عرض مشاركة واحدة
قديم 15-08-22, 08:08 PM   #575

مروة سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية مروة سالم

? العضوٌ??? » 482666
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,756
?  مُ?إني » مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » مروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
?? ??? ~
Why so serious?
Rewity Smile 1 وانطوت صفحة الهوى - القصاصة العشرون: القسم الرابع

أغلقت فاطمة هاتفها للتو بعد أن طمأنت منال والدة زهو أن ابنتها قد وصلت بالفعل مع باقي أفراد العائلة، وأنها ستبيت مع جميع النسوة في بيت الديب، بينما سيصطحب عدنان الديب الرجال للمبيت في الشقتين المغلقتين اللتين اشتراهما الأب من أجل زواج ولديه – وإن كانتا تحت التأسيس..
بعد نهاية المكالمة، امتلأ المنزل بفوضى بهيجة حيث تبادل الحضور الحديث عن ذكريات طريفة مبهجة، لكن ضحكاتهم لم تصل أصداؤها للأسف لبحر وأمواج، اللذين حرص كلا منهما على أن يجلس في بقعة بعيدة عن الآخر، ورغم ذلك كانا يختلسان النظر - أحدهما للآخر - من وقت لآخر ..
أما فرات، فقد كان يتبادل الحديث والمزاح مع الفتيات، غير واعٍ لارتفاع النوّة بين أمواج وبحر..
قالت شادن باهتمام: "أمامك عام واحد فقط بالثانوية العامة وتلتحق بكلية الهندسة يا فرات.. هل تريد أن تلتحق بقسم التعدين مثل العم عدنان؟"
رد فرات بنبرة مرحة: "لأنتهي أولا من مناهج الفيزياء والرياضيات المتقدمة.. أشعر أن عمري ينقص كل يوم بسبب المذاكرة.. أتعلمين.. لقد بدأت الدروس الخصوصية بالفعل رغم أنني فعليا في عطلة"..
ناظرته شادن بتفحص، ثم ردت: "أنت تكذب.. كنت دوما تحب المواد العلمية وتبرع في الرياضيات تحديدا.. بالتأكيد لن تشكو الآن وأنت على أعتاب الجامعة بالفعل"..
رد فرات بعد أن تزين وجهه المراهق بابتسامة عابثة أضاءت لها عينيه الذكيتان: "بالفعل أمزح.. لكن صدقا لا أعرف بعد أي قسم سأنضم إليه عندما ألتحق بالكلية.. لكن أبي يتكلم دائما بحماس شديد عن عمليات التعدين التي يقوم بها في المناجم الملاصقة لسواحل البحر الأحمر"..
تدخلت أمواج تقول بصدق: "كن ما تحبه.. فأنت تستحق الأفضل.. وأنا واثقة أن مستقبلك سيكون لامعا بإذن الله يا فرات"..
ابتسم فرات بامتنان بينما استقام كتفاه بثقة واعتزاز، فيما قالت زهو: "يا الله.. كلما رأيتك أنت وإيلاف، أشتاق كثيرا لأن يكون لي أخٌ أصغر"..
رد فرات بصدق: "اعتبريني أخاكِ الأصغر"..
في بقعة أخرى من غرفة الجلوس الواسعة، جلس عدنان الديب وابنه بحر مع ضيفيهما عبد المنصف وعبد الجليل الحلواني، حيث أخذ الأخير يتحدث عن استعدادات زفاف نبيل التي ستتم خلال ثلاثة أشهر من الآن..
قال عبد الجليل الحلواني: "حين اشتريت الشقة لنبيل في بناية قريبة بنفس التجمع التي نسكن به، فكرتُ أن أستثمر في الxxxxات، لأن سوقها لا يخسر كما تعلم يا عدنان.. فاشتريت وحدة أخرى لنادر، بحيث يجد لنفسه منزلا مستقلا إذا أراد الزيارة، كما اشتريت واحدة أخرى من أجل شادن.. ليس وكأنها ستعيش بمفردها.. ولكن لتكن استثمارا لها من أجل المستقبل، يمكنها أن تؤجرها أو تبيعها حتى إذا أرادت.. تعرف سوق الxxxxات من أفضل الأفكار الاستثمارية في بلدنا"..
تدخل عبد المنصف يقول: "أما أنا فقد اشتريت وحدة بنفس البناية لابنتي أمواج.. لا أريدها أن تنعزل عنا حتى إذا تزوجت"..
أظلم وجه عدنان الديب قليلا رغم أن ملامحه لم تتغير، فسأل عبد المنصف باهتمام: "هل ستجعلها تتزوج في بيت تشتريه لها بنفسك؟"
رد عبد المنصف بثقة: "ليس وكأنني سأتركها تتزوج من شخص لا يؤتمن، بل سأحرص على تأمين زيجتها جيدا.. لكنني وأمها لن نتحمل أن تبتعد عنا ابنتنا الوحيدة"..
أطرق بحر رأسه بإحباط وهو يذكّر نفسه أنه قد اتخذ القرار الصحيح برفضه لاعتراف أمواج بالحب بل وتجاسرها بعرض الزواج عليه، بينما قال عبد الجليل متفكها: "تخيلوا أن تسكن شادن وزهو وأمواج معا بنفس البناية.. ليصبحن صديقات وجيران للأبد"..
مع نهاية الحفل واستعداد الرجال للمغادرة للمبيت في المنزل الآخر، قالت فاطمة: "بحر.. اتبعني لأجهز لك بعض الشراشف والمناشف والأغطية.. وأنت يا فرات.. اذهب إلى خزانة مستحضرات الاستحمام، وخذ بعض قطع الصابون ومعجون وفرش الأسنان لضيوفنا على سبيل الاحتياط"..
تحرك بحر خلف والدته نحو غرفة التخزين، ففتحت هي خزانة قديمة ضخمة، أخرجت منها بعض الشراشف والمناشف المطوية داخل أكياس حافظة، ثم وضعتها بين ذراعيه، وهي تقول على سبيل الثرثرة: "هل علمتَ أن أمواج ستتزوج؟ لقد تقدّم لها عريس آخر، ووالدها يفكر في الموافقة عليه"
سقطت الأغطية من بين كفيه، ووقف صامتا لدقائق، بينما تراقب أمه كل انفعال غطى صفحة وجهه وفضحته عيناه، قبل أن يقول: "كيف؟ كيف؟ إنها.. إنها..."..
صمت بحر يقطع كلماته الأخيرة، بينما أخذ يفكر..
(أتراها عرضت الزواج عليّ هربا من هذا العريس؟)
تابعت أمه بنفس النبرة: "فايزة تقول إن العريس مذهل.. لا يمكن رفضه"..
سألها بحر بصوت مختنق هارب الأنفاس: "من عريسها؟ هل هو سفيان؟"
ردت أمه: "لا.. ليس هو.. لكنه شاب آخر يعرفه نبيل وسفيان أيضا.. ويثنيان عليه كثيرا"..
لم يقف بحر ليستمع للمزيد من كلمات أمه المستحسنة، إذا ظل واقفا هنا سيتفتت ويتمزق ويستحيل لذرات غبار تسكن تلك الغرفة اللعينة للأبد، لذا أسرع الخطى نحو غرفته، ولم يكترث حتى بالرد على نداءات أمه المتتالية..
دخل بحر الحمام، وفتح الصنبور ووضع رأسه أسفل المياه..
يشعر أن شيئا بداخله قد تحطم، ينزف بشدة، لكنه عاجز عن تحديد موضع الألم..
كله يحترق على الأرجح.. ربما هي حالة من حالات (الاحتراق الذاتي)..
لتكويه ألسنة اللهب حتى يصبح رمادا..
(ستتزوج أمواج.. ماذا يهم بعد الآن؟ آه.. ما هذا الوجع)..
رفع بحر كفه يدلك به قلبه العاق مصدر كل الشرور..
أما لتلك اللعنة من نهاية..
(كنت أعلم.. كنت أعلم أن ذلك الحب المستحيل سينتهي إلى فاجعة.. ولكنني غير مستعد بعد لرؤيتها مع رجل آخر.. لتنتظر قليلا.. سأدرب نفسي.. لكن ليس الآن.. رجاء ليس الآن.. لم أشبع بعد من استكشاف مشاعري ناحيتها.. لم أرتوِ من تذوق حلاوة اعترافها بالحب عند الشاطئ.. لم ينتابني حتى حلم واحد أرانا فيه نستمتع بوهمٍ عالم خرافي ينتمي فيه كلٌ منا للآخر.. يا لقسوة الأيام)..
ظل يحدّث نفسه محاولا التخلص من بعض ألمٍ يجتاحه كإعصار ناسف، مبتهلا من بين أفكاره ومتمتما بالدعاء أن يرحمه الله من آلام لم يختبرها قبلا، لكن وطأتها شديدة تفتك بداخله بلا شفقة..
لا يدري بحر كيف وصل إلى الشقة الأخرى.. أو من كان يقود السيارة.. ولا يتذكر أنه حتى قد ساعد شقيقه ووالده لإعداد الغرف لمبيت الضيوف..
كل ما يتذكره، أنه قد وجد نفسه يجلس طوال الليل في الشرفة يدخن لفافات التبغ واحدة تلو الأخرى حتى احترق صدره كما تحترق كل أعصابه..
هو حتى لم يكن مدخنا.. من أين أتته تلك اللفافات؟
مع تسلل الأشعة الأولى للشمس على الأفق، وتساقط قطرات الندى مبشرة بيوم جديد.. توصل بحر إلى قرار هام..


يتبــــــــــــــــع


مروة سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس