[مروة سالم]

🙊🙈 اقتباس القصاصة العشرون 🙈🙊

قالت شادن بنبرة صادقة ليس بها أي تصنع: "ستتركاني وحدي وتغادران.. زهو ستتزوج قريبا.. وأنتِ يا أمواج أوشكتِ على الزواج.. عمو منصف يرحب كثيرا بذلك العريس.. لا أفهم لماذا يعجبه العريس الجديد تحديدا"..
تصلب بحر في جلسته، لكن يديه تحركتا برتابة يتظاهر بتناول الطعام، رغم أنه لم يكن يمتلك آية شهية حقيقية.. يتمنى فقط لو يتحصل على بضع لفافات جديدة من التبغ، ليحرقها ويحترق بها..
ورغم انشغاله تماما بالاستماع لما تقوله الفتيات، إلا أن بحر لمس فعلا تأثر شادن بقرب زواج الفتاتين، لتبقى هي بمفردها، خاصة وأنها – كما فهم – لم تتلقى آية عروض زواج بعد..
قالت زهو: "يا ابنتي نغادر لأين؟ أنا سأسكن بنفس التجمع السكني.. وسأتزوج أخاكِ بالله عليكِ.. أي أنه صار بإمكانك أخيرا أن تتبنيني رسميا كشقيقتك"..
ابتسمت شادن وتركت فنجانها، لتستدير وتحتضن صديقتها في لقطة عفوية رسمت الابتسامات الصادقة على وجوه الحاضرين..
أما أمواج، فقالت بعناد: "أظنني هذه المرة سأستمع لأبي.. لقد أثبتت زيجات الصالونات نجاحها مرارا.. في النهاية الشاب الشجاع هو من يطرق الباب ويقتحم عرين الأسد ليحظى بعروسه.. بدلا من الارتكان إلى المشاهدة من الزاوية وعض أصابع الندم والحسرة"..
قبض بحر يده على المائدة إلى جوار طبقه، لكنه لم ينطق بكلمة، فتابعت تستفزه: "نظريات الزواج عن حب، تنطوي على الكثير من المبالغة"..
ابتلعت شادن غصة لم ينتبه إليها أحد وقالت: "كنتُ دوما أريد أن أجرب الحب.. أن يهيم بي أحدهم.. وأن أشعر بفراشات الحب تتراقص في بطني كلما قابلته"..
ضحكت أمواج هازئة، وقالت بسخف: "فراشات الحب؟ تلك آلام المعدة يا حبيبتي.. وليست علامات الحب.. ستزول تماما بتناولك بسكويت الشوفان أو مشروب الزنجبيل بالعسل"..
قالت زهو بتفكّر: "أظن أن زواجي من نبيل قد بدأ على طريقة الصالونات"..
ناظرتها أمواج وشادن بانبهار، وسألت الأولى بحماس: "والآن؟"
أمسكت زهو بقطعة كبيرة من الخبز ودست فيها قطعة كبيرة من الجبن، ثم وضعتها بفمها بإحراج، فتبادلت صديقاتاها الضحك، فيما اقترب بحر من أمواج ليهمس دون أن يسمعه أحد غيرها: "من أين تعرفين عن حكايات الحب يا وقحة؟"
ناظرته بطرف عينها، وقالت: "ليس من شأنك"..
وضع بحر فنجانه على الطاولة بغضب، فاصطك بسطحها محدثا صريرا عاليا جذب عشرات النظرات نحوه، فتنحنح بحرج.......