عرض مشاركة واحدة
قديم 25-07-22, 11:04 PM   #504

Hager Haleem

كاتبة قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Hager Haleem

? العضوٌ??? » 359482
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,301
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Hager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

( العاصمة )

رحلت الأم .. وبقي الثلاثة إخوة
للوهلة الأولى ذوي القلوب ذُهلا .. اما الثالث متبلد !
ثم انهارت الفتاة وترنح الكبير للحظة .. والثالث متفرج
لحظة أخرى وسقطت الفتاة فتحرك الثالث يضمها إليه .. فهي ما تخصه .. !
عيناها تبكي وقلبها ينزف .. وهو صامت
يضمها فقط ويربت عليها بآلية مقيتة دون نطق
هل يواسي ؟!!
وكيف يفعلها ؟!! .. فقلبه تحجر !
لحظة أخيرة وتمالك الكبير نفسه فانضم لأخوته على الأرض التي احتوتهم كما لم تفعل من انجبتهم لهذه الحياة ، يضم أخته إليه بيمينه فتسكن صدره وبكائها انقلب لنحيب جنائزي مؤذي
وبيساره ربت على ظهر الآخر وكأنه ورغم كل شيء يُعزيه في مصابه !
انتفض آل وازاح عينيه عن توأمته ثم رفعهم إلى بِشر ناويًا سلك طريقه الاسهل ومهاجمته لكن الكلمات حُشرت فوق شفتيه حين أبصر دموع أبية تحاربه للظهور
أما بِشر فلم يتراجع رغم انتفاضة آل بل أصر عليه وشد على كتفه بينما يضم فداء إليه أكثر وأكثر وكأنه يخبره دون حروف أنها رحلت لكن ثلاثتهم باقون !
اصوات من يحيطون بهم كانت مشوشة ، يطلقون التوحيد ويعزونهم ببكاء حزين وأولهم خالتهم وصخر ..
أما فضة فابتعدت للوراء وهي تحمل ليندا كعادتها في الفترة الأخيرة وقد دمعت عيناها بدورها حزنًا على مصابهم !
ثم تركت لساقيها العنان فأخذت الطفلة وتحركت دون هدى إلى أن وصلت لحديقة المستشفى وقد طفرت الدموع من عينيها تأثرًا وأسى على الفاجعة وقد أعاد لها المشهد ذكريات يوم رحيل والدها
فما أشبه ما يحدث الآن بما حدث معها هي واخواتها
كانت نفس الاصوات تحاوطهم ..
نحيب مخيف وعويل مرعب وولولة لا تتوقف
وليث يحيطهن بذراعيه ، يحميهن قدر إمكانه ..
لكن مهما بلغت قوة المرء لن تهزم ابدًا وجيعة الفراق .
ارتعبت ليندا من بكائها فبكت هي الأخرى مما أجبر فضة على تمالك نفسها فضمتها إليها وهمست لها تطمئنها بصوت متألم :
" لا تخافي ، لا تخافي .. لم يحدث شيء ، أنتِ بخير "
" لكنك لستِ كذلك "
انتفضت على صوته القريب منها فالتفتت لتجده قريب بالفعل ، بل اقرب من اي وقت مضى ..
ينظر إليها دون تعبير وكأن عينيه تحولتا لقطعتي زجاج لا يعكس شيء !
" اعطيني ليندا .. فأنتِ تخيفينها "
تمتم بها وهو يسحب ابنته بالفعل من بين ذراعيها فأراحت ليندا رأسها على كتفه وهي لا تزال تنهنه من البكاء فيمسح على ظهرها بلا توقف وعيناه ثابتة على فضة التي كانت تنظر إليه بدورها دون حراك وكأنها تنتظر منه أي ردة فعل !
" I can hug you too if you want "
( أستطيع معانقتك أنتِ أيضًا إذا أردتِ )
تمتم بها بجدية تامة جعلتها تنطق عفويًا :
" ها !! "
رمش آل ودون أن يفقد جديته للحظة قال :
" سأحتوي مأساتك لا اكثر "
امتقع وجه فضة وارادت التراجع لكن آل تمتم بصوت غريب جعلها تتوقف محلها :
" او ربما انا بحاجة إلى هذا العناق "
رمقته فضة بتردد وشيء داخلها أجبرها أن تقف وتنصت إليه فتنهد آل ثم غمغم بصوت ضائق :
" لقد حجزوا لفيدا غرفة ترتاح بها وبِشر ينهي الإجراءات مع صكر "
كانت تدرك أنه لا يستطيع نطق حرف الخاء فهزت رأسها بتفهم ثم مسحت وجهها بكفيها وتمتمت بصوت اكثر ثباتًا :
" البقاء لله "
" I love you Silver "
تمتم بها عفويًا ثم لم يعطيها اي فرصة واستطرد بنفس النبرة الغريبة التي تسيطر عليه حينما رأى صدمتها :
" لا اعلم ، اردت قولها فحسب "
ثم أولاها ظهره وتحرك وهو يهمهم بثبات قاتل :
" هيا لننضم لهم ، بِشر وفيدا بحاجتنا "
وللعجب وجدت فضة خطواتها تتبعه ..
رغم عنادها الدائم
رغم حرف النون الذي جمعهما والتي كانت لتعترض عليه في حالة أخرى
لكن ما تراه منه يسحب البساط من تحتها ويأسرها اليه دون تحكم منها .. !
في تلك اللحظة شعرت فضة أن الرابط بينهما اضحى أكثر قوة من أي وقت مضى
فاستسلمت له ، بكامل وعيها ... بكامل إرادتها .

________________

قراءة سعيدة ❤️


Hager Haleem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس