عرض مشاركة واحدة
قديم 01-10-22, 10:09 PM   #1541

الريم ناصر

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 408952
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,336
?  نُقآطِيْ » الريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond repute
افتراضي


(3)
،
،
اوقف سيارته أمام الإستراحة وترجل بخطوات مثقلة إلى الداخل ، وعند دخوله قال له عامر الخارج من المجلس " أرجع أرجع متعب رايحين نتقهوى بكوفي "
ضيّق عيّنيه ووضع يدّيه في جيوبه يتحسس محفظته ، فلو ذهب معهم إلزامًا عليه دفع الحساب ، فطيلة الأسابيع الفائتة كان الحساب عليهم
بحث عن عذر ما وقال بصوت شائب " هالحزة ؟ "
" اييي زينة المقاهي هالوقت مابه أحد "
بلل شفتيه العلوية وهو يرى الوليد وضاري وهما مقبلان ، حيّاه ضاري أولًا "هلا والله بووووسند تونا نبي ندق عليك "
صافحهما " شالاخبار ؟"
" طيبين الله يسلم حالك .. معنا نتقهوى ؟؟؟"
رفع حاجبيه " والله شكلي لأ ! مانـ..."
دفعه ضاري وقال " مابه مشاور يلا"
كتم ضيقه وخرجوا حتى سيارة ضاري ، ركبوا وقال ضاري" علي القهوة هالمرة"
اعترض عامر " لا هالمرة علي "
" لا خلوها علي "
وتحدث هو بصوت شائب " خلوها علي هالمرة"
بالله عليك يامتعب ، كيف ستخرج نفسك من هذا المأزق وأنت لا تملك حتى قيمة بانزين سيارتك غدًا !
وافق الجميع على طلبه ، ولأنه أول مرة يقولها . . شاعرًا أن الجميع يشفق عليه!
وصلوا إلى المقهى ، وجلسوا حول طاولة دائرية وقال ضاري وهو يخرج القائمة من خلال باركود موضوع على الطاولة " وش تشربون ؟"
قال الوليد " v60"
" وأنت عامر ؟"
قال متعب " عطني أشوف !"
مد إليه الهاتف وهو يقرأ الاسماء الغريبة ، فهو لايملك الرفاهية لكي يعرفها ، وعيّنيه تبحث على الأسعار !
زاد ضيقه فالأسعار مبالغ فيها ، اخذ طلباتهم وهو قرر شرب قهوة مثلهم !
توقف أمام البائع وهو يخبره بالطلب
" 109"
بلل شفتيه وأخرج محفظته ومدّ إليه الـمئة الإخيرة من راتبه !
إذن سيقضي باقي الشهر . . مفلسًا !
وعاد إليهم وهو يجاهد إن يتحدث باريحية مع الجميع ، وعقله مشغول . . بكيفيه العيّش باقي الشهر ؟
أتى النادل مع أكواب القهوة السوداء وصنفين من الحلا
وعندما تذوق قهوته قال " وش هذااااا كرم الله النعمة "
تعالت ضحكاتهم " أما متعب ماتشرب قهوة سوداء ؟"
قال بعبوس " علقم ماهي قهوة سوداء"
ضحك عامر وقال" أول أنا مثلك ما أدانيه ولا أحبه بس هذي القهوة أول مرة ما تتقبله ثاني مرة هه ثالث مرة تدمنه"
ابعد الكوب وهو يتحسر على العشرون التي ذهبت من أجلها " لا تكفى عساني ما أدمن !!! "
قال الوليد " نطلب لك قهوة سعودية ؟"
" لا لا مابي "
وقف الوليد وقال " لا ويييين ماتشرب معنا "
وقف هو الآخر" أجلس طيب أنا اطلب لي "
ابعده الوليد وقال " بقهويك على حسابي كيفي !!"
وذهب الوليد يطلب له قهوة سعودية ، وّ هو يجاهد إن يكتم ضيقه ، وعاد الوليد بعد عشر دقائق معه كوب قهوة سعودية ، شربها وقال " ياخي ياخي هذي القهوة اللي على سنع "
تعالت ضحكاتهم عليه ، وقال الوليد فجاةً " المقهى مليان فيه خمسطعة واحد !"
وهو ينقل ناظّريه ، قال ضاري بملل " وأنت شعندك تعدهم"
قال ببساطة" مو على كيفي "
قال عامر باستنكار " شلون مو على كيفك أحد قايل لك تسوي إحصائيه"
ارتشفت من قهوته وقال " مخي .. تدري إن الأكواب اللي على الطاولة هذيك مية وخمس وعشرين كوب "
التفت رؤوسهم نحـوى الطاولة والتي عليها أكواب كثيرة ، وتابع والدهشة تظهر على ملامحهم " والآلات اللي بالكوفي عشر ، واللي يشتغلون خمس كلهم سعودين وعدد الطاولات والكراسي خمس وثلاثين كرسي و عشرين طاولة فاضية "
" هيه هيه وش قاعد تخربط "
وتابع بضحكة" وتدري أزرار قميصك خمس وعشرين"
نظر له ضاري بعدم استيعاب وأخذ يعد ازارا قميصه ، وانفجر الوليد ضاحكًا ، وبينما عامر ومتعب صامتان يحدقان به بتعجب ومن ثم قال هو " والله ماهو بيدي عقلي يحسب كل شي !! الحين البلاط اللي بالكوفي تقريبًا مية وعشرين "
قال عامر " شلون يعني وش به مخك"
قال هو ببساطة" من قمت من الغيبوبة وأنا عقلي كذا !!! الحين عدد حبات الخال اللي بوجهك ثلاث "
شهق عامر وتبعه ضاري ، ومتعب تكتّف " صادز ؟؟"
ونظر لمتعب وقال " تدري يامتعب إن عندك شيب بحواجبك وهن اربع "
تحسس متعب حاجيبه بطرف سبابته وقال بعدم تصديق " امداك تعد ؟؟؟"
قال الوليد " كل شي يمر عليكم مرور الكرام إلا أنا ! كل شي اعده وكل شي احسبه وكل شي انتبه له !! حتى لو كنت مابي !!! الحين يوم كنت واقف عند الرسبشين عشان اجيب قهوة متعب .. واحد من العمال يسوي قهوة وطق الكوب على الرخام خمس مرات .. والثاني جدع كوبين .. واللي يسوي القهوة لمتعب رفع حواجبه خمس مرات"
صرخ ضاري " تستهبل والله تستهبل "
تعالت ضحكـاته وقال " تدري ياضاري أنك رفعت حواجبك بعد مرتين"
قال عمر وهو لا يزال غير مصدًقا " يعني أنت إذا جلست معنا تجلس تحسب ؟"
قال ضاري " وش هالغيبوبة اللي عطتك مخًا فوق مخك "
قال الوليد " قل تبارك الله أنت ووجهك "
" لا ماهو ضارك شي لا تخاف"
" سبحان الله ! ربي خذا منك ذاكرتك واعطاك هالشي ! مفروض تستغله يالوليد والله حسافة "
عاد لارتشاف قهوته وقال ببساطة " مابي ارهق مخي زيادة "
" والله انك غبي .. لا وين غبي انا الغبي بس والله استغله بشي يفيد ! "
قرر تغير مجرى الحديث وقال " تخاون لـ مكة ؟"
" تحسب أننا عطالي بطالي مثلك ! ورانا دوامات"
" خميس وجمعة طيب ؟"
" يالله نشبع نوم !"
نظر لهما بحنّق وقال لمتعب " وأنت متعب ؟"
أنا ياصديقي لا أملك فلسًا واحد للعيش بالغد ، فكيف تريديني أن ارافقك ؟
قال بهدوء" مثلهم "
" الله حيّ متعب "
ألتفت متعب إلى الصوت القادم ، ورأى ابن عمة والدته ووقف " هلا والله بحسن"
سلم عليه وعّرفه على الجميع ، وتبادلا الحال والسؤال وانصرف " حسن " إلى اصدقاءه . .
وجلس متعب بمكانه ، يستمع إلى حديث ضاري بشأن تردده بشراء بيت لعائلته الصغيـرة أو البناء . . وعامر فقط هو من يطرح له سلبيات وإيجابيات كلًا منهما . . حتى قال ضاري للوليد "الوليد .. ليش ماتتزوج ؟"
تغير ملامحه إلى ضيق واضح وقال بصدق " مانسيت طليقتي "
ران صمت لحظي حتى قال عامر " شلون أنت تتذكره؟!!"
ارتشف من قهوته وقال " لأ "
قال ضاري بتعجب " شلون أجل ما نسيته ؟"
تعالت تنهيداته بكدر واضح " سالفة طويلة ماتهمكم"
قال عامر " طيب رجعه !"
" من سابع المستحيلات "
" ليش طيب ؟"
" خلّها مستورة يا ضاري "
وعاد الصمت يلف الأجواء ، متفهمين حزن الوليد الذي يظهر عليه بين الحين والآخر !
.................................................. ..
،
،

جلست حنين بجانب والدتها وقالت بنبرة مقصودة" يمه متعب رجع له خويه هذاك ؟"
رمقتها لطيفة بتعجبّ " وأنتِ وش دراتس "
شتت ناظّريها وقالت " اسأل لانه صاير يسهر وقليل يتعشى بالبيت "
قالت لطيفة بتهدج" أي أي رجع ... ما أنور وجهه وليدي إلا بجيته "
مد شفتيها حنين بتفكيـر وهي تجيب عن حسن بعيدًا عن مرأى والدتها " إلا شكل هو نفسه الوليد !! "
أتى رد حسن "قلت لتس بس ماصدقتني "
خرجت من محادثته عندما دخل والدها وهو يلقى السلام ، هجم ضيق عليها وهي ترى تهجم والدتها
فلهذه اللحظة والعلاقه بين والديها متباعدة لا يتحدثان إلا لضرورة !
ابتلعت ريقها ووالدها يأمرها إن تحضر له الماء ،وقفت سريعًا مُلبية طلبه ، وتحدث سند ولطيفة تنظـر للتلفاز باهتمام
" اليوم كنت عند أخوي جابر .. وجاء أبو ياسر جيرانهم تعرفينه ؟"
لم تتجاوب معه ، وسند تابع بتأفف " خطب حسناء منّي"
شهقت وألتفت بإكمل جسدها نحّوه وقالت "هالشايب العايب له وجهه يعرس بعد ؟ وياخذ بنتي اللي ماكملت حتى الثلاثين !!! لايكون عطيته كلمه ياسند والله واللـ"
قاطعها بلهجة لاذعة " لا تمطين هالحلوف يالطيفة واسمعي مني "
كان حديثه على دخول حنين وهي تمد الكأس لوالدتها ، وخرجت مُسرعة لتنقل الخبر لرحاب و لحسنا !!!
" وش أسمع منك ! تزوج حسناء شايب ؟؟؟ ليش وش قاصر بنتي "
شرب الماء دفعةً واحدة ، ومن ثم وضع الكأس جانبًا . . وقال "ابو ياسر ! رجالًا أجودي وكريم وراعي خير "
قالت لطيفة بعدم تصديق " مهبول أنت مهبول ؟ لا يكون وافقت عليه بس ؟ أنسى أنسى ازوج بنتي من شايب"
قال سند بغضّب " قصري صوتس واسمعي مني !! بنتي الحين محدًا بيخطبه زين ابو ياسر جاء وخطبه !! كل يقول ماتزوجت اخته إللي اصغر منه إلا وهي به عيب "
تهدج صوت لطيفة بغضّب " جعل كلًا من يقول لسانه للقص !! بنتي ماتاخذ له شايب"
صرخ بوجهها " وشبه الشااايب وشبه "
وتابع وهو يخفض من نبرة صِوته " هالشايب له حلال يغطي الشمس وراعي ودين وخير ! ماهو رجالًا خربوطي ويبي مرتن تجدد شبابه"
وقفت لطيفة شاعرةً بحرارة تسري بجوفها " جعله للموت ! لا تغثني ياسند بعيالي زود ما أنا منلهدة وانسى هالسيرة"
بهذا الإثناء دخل متعب فجأة ، وغام وجهه عندما راى والده ، هلّت به لطيفة وقالت " هلا ومرحبا أكيد انك متعشي صح ؟"
" ايه " قالها بجمود وهو يستدير . . وخرجت لطيفة تاركةً سند وحدّه .. وعادت حنين من أجل إن تعرف المزيد من الأخبار ولكن شعرت بخيبة أمل عندما رأت خلّو المكان من والدتها
ويستحال إن تسأل والدها عن التفاصيل !
...........
،
بينما حسناء تكتم بكاءها الخافت في وسادتها عندما أخبرتها حنين عن الخطبة ، هل أصبح تخطب الآن من كبار السن الذي يتجاوزون عمر والدها ؟؟؟
ما أقسى هذا الشعور !!!
ماذا لو وافق والدها عليه ، هيّ لن توافق ووالدتها ستكون بصفها !
تهاوت عزيمتها بيأس .. واعتدلت وهي تمسح دموعها
قد يكون نصيبها مع رجلًا يتجاوز عمر والدها أفضل من هذه المشاعر التواقة لبيت مستقل وكيان مستقل .. ورجل يغدها بعاطفته !
ولكن الزواج من " شايب " مؤلمة .. مؤلمة
دخلت عليها حنين فجأة ، وعندما رأت دموعها شعرت ببعض الضيق الغير مفسر ، وقالت حسناء " اطلعي وسكري الباب بنام"
شتمتها حنين " هذا جزاي اجيب لتس الاخبار الزينة "
وخرجت صافقة الباب بقوة ، واستلقت حسناء تعاود البكاء من جديد
.................................................. ..
،
،
نعم فهو لم ينساها ولن ينساها مطلقًا ، ولكن لم يتجرأ منذ دخوله إلى بيتهم إن تقف قديمه أمام جناحهما !
توقف طويًلا وعيّنيه متسمرةً على الباب المغلق ، وأنفاسه تتهدج . . أخرج المفتاح من جيبه وفتح الباب . . ودخل إلى الجناح . . وقلبه يهتف بشوق لكل زاوية من هذه الزوايا . . أضاء الأنوار . . وحدق بالصالة الواسعة والغرف المغلقة ، تمعن بذرات التراب التي تغطي المكان ، سئل الاريكة الموضوعة في الصالة عن آخر ذكرى لهما ، وسئل التلفاز المعلق عن آخر ما شاهداه . . وأخذ يسئل . . ويسئل ويسئل
حتى انهكه الصمت المطبق . . لم يقوى على التقدم اكثر ، واستدار خارجًا . . مغلقًا الباب خلفه ومتوجهًا إلى غرفته
واستلقى على سريره ، ماهي أخباركِ الآن يا ابتسام ؟
هل وافقتِ على الزواج من ذلك الرجل ؟ ، أمّا إن صورة الرجال المشوهه من قبلي جعلتكِ ترفضين . . هل عدتِ لمقاعد الدراسة ؟
هل تسيرين وأنتِ مرتعدة خشيةً إن اظهر لك فجأة ؟
أمًا ماعاد وجودي . . يشكل فارقًا بالنسبة لكِ !
وهذا ما أظنه . . فا أخر لقاء لنا يكشف عن ذلك
وكيف حال شقيقك ؟ . . مع إنني تعرضت للكثر منه ولكن أرفع قبعتي أحترامًا له . . فمن يرضى إن تعنف اخته ؟
وقف فجأة قاطعًا سيل المواجع ، قاصدًا دورة المياه .. للوضوء
والوقوف أمام رب العالمين
يشكو إليه . . علّته . .
فاحزانه التي تتكابل ليلًا . . لا يسكنها
إلا وقوفه أمام . . رب العالمين
.................................................. ....

.
،
كان يقف كعادته اليومية يتمعن بالصغير ، وابتسامه طفيفة رُسمت على ثغره . . تحدث بخفوت " شلون البطل اليوم ؟ هاه بشر عساك زدت كيلو ولا كيلوين ؟ تدري كم عمرك الحين ثمان شهور وخمس وثلاثين يوم بالضبط . . يلا ياوحش مابقاش كلها شهر وتكمل التاسع وتطلع من هالشرنقة"
وزادت ابتسامته وهو يتابع بذات النبرة " عاد شوف يابطل ماراح أكذب عليك وأقولك أن الحياة وردية وجميلة .. لا لا ترى الحياة يبي له واحدًا قلبه قوي "
"ونصيحة مني . . ياولد مثايل لا تحب !!! شفت قلبك اللي بين ضلوعك هذا سكر عليه ولا تخلي أي بنت تدخله وتبهذله مثل ما أنا متبهذل الحين ! بس ربك كريم كريم !!! قادر يريح هالقلب "
وبلل شفتيه وقال " إن عاد ربي عاد عليك بالعافية ماهو تجحدن وتنسى إني أمر عليك كل يوم وأسولف عليك !!! لاتصير خاين للعشرة تفهم !!!"
ولمعت عينيه بمشاعر لذيذة " تتوقع وش راح يسمونك ؟ تدري ودي يسمونك .. اممم محمد على ابو سعد الله يرحمه .. تهقى أبوك الرخمة بيجي يوم وبشوفك ؟"
واعتدل بوقفته وقال " شكل المرة الجاي بجيب كرسي ! واجلس قدامك ونسولف ونتعلل ومع كوب قهوة !! ياسلام سلّم !!! بس عاد المرة الجاية .. تجاوب معي .. حرك لو رمش من رموشك"
وضحك بخفوت " عندك رموش عاد ؟"
"ماظن "
سِمع خطوات تدلف إلى القسم الخالي إلا منه ، قد تكون إحدى الممرضات . . اقتربت الخطوات منه وهو مطرقًا برأسه يكمل حديثه مع الصغير . . حتى أتى صوت الدالف بهدوء " لو سمحت دكتور .. أبي اشوف ولدّي .. له شهر مولود .. "
رفع بسام رأسه وصعق وانشل لسانه، وهو يتعرف على الواقف !
...................
تم


الريم ناصر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس