عرض مشاركة واحدة
قديم 30-07-22, 12:55 PM   #1225

الريم ناصر

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 408952
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,336
?  نُقآطِيْ » الريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond repute
افتراضي الفصل الرابع والعشرون

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
استغفرالله العلي العظيم وأتوب إليه
،
الفصل الرابع والعشرون
(1)
،
،


،
بعدما تم أخذ منه عينة من الدم تم نقله إلى خارج المطار . . وهو يشعر أنه في كابوس مُريع . . تم وضعه في غرفة التحقيق لساعات طويلة . . تاركينه وحيدًا يتصارع من المجهول . . وّ بلغ الخوف منه ما بلغ . . ليس خوفًا من مايجرى له . .بلّ خوفًا من معرفته لذنب آخرى !
يشعّر إن السقف سيسقط عليه من شدة ما يشعر به من اختناق !
" يارب الصبر الصبر ألهمني السكينة يارب "
فتح الباب فجأة وتطلع به بخوف ، ودخل رجل يرتدي ثياب رسمية وجلس أمامه وهو يعرف بنفسه " كيف حالك .. معك المحقق زامل محمد "
ابتلع ريقه وهو يراقبه وهو يقوم بفتح الملف الذي أمامه وهو لم يعلق . . وبعدها قال بصوت شائب" ليش أنا هنا ؟ ماقلتوا لي ؟ وليش أخذو مني عينة دم لتحليل نسبة المخدرات؟ "
ضيّق المحقق عيّنيه وهو يحدق بوجهه" ليش أنت ما تعرف أنك كنت متعاطي للمخدرات قبل الحادث "
شهق بعمق . . حتى شعّر إن قلبه يخرج من جسده من وقع الصدمة عليه . . وردد بهذيان" لا لا ماعرف .. أساسًا أنا .. فاقد الذاكرة يعني . . مادري ماعرف "
نظِر له المحقق بتدقيق ومن ثم صرف ناظّريه إلى الملف الذي أمامه وقال " من متى فاقد الذاكرة ؟"
" بعد الحادث .. والله قبلها معرف وش صار لي "
رفع ناظرّيه المحقق وشبك يّديه وقال " طيب أنا بقولك وش صار قبل الحادث "
" الوليد عبدالعزيز الكاسر 31 سنة .. انقلبت بالحرس في الرياض وجلست تقريبًا ثلاث سنوات بعد تم نقلك إلى حائل تحت قيادة العريف جابر هذال الهذال . . وبعدها تقربيًا بسنة ونصف تم ترقيتك . . وبعدها بـ 8 أشهر تقريبًا . . لاُحظ عليك تصرفات غريبة والغياب متكرر ومستغرب منك .. ورفض المهمات الموكلة لها وأهمالها ..
والإعتداء على مسؤول كبير وأيضًا على بعض زملائك ومقيم أجنبي بعدها صار الحادث وتم نقلك إلى مستشفى الحرس وتم العثور على نسبة عالية من الكبتاجون في دمك وبعدها "
وصمت قليلًا وهو يحدق بتفاعلات وجهه الذاهلة . . وتابع " تمّ نقلك بطيارة خاصة إلى أروبا وتحديدًا آيسلندا بمستشفى العام المركزي "
ومد إليه ورقة وهو يقول " هذا تقرير من مستشفى الحرس يثبت أنك كنت تتعاطى هذا النوع من المخدرات .. ومن خلال عينه سحب الدم تم التأكد أنك لم تتعاطى خلال الفترة السابقة ..”
عندما أنتهى من حديثه أخيرًا . . كان الوليد حرفيًا على مشارف من الموت اللحظي !
اغمض عينيه يحبس دموعه الحارة ، وهو يتنهد تنهيدة مثقلة و موجعة وّيشعر بنغزات متفرقة في صّدره !
وضع كلتيا كفيه على وجهه وهو يتنفس بصوت مسموع وسريع . . لدقائق طويلة طويلة جدًا . .
وأبعده كفيه وهو ينظر للمحقق وقال بضعف " أنا سويت .. كل هذا ؟"
عندما هم إن يتحدث المحقق ، تعالت طرقات الباب وفتح من قبل أحدى الضباط وقال " العميد جابر الهذال بيدخل "
توقف المحقق وهو يأخذ الأوراق ويضعها بالملف ويخرج خارجًا ، وبعدها بدقيقة دخل رجل يرتدي اللباس العسكري ومعه عمه فهد . . وقف وهو ينظر لكليهما بنظرات متفرقة وتحدّث عمه فهد " أعرفك على العميد جابر الهذال رئيسك السابق .."
مد يده لمصافحته ولكن تفاجأ عندما احتضنه وقال " الوالد مايسلم على ولده بعد طول غياب إلا . . بخمةً تشفي الغليل"
ابتعد العميد وقال " أجلس أجلس يالوليد ورانا كلام طويل "
وناد الضابط يحضر مقعد لعمه
.........................................
،
،
تحدث العميد وهو يتطلع بوجهه بلهفة " أول شي بشرني يالوليد وشلون صحتك عساك بخير وعافيه والله يوم شفتك واقف على رجولك ماصدقت عيوني .. عقب اللي جاك قلت أقل شيء بتصير مقعد بس رحمة ربك سبحانه "
ابتلع ريقه وقال " أنا بخير بخير الحمدلله . . صحتي طيبة بس بعد اللي سمعت ماني بخير " وتطلع بوجهه عمه" أنا كنت متعاطي .. متعاطي ياعمي تدري ؟؟؟"
تقابلات أنظار الرجلين بصمت وقال " لا تسكتون تكفون قولي لي .. أنا الكلام إللي سمعته صح ؟ أنتم تعرفوني أكثر مني قبل !!!! أنا متعااااطي ؟؟؟؟"
تنهدّ العميد جابر " استهدي بالله يالوليد وأسمع مني"
وتابع بنبرة جادة " قبل لا أقول أنت كنت متعاطي ولا لا بقولك وش كنت عليه قبل التعاطي "
وصمت لوهله يتلقط أنفاسه وأستطرد " تم قبلوك ضمن المنقولين من الرياض إلى الشمال وتم تحديدًا قبولك بحائل . . وكنت تحت قيادتي لحراسة الأمير الله يحفظه . . كنت رجّل المهمات الصعبة . . كنت ما أثق إلا بك وأثبت نفسك عندي بمدة بسيطة .. كنت ذارعي الإيمن وطلبت ترقيتك . . كنت أشوف الصلاح بتصرفاتك وأفعالك وكنت ماعدّك إلا ولدًا لي والله الشاهد .. بعد ترقيتك لاحظت عليك تصرفات ماهي تصرفاتك إللي اعرفها .. كنت خايفًا عليك ولا أنا بشاكًا بك ! وكثير من الضباط يجون لمي يقولون تصرفات الوليد صايرةً ماهي طبيعية هنا شكيت .. وكنت مقرر احتسي معك بس .. سبحان مسيّر الأمور سويت الحادث "
" وجاني الخبر مثل الصاعقة اللي فوق راسي .. يوم رحت وشفتك كنت بحاله تضيق الصدر ماتوقعت تقوم بعدها
.. وبعد ما اكتشفو إن فيه نسبة عالية من المخدرات بجسمك عرفت وش سبب تصرفاتك ... بغيت اتمتم على الموضوع ولا أحدًا يدري به ولا أحد يتشمت فيك بذات من زملائك .. حاولت أسوي كل شي أقدر عليه . . وأقل شي قدرت اسويه أني اطلعك من هنا تتعالج برى بسبب حالتك الصحية السيئة . . لكن ماقدرت أتكتم على الموضوع للجهات الأمنية إللي بالمطار . . ولأنك من السلك العسكري كان صعب علي أخفي الموضوع .. سافرت وكنت أتطمن عليك بسؤالي لعمك فهد الله يحفظه .. ولمّا قال لي أنك بتجي للحايل .. خفت من فتح التحقيق مرة ثانية وهذا اللي صار "
طال صمته للحظات وهو ينظر لكليهما بنظرات موجعة ومغبونة ، وتوقف على قدميه وحاط الغرفة ذهابًا وإيابًا وهو يمسك رأسه بكفيه ويردد الحوقلة بعجز ، وقف عمه فهد ولكّن امسكه العميد وقال " خله خله "
تطلع به عمه فهد بقلة حيلة وهو لا يزال يردد الحوقلة بصوت بائس . .
وتوقف فجأة واقترب قائلًا " طيب قل لي إذا أنا كنت قبل بالصفات الحميدة اللي تقولها .. ليشششش ليشششش رحت للدرب هذا؟؟؟ "
واختنق الحديث بحلقة" أمي ماتتت باسبابي و.."
وصمت وهو يتذكر ابتسام . . كان متعاطي لذلك هو أبرحها ضربًا . . لذلك هو أسقط طفله . . لذلك هو كسر اعضاءها . . لذلك هي ترتعب بمجرد مروره بجانبه !
تأووه بأسئ" أخ أخ يارب يارب"
لم يصمت عمه فهد أكثر واقترب منه قائًلا " قل لا إله الا الله يالوليد ! واستهدي به !! "
نظِر لعمه بقهر وقال " ليش ماقلت لي يوم شفتها ؟؟؟؟ ليش ليش كان أهون علي إنك تقولي السبب ولا أجلس أفكر ليششش أنا سويت كذا وليش وليش وليشششش"
صرخ باخر حديثه وهو ينتفض ، لم يستطيع إن يتحدث عمه عن أسبابه . والوليد يضرب قلبه بيده" أخ أخ يالووووجع أخ أخ !!!!!!"
عاد إلى مقعده تاركًا عمه يهتـز بألم على حاله وقال " إذا بوه شي أنا مسوية قولوا لي وش غير التعاطي والاعتداء وش غيره ؟؟؟وش غيره ؟؟؟"
تقابلت أنظار الرجلين بصمت وقال " سألتكم بالله تقولون لييييي مابي بعدين انصدم بشي جديد ماااابي "
تنهد العميد ولم يعلق
صرخ بهما " وش غيره وش غيره ؟؟؟؟؟"
تدخل عمه فهد " يالوليد لا تزوده على نفسك كنت أنت بوقتها ماني واعي لتصرفاتك ولا تدري !!! والله ثم والله واللي رفع السماء بكبرها لو أنك صاحي ما سويت كذا "
لم يؤثر به حديث عمه شيئًا ونظر للعميد وقال " وش غيره ؟"
طال صمت العميد وهو يشيح بوجهه " تكفى قلها "
تنفس العميد جابر بصوت مسموع وقال باقتضاب " اللي سويت معه الحادث مات "
ضيّق عيّنيه وهو يمسك قلبه والعميد يتابع وكأنه بحديثه ينحره "وعشان الخطأ عليك مية بالميه .. طلبوا دية قدرها 200 ألف .. وتم تسوية الأمور"
تعالت صوّته بإنين مرجع " تسويه الأمور ؟؟؟ تقولها بكل بساطة ؟؟؟ أنا متعاطي ؟؟؟ وقاتل ؟؟؟ ومعتدي ؟؟؟ أخ ياربي أخ ياربي تلهمني الصبر أخ ياااارب "
تساقطت دموعه هذه المرة بوهن ، وهو يحضن وجهه بين كفيه أمام نظراتهما المتألمة على حاله !
.................................................. .............
،
،
هدأ بعدها بنصف ساعة ولا يزالان الرجلان ينظران بألم ، أطلق تنهيدة بصوت مرتفع وقال بعدها " فيه شيء غيره ؟"
كانت عيّنيه غائرة وهو ينظر لهما وقال العميد " مافيه شي وكل الأمور بإذن الله محلولة لا تشيل هم "
بلل شفتيه وقال بصوت مبحوح " وش فايدة إني اطلع كذا باردة ولا أخذ جزاي ؟ "
واغمض عينيه وابتلع ريقه " وش ذنب العامل اللي اعتديت عليه ؟ وش ذنب الضباط اللي اعتديت عليهم ؟ وش ذنب الرجال إللي مات ؟ وش ذنب أهله ؟ وش ذنب زوجتي ؟ "
عندما قال " زوجتي " شعر بمرارة تسري في جوفه
ونظر لعمه فهد وهو يقول " قل لي ياعمي كل هذولا وش ذنبهم يتنازلون؟ وأخرته أنا اطلع باردة مبردة ! وما كأني سويت ولا شيء"
قال العميد جابر " لأنك ماكنت بوعيك يا الوليد "
وقف بطوله وقال بجرح وهو يهتز " ماهو مبرر ماهو مبرر !!!!! لاحد يتنازل لاحد يتنازل أنا استاااااهل أتعفن بالسجن استاااااااهل !!!"
وتابع بصوت عالي " لو كل مجرم مثلي قالوا والله أنت مانت بوعيك خلاص متنازلين عنك كان محد عاش بالدنيا هذي !!! كان صار قتل وقتيل ونهب وسرقه !!! وتقولون بكل بساطة ماني بوعيي !! وضميري وش يريحه ؟ وذنب هالناس اللي أذيتهم وين بيروح ""
وشهقت أعماقه وجعًا وهو يردد " لاحد يتنازل لاحد يتنازل "
ونظر لعمه مرة أخرى " لا تحسب أنك سويت بي معروف ياعمي يوم طلبت يتنازلون عن القضية .. لا تحسب أنك سويت لي معروف ماغير أنك زدت وجعي وجع !!"
فهم عمه مقصده جيدًا . . وابتلع ريقه بألم
" اسألكم بالله شلون تبوني أشوف وجيه خواتي واخوهم مجرم ؟ أخوهم إللي ذبح امهم !!! "
واطرق رأسه بحرقة " اخ ياجرح قلبي وهم بكل مرة يقولون أنت اخونا مامثلك أحد .. ليش كذبت علي ياعمي ليشششش ليششششش ماقلت لي ليشششش وريحت هالقلب ليششششش"
وهو يضرب مكـان قلبه بسبابته ، تحدث العميد وقال " أستهدي بالله يالوليد .. أنا بنفسي حرصت عمك لا بقولك !! أنا إللي قلت له "
كتف ساعديه وقال " ليش ؟ ليش ؟ "
ابتلع ريقه العميد جابر وقال بصدق " كنت أحسب أني أفكك من التحقيق "
تعالت ضحكاته الساخرة وقال" ويعني تبيني طول عمري عايش وأنا مدري عن ولا شي ... ليش سويتوا بي كذا ؟؟؟"
قال عمه بألم " لأننا ندري أنت وش عليييه !! لأننا ندري وشو هو الوليد ومعدنه الطيب !!! حنا نعرفك إذا انت تجهل نفسك حنا نعرفك والله نعرفك "
اغمض عينيه وأعماقه تشهق بصوت مسموع . . قال العميد مردفًا " عمك صادز يالوليد .. ماسوينا كل هذا إلا عشاننا نعرف معدنك الطيب .. نعرف تربيتك وتربية أبوك .. والله لو واحدًا غيرك ماسعيّنا هالسعيّ . . العامل اللي يشتغل معنا بالمقر يوم اعتديت عليه انصدم وجاء قال لي إنك مو وليد اللي نعرفه .. واحد من الضباط قال لي والله إني متنازل عنه لإن شكل الوليد ماهو صاحي .. تدري العامل يوم أنك بالمستشفى تقطع من الصياح !!! عشانك !! حنا نعرفك يالوليد والله نعرفك "
شخر ساخرًا " أجل ليش رفعوا قضية ؟"
تنهد العميد وقال " العميد ناجي الضاوي هو اللي رفع القضية لك منّي لك إن اخليه يتنـ..."
" مابي أحد يتنازل قلت لك لاحد يتنازل "
ران صمت لحظي عليهم ، وقال العميد " براحتك "
نظر له فهد بصدّمة ولكن العميد تابع " ودك تنسجن لك كم يوم عشان هالاعتداء أبشر غدي اللي في جوفك يطيب .. بس مجرد ما يجي تقرير الطبي من المستشفى اللي برى راح يتم العفو عنك ! "
..........................
،
،
خرجا من غرفة التحقيق وقال فهد بصدمة" ليش قلت له كذا ؟"
تحدث العميد وهما يسيران " مابغيت أزوده يابو خالد .. هو للحين منصدم ولاحدن يلومه .. بنروح له في بيته و بتطلبه يتنازل "
أخرج فهد نَفَسَه بعد مَدِّة بألم وقال " والله إني خايفًا ينتكس والله إني خايف .. اللي عرفه ماهو سهل ماهو سهل "
" الله يربط على قلبه وينزل عليه السكينة "
وران الصمت عليهما للحظات وقال العميد " وش صار على تقرير المستشفى ؟"
" كلمت ولد أختي هناك وقال خلال اربع وعشرين ساعة بيرسلونه "
خرجا خارج المقر وتوجها إلى السيارة وقال " والله أنا لو علي ماخليته يجلس ولا دقيقة بس فيه أشياء أقوى مني "
ركبا السيارة وقال فهد " الله يجزاك خير ياطويل العمر والله لولا الله ثم وقفتك معنا كان الأمور صارت أشد من كذا "
قال العميد بصدق " والله إني أعده ولدًا لي والله الشاهد ماسويت كل هذا إلا من حرًا بتسبدي عشانه .. كان والله العظيم رجال له سمعته ومنصبه ومركزه بلحظة ربي غير حاله .. والحمدلله أنه تعافى وقام على حيله "
قال فهد مؤيدًا " إي والله الحمدلله على نعمته وحسن تدبيره . . عسا اللي جاه ماهو إلا رفعةً له بالآخرة "
" اللهم آمين "
قال فهد " بس أنا مستعرب شلون طاح بالبلا هذا !"
" الله العالم وحده . . وش اللي صار قبل ! "
وتابع " بنروح الحين للعميد ناجي غديه يتنازل عن القضية"
قال فهد " الله يسخره من سابع سماء "
وأخرج هاتفه ينوي الإتصال على سامي ، لكي يأتي ويكون مكانه مع الوليد . . فهو لا يستطع التغيب أكثر عن البيت وزيادة قلق والدته !
.................................................

واقفين جميعهم أمام غرفة التي أدخل فيها فارس ، ينتظرون خروج الطبيب لكي يخبرهم عن حالته . . فقد تم نقله وكأنه جثة هامدة من بيتهم . . والدّتها تحوقل بصوت عالي .. ووالدها يجوب الممر ذهابًا وإيابًا بتوتر . . وهي وبسمة تقفان بجانب بعضهما تحاولان التماسك . . وسليمان يقف بجانب والدتها ، سألتها بسمة بصوت منخفض " مالاحظتي عليه شي ؟ قبل مو تعبان ولا يشكي من شي ؟"
اجترعت ريقها وقالت " لا أبد ! كان بس رجله وكل فحوصات اللي هناك يقولون سليمة ! "
قالت بسمة براحة" يمكن بس إرهاق من السفر ! تعرفين فارس ما يأوي لروحه "
اطرقت رأسها بصمت ، وخرج الطبيب أخيرًا وتقدم والدها وهو يسأله " طمنا يادكتور "
" أجرينا له فحوصات كثيرة وكل شيءٍ سليم . . وهو لحدّ الآن غائب عن الوعي وقد يكون ماحصل له سبب نفسي بحت"
تغضن جبين عثمان بقلق " نفسي ؟ شلون يعني !!؟"
قال الطبيب بتوضيح" من خلال الفحوصات كل شيء سليم وشكل ولدك هو بنفسه ما يبي يصحي وكأنه رافض الحياة "
شعّر عثمان بدوار بفتك برأسه ولكنه تماسك وقال " يعني شلون غيبوبة ؟"
" تقربيًا . . وقد تكون غيبوبة عرضية ما تطول ومع هذا راح نتابع مؤشراته الحيوية ونعيد الفحوصات مرة أخرى"
قال عثمان بصوت متهدج" يادكتور هو تعرض لإصابه قبل شهرين ونص تقريبًا أثرت على الرئة وصارت بجسمه رضوض "
قال الطبيب باهتمام " إيوه "
تابع عثمان " يمكن يكون له دخل باللي صار له الحين "
قال الطبيب بعد تفكير " من خلال الفحوصات الأولية كل شي سليم ولكن راح نجري له أشعة ونشوف الوضع "
ونادى الطبيب الممرضة وأمر بنقله إلى قسم الأشعة !
وبعدها بقليل . .خـرج فارس وهو مستلقي على السرير بمنظر أوجع قلوبهم. . تقدمت والدته إلى عثمان وقالت بوّجع " وشبه وليدي ياعثمان وش به ؟"
" والله مادري .. مادري وشبه "
ووجهه حديثه نحّوها " وش صار باخوتس وش اللي جرا لكم وأنا مادري "
قالت بنبرة باكية" والله مادري يبه مااادري .. طول هالفترة وهو مافيه شي قسم بالله ولا عمره شكا لي ولا حتى توجع من شي وفحوصاته يقول سليمة "
جلس عثمان على المقعد الذي يقف عنده سليمان الصامت وهو يردد الحوقلة بقله حِيلة
..................................................
يتبع




التعديل الأخير تم بواسطة لامارا ; 03-08-22 الساعة 11:32 PM
الريم ناصر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس