عرض مشاركة واحدة
قديم 07-08-22, 12:59 AM   #523

رنا الليثي
 
الصورة الرمزية رنا الليثي

? العضوٌ??? » 477331
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,039
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » رنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
:jded: 11

فتحَ لهم سليم بوجهٍ مبتسمٍ مُرحبًا بهم فى إحترامٍ ،فدلفوا تباعًا يحملُ رعد باقةً مِنْ الزهور البيضاء ،وحازم ممسكًا بصندوقٍ كبيرٍ مِنْ الشوكولاتة المفضلة لرهف حسب علمِ رعد..بعد قليلٍ كانَ يجلسُ الرجال معًا ،ويشاركهم الجلوس فاطمة التى لم تشعرْ بالراحةِ لزوجة والد رهف التى كانَتْ ترمقُ ولديها بنظراتٍ لم تريحها..
نظرَ حازم لرعد الذى كانَ يهزُّ ساقه بتوترٍ بالغٍ ،فوجدَ أذنيه حمراوتين كمراهقٍ صغيرٍ ،فدفعَ ركبته لركبةِ رعد محاولًا تشجيعه على بدءِ الحديثِ ،فتنحنحَ رعد ،وقالَ:
"أنا.."
تحدثَ حازم عنه مشفقًا على تلك الصُمتة التى ألمَتْ بكلماته ،ونثرتها فى مهبِّ الريحِ قائلًا:
"لقد أتينا اليوم لطلبِ يدِّ رهف..رعد يعملُ سمسارًا بشركةِ مقاولات معروفة بالإسكندرية ،و.."
أكملَ عنه رعد ،وكأن عقدة لسانه قد حُلَّتْ:
"أنا خريج كلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية.."
شعرَ بخجله يتضاعفُ ،فنهرَ نفسه ما به يتصرفُ كالبتولِ..ألقى نظرةً خاطفةً نحو فرجةِ باب الغرفةِ الجالسين بها ،فوجدَ عينيها تشجعه على الإكمالِ بنظرةٍ لم يعرفْ هل ما رآه بها كانَ أملًا ،أم يأسًا ،فأكملَ بنبرةٍ قويةٍ محاولًا بثّ الثقةِ فى نفسه:
"وكما أخبرَ حضرتكَ أخى أعملُ سمسارًا بشركةٍ معروفةٍ فى الإسكندرية ،وأنتوى فتح مكتبى الخاص قريبًا..بالنسبةِ للشقةِ ،فأنا لا أملكها حاليًا لكنِّى أملكُ مالها بالطبعِ..أنا الأخ الأكبر لأخٍّ ،وأختٍ..حازم ،وجميلة..حازم مهندسٌ ،وجميلة الآن محامية تحت التدريب..والدتى.."
نظرَ لها ،فوجدها ترمقه بنظراتٍ حانيةٍ فخورةٍ مشجعةٍ ،فأكملَ بإبتسامةٍ جذّابةٍ:
"ربّة منزل ،ووالدى متوفى.."
لوَّت نرمين شفتيها ممتعضةً ،وقالَتْ بإبتسامةٍ صفراءٍ:
"تشرفنا.."
ردَّتْ فاطمة بإبتسامةٍ لا تختلفُ عن إبتسامتها كثيرًا:
"الشرف لنا.."
جلسَ عادل بإستقامةٍ كاملةٍ كأسدٍ يحمى فريسته مردفًا:
"هل لديكَ أى دراسات عليا؟ ماجستير؟ دكتوراه؟"
شعرَ حازم بالغضبِ بسببِ تلك النبرة المتعالية بينما فهمَ رعد ما سيؤولُ إليه الحوارُ ،فقالَ بثقةٍ ربما كانَ يفتعلها لكنه أتقنَ رسمها:
"للأسف لم تكنْ الظروف بصالحى وقت أنهيتُ دراستى.."
أومأ عادل بإبتسامةٍ ساخرةٍ مرددًا:
"مفهوم..مفهوم..أستاذ رعد!"
نظرَ له رعد منتظرًا ما سيقوله ،فقالَ عادل بفطنةِ أبٍّ يغلبه عقله لقياسِ الأفضل فوق قلبه:
"أنا أحفظُ لكَ جميلكَ بأنكَ حافظتَ على رهف لكن أعذرنى ،فلنبدل أدوارنا قليلًا.."
وضعَ يدّه على صدره مكملًا:
"أنا أبٌّ أقل ما يريده الحفاظَ على المستوى التى ستعيشُ به إبنته هل يمكنكَ الحفاظ عليه؟ أنا لا أطلبُ الكثيرَ على ما أعتقدُ.."
إزدردَ رعد لعابه شاعرًا بغصةٍ فى حلقه بينما إندفعَ حازم قائلًا:
"أخبرنى مِنْ فضلكَ! هل ولدتَ أنتَ أيضًا بهذا المستوى؟ وإن كنتَ ولدتَ به هل وُلِدَ والدكَ به؟ جدكَ؟ كما أن هذا المستوى الذى تشيرُ إليه بكلِّ فخرٍ ليس صعبًا على رعد الوصول إليه بتاتًا.."
ضحكَ عادل ضحكةً قصيرةً ،وقالَ:
"لن أنكرَ بأننى لم أبدأ كبيرًا أبدًا لكننى لم أكتفِّ قطّ بأحلامٍ صغيرةٍ..لقد تزوجتُ والدة رهف ،وأنا موظف متواضع لكن كانَ لدى دخلى الثابت مِنْ وظيفة ثابتة لا تتأرجحُ أموالها على حبال الزبائن كما يقولون.."
هنا تدخلَتْ فاطمة التى لم تستطعْ الصمتَ لأكثرِ مِنْ ذلك مردفةً بإبتسامةً جاهدَتْ لرسمها طبيعية:
"لكنها كانَتْ تتأرجحُ على حبال الصحةِ ،والتى لا أعتقدُ أنها شىءٌ أى أحدٍ مِنّا سيضمنه أ ليس كذلك؟"
أسبلَتْ رهف جفنيها فى إستسلامٍ تستمعُ إلى باقى النقاش الحاد بين الطرفين ،والذى إنتهى بصوتِ فاطمة التى نهضَتْ هادرةً على غير عادتها:
"إنتهينا! نحن لم نأتِّ ؛لنشحذَ قوتَ يومنا..أتينا ،ونحنُ عائلةٌ محترمةٌ يكفينا فخرًا بأن أولادنا قد تعلموا ،وإعتمدوا على أنفسهم ؛ليصلوا إلى ما به الآن..وسيد عادل! نحن لم نعتَدْ أن نتفاخرَ بفضلنا ؛لأن لا فضل إلا للخالقِ على المخلوق فقط دعنى أذكركَ بأمرٍ صغيرٍ..المال ،والمستوى كانا لدى رهف مِنْ قبلٍ إن ظننتنا لا نعلمُ..لكنكَ رأيتَ بنفسكَ عاقبتيهما عليها.."
إزداد غضبُ رعد الذى أمرها بخفوتٍ أن ينصرفوا ،وخرجوا جميعًا يزرعون الأرض بخطواتٍ عصبيةٍ بينما وقفَتْ رهف بزينةِ وجهٍ متلخطةٍ إثر البكاءِ أمام عادل تسأله:
"لماذا؟ لماذا جعلتنى أذهب له إذًا إن كنتَ ستفعلُ هذا فى النهايةِ؟"


******


رنا الليثي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس