عرض مشاركة واحدة
قديم 15-08-22, 08:01 PM   #573

مروة سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية مروة سالم

? العضوٌ??? » 482666
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,756
?  مُ?إني » مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » مروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
?? ??? ~
Why so serious?
Rewitysmile14 وانطوت صفحة الهوى - القصاصة العشرون: القسم الثاني

في منزل آل (طاهر عزازي) بحي الزمالك الراقي، تجمع الأقارب والمعارف من أجل الاحتفال بقبول رسالة الدكتور آدم عزازي من أجل الحصول على درجة الماجيستير.. لكي يصبح (أخصائيا) لجراحات العظام، والمكافأة هي عيادة مجهزة، جهزها له والده بكل ما تحتاجه من أجهزة ومعدات..
والثمن... روحه..
الحفل في ظاهره احتفال بالنجاح، وفي باطنه، هو لحظة الاستحقاق..
على آدم انتقاء عروس من بين الشابات الحاضرات للحفل، واللاتي تخطين جميعا المعايير الصارمة التي وضعتها أمه من أجل عروس المستقبل لابن الدكتور طاهر عزازي..
طالع آدم المحيط بابتسامة ثلجية مصطنعة، وبرأسه يستحضر بعض المشاهد من فيلم رسوم متحركة قديم، كان فيه الأمير يقف نفس وقفته تماما يطالع كل الأميرات والنبيلات اللاتي حضرن للحفل بعد أن أعلن والده الملك أنه يبحث له عن عروس تشاركه العرش..
غير أن الفيلم كان رحيما بالبطل، حينما اقتحمت حفله حسناء خلابة الملامح وساحرة الطلة، خطفت قلبه ولم تترك له خلفها سوى فردة حذاء زجاجية، فمكث شاردا لأسابيع يبحث عنها في كل المملكة، مقسما أنه لن يتزوج سواها..
اتسعت ابتسامة آدم هذه المرة، ووصلت أطرافها لعينيه، وهو يفكر في (سندريلا) خاصته.. لا تزور شفتيه ضحكة حقيقية تشعل عينيه بوهج الحياة إلا حين تمر صاحبة الأثر الملكي على خاطره..
يقف يطالع الفراغ كالمسحور.. يرى بعين خياله ذكرى تقتحم الحفل الآن، لتقف في مواجهة الجميع وتعلن نفسها توأم الروح وشريكة المستقبل.. ملكة على قلبه وحياته تحارب إلى جانبه يدا بيدٍ، وليغضب من يغضب..
إذا فعلتها حقا، فإنه مستعد أن يذهب معها لأقاصي صحراء (سيبيريا) الجليدية، أو يهيم معها في غابات (تايجا)، بل إنه لن يتردد إذا طلبت منه القفز معها إلى بؤرة بركان (تامو ماسيف)..
تحولت ابتسامة آدم إلى أخرى هازئة.. لم يكن يسخر من أحد سوى نفسه..
هل عليه أن ينتظر أن تخوض ذكرى حروبه نيابة عنه؟ إنه حتى لم يتطوع بالاعتراف لها بحبه..
كم عرفها؟ أربع سنوات؟ خمس؟
هل يفرق العدد؟
ما يهم هو ما يعتمل بقلبه منذ يوم قتلت (البرص) لأجله.. بل منذ كاد أن يصدمها بدراجته النارية قبل أكثر من ثماني سنوات..
هو أكثر من يعرف أن ذكرى تحتل مساحة ضخمة بقلبه، لكنه كان يعزو هذا الاحساس دائما لمجرد ارتياح لشخصها الرائع، أو صداقة عفوية نمت في محيط العمل وتوطدت بسبب شعور كلٍ منهما بالوحدة لأنه لا يمتلك أخوة.. أو حتى أصدقاء فعليين..
كلٌ منهما سحقته الحياة بطريقتها.. هي برضوخها وتخليها عن حلم العمر تحت وطأة المسئولية ورعايتها لوالدتها المريضة، وهو بالتزامه بطاعة والديه وتحقيق آمالهما له في الحياة، ساعيا نحو تحقيق حلمٍ لا يخصه ولكنه وجد نفسه مستغرقا فيه بكليته..
ربما كانت ذكرى فعلا هي أمنيته الوحيدة بعيدا عن خطط العائلة وأهدافها.. ولكن، هل يمكن لمن اعتاد الطاعة والتسليم أن يتمرد الآن؟؟..
هل يمكن لآدم أن يعلن العصيان ويتذوق الفاكهة المحرمة، حتى وإن كان الثمن هو طرده من الجنة؟
قاطع شروده، اقتراب والدته الدكتورة رقية التي همست بأذنه تنبهه: "حبيب ماما.. هاك فرصتك يا بطل.. تخيّر فتاتك المفضلة واترك لي الباقي"، ثم لفّت ذراعها حوله تطوقه وتدور به ليطالع المرشحات الفاتنات كاملات الأوصاف من وجهة نظرها..
دون حذر، مدّت الدكتورة رقية ذراعها الحر لتشير بكفها نحو إحدى الفتيات، وهي تهمس بأذنه قائلة: "انظر لسالي ابنة خالك.. سمراء جذابة شعرها أسود حريري وقوامها أنثوي مبهر.. تشبه سعاد حسني في مجدها.. وتلك ضحى ابنة عمتك.. طويلة وممشوقة القوام بشعرها البني القصير.. تتمتع بجاذبية خاصة.. وهذه رحاب ابنة صديقتي الدكتورة هالة.. هي معك بالمستشفى العام بالمناسبة.. لكنها بالطبع في قسم أمراض العيون.. وتلك أمنية عزازي حفيدة ابن عم والدك.. وهي متخصصة في أمراض الجهاز البولي.. وتلك.."
تنهد آدم، وقال بنزق: "كفى يا ماما.. تتحدثين وكأننا نقيم مؤتمرا لتعيين أطباء في مستشفى تخصصي جديد.. بالأساس لم أحصل على الماجيستير بعد.. لا أفهم سبب الاستعجال"..
زجرته أمه، وقالت لائمة: " لا نريد لابن عائلة عزازي أن يتقاعس عن أقرانه من أبناء العائلة.. أريدك أن تحصل على درجة الماجيستير تزامنا مع قدوم حفيدي يا نور عين ماما"، ثم رفعت كفها وقرّبته من وجنته، فأمسكه آدم بتحفز قبل أن تقرص خده أمام الحضور، ليقبّل كفها، وينزله إلى جانبها، ليمر بعدها بعينيه على الحضور، محاولا استقراء إذا ما كان أحدهم قد شاهد عرضها المحرج قبل قليل..
تنهد آدم متململا، وقال بمهادنة: "لا تحدثيني عن تخصصاتهن.. أريد أن أتعرف عليهن.. أريد أن أعرف كل واحدة على حدة.. أهدافها، طموحاتها"..
ردت أمه تلاحق تذبذبه: "ولهذا أعطيتك ملفا يتضمن بيانات تفصيلية عن جميعهن"..
مط آدم شفتيه بغيظ، لكنه تمالك نفسه، وقال في النهاية: "أمي.. أريد أن أكتشف شخصية كل واحدة.. فيلمها المفضل.. أغنيتها المفضلة.. هوايتها.. طعامها المفضل.. نكتتها المفضلة"..
فغرت الدكتورة فمها، وسألت مصعوقة تقاطعه قبل أن يستطرد: "نكتتها.. المفضلة؟ هل هذا ما يهمك عند اختيارك لعروسك يا دكتور آدم عزازي"..
زفر آدم وحرّك رأسه متململا شاعرا أنها فعلا لا تفهمه ولا تقدّر معاييره لاختيار شريكة العمر حتى وإن بدت لها تافهة، ثم قال: "لا يهم.. اختاري أية واحدة يا ماما.. ولكنني لا أريد زوجة من داخل العائلة.. لا أريد الزواج من إحدى قريباتي"..
ابتسمت أمه، وقالت: "إذًا.. هي رحاب.. صدقني.. هي تناسبك كثيرا"..
ابتسم آدم بآلية، وقال الرد الذي تتوقعه أمه: "بالتأكيد.. تناسبني كثيرا"، ثم صمت للحظة، وقال مترددا: "ولكن.. ماما.. لا أريد أن نتحدث مع عائلتها في شيء اليوم.. أريد الحفل أن يظل هادئا هكذا لنهايته.. بعدها نحدد موعدا مع أسرتها ونذهب لخطبتها رسميا.. فقط امنحيني بضعة أسابيع لأرتب أموري أولا"..
ناظرته أمه باستفهام تشعر بتغيره نوعا ما، تخشى أن يغلبه تذبذبه ويتحول لعنادٍ قلما يظهره، ولكن عندما يتمسك به، فإنه يصعب من العسير تغيير قراره، مثل تلك المرة التي أصر فيها على اقتناء الدراجة النارية، وتلك الأخيرة التي عمد إلى اختيار تخصص غير الذي كانت ترتئيه الأنسب له، لذا قالت مهادنة:"لا بأس"، عاقدة العزم أن تتحرى الأمر دون أن ينتبه ابنها الوحيد، الذي باتت تلمس تغيرا ملحوظا عليه مؤخرا، ولا تدري له سببا بعد..


يتبــــــــــــــــــع


مروة سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس