[نورهان الشاعر]

مساء الحب على فاتنة قلبي..
ماذا أقول يا صغيرة و قلمك بعظمته تعدى حدود الوصف؟ أي بحار أصبحت تجدين التجذيف فيها بكل مهارة، لا تخشين الغرق و أنت تتقدمين وسط غضب الأمواج و عمق المياه التي تبتلع دون رحمة؟
حبيبتي أتطلبين مني أنا أن أعطيك من جمال الكلمة. و أنت كل الجمال ينبثق منك و كأنك إستحوذت عليه كاملا، فلم يجد له مسكنا إلا بين حروفك الدافئة. فتون حبيبتي لك من إسمك الكثير و كل ما منك فاتن متألق. أنت يا غالية تصعدين للسماء بخطوات صاروخية، ترفرفين يا عصفورة عاليا، فتملئين قلوبنا عشقا و هيبة، قد يجيد الكثير تنسيق الكلمات، لكن ليسوا جميعهم يجيدون سحر القلوب، فليس السر يا غالية في صف الكلمات بطريقة منمقة تأسر الناظر. الأمر أعمق من ذلك بكثير صغيرتي. هو وهج ينطلق من القلب فينير عتمة الكلمات، و يتسلل دافئا لقلوب المارين منه. و لك أنت حبيبتي نور لو إنطلق من صدرك لما إحتاج الكون لشمس أبداً.
أعلم أنني أسهبت بالحديث و ما ذلك إلا من تأثير سحر كلامك علي. هذا الفصل مميز جدا أميرتي حتى صرت أبحر وسطه في المشاعر أكثر من إبحاري بالأحداث. أتعلمين أنني منذ مدة أبحث عن قلم يعطيني روعة المشاعر و الإحساس التي لم أعشها بجموح و قوة إلا مع المنفلوطي و جبران، فتأتين أنت صغيرتي لتمنحيني مشاعرا لا تقل عن هذين العملاقين!
صغيرتي أبدعت كل الإبداع في هذا الفصل، أنت نادرة جدا يا فاتنة، لم أرى حبيبتي مثلك من يتقدم للنجاح بقفزات عملاقة، بينما كل الناس يتخذون طريقهم ببطئ شديد.
رحمة تعود إلى ذكرى بعيدة، إلى يوم كان مشهودا في تاريخ الحب، الذي لا يمر مثله في الكون إلا مرات محدودة، يوسف بنفس عاشقة أتى و إعترف لها بكل ما يجيش في صدره، و هي ببراءة أو ربما غباء رفضته و كذبته. فمزقت قلبه العاشقة لشظايا. فهل ستستطيع أن تلملم هذه الشظايا و تداوي القلب الذي مزقته بيدها. هل سيغفر لها زلتها و غباءها، مانحا إياها فرصة للحياة. فهل تمنح الفرصة مرتين؟! و هل ينتظر الحب بوفاء بعد أن تطعنه الخيبة؟!
ميلاد حب جديد..و كم يهوى الحب كل ما هو بعيد محرم. صقر قد حلق قلبه في لحظة خاطفة لم يدركها للحورية الجميلة ذات الشعر الحريري الأسود، فهل بعد كل ما حدث تظل لهما فرصة؟ ام ان هذا الحب يجب أن يدفن قبل أن يبصر بعينيه الحياة.
ما سر العلاقة المتوترة بين علي و نورا؟ أي جرح خلفه في قلبها جعلها متباعدة عنه تخشى حتى لقاءه. هو نفسه الأخ الذي كان ينوي القدوم للقرية و هو لا يرى إلا الدماء لسفكها، فهل يشبه الرجل القروي المتعصب أم أن فيه شيء من هشام بعطفه و حنانه الشديدين؟!
هشام الذي لازال لحد الآن يسحر زوجته الجميلة فيجعلها تحمر خجلا ما إن رءاه. أيضل الحب متوجها حتى بعد الزواج و لا يقسم بقسوة الواقع؟
حقا غاليتي مع السطر الأول من كابوس رائد نزلت على رأسي فجأة و أنا أسأل هل يكون والد نرمين؟! و إذا بشكي يتأكد مع أخر سطر. لقد كان هو. ذاك الأب الظالم الذي دمر كل شيء. نعلم النتيجة و لا نعلم الطريقة و السبب لحد الآن بينما المسكين رائد يغوص في ضلمات الجهل. ربما لو سأل اخته مباشرة لحصل على الجواب من عينيها، فعيون الطيبين لا تكذب.
رحلة ياسمين بالعلاج ستكون طويلة و شاقة لكن كل ذلك سيهون ما دامت محاطة بمن تحب.
أما رحلة قلب نرمين في عشقه الصامت مجهولة المعالم و حبيب الروح يقف في جهله و يتقوقع على سواد ماضيت.
كم صعب ترك رحمة و صقر لجديهما الحنونين، الذي في كبارهما لم تعد لهم أمنية سوى رؤية احفادهما بجانبهما. لكن لا حياة ظلت لهما في تلك القرية. لكن الرباط الذي يربطهما بجديهما يجب أن يكون متينا لا يفك.