عرض مشاركة واحدة
قديم 05-09-22, 01:07 AM   #755

إسراء يسري

? العضوٌ??? » 475395
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 637
?  نُقآطِيْ » إسراء يسري is on a distinguished road
افتراضي رواية وأشرقت الشمس بعينيها

الإشراقة الخامسة والأربعين

#جلسات_الأربعاء

أركان الحياة حدث ولا حرج من العد
فقناعةٌ أن لا مفر من قضاء الله
وإن الخير في القدر وإن لم ندرك الحكمة
إحياء الروح في القرب من ربها
وسنة الكون أن تتأمل الخلائق في شأنها لا شؤون غيرها
......
السعادة تيار اجعله يجرفك ولا تخف الموت

" ما رأيك ؟
ما يعجبك اختاريه وسيكون لكِ "
قالها معاذ بعينان لامعتان بالفرح فهمست داليدا بخجل :-
" لا أعرف أنا حائرة"
ابتسم وهو يخبر( الجواهرجي) بشئ لم تفهمه حتى أتى بعدة أشكال التقط منهم معاذ خاتماً وهو يقول :_
"أظنه يليق بكِ "
لمعت عيناها بإعجاب وهي تتأمل الخاتم ذو الفص المربع باللون الأخضر الفاتح فهمست :-
"إنه جميل لكن لما هو "
هز معاذ رأسه نفياً وهو يقول :-
" سأحتاج سنة كاملة لأكفر ذنوب النظر لكِ بعد أن أعقد عليكِ
فليعنني الله "
ضحكت قائلة بخجل :-
" لم تخبرني "
تنحنح وهو يميل هامساً :-
" لأن لونه ينافس لون العشب في عينيكِ "
خفق قلبها وهي تناظره والألق يزداد في عشبيها فهمس :-
" لا أخبرك حتى تستخدميهم سلاحاً ضدي "
" يكفي همس لقد غرت "
قالتها خديجة وهي تحشر نفسها بينهم بنزق فضربها معاذ على مقدمة رأسها وهو يضمها له
اقتربت داليدا من أمه التي زغردت بفرح لتسلم عليها وتقبلها فهمست المرأة بمحبه :-
" عائلتنا كانت صغيرة ومقطوعه فلتكبر بكِ وبعائلتك الصغيرة يا ابنتي "
مال ابنها عليها ليقبلها وهي تبارك له فدمعت عينيها وهي تقول بمحبة أمومية :-
"يوم هناء قلبي يا معاذ يوم أن أفرحت قلبي بك أخيراً "
تحركت داليدا ناحية جدها وإخوتها لتحتضنهم دامعة وحين اقترب معاذ ليسلم على جدها قال قاطباً :-
"أنت بن مدبولي العجلاتي صحيح يا ولد ؟"
ضحك معاذ بقوة ثم أومأ برأسه وهو يربت عليه قائلاً برفق :-
" نعم يا حاج أنا هو "
........................

الخطيئة وحل يتبرأ منه الناسكين ولا يسقط فيه سوى الضالين

"حالتها سيئة إنها شبه ميته " همسها الطبيب لصديقة الذي يحرك أداة السونار على بطنها وهو يقول :-
" الغريب أن الجنين حي
لا أعرف كيف وهي بهذة الحالة "
نظر صديقه معه ثم قال بنقاش :-
" لكن نبضه ضعيف "
نظر كل منهم للأخر ثم قال الأول :-
" أتظنه مشوهاً بكمية المخدر في جسدها ؟"
تابع الأخر نبضها ثم قال :-
" ربما علينا إجراء الفحوصات اللازمة
عامة بكل الحالات أزف الوقت لاجهاضها
أظنها ستلد باكراً جداً "
قطب الأخر وهو يهمس :-
" أظنها ستلد ببداية السادس هذا إن لم يمت "
زفر الأخر وهو يعاين جسدها ثم رفع ذراعها النحيف وقال لزميله :-
" انظر ؟
الجلد مترقق وكأنه سيتساقط من اللحم "
مط زيمله شفتيه وهو يقول :-
" الاحتمال الأكبر أنها لن تعيش نحن سنفعل ما بوسعنا ألم ترى كيف وقفت المشفى على قدم لتوصية زوجها ؟"
" يقولون أنه لا يبارح المشفى إلا لمتابعة أعماله ثم يعود "
أغلق صديقه الجهاز ثم قال :-
" ستظل بالعناية المركزة وتحت الملاحظة عامة
إنه كل ساعة يتشاجر طلباً للدخول لها ويمنعونه بصعوبة "
وبالخارج كان يقف هو جاذباً للنظر بهيئته المشعثه والمثيره للذعر
عيناه قاسيتان شريرتان ومحتقنتان بالدماء
تائهتان وغاربتان في البعيد وكأنه ليس هنا
هناك في عالم أخر يجمعه ويجمعها
لكنه لم يكن عالماً مضيئاً بل كاان عالماً محتلك السواد يشبه قصتهم
عالم بدايته حيث رقصة لم تكن في الحُسبان
وحيث لمسة قدت من لهيب الهوان
حيث شهوة مفادها إنتان
وضعف كان مصيره الإمتهان
..................

قيل زكاة القلب حزنه وأقول زكاة النفس نزيف روحها وكتمان ألمها دون بوح
روحه هائجة ثائرة ملتاعه
نفسه لا تهدأ وجوارحه لا تسكن
منذ أن سمع صوتها ويشعر أن بداخله أتون مشتعل على وشك الانفجار وقد هرب منه طويلاً
ما الذي فكرها به ؟
ألم تفضل الأخر عليه ؟ ألم تخونه معه
ألا يكفيها أنه لا ينام الليل ولا يهدأ له بال طيلة النهار والسؤال ينهش روحه
" هل فعلتها على فراشه هو ؟
ببيته هو
بيت خالد بن محمد البرعي ؟"
أكان ساذجاً هكذا؟
أكان بعينها ليس رجلاً هكذا
يشعل سيجارة ويطفأ أخرى والنار بنفسه لا تنطفأ
مما ينقذها ؟
أكان خرقة النجاة البالية بالنسبة لها
لقد أغلق الخط يومها ولم يبقى دقيقة ليستمع كلمة زائدة
حتى الشفقة لم تزر ذاته تجاه نبرتها الجزعه
لم يرد سوى رقبتها بين كفيه عل غليله يهدأ
يطلبون منه النسيان
كيف ينسى الرجل ذبح رجولته
يطلبون منه الغفران ؟
أيكون لمن كفر مغفرة ؟
لقد كفرت بعقد ميثاقه غليظ كان يجمع بينهم
لم يعد يثق في شئ ولا حتى في نفسه
لو نظر أحدهم داخله ورأى مدى اهتزازه وتخلخله لأشفق عليه
يظنونه ينأى عنهم ولا يعرفون أنه يهرب من تعرية ضعفه أمامهم
"سيد خالد نحتاج هذة الطلبات "
قالتها العباءة السمراء بنبرة جادة صارمة لو بوقت أخر لضحك ساخراً
إنها تعلن حالة خصام عليه منذ أن زعق بها ببداية الأسبوع
حك ذقنه ثم قال بتسلية :-
"اذهبي واحضريهم "
لمعت عيناها برفضٍ انتظره إلا أنها عادت وقالت بنبرة هادئة :-
" حسنا "
استدارت متحركه ناحية الخارج وقبل أن تتقدم ناحية الخارج كان صوته يعلو بصرامة :-
" انتظري "
التفتت وناظرته بضيق عاقدة حاجبيها وقبل أن تتكلم كان يقترب منها أخذاً الورقة من يدها وهو يقول بنبرة مهتاجه:-
"ألم يعلق لكِ أحد من قبل على مصنع العباءات التي ترتديها "
اتسعت عيناها بذهول فغرز أسنانه بشفته السفلى دون أن يمهلها فتح فمها زاعقاً بغيظ :-
" أنتِ كارثة متحركة
كارثة بعباءاتك التي لا تنتهي هذة "
.........................

الحب الحقيقي دفء منسوج من مودة القلوب ورحمة الأنفس

احتضن حسن عالية التي لم تكف عن البكاء وهو يهمس لها بحنو :-
"أخبريني ما يبكيكِ ولن تشرق شمس إلا وأنتِ راضية "
" ستحبه أكثر مني يا حسن " قالتها بنبرة طفوليه شديدة الغيرة فلمعت عيناه بإدراك
منذ أن علمت بحمل أمها وهي لا تترك جواره بينما تعلن حالة الغضب على ملك
رفعها وأجلسها على ركبتيه ماسحاً دموعها وهو يهمس :-
"ألم نعدك أننا لن نحب أحد أكثر منكِ ؟
سيكون أخيكِ أو أختك كعدي تماماً "
هزت رأسها نفياً بقوة وعدم اقتناع وهي تقول بعند طفولي :-
" اخرجه من بطنها وأرسل به لأحد أخر لا نريده "
اتسعت عيني ملك بذهول فغمزها حسن كاتماً ضحكته بينما يهادنها قائلاً :-
"ما رأيك أن نتفق اتفاق
سننتظر حتى يأتي وإن لم تجديه يحبك سنرسله للبقالة "
لمعت عينا عالية بشر طفولي بينما ضربته ملك بقبضتها في كتفه هامسة بتوعد :-
"البقالة ستكون مصيرك أنت وهذة الشمطاء إن شاءالله "
تقدم عدي ليسحب عالية مراضياً لها بطريقته العاقلة التي تشبه خاله فلوى حسن شفتيه ناظراً لملك وهو يقول بسخرية :-
" لا أعرف كيف تكونين بملحق ولكِ عين تتبجحين "
لمعت عيناها بشرر قائلة بغضب :-
" لم تكن مادة هذة التي رسبت فيها هل تريدني أن اذكرك ماذا حدث ليلتها حتى تخجل من نفسك ؟"
نفش حسن ريشه الذكوري كالطاووس وهو ينظر لبطنها نظرة ذات مغزى ثم قال بوقاحه :-
" على الأقل أنا أحرزت هدفاً صائباً "
هب واقفاً يحرك حاجبيه بطفوليه ثم قال :-
" الدور على أم ملحق التي رسبت "
.......................
الأمان والطمأنينة غالبان لجاذيية الحب

" بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير "
قالها الشيخ فانهالت المباركات عليهم من الجميع حتى اختلى بها أخيراً بغرفة الضيافه ببيت عائلته
كانت تقف ترتدي فستاناً بسيطاً منقوشاً بالزهور من الطراز المصري القديم كعادة ملابسها
تفرك كفيها ببعضهم البعض ومطرقه برأسها بينما وجنتيها تتخضلان باحمرار السخونه
عينيها شاردتان قليلاً مقارنة بشعورها يوم عقد قرانها على رأفت كانت كمن وضعوا رقبتها تحت مقصلة الإعدام
وشتان بين شعورها اللحظة
مشاعر مختلطة بين خجل وطمأنينه وشيئاً من الخوف يلوح في أفق الفكر
حين تأخر في التقدم منه رفعت عينان مهتزتان له التقطتها عيناه على بساطٍ من الطمأنينه وهو يقول بنبرة حنون :-
" لا تعرفين متعة النظر عند الرجل لامرأة أرادها وهي اللحظة حلاله "
ابتسمت بخجل فاقترب منها ببطأ وأخذ كفيها وهو يقول :-
" كفى لقد أصبحا بلون الدماء "
رفعهم له مغمضاً عينيه وهو يطبع قبله ناعمة دافئه بباطن كل كفٍ على حدة فسرت قشعريرة لذة الحلال التي لأول مرة تتذوقها
بداخلها رغبة أنانيه أن تخطو معه كل شعور حُرِمت منه قبلاً
نظر لعينيها طويلاً ثم أجل القبلة التي يتوق منها كل رجل ليلة عقد قرانه وفتح ذراعيه وهو يشدها له يحتضنها مغلقاً على جسدها الصغير بين أحضانه
لحظة واثنين وبكت
بكت وهي تستكين لتلك الطمأنينه التي لم تزورها منذ أن فقدت أمها
صدره القوي كواحه غناء تغريها للركض دون أن تنظر للوراء
صوت نشيجها جعله يواصل تربيته عليها بحنو وهو يشعرها اللحظة طفلة تفتقد أهلها حتى هدأت أخيراً فرفع وجهها له وهي تهمس بخجل :-
"أنا أسفة "
مسح عينيها مبتسماً وهو يشاكسها بشقاوة قائلاً :-
"تظنين أني كنت مستاء من بكاؤك وشئ من هذا القبيل لكن صراحه أنا كنت مستمتع بهذا الجسد اللين بين ذراعاي "
امتقع وجهها بإحراج وكأنها لم تتوقع جرأته فضحك مواصلاً :-
"أنا أسف لم استطع خداعك أن تفكيري برئ "
" معاذ " همستها بحياء فشدها له وهو يقبل جبهتها هامساً بوعد مطمئن :-
"أنا أعدك بالطمأنينه التي تشدو بها عيناكِ
سنكون عائلة لن تندمي عليها
معاذ سيكون لكِ أباً وأخاً وصديقا نهاراً
ثم محباً تالياً أوراد عشقه حين يهبط ليل سحره "
...................
يتبع


إسراء يسري متواجد حالياً   رد مع اقتباس