهي تقول لياسين في عجل :-
" ياسين اتركني مع أختك "
بعدما خرج ياسين وتركهم اقتربت هناء منها وقالت :-
"لقد وصل أبيكِ لابن خاله فقال أنه سيأتي به مساء الغد ليحلان الأمر وتأسف لوالدك كثيراً "
كادت هنا أن تومئ برأسها بلا اهتمام حتى توجست من نبرة أمها الأخيرة فسألتها :-
" ماذا يعني تأسف
هل سبني فيتأسف بن خاله بدلاً عنه ؟
لقد اتهمني في شرفي لا أريد سوى الطلاق "
شهقت أمها روعتها فناظرتها بقلق وهي تقول :-
" ماذا يا أمي لما انصدمت هكذا هل لي من عودة بعدما حدث بالأساس ؟"
زاد توتر هناء وهي تفرك كفيها ثم بكت بقلة حيلة قائلة :-
" يا ابنتي الكلام الذي قاله ليس هين لو انتشر عنك وطلقك ستكون فضيحة "
صمتت هنا دون رد منتظرة المزيد فسارعت هناء بالقول :-
" صراحة يا هنا أبيكِ يقول علها وزة شيطان فليسمع منه أولاً "
انتفضت هنا من مكانها خارجة من الغرفة غير عابئة بنداء أمها وهي تدخل على أبيها الغرفة قائلة بانهيار :-
" هل ستعيدني له ؟
هل ستعيدني له حقاً ألا يهمك أنه اتهم ابنتك في شرفها "
" اخرسي واخفضي صوتك
أنتِ السبب لو لم تجلبي لنا العار بقصتك مع بن خالك والتي قصتيها عليه بكل غباء لم يكن ليحدث كل هذا "
ارتدت هنا للوراء شاحبة وهي تقول :-
" كيف عرفت ؟"
" عرفت يا غبية لعنكِ الله
لقد اغلقت معه لتوي فأخبرني
كيف لا تريدين أن يدخل الشك لقلبه بعدما حكيتِ له
كيف تعملين ببناية بن خالك بها بالأساس وقد علمتِ عن تحسسه بالأمر
كيف توافقين على توصيله لكِ
أنتِ من أدخلتِ الشك بقلبه فتحملي لا طلاق عندي "
……………………..
الخذلان أشبه بمن ظل يطمأنك بليلة قارصة الشتاء شديدة البرودة والمطر رافعاً عليكِ مظلة حبه وحين احتميت فيها لم تجدها سوى مظلة مثقوبة!

" ألا تتعظين لأخرتك أبداً ؟"
قالها سعد لأمه وقد دخل لتوه منذ دقائق قادماً لزيارتها
توجست أمه وهي تنظر له قائلة بدهشة :-
" ماذا حدث يا ابني ؟"
ابتسم ساخراً وهو يناظرها بعين العالم بكل شئ قائلاً :-
" هل تظنين أني لا ألاحظ تلك النظرات بينك أنتِ والشيطانة ابنتك ؟"
نظرت كل من أمه وأخته الكبرى لبعضهم البعض بذهول ثم تحدثت أمه ممتقعة الوجه قائله :-
"أقسم بالله لم أنظر لها حتى "
أصدر همهمه مكذبة ثم قال بعينان ملتمعتان بالقسوة :-
" تلمزينها منذ أن أتيت
تظنين أني لا أعرف لما ؟
بالتأكيد لتضع لي شيئاً يضرني بالشراب وكأني سأتذوق شيئاً هنا بالأساس "
" رحم الله جنونك " قالتها أخته بغضب فانتفض وهو ينظر لوالدته قائلاً بهسيس :-
" اسمعي لقد أتيت لأحذرك
هذا الفاجر ابنك حذيفة إن لم يبتعد عن بيتي وزوجتي
سأقتله "
اليوم التالي مساءاً

" سعد نادم يا حاج راضي ولعلها ساعة شيطان فعفى الله عن ما سلف وليعودا معاً "
قالها خال سعد الذي أتى مع ابنه مصطحباً بن أخته بينما مازال هو مطرقاً بصمت دون حديث
" هو لم يكسر ظفرها لقد سب عرض ابنتي وتقول لي ساعة شيطان ؟"
قالها راضي بقسوة غاضبة فوصله رد الرجل سريعاً بتأنيب وقلباً صريحاً للأمور :-
" ابنتك مخطئة يا حاج راضي
كيف تعمل بنفس البناية مع رجل كانت تسعى خلفه "
"أبي كيف تقول هذا ؟"
قالها بن الرجل بحمية وقد احمر وجهه لا يدري راضي انفعالاً أم تحرجاً
لكن الأكيد أن الحرج والغضب كانا يعتريانه هو وهو يريد أن يقتل ابنته اللحظة بما وضعته فيه
"هو بن خالها وليس برجل غريب كما أن عملهم بنفس البناية أتى صدفة "
نقر الرجل بعصاه أرضاً مضلالاً وهو يقول بتجهم :-
"صدفة أو غيره المرأة الصالحة لا تسقط الشك بقلب زوجها
لقد أتيت بنا وتريد أن تضع علينا الحق بينما كل الحق عليكم "
" لا تظن أنك ستضعفني بهذا الكلام يا حاج هذا ليس مبرراً لطعنها في عرضها
ابنتي صالحة رغماً عنه وعن عائلته كلها"
قالها راضي بعصبية وقد تفصدت العروق من جبهته مواصلاً :-
"إن كان هذا فالطلاق أفضل"

"أنا أريد زوجتي " الجملة الوحيدة التي نطق بها
ناظره بن خاله بإشفاق وهو يرى وجهه المربد وهو يجلس مطرقاً برأسه دون حديث سوى من هذه الجملة
التفت راضي له قائلاً بغلظة :-
" بهذه البساطة تريدها
كانت معك وطعنتها بشرفها ثم طردتها "
انتفض سعد بغضب قائلاً :-
"أنا لم أطردها هي من طلبت الذهاب وألحت عليه
وما حدث كان لحظة غضب عمياء "
" هاهو قال لحظة غضب عمياء السماح منك يا عم سعد طيب القلب وأخلاقه عالية فلتعذره
هو مخطأ وحقكم على رأسنا "
قالها بن الرجل مقاطعاً على أبيه الحديث والذي ناظره شذراً فتنهد راضي قائلاً :-
" ماذا لو أهنتها مرة أخرى ؟"
" لن يحدث هي في عيني " قالها سعد بنبرة بدت صادقة لأذني راضي فتحدث قائلاً بتشديد ونبرة محذرة :-
" سأمرر الأمر هذه المرة لكن لو علمت أنك اقتربت منها لن تلومني على رد فعلي "
هب واقفاً وقال :-
"سأخبرها لتجهز نفسها إلى أن تشربوا قهوتكم "
بعد ربع ساعة
" أنتِ لن تذهبي معه لمكان
سأتصل بخالي شهاب وأخبره أن يأتي ليأخذك "
" اصمت يا ياسين "
قالتها هناء باكية ثم واصلت بولولة أم :-
"ببطنها طفل ألا تفهم بينهم طفل ولم تكمل العام زواج وتريدها أن تتطلق ماذا سيقول الناس "
" لقد اتهمها بشرفها يا أمي هل تريدون أن تجننوني "
" لا دخل لك "
قالتها هناء بحزم ثم نظرت لابنتها قائلة :-
"أبيكِ معه حق لا تخربي بيتك
أنتِ من تسببت بحالة زوجك وأدخلتي الشك لقلبه
عودي واكسبي زوجك لصفك مرة أخرى حتى تخرج هذه الشكوك من رأسه "
تبادلت هنا وياسين نظرة خذلان لها مغزى ثم أومأت برأسها في صمت وهمست والماً وجيعاً ينخس قلبها :-
" سأبدل ملابسي "
بعد ساعتين
لم تهتم للطريق الغريب الذي سلكه والصمت مخيم عليهم في السيارة معاً حتى صف السيارة فنزل ونزلت معه متوقعة أنه بيت جديد
دقائق وكان يفتح باب الشقة فدخلت بصمت دون أن تتحدث بشئ
ناظرها سعد بتوتر ثم اقترب منها هامساً :-
" لما لا تقولين شئ ؟"
"أظن أنه لم يعد بيننا شئ ليقال "
قالتها بكراهية شديدة أفزعته فاقترب منها بتلهف هامساً بنبرة شديدة المنطقية والحنو :-
" هنا حبيبتي لا أحد يحبك مثلي ويعرف مصلحتك مثلي
أنا أدرى بكِ منهم جميعاً وأعرف أنكِ طيبة لا تفطنين لخبثهم "
…………………….
حبال الكذب قصيرة لكن حبال الخديعة مهترئة
" هل هذا هو البيت ؟
قالها رأفت لعمار الذي توقف بالسيارة فاومأ قائلاً :-
" نعم هو لقد تأكدت "
" حسنا لننزل " قالتها نجلاء بلهفة فنزلوا جميعاً من السيارة متحركين ناحية المبنى
قبل دقائق بالداخل
" سأشتاق لك " همستها نور بتلهف قابله بفورة عاطفة ثم ابتعد عنها يعدل من هندامة أمام المرآة قائلاً بنبرة مبحوحة وهو يناظرها بعينيه من خلالها
"أما أنا فمشتاق من الأن "
ابتسمت بحب مسيطر عليها تماماً وهي تتناول مأزرها ترتديه دون أن تغلقه حتى نظر الاثنان لبعضهم البعض على صوت ( جهاز الاتصال الداخلي )"
تحرك رفعت للخارج وهي تتبعه حتى رفع الهاتف لأذنه مستمعاً لحارس العمارة بتجهم ثم نطق باقتضاب :-
" " أرسل لي ....... و ........ قبلاً ليقفا أمام باب الشقة ثم دعهم يصعدون بعدها "
" من يا رفعت "
ناظرها بصمت ثم اقترب منها بثبات يضمها إليه قائلاً بنبرة قوية :-
"أسرتك بالأسفل "
" ماذا " همستها بانشداه ثم ارتعدت بين ذراعيه قائلة بانهيار :-
"لا يا رفعت لا أريد رؤيتهم
أرجوك لا أريد مقابلتهم "
دفنت وجهها بصدره باكية وهي تقول :-
"أريد أن أظل معك لا تدعهم يأخذوني "
"أبداً "
قالها بقسوة حازمة ثم رفع ذقنها لها بأصابعه فاضطربت للقسوة في عينيه وهو يواصل بتملك مسيطر :-
"أنتِ لا قوة في هذا العالم قادرة على إبعادك عني ولا حتى أنتِ "
مال أخذاً أنفاسها لدقائق غير عابئاً بهم فبدا تماما كاثنين استذلهما شيطان الغواية فأغراهما نحو الغرق ثم أخيراً حين سيطر على نفسه همس لها :-
" ادخلي وبدلي ملابسك ولا تخرجي حتى أتي وأخذك "
بعد دقائق
حين فتح لهم الباب دفعه عمار وهو يسب بعنف غير عارفاً بهوية الذي أمامه
إلا أن حرس رفعت كبلوه بقوة مما جعل نجلاء تناظره بذعر بينما رأفت ينظر له بغضب إلا أنه لم يبالي وهو يكتف ذراعيه قائلاً بسيطرة :-
"أظن
أنكم تدركون الأن أن عليكم الهدوء والتروي "
"أي هدوء يا هذا تأخذ ابنتي وتغرر بها وتطلب منا الهدوء هل تظن أن البلد ليس بها قانون ؟؟
" قالها رأفت بغضب وعصبية منفلته بينما صرخت نجلاء بانهيار :-
" ابنتي
ابنتي أريد ابنتي أين هي "
لم ينظر لها رفعت ولم يبالي بسباب عمار المكبل من حراسه وهو ينظر لرأفت قائلاً ببساطة :-
" ابنتك بالغة لسن الرشد وهي معي هنا برغبتها لنرى أي قانون بالعالم يستطيع أخذها مني "
" ماذا عن زواجكم الذي أخبرتنا به غير عابئين بالعدة أليس هذا مخالف للقانون "
قالها عمار بعنف إلا أن رفعت رد بهدوء رغم التماع عيناه بالقسوة :-
" لا أعرف عما تتحدث لكن ما لديك بلله واشرب ماءه "
"أريد رؤيتها أرجوك "
قالتها نجلاء بتذلل فنظر لها بثوانٍ ثم قال بنبرة مسيطرة آنفة :-
" سأدعوها الأن "
صمت ثم واصل بنفس السيطرة إلا أنه أسبغها بالحزم :-
" ستخبركم بنفسها عن تخليها عنكم ومن هنا لا أريد رؤيتكم مرة أخرى "
" يا إلهي ما هذا الجحيم " همسها رأفت بقهر غير مصدقاً أن كل هذا يصدر عن صغيرته نور
إلاا أن ثلاثتهم فغروا أفواههم وهم يرونها تخرج معه
مندسة أسفل ذراعه بخضوع جعل رأفت يندفع نحوها بينما عمار يحاول الوصول
حاول رأفت شدها من ذراعها صارخاً بجنون :-
" هل جننتِ يا نور كيف تفعلين هذا بنا
انطقي يا ابنتي هل هنت عليكِ؟"
لم يمكنه رفعت منها وهو يضمها له أكثر بينما أغرورقت عيناها بالدموع قائلة :-
" كما هنت عليكم قبلا يا بابا
كما انشغلتم بمشكلاتكم سوياً ولم تتذكروني "
" أنتِ تستحقين الرجم يا فاجرة ولكِ عين" صرخها عمار بعنف جعل رفعت يتحرك بغضب ناحيته أوقفته هي مواصلة :-
" نعم لي عين يا عمار
لي عين وأرى أنه لا يحق لك الحديث أو التعليق
منذ متى كنت لي أخاً
أخبرني بعمرك كله متى كنا إخوة
لقد فضلت صحبتك لماريان عني
كنت تشاركها كل تفاصيلك ولا تفعل معي
حتى رنا كنت تلهث وراء أخوتها متملقاً لها وللتقرب منها بكل شكل بينما أنا لا إذا لا يحق لك يا عمار
لا يحق لك أبداً "
"ابتعدي عنا لا نريدك حتى أن تتذكرينا " قالها بازدراء جعلها تبتسم ساخرة وهي تلتفت لنجلاء الباكية وهي تقول :-
" وأنا ألم تفكري بي قبلاً ؟"
ازدادت دموع نور انهماراً وهي تقول ساخرة :-
" كان حري بكِ أن تفكري أنتِ بي قبلاً يا ماما "
عادت ونظرت لأبيها مرة أخرى فأوجعها الشيخ الذي رسم معالمه على ملامحه إلا أنها نطقت بانهيار :-
" لا أريد رؤيتكم مرة أخرى انسوني لأني نسيتكم "
بعد دقائق طويلة مرت بمشاحنات وشجار أغلق رفعت ورائهم الباب ثم دخل غرفتهم فوجدها دافنة رأسها بوسادة الفراش تبكي
اقترب منها يضمها له هامساً بحنو أخضعها :-
" لا تبكِ يا يمامتي
من اليوم لن يفرقنا أحد أبداً "
رفعت عينيها الضعيفتين له هامسة :-
"أتعدني ألا تتركني "
ضمها إليه بتلهف هامساً بحرارة ووعد صادق :-
"أعدك يا يمامتي أعدك"
………………….

لم تفهم حواء يوماً ثورات آدم
ولم يستطع هو فك شفرة مكيدتها

" عساني لا أُحرم من ابتسامتك أبداً "
قالتها سديل جالسة على الأريكة وهي ترى سنا تلاعب ابنها تضاحكه بصوت عالٍ فيضحك الصغير بهناء
ابتسمت سنا وهي ترفع كفيها قائلة بتضرع :-
"اسأل الله أن يهون علينا ويصلح حالنا يا سديل ويرد لنا ماجد "
ظلل الحزن ملامحهم سوياً بينما قالت سديل :-
"ألا أخبار عنه أبداً
لقد اشتقت له يا سنا اشتقت له جداً "
مطت سنا شفتيها وقالت :-
"لم أترك أحد إلا وسألته "
حكت جبهتها ثم قالت :-
" أكمل هو الأخر مختفي وسراج يتصل بي ليطمئن علينا سوياً "
القسوة التي ارتسمت بوجه سديل جعلتها تقول :-
" لم يعد بينكم شئ يا سديل ... لكنه من رائحة أهلنا صحيح "
شردت سديل بالرسالة التي أرسلها لها مساء الأمس
" لا تردي على اتصالاتي فصوتك بذاكرتي يغنيني
احرميني من رؤيتك فصورتك مطبوعة بكل ركن من غرفتي وقبل هذا بروحي
اهربي طويلاً واقسي كثيراً لكن إياكِ أن تنسين حبي
إياكِ أن تنسبين قلبك لمالكه"
رسالته التي كان ردها عليها هو حظره ولا تعلم المرة الكم التي تحظره فيها
الحقير يظن أن عدة جمل سخيفة ستضعفها
والله لو لحس تراب أسفل قدميها لن ينال قلبها أبداً
" سديل أين ذهبتِ ؟"
هزت سديل رأسها نفياً وهي تغير الموضوع قائلة في محاولة للاطمئنان :-
"أشعر أن الأمور هادئة بينك وبين عمار صحيح؟"
شردت سنا ثم قالت بهدوء متعقل :-
" أنا أحاول الحفاظ على بيتي يا سديل
أحاول أن ابني أسرة تعوضني ما فاتني
أحاول أن اجعل ابني يعيش في أسرة سوية كالتي نشأنا فيها
ربما عمار ليس المثال الجيد لهذا لكنه اختياري وأنا تعلمت أن اتحمل نتيجة اختياراتي
أشعر أن موضوع أخته أثر فيه فيحاول اصلاح الأمر بيننا
كما أنه اهتم بعمله أكثر وسنفتتح فرعاً أخر للجريدة يعني أردت أن أقول أني أعطي حياتنا فرصتها للنجاح "
أخذت سديل منها الصغير ثم قالت بتمني :-
"أصلح الله بينكم حبيبتي "
ليلاً
حين فتح عمار الباب امتعض بقنوط للظلام المخيم على الشقة
لقد نامت ككل ليلة جوار ابنها دون أن تهتم بانتظاره
وبالطبع صباحاً ككل يوم ستعتذر لأن أحمد الصغير أنهكها
سنا تهتم به يوم ثم بالصغير عشرة أيام
تحرك زافراً وهو يدخل الغرفة عازماً على إيقاظها اللحظة
هو يحتاجها
هو أشد حاجة لها الليلة بعد هذا اليوم العصيب
اقترب من الفراش فوجدها نائمة والصغير ينام على صدرها
اقترب ليحمله إلا أنه اشمئز بوجهه ممتعضاً من الرائحة التي لا يعرف مصدرها
وضعه جوارها على الفراش ثم نادها هامساً بضيق:_
"سنا استيقظي "
دقائق وانتفضت تدعك في شعرها المهلهل هامسة بنبرة متحشرجة :_
"متى أتيت؟"
لم يرد عليها قائلاً بنفس نبرة الضيق وهو ينظر لصدر منامتها:_
"ما هذا الرائحة يا سنا وكيف تنامين هكذا "
نظرت لنفسها ثم تأوهت بحنو هامسة:_
إنها بقايا رضاعة أحمد بعد الهضم انتظر سأبدل له ملابسه واضعه بفراشه"
حك عمار أنفه بتقرف كاتماً امتعاضه ثم قال بنبرة مكتومة :_
"لا على راحتك
سأنام بالغرفة الأخرى"
………………………

يتبع


إسراء يسري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس