عرض مشاركة واحدة
قديم 26-09-22, 08:01 PM   #588

Hager Haleem

كاتبة قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Hager Haleem

? العضوٌ??? » 359482
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,301
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Hager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

تجلس جواره في السيارة في طريق عودتهما بينما ترمقه بطرف عينيها كل بضعة لحظات ..
مرة بتساؤل
مرة بقلق
ومرات بتأمل حاله المتبدل
تنظر إليه بلا توقف وكأنه سيعود لما كان عليه إذا غفلت عنه للحظات .. !
وهو جوارها يتابع طريقه معها بصبر ، لا يفرق معه مسافة أو مدى طالما هي جواره
لكن نظرة عدم الثقة التي تغافلها وتصدر عنها في بعض الأوقات تضيع حلاوة لقائهما وتترك ورائها علقمًا يضيمه ..
ومع ذلك لن يترك نفسه لليأس بل على العكس سيجعل من هذا الأمر حافزًا له حتى يكافح أكثر إلى أن يصلا لنهاية طريقهما بسلام
" جائعة ؟!! "
سألها على حين غفلة فرمشت صفية وهي التي كانت شاردة في ما هو آتٍ ثم خرجت إجابتها بعد عدة لحظات :
" جدًا "
التفت لها سيف وابتسم ابتسامة حانية تعرفها من ماض بعيد ليعقب بعدها وهو يربت على وجنتيها :
" ستتوقف عند أول مطعم يقابلنا "
أومأت له بلا تركيز حقيقي وعادت إلى شرودها فسألها سيف بعد لحظات :
" ماذا بكِ ؟!! .. ما الذي يشغلك ؟!! "
زفرت صفية ثم همست ببوح :
" خائفة "
عبوس خفيف ارتسم على محياه وكرر ورائها بتعجب :
" خائفة ! "
ثم أتبع :
" من أي شيء ؟!! "
هزت كتفيها ثم ردت دون أن تنظر إليه :
" مما ينتظرنا في العاصمة .. خائفة من أن اكتشف ان كل ما مررنا به الايام الماضية ما هو إلا حلم سينتهي بعودتنا إلى حياتنا السابقة "
لتنظر له بعد ذلك وتتبع بألم :
" وأنا لم أعد أحتمل المزيد من الصراعات يا سيف "
أمسك سيف بكفها الموضوعة جانبه ثم شدد عليها وتمتم بصوت قوي :
" لا داعي لخوفك حبيبتي لأنه لا مزيد من الصراعات بإذن الله ، نحن عائدان بالفعل ولكن ليس لما كنا عليه ... بل سنعود لنصنع معًا حياةً لا تضم سوانا ، حياة مبنية على قراراتنا نحن فقط ولا أحد غيرنا "
نكست صفية رأسها دون رد فاستطرد سيف :
" أنا أدرك أنكِ الآن تعانين من مشكلة عدم الثقة في ايًا من تصرفاتي أو أفعالي لكن مع الوقت ستتأكدين من أن ما نمر به الآن ليس حُلمًا .. بل هو واقع ملموس "
" يا رب "
همست بها بتضرع فرفع كفها القابع بين كفيه يقبله بمحبة عدة مرات وكل ما به يشاركها الدعاء أن تصبح حياتهما أهدأ مما كانت عليه سابقًا
وبعد وقت لا بأس به توقف سيف أمام منزل عصري ذا حديقة صغيرة ، يبعد ببضعة أمتار عن منزل عائلته ثم نزل من السيارة تتبعه صفية التي كانت تتأمل المكان حولها بترقب وومضة من حماس حاولت السيطرة عليها ..
فهي لا تريد العودة لتلك الصغيرة التي كانت تتصرف على سجيتها وتظهر انبهارها بما يقدمه لها حبيبها
فمن جرب شعور الإهانة والاستصغار يومًا سيظل طوال عمره يحسب كل ردة فعل تصدر عنه .. !
اقترب منها سيف ثم أمسك بكفها ليطرق بعدها الباب فيما يوضح لها بابتسامة متحمسة :
" لقد رأيته قبل فترة وأعجبني كثيرًا فقررت شراءه .. ثم أنهيت إجراءات شراءه ونحن في العطلة ، أرجو أن يعجبك "
رغمًا عنها خرجت ابتسامتها متوترة فقربها سيف منه في الوقت الذي فتحت فيه العاملة الباب تستقبلهما بابتسامة مهذبة وتلقي عليهما عبارات الترحيب ..
تطلعت صفية في المكان حولها وكتمت شهقة أرادت الخروج للعلن !
فهذا منزل أحلامها حرفيًا والذي بالطبع كانت قد قصت على سيف مواصفاته فيما مضى ..
الألوان ، نقوش الحائط ، أشكال المقاعد
حتى تلك المدفأة القديمة التي أخبرته عنها سابقًا موجودة
تسرب دفء جميل إلى قلبها ، شيء أقرب للألفة إذ أن هذا تحديدًا ما تخيلته عن منزلهما ، وسيف جوارها يراقب حربها القائمة ضد نفسها .. !
يراقب انبهار الطفلة التي لا تزال حية داخلها وعناد المرأة ذات الكبرياء الجريح
يراقب وميض عينيها الذي تحارب لإخفائه
يراقب فرحتها الذي تحاول وأدها
يراقب بصبر وينتظر أن تصل إلى بر أمان سيأخذ بيدها إلى أن تصله .. !
فتلك هي مهمته القادمة معها ..
أن يزرع الأمان داخلها تجاهه من جديد
ان يجعلها تطمئن
أن يُحيي صفية القديمة التي كانت مصدر بهجة أينما خطت قدمها
فتلك من أحبها بحق ، وتلك من تستحق أن يحارب لأجلها ... وإن حارب نفسه بنفسه .

__________________

يتبع .....


Hager Haleem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس