الموضوع: عند الشروق
عرض مشاركة واحدة
قديم 22-10-22, 08:42 AM   #53

ساره مسعد

? العضوٌ??? » 484875
?  التسِجيلٌ » Feb 2021
? مشَارَ?اتْي » 62
?  نُقآطِيْ » ساره مسعد is on a distinguished road
افتراضي عند الشروق

الفصل الثالث عشر

‏ربّما غداً
‏أو بعدَ غَدٍ
‏ربّما بعدَ سِنينٍ لا تُعد
‏ربّما ذاتَ مَساءٍ ..
‏نلتَقي ..
‏في طَريقٍ عابِرٍ ..
‏مِن غيرِ قصدٍ ..

سمعت صوت زيد ينادي عادل وانا جالسه في غرفتي
طبعاً التي تكون غرفته
خرجت إلى صالون المنزل وجدت زينب
وأنهار يحدقان بباب المنزل
وكأنهن يحاولن سماع شيء من حديث زيد وعادل
سألت بهمس
ـ ماذا حدث لما يناديه
اشارتا معاً بمعنى لا اعلم
دخل عادل ويبدو حانق اعتقد هذا راقبنا قليلاً وقال
لأنهار
ـ اذهبي ارتدي حجابك وتعالي زيد يريد محادثتك
تبادل الفتيات النظرات بينهن
وقالت زينب
ـ لماذا ماذا يريد
اجاب عادل بقلة صبر
ـ شيء يخصها ، وانتي اينو اذهبي بسرعه
ذهبت انهار وقالت رحيق لعادل بلطف
ـ لما انت غاضب يا بطل ؟
ـ انا لست غاضب انا منزعج فقط
ـ وما الذي يزعج حبيب أخته هكذا
ـ ربما انهار تتركنا وترحل
ـ ماذا ! كيف والى أين ستذهب ؟
ـ أعتقد أن زيد علم شيء عن عائلة والدها ويريد أن يسألها ايخبرهم وتذهب ام تتزوج راشد
كانت الصدمه للفتاتان فصرخن معاً
ـ راشد
صرخ بهن عادل بحنق أن يخفضن اصواتهن
أن زيد أمام الباب ويا ويلهن
ان يكون سمع ضحكت الفتاتان وهن يقبلن
عادل الآخذ دور رب المنزل والمسئول عنهن
وكأنهن صغيرات بحاجه للرعايه
جاءت انهار
فأشار لها عادل الحانق أن تلحق به وهو يتمتم بغضب
كلمات غير مفهومه
خرجت انهار لزيد وهي تغض بصرها للأرض
ألقت التحيه بهمس
رد تحيتها بصوت هادئ وقال
ـ كيف حالك انهار
ـ الحمدلله شكراً لك
تنحنح وقال بارتباك بدأ طفيف في صوته
ـ ما أريد محادثتك عن يجب ألا أخبرك انا لكن
انا احسب نفسي مسئول عنكِ إلى أن أجد أهل والدك
ان شاء الله قالت بضعف
ـ استطيع من حديثك فهم انك لم تعلم شيء عن عائلتي
بعد
ابتسم بلطف وقال
ـ اعدك أن أفعل كل ما بوسعي واجدهم واسلمك لهم بأمان
وطوال ما انتي هنا يعتبر منزلك تبقين
به معززه مكرمه وانا اخ لكِ
ابتسمت بأمتنان وهمست له بشكر ضعيف بنبره ضعيفه
مهتزه
بادلها بابتسامه لطيفه لا ترى على وجهه كثيراً
وأكمل حديثه قائلاً
ـ بصفتي اخيك اريد أن احادثك بموضوع خاص قليلاً
بصراحه صديق لي تقابلتي معه سابقاً
اعجب بكِ وتقدم لخطبتك مني
انتي مسئوله عن نفسك اريدك ان تاخذي وقتك بالتفكير
هو شاب جيد واثق به أكثر من نفسي والا
ما حادثتك عنه حتى أخته ستأتي إلى هنا لمحادثتك لكن انا أردت أن يكون عندك علم بالأمر
اسمه راشد يكون اخ الفتاه التي جائت
بالامس عندما كنتي بمفردك
خذي وقتك بالتفكير واخبريني بقرارك
غادر من أمامها فور انتهاء حديثه
وهي فاغرة الفاه بصدمه
حقاً قبل قليل عرض عليها خطبه وبشخص لم تحلم
به يوماً لازالت مصدومه مما حدث
وتشعر بخجل شديد لأن من حدثها زيد
لم تفكر بالزواج مرة أخرى
فتجربتها الاولى كانت أكثر من سيئه
لكنها تعلم ومتيقنه أن فور حديثها مع أخته لن يبقى
هناك عرض فقط عندما تخبرهم
بوضعها وحقيقه اي زواج وحياة عاشتها
لن تفكر أو تعلق اي آمال في هذا العرض
لانها تعلم أنه لن يتحقق ولن يكون طوق نجاتها أبداً
عادت إلى الداخل وذكرى مؤلمه
ترسم البؤس على ملامحها الجميله
أمسكت رحيق بكتفها وهمست باستغراب
ـ ماذا حدث أنهار هل احزنك بشيء ؟
تنهدت بضيق وهمست
ـ لا رحيق هو لم يحزنني هو فقط ذكرني بأعظم
خسائري
أمسكت رحيق يديها بدعم
وهي تقول بلطف
ـ انهار نحن معك انا لا اعلم شيء عما عشتيه
الا أنني ارى في عيناك أنه ليس
بشيء سهل
لكن ومهما يكون اعلمي اني معك وسأدعمك
دائماً وعندما استطيع الخروج
من هذا الجحيم ستكونين
معنا كما كنتي مع عادل لسنوات
انتي اصبحتي اختي أيضاً
ابتسمت لها انهار بامتنان وربتت على يديها
قائله
ـ اعلم وحقاً انا ممتنه كثيراً لكم ولا اعلم كيف
سأرد دينكم هذا علي
قاطعتها رحيق قائله
ـ نحن المدينون لكِ وسنبقى للأبد
اومئت لها انهار بابتسامه ميته
وهمست
ـ لا يوجد دين انا ضلمت عادل معي لسنوات طويله عندما أخذته معي للجحيم الذي
عشت به ولا تقلقي علي انا بخير جداً
لم يعد هنالك شيء في الحياه بقادر على كسري
غادرت دون سماع المزيد نظرت رحيق
لعادل الصامت بسكون غريب
يحدق في رحيل انهار بصمت مبهم
تعلم أنها حتى ولو حاولت أن تفهم منه شيء
مما عانته انهار وعاناه أيضاً معها أنه لن يتحدث
يملك ولآ غريب لهذه الفتاه
***************
انتهت آخر محاضره لليوم كان يوم طويل ومتعب
وكل ما أشتهي هو الفراش
اريد النوم ولا شيء غيره
وقفت زينب استجابة لنداء زميلتها وهي
تسألها عن بعض الاشياء
تنهدت زينب بتعب وامسكت كتف زميلتها وهي تقول لها
ـ انا متعبه حقاّ نجوى ولا استوعب اي
مما تقولينه أكاد اقع من التعب
هل نوأجل حديثنا
ـ يبدو على صوتك التعب هل انتي بخير
ـ أجل انا بخير لا تقلقي لكن تعب من السهر والتوتر
وكان يوماً طويل
ـ ستذهبي بحالتك هذه إلى المنزل بمفردك ؟
ـ لا تخافي استطيع تدبر أمري وداعاً نلتقي غداً
تفكر ما الذي سيحدث أن وقعت مغشي
عليها أمام الجميع أو إذا
سقطت بيد احد المتسكعين في الشارع
ليس لها قدره حتى على الحديث لا المقاومه
رأت جابر كطيف غير حقيقي
اهو التعب يصوره لها ؟
عندما اقتربت منه أكثر لاحظ حالتها الغريبه
ركض باتجاهها وامسك بيدها وهو
يسألها اهي بخير
هل هذه نبرة قلق التي يحملها
صوته !!
لا يحق له أبداً حتى أن يقلق علي
بعد كل ما فعلوه بنا هل
يدعون أن ضميرهم قد استفاق من سبات عميق
وتذكرو أنهم سبب لكل ألم عشناه ؟
بعد أن اجلسها في مقعد السياره
شعرت بوهن كبير فاغمضت عيناها
ترتجي ولو القليل من الراحه وبعد أن تفيق
ستواجهه وتبعده عن طريقها
إلى الأبد لقد استغل كل ضعفها وكان في كل
مره تقع ويثقل كاهلها تجده أمامها
لكن ليس بعد الآن
كان يقف خارج جامعتها ينتضر خروجها ليس لأجل شيء
فقط ليراها قال أحد أصدقائه
ـ قصي هيا لنذهب
ـ أسبقوني انتم سوف أتأخ.......
صمت فجئه وهو يحدق في زينب لا ليس
هي تماماً إنما في الرجل الواقف
بجانبها يمسك بيدها
ويبدو على وجهه اهتمامه بها من يكون هذا
وما الحق الذي يمتلكه
حتى يمسكها بهذه الطريقه وزينب لا تعترض
فتح باب سيارته وساعدها على
الصعود
وركب هو أيضاً وغادرا المكان !!
ما الذي يحدث ايكون أخاها لكن لما لم يراه من قبل
اتكون فتاه ليست كما تخيل دائماً
ورداء الحشمه والحياء والخجل المبالغ به مجرد قناع
لاخفاء حقيقه بشعه ؟
*********
كان الصمت يخيم على الأجواء
سوا من صوت الهواء من النافذه المفتوحه للسياره
قال جابر بعد وقت
ـ لماذا لا تدعيني آخذك للمستشفى
ـ لا اريد
ـ لا حول ولا قوة الا بالله تكادين تقعين من طولك
لنذهب نتأكد ونعود
ـ قلت لا اريد انا بخير جداً فقط تعبت قليلاً
من الإجهاد اوصلني للمنزل واذهب
ولا تأتي مرة أخرى إلى جامعتي لتاخذني
أوقف جابر السياره بعنف جعلها تجفل عند سماعه
جملتها الاخيره وقال من بين أسنانه بغضب بارد
ـ لماذا من الذي تخشين أن يراني وانا اوصلك ؟
حدقت فيه لثواني فقط قبل أن تفتح
باب السياره وتخرج بغضب
لحقها جابر بسرعه وامسك بيدها جذبها قريب منه
وهمس
ـ إلى اين
نفضت يده عنها بغضب وقالت بنبره بارده ومشمئزه
ـ انا لن اركب في سيارتك مرة أخرى
ودعني أوضح لك أمراً انا لا اريدك في جامعتي ولا في منزلي ولا في اي مكان يخصني
انا لا أخشى أن يراني أحد برفقتك لأن لا احد
يعنيني وانت كذلك لا تهمني ولا يهمني تفكيرك الرخيص هذا ، كل ما أريده أن تغادر من حياتي وحسب
انحسر غضب جابر وحاول أن يسيطر على
نفسه وقال بعد ثواني بهدوء
ـ حسناً انا اسف لم اقصد شيء اصعدي إلى السياره
اوصلك بطريقي
ـ لا أعلم اي قسم من حديثي لم تفهمه
انا لن اصعد إلى سيارتك ابداً ارحل من هنا استطيع
تدبر أموري بمفردي
استغفر جابر بهمس وقال
ـ زينب نحن في الشارع دعيني اوصلك وبعدها
تستطيعي أن تغضبي بقدر ما تريدين
ـ انا لست غاضبه انت لا تعني لي شيء ولا يهمني كلامك كله وليست اول مره تتهمني أو تضربني
في الاخر نحن بنات صلاح الحربي
المخادع الكبير كيف تكون تربيتنا
ـ زينب انا لم اقصد
ـ صدقني أنه أبداً أبداً لا يهمني ما قصدت
أنهت حديثها بأن أخرجت هاتفها واتصلت بشعاع
طالبه منها أن تأتي لها بسرعه
تقدم منها جابر بعد أن أغلقت هاتفها
وقال بهدوء
ـ زينب لا تعاندي أكثر دعيني اوصلك إلى المنزل
حدقت حولها في الشارع وجلست بجانب الرصيف حاول جابر الحديث معها لكن لم تجيبه بشيء
اقترب منها ورفعها من ذراعها بقوه
وقال بقلة صبر
ـ انا لست طفل امامك تعامليني بهذه الطريقه
دفعته عنها بعنف وقالت بغضب
ـ من تضن نفسك يا هذا هاه
ما الحق الذي تعطي نفسك علي قلت لك ابتعد عني لما لا تفهم
ـ انا أضن نفسي زوجك ولي كل الحق ولن ابتعد
يازينب افهمي هذا وهيا إلى المنزل
توقفت سيارة شعاع قربهم وحرب النظرات بينهم لم تنتهي إلى أن اقتربت منه زينب أكثر
وهمست بحقد
ـ انا لست زوجتك ولن اكون احلم بهذا كثيراً بعد
ستبتعد عني شئت ام ابيت وأقسم ألا اسمح أن يكون لك حق علي مهما كان الثمن
والآن انصرف من حياتي وعد للمكان الذي كنت فيه
كل هذه السنوات
أنهت حديثها وغادرت وهو واقف مكانه لم يعترض لانه شعر بأنه فعلاً لن يستطيع
ان يكون يوماً رجل حياتها لانها لن تسمح له
***********

قالت شعاع بعد صمت طويل
ـ هل ستخبريني ما الذي حدث قبل وصولي
ـ لم يحدث شيء
ـ بربك زينب انا شهدت على المقطع الاخير من حرب الشوارع الذي حدث
جابر وانتي بمنتصف الشارع وكل منكم يود تمزيق الآخر وانتي بالاكثر طبعاً وتتصلي بي لأخذك
ولا تقبلي أن يوصلك هو إلى المنزل رغم وضعك المزري
هل تضنين اني غبيه ؟
ـ لا أضن متاكده من ذلك
ـ حسناً مقبوله منكِ بسبب غضبك والان
ـ حسناً حسناً ساخبرك لكن بعد أن تعديني أن لا تخبري رحيق لا اريدها أن تحمل همي أيضاً يكفيها
ما بها
ـ حسناً لا أستطيع أن اعدك ساحاول فقط ولكن ستخبريني بكل شيء على كل حال

***********
اقتربت انهار من رحيق بخجل وقالت بعد تردد
ـ رحيق ما رأيك أن نصنع فطائر ؟
ابتسمت رحيق الجالسه أمام التلفاز لانهار ونهضت
بحيويه
ـ حسناً فكرة جيده لتغيير مزاجي حقاً اي نوع
من الفطائر تحبينه
ـ انا وعادل نحبها بالبطاطا وانتي ؟
ـ لا فرق عندي المهم أن تكون لذيذه
قال عادل الواقف قربهن بصمت
ـ انهار تعد الذ فطائر في العالم ستعجبك كثيراً
ًقالت رحيق
ـ اهاا حقاً سنتذوق ونرى ايهم الذ فطائري ام فطائر انهار
ضحكت انهار بخجل رقيق وقالت
ـ عادل يبالغ فقط انا لا اجيد الطبخ كثيراً يعني استطيع
ولكن لست مبدعة فيه
وعادل اعتاد على طعامي السيء لذا يرىء
فطائر البطاطا لذيذه
ضحكت رحيق وقالت
ـ انا ماهرة فيه وسوف أعلمك كل شيء
أكملين الطبخ بحديث ممتع ومزاح وكل واحد منهم
يحاول أن يتناسى اوجاع قلبه

ًوضع عادل اخر طبق على المائده وهو يقول
ـ كل شيء جاهز فقط زينب تأخرت
مسحت رحيق على شعره وقالت
ـ قليلاً وتصل حبيبي هل انت جائع
ـ كثييراً
ضحكت رحيق وانهار عليه والسعاده تداعب قلب رحيق
بعد زمن
لقد بدأ عادل يعتاد عليهم وعلى وضع حياته
الجديده
وصلت زينب وشعاع ألقت زينب التحيه وقالت مغادره
ـ سوف استحم وآتي لا تبدأو بدوني
ـ حسناً لا تتأخري عادل جائع
رحبت رحيق بشعاع وجلس الجميع
قالت شعاع بعد ضحكه قصيره
ـ انهار سوف تخاف من تطفلي هكذا
اسمعي انا لا اخجل من الفتاتين معهن اتصرف وكأنه
منزلي وآتي في أي وقت
لذلك لا تخجلي مني انتي أيضاً
واعتادي علي
ابتسمت لها انهار بخجل دون تعليق
ـ حسناً انهار دون مراوغه هنالك موضوع اريد
ان احادثك عنه
اخي راشد رآكِ وأعجب بكِ وهو يريدك على سنة الله
ورسوله فكري في الموضوع وخذي وقت
قاطعتها انهار بحركة من يدها وقالت
بعد ثواني
ـ أخاك رجل لا عيب به ولا عيب في طلبه
ولكن هو لا يعلم عني شيء
ـ بلا هو سأل ويعرف كل شي حتى حياتك السابقه
مع زوجك المتوفي رحمه الله
ـ آمين صمتت قليلاً واكملت لو كان يعلم كل
شيء لما تقدم لي
شعاع انا تزوجت برجل لا يعرف للرحمة معنى
وعمري 12 عام فقط
وبعد زواجي مباشره حملت وبسبب صغر
عمري ووهن جسدي والضرب المبرح
الذي تلقيته من ماهر اجهضت الجنين في شهوري
الاولى
وذلك اليوم تحديداً اجهضت احلامي وحياتي
وكل حقوقي لقد تضرر لدي الرحم
ولا استطيع الحمل مرة أخرى أنه مستحيل
وأخاكِ لن يقبل أن يبقى دون اطفال
خيم الصمت على الجميع زينب الواقفه بعيداً عيناها
ممتلئة بالدموع وعدم الاستيعاب في ملامح وجهها وشعاع المصدومه تود الحديث ولا تسعفها حروفها لكن دموعها تجري دون توقف
نهضت رحيق وحضنت انهار
الجالسه لا يوجد كلمات تستطيع وصف كل
ما يشعرن به نهضت انهار بخفه
وقالت وهي تربت على كتف رحيق
ـ لا تحزن علي انا بخير هذا قدري وانا رضيت به
واعلم أن الله سوف يعوضني في جنته أن شاء الله
كل هذه الصعاب مضت وانتهت
أنهت حديثها وغادرت المكان والصمت يعم
ولم تنطق احداهن بشيء
انهارت رحيق على المقعد وهي تهمس بذهول
ـ يا الله كيف تحملت كل هذا لا اصدق
كيف وهي بذلك العمر !!
قالت شعاع المرتجفه بهمس مذهول
ـ صدقاً الأعمار لا تعني شيء انا وبعمري هذا
لو حدث لي ما حدث لها ما تحملت
ـ كل شيء بالإيمان يمضي بإذن الله نحن نصبر على أمل أن الله كتب لنا أجراً
على تحملنا كل هذه المساوئ والصعاب نحن نتحمل
لان ثقتنا بالله تقوينا ولأن الأرض لا شيء مقابل
الجنه سوف ننسى كل هذا في جنة الخلد
أن شاء الله
حدقت ثلاث من الأعين في عادل الصغير
وكمية الثقه في حديثه والوقار وكأنه شيخ كبير لا طفل صغير تابع عادل باحراج من نظراتهن
ـ انهار دائماً علمتني هذا وجعلتني اثق به
وعند كل حادث يحصل معي أو اي شيء سيء اذكر
نفسي بحديثها كله وان الله معنى وهذا يكفينا
وسوف يعوضنا ويأخذ بحقنا
من كل شخص آذانا
اقتربت منه زينب وحضنته وقالت برقه
ـ لقد واجهت الكثير يا صغيري بمفردك
لكنك تعلمت الكثير أيضاً
انت وكذلك انهار سوف تعيشان حياة أفضل
منذ الآن أن شاء الله
ابتسم لها عادل وقال بهمس وهو يبتعد عنها بلطف
ـ سوف الحق انهار لأراها

*****************
ـ اسمعني جيداً ياراشد حتى انتهي انا اعرفك منذ زمن
وانت خير الصديق والاخ
كنت معي في كل ضروفي واثق بك أكثر من نفسي
اذا وافقت انهار وأشك أن ترفض
في ضروفها هذه يجب عليك أن تعرف اني وراءها
دائماً وان حدث في يوماً ما وضلمتها
انا سأقف في وجهك
وسوف اكون لها الأخ الذي يسندها ضدك
ولا تضن أن لا منزل لها
بيتي سيبقى لهم وأن عادت يوماً له منك
لن ادعك تأخذها ولو على جثتي
صمت الاثنان وبعد ثواني قال راشد بهدوء
ـ هل تحاول اخافتي لقد مضى الزمن الذي كنت اخاف فيه من ضربك لي وأضل هارباً منك
ضحك الاثنان معاً وأكمل راشد بابتسامه
ـ لا تقلق يا زيد انا عند ثقتك بي ولن اخيبها
وأشكرك كثيراً انك لم تخبرها عن عائلتها
ـ لا عليك اذا وافقت سوف أخبرها على الفور
وتفعل ما تريد وقتها
اعلم كيف يكون شعورك اذا خبيت شيء
يجب أن يعرف
ًربت راشد على كتفه وقال بهدوء
ـ هون عليك يا رجل لكل شيء حل بإذن الله
****************
اقتربت أنهار من رحيق الواقفه قرب الباب
وقالت لها بصوت منخفض
ـ ماذا حدث من في الباب
ـ أنه جابر يريد روئية زينب
ـ لماذا لا تخرج تفهم منه ما يريد ؟
ـ لا أعلم لكن هي لا تريد لذا يجب أن يغادر الان
ـ أخاف أن يقتحم المنزل ؟
ـ ماذاا ! هل نحن في سوق غنم ليقتحم المنزل
ـ نحن فتيات دون رجل يردعه عنا
ـ لا يوجد رجل لكن انا هنا
ختمت جملتها وهي تعود إلى الداخل لترتدي حجابها الكامل
ـ يافتى افهم اريد أن احادث زينب قليلاً فقط
اذهب إلى الداخل واخبرها اني لن ارحل دون أن اراها
ـ سوف ترحل رغم أنفك وزينب لن تخرج ولن
تحدثها بعد اليوم
كان جابر يقف مصدوم يحدق في رحيق بذهول
من خروجها العاصف إلى حديثها ونبرتها
الغاضبه أخرجه من ذهوله صوت زيد
يقول بهدوء
ُـ ما الذي يحدث هنا ؟
التفتت الأعين الثلاث له راقبته رحيق بتفحص
هادئ وبارد كالجليد يضع يديه
في جيبي بنطاله الرياضي وعينه حاده ينظر إلى
جابر بهدوء خطر
قال جابر قاطع التوتر
ـ كنت اريد محادثة زينب فقط
اجابه زيد بنفس الهدوء
ـ بصفتك ماذا ؟
ـ زيد مافيني يكفي لا تزيدها اريدها لخمس دقائق
ـ ولا دقيقة واحده ارحل من هنا الان
ولا تعيد هذه التصرفات السخيفه والصبيانيه مرة أخرى
احتقن وجه جابر بغضب وقال
ـ لا تنسى انها زوجتي ولي الحق لأخذها لمنزلي
متى أردت حتى الآن
ـ اذا لم ترغب هي بك زوجاً لن تكون لك
ـ انا سئمت من تعجرفك وحركاتك هذه ولن اتحرك من هنا قبل أن اراها وأن لم تخرج هي لي
سوف ادخل انا
ـ جرب أن تتخطى عتبة باب بيتي لأريك وجهاً جديداً لزيد لم تراه من قبل
اقترب جابر من زيد وقال بحده
ـ بصفتك ماذا تتحدث انا ابن عمها وزوجها ويحق لي فعل ما اريد من أنت لتعترض طريقي أو تدافع عنهن ؟
اقترب زيد منه أكثر وإجابة
ـ بصفتي اي شيء ما دامهن في بيتي لن توئذيهن بحرف واحد اغرب عن وجهي الآن قبل أن اغضب أكثر
ـ اتعلم ما الخطاء أننا سمحنا لك بآخذهم لمنزلك لكن هذا لن يدوم طويلاً سوف اعود لآخذ زوجتي
رغم انف الجميع
قالت رحيق الصامته بترقب
ـ لو كان آخر ما افعله في حياتي سوف أطلقها منك وتحلم بظفرها
تجاهلها وغادر المكان بغضب وهو يتوعد
نظر زيد إلى رحيق لأول مره منذ وصوله تأملها لثواني بوقاحه كتف يديه وقال ببرود
ـ لماذا لم تجلسي بالداخل كما البقيه وتتجاهليه تماماً
قلدت رحيق حركته وقالت بنفس أسلوبه
ـ وما دخلك انت في ما أفعله ثم اتريدني أن أجلس بصمت وانا اسمعه يتوعد أن يدخل المنزل
كأن لا احد يردعه عنا
ـ انا هنا لو اخبرتيني ما حدث شيء من هذا
ـ ومن انت حتى اطلب المساعده منك ؟
ـ ابن عمتك
ـ انت لن تكون لنا أي شيء فهمت
ـ أئخبرك أمر انا ابحث عن زوجه ما رأيك أن تكوني انتي
منها أصبح لك شيء وغير هذا لا تشعري
بنفسك عبء كبير وتشعري بكل هذا الثقل على كاهلك لانك في منزلي لإنه سوف يصبح بيتاً لكِ أيضاً
همست رحيق بحقد
ـ كيف تعطي نفسك الحق لأن تسخر منا ومن عجزنا
ادخل زيد يديه في جيبي بنطاله بحركة
متوتره لم تراها رحيق إلا برود أكثر
وقال بكل برود رغم الرجفه الخفيه في صوته
ـ انا جاد جداً كما لم أكن من قبل كنت أستطيع أن أخبر خالي وهو سوف يجبرك بطريقة ما
لتتزوجي بي رغماً عنكِ الا اني لا اريد
اقتربت منه رحيق وقالت بصوت بارد كالصعيق
ـ لو كنت آخر رجل على وجه الارض ما تزوجت بك ،انت لن تكون زوجاً لي ولا وصي لا خالك ولا غيره
بقادر على جبري بشيء لا أنا ولا زينب
انتم فقط الواجهه الاولى لمآساتنا وحزننا وضياعنا
انتم من دبر مكيدة لابي وسجنه
كنتم سبب بتفرقنا خمس سنوات
أشارت لعادل وعينها بعين زيد واكملت
انتم السبب في بكائه كل ليلة وهو يرى كوابيس لا اعلم ما يرى فيها انتم السبب بكل دمعه
بكيتها انا وحيده في قرية منفيه
انتم السبب لنومي ليالي طويله جائعه حتى الماء لا أجده انتم السبب في توقف تعليمي وتدمر كل
احلامي انتم السبب في مرض والدتي وحزنها لخمس سنوات على طفلها الصغير وبنتيها وزوجها
انتم لن تكونو يوماً أكثر من ابتلاء من الله ادعو كل يوم وكل ليله أن نتخلص منه
غادرت المكان بغضب ليلحقها عادل الصامت
ويقف زيد يحدق في مكان رحيلها بصمت كئيب لوقت طويل جداً قبل أن يهمس لنفسه
ـ كان هذا نصيبنا أن تريني بلائك واراك منقذتي الوحيده ومنذ زمن بعيد

******************
حضنت زينب رحيق فور دخولها وهي تهمس
ـ انا خائفه
ربتت رحيق عليها وهي تقول
ـ لماذا تخافي منهم لن يمسنا احد بسوء
ـ وماذا أن أجبرونا على ما يريدون
ـ قتلناهم وندخل السجن نرتاح نحن وهم
قرع جرس الباب
غطت رحيق وجهها واقتربت فتحت الباب بغضب
لتجد شعاع أمامها تراجعت خطوتين وهي تهمس
ـ هاا شعاع هذه انتي
ضحكت شعاع سلمت عليها وقالت
ـ لماذا من كنتي تنتضري أن يأتي لزيارتكم غيري
ـ أتانا زائرين ثقيلين دم وانتي الثالثه يبدو أنه يوم سيء لي
ـ ومن أتى لزيارتك اريد أن اتحدث مع انهار
نظرت إلى أنهار وتابعت
ـ اريد خطبتها لاخي راشد اقتربت من انهار وامسكت
بيديها وتابعت
اتمنى كثيراً أن تكوني فرداً من العائله
همست انهار
ـ هل أخبرته بكل شيء
ـ أجل أخبرته وهو يقول لكِ أن الأطفال رزق ونصيب
والله كريم وقادر
همست بضعف والنعم بالله
تابعت شعاع
ـ اريدك أن تفكري بكل شيء من جميع نواحيه واخبريني
خذي وقتك في التفكير
همست انهار بخجل
ـ لا داعي أخبريه اني موافقه
غادرت بسرعه على ضحك الفتيات ونظرات عادل الحائره ايفرح ام يحزن عليها

قراءه ممتعه


ساره مسعد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس