عرض مشاركة واحدة
قديم 20-09-22, 06:13 PM   #62

غِيْــمّ ~
 
الصورة الرمزية غِيْــمّ ~

? العضوٌ??? » 486022
?  التسِجيلٌ » Mar 2021
? مشَارَ?اتْي » 632
?  نُقآطِيْ » غِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond repute
افتراضي


.
.
.
.
.

كانت أيامنا تمر بشكل ٍ غريب .. بدأنا وبشكل ما نتجهز لـ زِفاف ليال الذي لم يبقى عليه الكثير ، أظن بـ أن هناك أسبوع فقط يفصلنا عن فراقنا بـ شقيقتنا الأكبر ..
كانت ليال ، باردة جدًا .. تقبلت كل شيء بعد حديثي المتكرر معها ..
سلّمت أمرها لله ، وسلّمت نفسها لنا ..
فـ رواء ، اهتمت بكل تفاصيل الجمال والعناية .. وأسرار كانت تساعدها في ذلك
أما أنا ، فـ كنتُ مصممة الأزياء الخاصة بها ، فـ حتى فستان زفافها كان من اختياري ..

نظرتُ لـ أسرار لأهمس لها ، عُلا : ما بعد قررتي وش بتسوي بالهدية اللي جاتك من يزيد ؟
اقتربت مني بقوة لتنتطق بتوتر ، أسرار : بليز عُلا لا تقولي كذا لا يسمعوك مُنكر ونكير ويذبحوني .. لا والله خليت العلبة على ما هي في الرف ولا فتحتها ..
تنهدتُ لـ أقول ، عُلا : خلاص عاد سروي افتحيها ..
رأيتُ رجفتها ، ورعشتها .. كنتُ أشعر بـ أن دقاتها ليست منتظمة ، أسرار : مابي عُلا والله خايفة .. كل ما قربت من العلبة بفتحها أحس قلبي بيطلع من مكانه واتردد .. خايفة حدي خايفة ..
احتضنتها بقوة ، ثم مسحت على شعرها لأنطق ، عُلا : توكلي على الله ، بعطيك فرصة لبعد عرس ليول ، بعد كذا بفتحه بنفسي
أومأت بـ نعم لتجيب بصوتٍ متوتر ، أسرار : طيب ، موافقة .. يلا قومي نشوف ليول وش تسوي .. إلا رواءوه وينها ؟
تنهدتُ ، عُلا : بدارها مدري وش تخطط له هذه مو مرتاحة لها أبد
أسرار : هههههههههههههههههه حبيبتي وش تخطط له بعد !!
عُلا : مدري ، شيء يخص أبوها وأهلها متأكدة ، ذي مو خالية أبد
أسرار : لا تخوفيني ، الظاهر بروح لها
عُلا : أحسن روحي ، ولا تخليها تجلس لحالها أبد ، صايره هي وإبليس أخوان ..
أسرار : ههههههههههههههه بالغتي ..

.
.
.
.
.

كنتُ أجلس هناك مع نفسي ، وجدتُ حسابات تركي في مواقع التواصل .. كنتُ أتصفح صوره ، تجمعه الكثير من الذكريات بـ ذلك الشاب الذي رأيته ، يتضح بـ أنهما توأم من قوّة الشبه بينهما .. ولكن ذاك أكثر وسامه وحدّه ، ويفوقه تركي طولًا وضخامة .. قليلًا فقط ..
رفعتُ عيني لـ دخول أسرار ، بدون أن أثير شكوكها .. أغلقتُ ملف تركي الشخصي ، وأوهمتها بـ أني كنتُ اتصفح أحد صفحات العناية ..
جلست بجانبي على سريري ، ولم تنطق بـ شيء .. وأنا لم انطق ، أوهمتها بالتصفح وعقلي هُناك بعيدًا حيثُ بيت علي .. وما الذي يحصل في داخله في هذا الوقت ..
هل هم يجتمعون بعد المغرب لـ يشربوا شاي وقهوة المغرب ويتناولوا بعض الوجبات الخفيفة وتملأ جلستهم الضحك والقليل من المناوشات ؟
أم هم عائلة متفرقة ، كلٌ له مشاغله الشخصية ولا يجتمعون سوى على الوجبات !!
أم أن تلك المدللة ، تتكئ على قدم علي ووالدتها وتتدلع عليهما وعلى أخويها ، أم ماذا يحدث بالضبط في ذلك المنزل الذي بنظري لا ينقصه سوى وجودي بينهم ..!
شعرتُ بـ يد أسرار التي تسحب أحد خصلاتي ..
صرختُ بـ : ووججععع يوجعك سريره
ضحكت أسرار بخفة : تستاهلي أناديك من سنة جدي
نظرتُ لها بغضب ، رواء : وش تبغي ؟ تشوفين ما أرد عليك طسي
نظرت لي بزعل ، كانت نبرتي غاضبة جدًا .. وكأنني أصب غضبي من الدنيا عليها ..
اغمضتُ عيني لـ اقترب منها بسرعه .. مسحت على شعرها لـ ارتمي على قدميها ، رواء : آسفة أسرار ..
مسحت هي على شعري ، لتبتسم وتنطق بشقاوة ، أسرار : وش فيك ؟ كأنك كبرتي سبع سنين
ضحكتُ لها ، رواء : مدري تعبانة من التفكير
نطقت هي بهدوء ، أسرار : لا تفكري ، لا تجهدي نفسك ، واجهي
رواء : لو لاقيتي أهلك ، بتواجهيهم ؟ ولا بتخافي وتجلسي بالزاوية !!
تنهدت هي ، رفعت رأسها لـ الأعلى ثم عادت لتنظر لي ، ثبتت عينيها بـ عينيّ لتقول : بواجههم ، وبسألهم ليش تخلوا عني ورموني
اشحت بعيني عنها ، لأنطق بنبرة باكية .. رواء : مابي ، مابي أواجهه واسامحه ، ابي أبقى حاقدة عليه لين يسألني ربي وأقول إني مو مسامحته
وضعت يدها على صدري ، أسرار : حبه بقلبك كبير وأنتِ عارفة إنه مو معذور بس عاذرته
اغمضتُ عيني بقهر لـ تتساقط دمعاتي ، هي مُحقه .. كانت قد كتبت والدتي بـ أن لا عذر لديه .. ذكرت بـ أنه تزوجها فقط هكذا ، يريدُ متاع الدنيا .. لم يرغب بـ إنجاب الأطفال منها .. كانت جميلة ومثيرة وأراد الحصول عليها ، فقط لا غير .. لذلك لم يرغب بوجودي ، ولكنها ورغم كل ذلك ، أي والدتي .. انجبتني لأنها تحبه ورغبت بـ طفلٍ يذكرها به .. أحبته كثيرًا .. وأنا أحببته بسبب حب والدتي له .. أحببته حبًا فطريًا ، حب كل فتاة لـ أبيها .. وأكره حبي له .. في كل ثانية ، أحاول أن أذكر نفسي بكلمات والدتي لأحقد عليه ..
أحاول أن أتذكر بـ أنه طلب منها التخلص مني ، اخبرها بـ أنه لا يرغب بي أبدًا .. حتى عندما طالبه صقر بتسميتي ، سمّاني دون أن ينظر لـ وجهي ، بل وهو لا يعلم ما هو اسمي ، وكّل محاميًا ليفعل ذلك دون أن يأتي هو .. والمثير ، بـ أنه طلب من صقر أن يبعدني عن المدينة التي يقنط هو فيها حتى لا اجتمع بـ أبناءه ..
مسحتُ دمعتي بقهر لأقول لـ أسرار ، رواء : أكرهه وعمري ما حبيته ، أكرهه مرّة أكرهه .. أكرهه .. أكرهه واجد أسرار ، أكـ …
ضغطت عليّ ، تمنعني من إكمال حديثي .. انتبهتُ لها تحاول فرد أصابعي .. انتبهتُ لذلك الجرح الذي سببته بنفسي في يدي ، فتحت هي كفي ، جلبت شنطة الاسعافات الصغيرة وبدأت بتضميد جرحي .. ولكنّ جرح قلبي ما زال ينزف ..
لم تتركني أسرار لوحدي ، جلست بجانبي ، سمعتها تردد الآيات القليلة .. التي كنّا قد حفظناها بسبب ماما آسيا ..
هدأت روحي واستكانت ، سمعتُ أسرار تهمس لي وهي تمسح عليّ ، أسرار : نامي شوي .. ريحي نفسك ..
استجبتُ لها بسرعة ، غفيت .. وتلك الصورة التي تجمع والداي ، ترفرفُ أمام عيني ..

.
.
.
.
.

كان اليوم هو اليوم المنتظر بـ النسبة لـ ذلك العم .. فـ ابنة أخيه المحبب سـ تنير منزله اليوم .. نظرتُ لأخواتي بـ امتنان .. بسببهن كنتُ بـ تلك الطلة الملائكية التي مدحتها عمتي .. بقول عمتي ، أقصد عذاري والدة مازن ، كانت قريبة مني بشكلٍ كبير .. في الفترة الأخيرة ، وفهمتُ من أين أتى مازن بكل ذلك الرُقي .. فـ والدته تُعطي دروسًا في الرُقي والأسلوب الحسن والعذوبة ..
اقتربت مني وهي تقبلني وتحصنني ، احتضنت كفي بقوة لتقول لي بحنية ، عذاري : شوفي يا قلبي .. أنا بتركك ألحين ، بنزل أشرف على العشا .. تبين أنادي لك فردوس ؟
اجبتها ، ليال : لا عمتي لا تكلفي عليها ، بتجيني عُلا ألحين ..
أم مازن : طيب يا قلبي على راحتك ..
خرجت عمتي ، تركتني وحيدة لـ 5 دقائق .. حتى فُتح الباب وتأتي منه أخرى ، لم أحفظ اسمها بعد ولكنها عمتي الأخرى المُسماة بـ أم زينة .. كنتُ أناديها هكذا لأنني لم أحفظ اسمها بعد ..
جلست بالقرب مني ، تلك العمة لطيفة أيضًا وجدًا ولكنها متحفظة قليلًا ، تعاملني بـ حذر وكأنني انتحل شخصية ليست بـ شخصيتي ..
اخفضتُ رأسي عندما صمتت هي ، ما لا يعرفه عني الكثيرون .. لستُ بـ الشخصية الاجتماعية كـ عُلا .. اصمت عندما يصمت الآخرون ، ولا أعلم كيف أخوضُ حديثًا مع الآخرين ..
سألتني هي ، أم زينة : وينهم صحباتك ما شفناهم ؟
نظرتُ لها لـ أجيبها ، ليال : موجودات .. بيجوا بعد شوي ..
نطقت بكبر طفيف ، أم زينة : لابسات ؟ كاشخات !
نظرتُ لها بصدمة ، هل يهمها ذلك ؟ لكنني أجبتها بثقة ، ليال : أفا عليك ، بيغطون على الكل ويمكن عليّ بعد
لتضحك لي ، أم زينة : لا عاد أنتِ العروس محد يغطي عليك
ليال : وأنتِ الصادقة ، عُلا محد يغطي عليها لو مين ما كان .. عاد يمكن رواء لو لها خلق تكشخ غطت على الكل
ما أن انهيتُ جملتي حتى دخلن أخواتي .. عدددتُ لـ العشرة حتى التفتُ لعمتي المغرورة .. هذا اسمها الجديد .. رأيتها تنظر لهن بـ اعجاب .. فكما قلتُ .. كُنّ مغريات جدًا .. كل واحدة انفردت بـ مظهرها ..
اقتربت مني عُلا ، احتضنتني بشدة : الله يبارك لك يا قلبي
ابتسمتُ لها ، ليال : آمين .. وش ذا الزين ؟
قربتها مني لانطق بهمس : والله العظيم ما أقدر ما أقولها ، بس لو صقر هنا كان انجن عليك
ابتسمت هي بحياء ظاهر جدًا ، لتنطق بتوتر : عيونك الحلوة ليول وش ذا الكلام ببسسس
ضحكتُ لتتسائل عمتي : هذه عُلا ؟
اجببتها بفخر ، ليال : اييه
لتنطق هي بـ اعجاب : ما شاء الله ، خذت كل الحلا
رفعتُ حاجبي ، ليال : اييه ما شاء الله عشان كذا ما ينلام فيها صقر
أم زينة بنبرة يتضح فيها الاطمئنان : متزوجة ! ايي زين ما شاء الله ، الله يحفظك لزوجك ..
كانت ستنطق ، تلك المشاغبة ولكنني غمزتُ لها لتصمت ، دقائق قليلة لتخرج عمتي ..
نظرت لي رواء بقهر : متزوجة ! اايي زين ما شاء الله ، الله يحفظك لزوجك .. ووجججعععع ، ليييييييش منعتيني ليش ؟
ضحكنا جميعًا ، لأنطق : واضح إنها انقهرت ! يا ربي بغت توقف قلبي وهي تسألني بتكشخوا ! كأنها تقول لا يفشلونا
رواء : محد يفشل إلا هي وفتحت فستانها اللحجية وجع ، ما علينا وش رأيك بسروي ؟ هبلت فيها
نظرتُ لـ أسرار وأنا اضحك ، ليال : تهبل اسم الله عليها ، حرام عليك رواء لازم تعذبي أحد
رواء : لازم تعرفين ما أقدر تتعب نفسيتي إذا خليتهم في حالهم ، يحروووووون يعبدون الشعر الطويل عباده
أسرار : ههههههههههههههههه المرة الماضية سوت لي غرة وقصرت أطرافه هالمرة درجته الحمارة
ابتسمتُ لها بحب ، ليال : بس حلو عليك ، معطيك هالة الـ بيبي فيس
أسرار : قلبي أنتِ الحلوة
رواء : إلا ما شفنا عريس الغفلة وينه ؟ بنقيمه
ليال : ههههههههههههههه في مجلس الرجال
أسرار : ما راح تصوروا مع بعض ؟
ليال : صورنا وخلصننا
سألت رواء : عُلا ارجعي لواقعنا
نظرنا لها أنا وأسرار ، نطقتُ بأسف : سوري علويه والله مو قصدي بس حرّتني مرة ..
أومأت بـ لا ، لتنطق بنبرة هادئة جدًا ، عُلا : لا ليول لا تعتذري مو منها .. بس مدري اليوم عندي شعور غريب .. أخوه رجع يرسل لي ، وجاتني قوة غريبة أرد عليه بـ أني مو متنازلة عن حقي وهذه ابسط حقوقي مقابل اللي عشته مع صقر .. وقلت له يروح للمحاكم ويسوي بلبله لو يبي مو هامني ، حتى قلت له إن ولد صقر بنت مو ولد ، وإنها توفت من لما انولدت وفي شهادة وفاة ، قلت له شهادة وفاتها عند عمها بتلقاها .. قلت له كل الحقائق بدون تردد

رفعتُ حاجباي ، لأنظر لـ رواء .. التي كانت مندهشة مثلي على الأقل ، لتردف عُلا : بس مو هنا الموضوع يا بنات .. مدري ، لما كنت أبدل ملابسي ، وبعد ما لبست فستاني وخلصت .. مدري ليه حسيت إن صقر موجود معاي وحولي .. ريحة عطره موجوده ، ما أدري ليه حسيت إنه كان يتغزل بي وكان يقول تجنني ومرة حلوة ..
اقتربتُ منها لأهمس ، ليال : عُلا ، تعوذي من ابليس
تنهدت لتنطق ، عُلا : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
نطقت رواء بهدوء : عُلا انتِ مشتاقة له واججد ، اسألي أهله .. عن مكان قبره ..
نظرنا لها بدهشة ، لم تكن رواء بتلك الليونة ، كانت أول من عارض أن تزور عُلا قبر صقر .. وكانت عُلا توافقها بسبب قهرها من صقر لا أكثر ..
لتنطق أسرار : بنات مو وقته احنا بعرس ، خلونا نرقص ونستانس بليز ، بكره نرجع لهمومنا اللي ما تخلص
ضحكتُ لها ، وأنا أقرص خدها ، ليال : وهي الصادقة قومموا روحوا ولعوا المكان واردحوا .. ووروهم من هم أخوات ليال يلا
نظرتُ لـ عُلا ، ليال : أمانة أنتِ ارقصي قدام عمتي وسوي حركات خليها تخاف إن إذا أهل زوجها شافوك تمنوك لولدهم
عُلا : ههههههههههههههههههههههههه ه يا الشريرة
ليال : يختي تحر
رواء : وريني وين زوجها ، إن ما خليتها تنقهر عليه
عُلا : لا يا بنت
رواء : ههههههههههههههههههههههههه ههههه بس أخليها تغار عليه ، ولا أنا ما أحب هالأشكال ..
ليال : وريه كشتك بس ، ويطيح من طوله
رواء : لا لا الظاهر جربتي وفادت
ليال : ههههههههههههههههههههههههه ههههههههههه ، ما سويت شيء بس طالعت بعيونه وأنا رايحه فيها
عُلا : الظاهر هو اللي راح فيها
ليال : مممرررررررررةةةةةة ، وصار يهلوس
رواء وعُلا : ههههههههههههههههههههههههه ههههههههههههههههه
أسرار : بنات عيب ما أفهم للسوالف هذه وش تقولون ؟
رواء وهي تقترب منها : ابد يا طفلتنا قصدها إن فراس ذاب لما شاف جمال بنتنا لا أكثر ولا أقل
أسرار : اها يحق له ، إذا احنا نخق عليها
رواء : عيب يا بنت
أسرار : طيب طيب فيني طاقة ردح خلونا نروح نردح
عُلا : يلا ..
التفتت لي عُلا وبابتسامتها الناعمة : في وداعة الرحمن يا قلبي

مرّت تلك الليلة بسلام ، عدا على عمتي التي اقلقتها رواء بحركاتها ، حتى التصقت بزوجها لنهاية تلك الليلة ..

.
.
.
.
.

بعد مرور أسبوعين ..

نظرتُ لها وهي تجلس هناك في زاوية الغرفة ، وكأن ما يحدثُ لها لا يعجبها أبدًا .. هي لم تتقبل هذا الزواج وكذلك أنا .. اقتربتُ منها لأقف أمامها تمامًا ، رفعت رأسها لي ، نظرت بكل برود لتعود وتبعد عينيها عني ..
ناديتها باسمها ، فراس : ليال
أجابت ببرود وهي ما زالت تشيحُ بنظرها عني ، ليال : نعم ..!
تنهدتُ .. هذه الـ ليال صعبة المراس ، تثيرني قليلًا .. بل كثيرًا جدًا ولكنني لا استطيعُ مجاراتها ، وحركاتها تستفزني
قلتُ لها ، فراس : ممكن لو سمحتي تلتفتي لي لما أكلمك ؟
رفعت رأسها ونظرت لي بذات البرود .. نزلت لمستواها لأجلس أمامها ، نظرتُ لعينيها بحدة وكأنني أخبرها أن تتعامل معي جيدًا ..
ولكن عينيها الباكية ، جلدتني .. كانت تُعاتب ، تعاتب جدًا وكأنها تخبرني بأننا سلبنا منها حُريتها .. تنهدتُ لأهمس لها بحقيقة أخفيتها عن العالم أجمع
فراس : اسمعي ، زيّك أنا .. أنتِ رافضة وأنا رافض .. بس مستحيل ابين هالشيء لأبوي ومستحيل أهينك .. أنتِ بنت مالك ذنب شيء أبدًا ، حرام أجي أنا برفضي لك أشكك أمة محمد كلها فيك .. ليال أنا متزوج ، بالسر .. لأن البنت اللي أبيها أبوي رافض يزوجها لي فتزوجتها بالسر .. تتوقعي إن كلنا أنا وأنتِ …
صمتُ ولم أكمل كلماتي حتى لا أجرحها ، لستُ بتلك القساوة فأنا أُقدر الأنثى .. وأنثى مثيرة كـ ليال لا أستطيعُ جرحها .. وكذلك لدّي أختان وشهد .. وتعلمتُ جيدًا كيف أختار كلماتي ومتى يجب عليّ بترها.. تنهدتُ وأنا انظر لعينيها .. وضعت كفي على كفها لأضغط عليها .. ثم أكملتُ لها ، فراس : أنا معك ليال ، اعتبريني صديق .. اسندك ومستعد أسوي لك اللي تبي بس الانفصال لا وألف لا مستحيل أقرب منه .. أتوقع أن أنتِ ما تبغيني أقرب منك .. (نظرتُ لها لأفهم تعابيرها ولكنها كانت جامدة ، لأكمل بعدها) لكن لك اللي تبيه ليال ، أنا مستعد أعتبرك زوجة لي ولك كل حقوقك ، وإن كنتِ رافضة احترم قرارك ..
وقفتُ بعدها .. قبلتُ جبينها ثم ابتعدتُ عنها متوجهًا لدورة المياه .. خرجتُ لأراها في مكانها كما تركتها ، خفتُ من أن أكون قد أصبتها بصدمة أو تشنجت أو حصل لها مكروهًا .. اقتربت لأهزها برعب وأنا انطقُ بـ ليال ..!
استفاقت ، نظرت لي .. وأنا مازلتُ انظر لها برعب .. قلتُ لها بنبرة خائفة ، فراس : خوفتيني ، وش فيك ؟
نطق ببرود استفزني ، ليال : اطلع أبغى اجلس بروحي ممكن ؟
تنهدتُ بصبر ، فراس : بطلع ، أنا طالع أساسًا ما راح أنام هنا
نطقت بسخرية ، ليال : ايي روح لزوجتك اللي معترف فيها بقلبك
نظرتُ لها .. لا أعلم كيف افسر نبرتها وكلماتها .. كانت نظرتها ساخرة جدًا ، تنهدتُ وأنا أبعدُ عن رأسي فكرة أن أُحدث شجارًا معها أو أن أفرضُ عليها احترامي ..
مشيتُ إلى أن وصلتُ لـ الباب ، لأنطق بعدها بصوتٍ يصلها ، فراس : استودعتك الله .. إذا بغيتي شيء كلميني وأجيك
سمعتها تقول بنبرة استهزاء ، ليال : متأكد ؟
التفتُ لها لأقول بحدة وجمود ، فراس : متأكد ، كلميني بجد إذا احتجتي شيء وشوفي ، لا تلعبي تراي أفهم ويمكن يجي يوم وتكوني بجد محتاجة واسحب عليك .. يلا سلام

خرجتُ مسرعًا وأنا أضحك بخفة ، من ملامح وجهها .. يبدو أنها شعرت بالرُعب من أسلوبي الذي تغير ..
رأيتُ فردوس تجلس في الصالة العلوية ، اقتربتُ منها بروقان لأشد شعرها بخفه ، غمزتُ لها لانطق : ها يا العروس وش عندك ؟
ضحكت بخفة والحياء يأخذ من وجهها الكثير ، لتنطق بصوتٍ خافت ، فردوس : ولا شيء ، انتظر هيثم بيجيب لي شويّة أغراض
رفعتُ حاجبي ، فراس : في هالوقت ؟
فردوس : وش أسوي الشحنة وصلت متأخر وقال بيجيبها بلا ما ينساها ..
قلتُ لها بجدية : أي طيب ، قولي للخدم يأخذوها منه لا تطلعي أنتِ وخليه يروح بسرعه
فردوس : طيب
تجاوزتها لأخرج .. لم تكن فردوس تهتم لخروجي أو تسألني إلى أين أذهب في هذا الوقت على عكس تلك الشيطانه فجر .. خرجتُ لـ أصادف هيثم أمام الباب .. تبادلنا أطراف الحديث لآخذ منه أغراض أختي ، وضعتها في المجلس الخارجي بعدما ارسلتُ لها .. لأخرج ، متوجهًا لـ من سلّبت مني القلب والروح ..!

.
.
.
.
.
صباحًا ..


وقفتُ ، انتظر وأنا مُصممة لما سأفعله ، فكّرتُ كثيرًا ووجدتُ أن ما سيحدث هو الصحيح .. بل شياطين عقلي هي من وجدت الأمر صحيحًا وأنا خائفة ومترددة .. خرجتُ من غرفتي لـ أتوجه لـ غرفة عُلا ، وجدتُ بابها مفتوحًا ..
ابتسمت لي لتقول ، عُلا : طالعة ؟
أجبتها بهدوء ، رواء : أيوه .. تبون شيء ! ما راح اتأخر إن شاء الله
عُلا : حاولي ترجعي بدري ، لأن ليول بتجينا
ابتسمتُ بسعادة حقيقية .. مشيتُ وأنا أُتمتم بـ (تمام) ..
خرجتُ مسرعة وأنا أرتدي نظارتي الشمسية ، توجهت لذلك المقهى الذي يلتقي فيه تركي بذلك الشخص كُلّ سبت .. يجلسان هُناك كل يوم سبت ، لاأعلم ما الذي يتبادلانه من كلمات .. ولا يهمني ما يحصل ولكنّي سـ أفعل ما أريد ، سـ أخرج أمامه .. وليحصل ما يحصل ..
رأيتهما يخرجان من المقهى ، حركتُ سيارتي بـ اتجاههم ، زادت سرعتي لـ أغلق عيني بـ خوف .. فتحتها وأنا أرى اقتراب سيارتي من سيارته وبدأ خوفي يتزايد ، صرخت بـ رعبٍ حقيقي عندما اصطدمت سيارتي بسيارته ، وخرجت مني آه عندما ارتطم رأسي بالمقود .. رفعت رأسي وأنا أرى ذلك السائل الأحمر ينزل من جبيني .. خرجت مني آه أخرى لـ يستند جسدي على الكرسي وأغيب عن الوعي تمامًا عندما سمعتُ أحدهم يطرق نافذتي ويصرخ بـ : يا بنت ..!





انتهــــى ~


غِيْــمّ ~ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس