عرض مشاركة واحدة
قديم 04-08-22, 10:32 PM   #3

رومي ملك البحار

? العضوٌ??? » 485849
?  التسِجيلٌ » Mar 2021
? مشَارَ?اتْي » 216
?  نُقآطِيْ » رومي ملك البحار is on a distinguished road
افتراضي Part 02

استيقظ هتّان في الصباح الباكر. وخرج من الكارافان ليصلي الفجر. فوجئ بعدد من سيارات الشرطة التي تحيط بالمكان. خرج فوجدهم يؤدون الصلاة. فصلى معهم الفجر ثم تقدم إليه أحد الضبّاط. سأله هتّان ما الذي يجري لم أعمل شيئا خاطئا.

جلس معه الضابط بلطف. وأخبره بأنه بالفعل لم يفعل شيء يخالف القانون. ثم أكمل قائلا انت شاب خلوق ومشهور ولو اكتشف الناس أنك ابن المليونير ستكون في خطر. لذا نتمنى أن تغادر هذا المكان وتعود إلى والديك. قال هتّان أفهم وجهة نظركم لكن هل تمنعونني من الوقوف في هذا المكان. قال الضابط: مالم يشتكي مالك المنشأة. لا يستطيع أحد أن يخرجك من مكانك. تحدث إليهم هتّان باحترام وتقدير لجهودهم وقال: لن أتحرك من هذا المكان حتى أجد تلك الفتاة. أو يطلب مني مالك المنشأة مغادرة المكان. فأنا قصدي شريف.

عرف الضابط أنهم لن يستطيعوا أن يجبروا هتّان عن ترك المكان الذي يقف فيه. وكانوا يأملون أن يتحدثوا إلى والديه أو إلى مالك المنشأة ليطلب منه ترك المكان. عاد هتّان إلى الكارافان. فتح هاتفه المحمول فوجد العديد من الاتصالات من والديه ومن أخته. اتصل بهم في محادثة جماعية. اعتذر منهم. فما كان من والديه إلا أن ابتسما له وقالا شاهدنا المقطع. ونحن نقف معك وسنساندك بكل ما نستطيع.

فرح هتّان بهذا الخبر وبوقوف عائلته معه. وزاده تصميما على أن يبقى في ذلك المكان حتى يجد الفتاة. ثم بدأ يقرأ ردود الأفعال. فمنهم من قال مجرد أحلام، بالكثير يوم أو يومين وتعود إلى منزلك. وآخر أشاد بما عمله من عدم محاولة تصوير الفتاة أو محاولة التحدث إليها. وأخرى قالت: سنشهد في الأيام القادمة قصة من أعظم القصص الرومنسية. وآخرون قالوا سنأتي وسنقف بجانبك حتى تجد فتاة النافذة.

ومع اشراقة شمس ذلك الصباح، بدأت أول سيارة تصل إلى مواقف المركز التجاري نزل منها شاب يلبس ملابس حراس الأمن، اسمه أمجد تقدم إلى هتّان وسلم عليه ثم جلس معه، وكان يحمل في سيارته المتواضعة أدوات الرحلات فأخرجها وبدأ يفرش المكان ويعد القهوة على الجمر. وشربا القهوة سويا تحت مراقبة من الشرطة التي تتواجد لتتأكد من عدم تحول المكان إلى فوضى لا يمكن التحكم بها.

علم هتّان أن أمجد يعمل حارس أمن في ذلك المركز التجاري. وأتى قبل موعد عمله ليجلس معه ويقوم بواجب الضيافة. تحدثا قليلا وتعرفا على بعضهما وأخبره أمجد انه يكن له الاحترام لما يعمله، وأنه سعيد لأن هتّان ليس من الشباب الذين يحاولون أن يعبثوا ببنات الناس. وأخبره بأنه لن يتردد بمساعدته في أي شيء يحتاجه. ثم ذهب ليبدأ عمله في المركز التجاري.

حرص الضابط على التواصل مع مالك المركز التجاري. وطلبوا منه أن يطلب من الشاب مغادرة المواقف. لأنهم يتوقعون أن يتوافد الكثير من المتابعين لدرجة قد لا يستطيعون السيطرة على الموقع. أخبرهم مالك المركز التجاري أنه في الطريق إلى الموقع. لم تمضي نصف ساعة حتى وصلت سيارة مالك المركز التجاري إلى حيث يقف هتّان. عرف هتّان أن مالك المركز التجاري هي سيدة أعمال من أغنياء تلك المدينة. نزل ابنها الذي بجانبها وتحدث إلى هتّان وقال إن والدتي تكن لك الاحترام وترحب بك في مدينتنا وتقول: شكرا على الزيارة والإعلان. المكان مكانك حتى تجد فتاة النافذة وإن لم تجدها. اتصل بينا في أي مكان أو أي زمان تجد عندنا ما يرضيك.

قال لهم هتّان: هذا ليس بغريب على أهل هذه المدينة، أهل الكرم والجود. وأتمنى أن أكون ضيفا خفيفا عليكم. قال له ابنها: سيصلك عشاك الليلة إلى مكانك معزز مكرم. ثم غادر مع والدته إلى المركز التجاري.

قامة الضابط بإحاطة سيارة هتان بحواجز تبعد خمسة عشر مترا عن الكارافان من كل الجهات لتمنع الناس من الاقتراب منه.

جلس هتّان في سيارته يتأمل تلك الفتاة التي رسمت صورتها في مخيلته. ويفكر! هل أنا أقوم بالصواب ماذا لو لم تكن مثلما أريد. ماذا لو كانت حادة الطباع سيئة الأخلاق. هز رأسه وقال كيف لفتاة بتلك العيون الحزينة أن تكون سيئة الأخلاق. استمر يسرح بأفكاره حتى طرق أحدهم باب الكارافان. نظر من النافذة فرأى أن السيارات بدأت تتوافد إلى المكان. فقال: يجب عليّ أن أخفي شخصيتي. وضع الكمامات ولبس النظارة. ثم فتح الباب، وجد أن أحدهم قدم له كأسا من القهوة سريعة التحضير. وقال سيارتي لتحضير القهوة السريعة هنا قريبا منك، وهذا كرت الاتصال سنقدمها لك مجانا في أي وقت على مدار الساعة. تلا ذلك انتشار سيارات تقديم الوجبات السريعة في المواقف تعرض خدماتها على هتّان.

ولم يأتي منتصف النهار حتى زاد عدد القادمين لمشاهدة "مالك الكارافان" ومع ازديادهم زادة عدد سيارات الشرطة لتنظيم السير في المكان. ثم بدأت تنتشر عربات بيع الفواكه والمستلزمات الأخرى. ثم أتى أصحاب الألعاب المتنقلة ونصبوا ألعابهم. حتى أصبح المكا وكأنه مهرجان متنقل. بدأ ينتشر الخبر في المدينة ويتوافد الشباب والفتيات ليشاهدوا "مالك الكارافان" وأصبح الكل يتساءل كيف هو شكل هذا الشاب؟ ومن يكون؟

أصبح الجميع يفضلون الذهاب للتسوق في هذا المركز التجاري خارج المدينة لتوفر كل عوامل الترفيه داخل وخارج المركز التجاري. فازدهر المركز التجاري وبدأ يشتهر حتى لمن هم خارج المدينة.

لم يتوقع هتّان أن تتحول ساحة ومواقف المركز التجاري إلى مهرجان. عاد إليه صديقه أمجد استقبله هتّان داخل الكارافان وقال الله يسامحك. اليوم كان الوضع مختلف في المركز التجاري. وصل عدد القادمين إلى المركز التجاري إلى الضعف. وفي تزايد مستمر. وخصوصا قسم المطاعم كان شبه ممتلئ. قال هتّان آسف لقد سببت لكم الكثير من الإزعاج. قال له هتّان بل كان اليوم قصير لأن الوقت أصبح يمر بسرعة. وبينما هم كذلك أحضر لهم ابن مالكة المركز التجاري العشاء. تناول الثلاثة طعام العشاء. ثم سأله أمجد هل هنالك أي خبر من تلك الفتاة. قال هتّان قد يكون الوضع الآن مستحيل. فلا أتوقع أنها ستظهر أمام هذا الحشد وتقول أنا هي "فتاة النافذة". قال أمجد أنا أوافقك الرأي، لكن قد تستطيع ان ترسل لك رسالة، أو أحد أقاربها، أو تجد طريقة ما لتلفت انتباهك. وربما ليس لديها أي فكرة بما يجري هنا.

في نهاية اليوم سجل هتان رسالة حزينة. في حساباته على السوشال ميديا، تنهد وقال: انتهى اليوم الأول!
رأيت فيه الكثير من التعاون من أهل مدينتك، أتى الكثير منهم إلى الساحة ليملؤو على المكان. فأنعشوا الساحة ونشروا فيها الحب والمودة. ونظراتهم ودعائهم لي بأن ألتقي بك. لا أعلم هل تتابعيني أو أنها مجرد كلمات ستجف وستتطاير قبل أن تصل إليك. لا أعلم كيف سنلتقي. لكن عندي شعور بأننا سنلتقي في نهاية الأمر.

في تلك الليلة حصل هتان على المئات من الرسائل الخاصة لفتيات كتبن مواصفاتهن وأرسلن صورهم طلبا للزواج منه. ابتسم هتان وشكر كل من أرسل له واعتذر منهم قائلا إن قلبي أصبح ملك فتاة النافذة. ثم نام هتان تلك الليلة بعدما تحدث لعائلته. أخبروه أنهم مستمتعين بأخباره، وكأنهم يشاهدون أحد الأفلام الرومنسية التي يتمنى كل واحد أن تنتهي بنهاية سعيدة. أدخل اتصال عائلته القليل من الفرح على قلب هتان. ثم ذهب إلى النوم.

في صباح اليوم التالي استيقظ ونظر من نافذة الكارافان ليجد العديد من الصحفيين والمذيعين التلفزيونين، يتمنى كل واحد منهم أن يحصل على لقاء معه. قرر عدم الخروج من الكارافان وفتح التلفزيون ليجد بعض القنوات خصصت زاوية في قناتهم ليعرضوا هذا الحدث الذي بدأ يهتم به الكثير من المتابعين. بقي بعض الوقت يقلب في القنوات يسمع المذيعين يتحدثون ويتناقشون على الهواء. على هذا الحدث ثم لقاءات مع بعض الحاضرين ليسألوهم عن وجهات نظرهم تجاهه وهل ممكن يجد فتاة النافذة.

كانت الأجواء في ذلك المكان رائعة. فالشمس تختفي خلف السُحب. ودرجات الحرارة في تنازل مستمر. يوجد القليل من الناس في تلك الساحة يزداد العدد بعد منتصف النهار. فتنتعش الحياة مرة أخرى. يستغل هتان ساعات الصباح الأولى في التواصل مع عائلته. ثم يدير اعماله في المركز التجاري ثم يقرأ ما يكتبه المتابعين. ثم يلتقي مع أمجد يتحدثان. وقبل أن يخرج أمجد اعطى ذاكرة صغيرة لهتان، سأله ماذا بها. قال انها هدية من مالكة المركز التجاري.

تفاءل هتان وقال ربما يكون فيها تسجيلا لكاميرات المركز التجاري تخص الفتاة. فعاد مسرعا إلى الكارافان قم بتشغيل الذاكرة على التلفاز. وبالفعل رأى تسجيل كاميرات المركز التجاري ولكن كانت بعيدة. يرى نفسه عائد إلى الكارافان. ثم بعد قليل يرى تلك الفتاة تنزل من احدى السيارات. متجهة سيرا على القدام إلى المركز التجاري. ثم بدأت الرياح تتلاعب بحجابها فغيرت طريقها واتجهت إلى الكارافان لتصلح غطاءها. ثم بعد لحظات وصلت حافلة لطالبات الجامعة. سارت بينهم حتى دخلت إلى المركز التجاري. ثم في مقطع آخر رأى الفتاة المحجبة تسير إلى المطاعم لتتناول الغداء. لوحدها ثم اتجهت إلى دورة المياه ولم يعد يعرفون إلى أي جهة سلكت. بقيت الكاميرا تراقب الداخلين والخارجين حتى خرجت الفتاة مرة أخرى واختلطت ببنات الجامعة ولم يعد يُعرف إلى أين ذهبت.

أعاد هتان المقاطع عشرات المرات ليحاول أن يرى شيئا قد يساعده على التعرف على الفتاة. ولم يجد أي شيء. فأرسل الملفات لأخته رنيم لعلها تنتبه لأشياء أخرى. شاهدت رنيم المقاطع. وبعد ساعة قالت له لقد تعرفت على بعض التفاصيل. أولا الفتاة تعتمد على يدها اليسرى في كل شيء. وثانيا حقيبتها اليدوية من شركة معروفة وذكرت له اسم الشركة. وكذلك عباءتها تبدوا أنها صممت لأجلها. ثم قالت من طريقة مشيها وطريقة أكلها تبدوا من عائلة راقية. فرح هتان بتلك الملاحظات. قالت رنيم سأبقى أمام التلفاز لعلني أراها بين الجماهير.


رومي ملك البحار غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس