الفصل الثاني و العشرون
لم أتوقع أن يكون أمير مغروما بشقيقة رنيم منذ زمن طويل، و قد ترك حبه هذا سرا بينه و بين نفسه و لم يحاول حتى أن يلمح له لأحد معارفه، جميل أنه رغب أولا في إنهائه لفترة تدريبه ليطلب يداها بعد ذلك مباشرة، لكنه قامر بفعله ذاك، فمن يظمن له أن أحدا لن يتقدم لها في هذه الفترة، و كيف يتصور أن قلبها لن يتحرك أتجاه أحد و سيظل في ركود بإنتظاره دون أن يكون هو قد أعطاها إشارة.
أحلامه و أمانيه بها حطمت على صخرة الواقع و هو يرى بوضوح لهفتها و شوقها لأخر، فكان الأمر واضح جدا له، فقد خسرها مشاعرها قبل أن يكتسبها.
دخلت هي لثرثي حالها مع نفسها و خرج هو الأخر ليرثي حالته وحيدا، يعيشان حزنهما بطريقة متشابهة لأسباب مختلفة.
خالد و أمينة... لم يكن سهلا أن يندمل الجرح و يختفي رغم أن المواجهة أثمرت بنتائج حميدة، إلا أن هذا الجرح العميق سيظل ندبا منفرا يشوه صفاء روحيهما، ذاك أنهما لم يتصرحا تماما في الحقيقة و خبأ كل واحد منهما شيئا في قلبه لم يكن قادرا على مواجهته و هو يدرك أنه إن فعل ستكون النهاية.
لا أدري هل الأيام كفيلة في رأب الصدع الذي حصل بين أمينة و خالد لكن لا أرى ذلك بالأمر السهل، خصوصا ان شرخا قديما يباعدهما قبل وقوع أي شيء.
غادة ستشفى مع الوقت بل و ستكتسب مناعة في المستقبل كي لا تسقط في أي وهم يصادفها.
أما أمجد في الحقيقة متشوقة جدا لمعرفة قصته و منذ اليوم الذي بات فيه مع خالد و أنا أفكر فيه و أتمنى أن أعرف عنه أكثر، فقد أحببت شخصيته و صداقته لخالد
أيمن و أمير و غادة سيظل ثلاثي معلق بالنسبة لي فلا أستطيع التكهن من سيرتبط بمن، رغم أنه من الواضح أن رغد و أيمن يتبادلان نفس المشاعر حاليا، و من المرجح أن يكون أمير هو الخاسر بينهم.
موضوع جميل تطرقت إليه أحب أن أتحدث عليه و هي التخصصات في الدراسة و تفضيل تخصص عن أخر، فنجبر الطلبة على إتخاذ نفس الطريق، متصورين أننا كلنا نملك نفس القدرات، لما نتصور من إختار مجال الطب أفضل ممن إختار الأدب، لما نجبر الجميع على سلك نفس الطريق فنتسبب بفشلهم. من أين أتت هذه التراتبيات في الأساس؟ ظننت أنها عندنا فقط لكن من الواضح أن مجتمعاتنا العربية تعاني من نفس المشكل.
نحرم بعضنا من تحقيق ما نريد و ما نطمح إليه، فقط لأن المجتمع يرى دراسة افضل من دراسة و لا يتفهم ان الله أعطى لكل واحد شيء مختلف يبدع فيه، و نحن بفعلنا هذا نقتل إبداعه
|