عرض مشاركة واحدة
قديم 03-11-22, 11:15 PM   #62

سار@

? العضوٌ??? » 506764
?  التسِجيلٌ » Sep 2022
? مشَارَ?اتْي » 209
?  نُقآطِيْ » سار@ is on a distinguished road
افتراضي

مرت تسعة أشهر أخرى:

تغير خلالها الكثير.. لوسيندا بعد تعافيها من ولادتها واطمئنانها على قاسم الصغير تركته برعاية أم

فتحي وجدها ووالدتها التي تأتي من وقتٍ لآخر وأحيانًا تذهب هي إليها به وتتركه هناك ريثما تعود

من العمل.. العمل الذي كانت في أشد الحاجة للذهاب إليه ولكن كان من الصعب العودة لعملها

كمضيفة في وجود قاسم الصغير .. هذا ما كانت تخبره لكل من يسألها وبداخلها كانت تعلم كم

كان يغار من وظيفتها وابتعادها لأيام وابتسامتها وحديثها الودود مع الجميع هناك.. لذلك ذهبت

إلى الشركة تساعد عمها كما فعلت شهد وهي ترى كم كان العمل بحاجة هذا التعاون في غياب

سليم.. كما عاد زياد بعد بعض الوقت.

أما أبوها فما زال بعيدًا عن كل شيء.. ينأى بنفسه عن الجميع في عزلته التي فرضها على

نفسه.. ولكنه يسعد كثيرًا وترى ضحكته فقط عندما يرى قاسم الصغير لذلك تذهب به إليهم..

اقترح زياد عليه أن يذهب إلى طبيب نفسي طالما يرفض الحديث مع أحد .. استهجن الفكرة في

البداية ولكنه عاد لصمته ولا أحد يعلم إن كان يذهب حقًا أم لا ولكنه يخرج من المنزل أحيانًا في

أوقات مختلفة ولا أحد يعلم إلى أين يذهب.

جدها في غاية السعادة بقاسم لا يفارقه أبدًا إلا إذا أراد كلاهما النوم والراحة قليلًا.. وكأنه يعوض

اشتياقه لوالده فيه هو.. والده الذي ضن على الجميع بسؤال أو حتى برد على اتصالاتهم كي

يطمئنوا عليه.. ولكن عمها يطمئنهم جميعًا أنه بخير ويتقدم بعلاجه .. عمها الذي عادت معاملته

لها كالسابق بعدما تغير قليلًا وقت الحادث ولكن سرعان ما عاد لطبعه الحنون الطيب لطالما كان

أطيب رجال العائلة بشوش الوجه.. سمح الطباع.. صبور وهادئ عكس والدها تمامًا فدائمًا ما كان

يقول لها جدها أن عمها ورث طباع جدتها الرقيقة السمحة أما والدها فهو يشبهه في شبابه كان

عابسًا.. طموحًا.. متعجلًا ونزقًا.

لا تعلم كيف وافق عمها على عدم إخبار زوجته وسليم بأمر الصغير ربما بعد كل شيء أخذ صفها

وخاف عليها وعلى حفيده من بطش زوجته التي باتت تكرهها بسبب ما حدث لولدها وبسبب

غيرتها التي اكتشفها مؤخرًا فسليم وحيد أمه وفارسها وتأخر زواجه ساهم في تعلقها به أكثر

وظهور لوسيندا فجأة في حياته أشعرها بالقلق على مكانتها لديه.. وأنها ستأخذه منها.. ربما هي

لم تكن تكره لوسيندا في الماضي رغم كل المشاكل وربما هي لا تكرهها الآن فعلًا وإحساسها

هذا مؤقت وسيزول بتعافي سليم ورؤيتها لقاسم لذلك قرر أن يخفي عنهما الأمر حتى لا يتصرف

أحدهما تصرف أهوج يندم عليه فيما بعد , الوقت وحده هو الكفيل بكل شيء.. وبداخله كان يعلم

ابنه جيدًا فربما لو عرف أنه أصبح أبًا وأن لوسيندا لم تجهض طفله لترك علاجه وعاد دون إكماله

وهو كأب يخاف أيضًا على ابنه أراده أن يُكمل ما بدأه خاصةً وهو يراه الآن في طريقه للتعافي وقد

أصبح أكثر هدوءًا وراحة بعد متابعته مع طبيب نفسي هناك فكانت منظومة علاجية رائعة لم يرد

لابنه أن يتركها قبل نهايتها واستفادته منها

أما هي فانغمست في العمل ,ترهق نفسها حتى لا يكون لديها وقت للتفكير به.. اكتشفت أن

العمل بالشركة يستهويها وأحبته خاصةً بعد تحقيقها الكثير من التقدم به في غضون شهور.. تُرى

ماذا يفعل هو هناك؟

كعادته يعشق العمل ولا يستطيع تركه حتى في مرضه.. زفرت بقوة وهي تفكر:

-لقد اشتقت إليك سليم.. اشتقت كثيرًا وما يصبرني رؤيتي لقاسم كل يوم وكأنني أنظر لوجهك

وعينيك حبيبي.

نظرت لصورتها مع ابنها الرضيع أمامها على سطح المكتب بابتسامة شاردة في الغائب الحاضر.

*******************
يتبع


سار@ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس