عرض مشاركة واحدة
قديم 14-08-22, 05:08 PM   #178

نورهان الشاعر
 
الصورة الرمزية نورهان الشاعر

? العضوٌ??? » 477398
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 2,761
?  نُقآطِيْ » نورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل السادس و العشرون
إن لم يكن بيدنا أن ننسى فلنتنسى و نكمل، لنتحايل قليلا على ذكرتنا كما تفعل بنا دوما. فننشاغل عنها بعيش الواقع بدل سجن أنفسنا في الأحلام و الخيال.
كما في الكون الفراغ قاتل دوما يجعل الوجود ينكمش، فالطبيعة لا تقبله أو تتقبله لهذا تملؤه هي بما شاءت، و ملؤها هذا قد يكون فيه ضرر كبير لنا. لهذا ليس علينا ترك أنفسنا لتقلبات الحياة تفعل بنا ما أرادت بل نحن من يجب أن يجد و نختار ما نريد لأنفسنا.
ربما حب أمير لرغد لم يكن إلا نتاجا لوحدته. فقد خلق علقه قصة جميلة صادق عليها قلبه و آنسته في ظلمة الليالي فأدمنها، ربما هو أدمن فكرة الحب أكثر مما أحب رغد، التي قادتها الظروف لتكون بطلة قصته.
الحب الذي يتغذى بالحرمان يكون حبا مؤلما ناريا يحرق الروح دون أن تتمكن من التخلص منها و كأنها أدمنت العذاب، فعالم الأرواح غريب لا نستطيع فهمه.
حب أمير من طرف واحد و الحب من طرف واحد ليس له مناعة أبدا، يخلق معطوبا، فيكون فريسة سهلة للموت ينهي حياته متى شاء.
سارة قد وقعت في حب الأمير من اللحظة الأولى و هو في الحقيقة شخصية رائعة تستحق الحب، فهل ستتمكن من جذبه إليها و ملئ الفراغ العاطفي الذي يعيشه؟ فربما تكون هي حبه الأول و الأخير و ما سبق مجرد وهم.
مشاكل الإنسان و همومه تتلخص بين الحب و الحرب فهما سلطتين متناقضتين متنافرتين، لكن لهما نفس الفعل التدمري على الإنسان.
يظل الإنسان إنسانا مهما كانت ديانته أو معتقدة، فالإنسانية دين يجمع الجميع تحت ظلاله دون عنصرية أو تفريق. لم يشفع لأمجد و هو يعانق ديانة أخرى أن يسلم من الحب و المجتمع، فالحب سلطة فوق قدرتنا، خلق و تشكل في أعصابنا و أروحنا، و المجتمع سلطة نحن شكلناها و طورنها و كأننا لا نستطيع العيش دون قيود. فتظل الأنا دوما في صراعها الأزلي بين الأنا الأعلى و الهو لتكون هي الضحية دوما، ضحية صراع غير متكافئ بين رغبات النفس و إختيارات المجتمع لنا. نحن نحب دوما أن نقحم إعتقادتنا مع الغير فنجبرهم على إتباعها و نجرم من لا يفعل، فيتولد الحقد و الكره بيننا. ليتنا نترك الخلق للخالق و نكف عن نشر الفتن بين الناس.
أمجد زهد الحياة بعد حبه، و عاش وفيا مخلصا لهذا الحب، احترم فيه أنه لم يقحم طرفا ثالثا وسط هذه القصة كما فعل خالد، فإن تحسنت علاقته الأن مع أمينة هذا لا ينفي أنها ستظل علاقة مجروحة تماما، معلقة على طرف خيط رقيق مهدد بالإنقطاع في أي لحظة.
كثيرا ما يكون الأمل أكبر مشاكلنا. فأمجد كان مرتحا قليلا حين هاجره الأمل بعد زواج حبيبته، لكنه عاد ليأمل من جديد كما حدث لخالد يوم عرف بموت مصطفى، و الأمل رفيق وفي للألم لا يتحرك بدونه.
إن كانت الحواجز قد خبت بينهما فلما لا يحاول الإرتباط بها خصوصا أنهما بسنهما هذا لن يعبأى بضغط المجتمع و ما يمليه عليهم


نورهان الشاعر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس