عرض مشاركة واحدة
قديم 11-11-22, 02:06 AM   #66

سار@

? العضوٌ??? » 506764
?  التسِجيلٌ » Sep 2022
? مشَارَ?اتْي » 209
?  نُقآطِيْ » سار@ is on a distinguished road
افتراضي

اقترب بخطوات جاهد ليجعلها واثقة دون أن يظهر العرج البائن بها ولكنها لم تكن تفكر في هذا أو تراه هي تفكر في شيء أهم , حضوره الطاغي وسطوته التي لم تقل على قلبها المسكين في حبه.
وقف أمام المكتب مباشرةً يلتهمها بعينيه ويقول بهدوء عكس ما في قلبه الآن من نيران :
-مرحبًا
ضحكت.. ضحكة قصيرة للغاية أشبه بشهقة مستنكرة.. هل بعد كل هذا الغياب وكل ما حدث يقول لها مرحبًا.. حقًا؟!!
ردت بعذوبة:
-حمدًا لله على سلامتك سليم.. أناااا.. سعيدة لأجلك حقًا.
هل هذا ما سيكون عليه حالهما من الآن.. ستعامله بهذه الرسمية..كلاهما منعه عن الآخر سوء ظنونه فهي ظنت أنه سينبذها ثانيةً إن قامت إليه وعبرت عن فرحتها بنجاته كما تريد.. وهو ظن أنها لم تنس ما قاله لها ولم تغفرفوقف متأهبًا ينتظر.
-ماذا تفعلين هنا لولي.. لوسيندا؟
عدل لفظ تدليله لها ولكنها لاحظت ورغمًا عنها انتابها جفاء وقسوة من فرط اشتياقها له الفترة الماضية وقالت:
-أنا أعمل هنا.
-منذ متى؟
-منذ وقت طويل بعد سفرك تقريبًا.
-لماذا؟
"كي أنسى.. كيلا أفكر بك.. كيلا أنهار بعد رحيلك"
كادت أن تتفوه بكل هذا ولكنها قالت بهدوء:
-العمل كان بحاجة لنا جميعًا كي نتعاون ونساعد عمي خاصةً أثناء سفره المتكرر إليك.
لاحت منه نظرة لجانب المكتب فلمح صورة لطفلٍ صغيربوجنتين مكتنزتين ,عينان زرقاوتان كعينيها وشعر بني كشعره يضحك بحلاوة وينظر له .. ازدرد لعابه برهبة وقال مشيرًا له:
-من هذا؟
وقبل أن تجيب أنقذها دخول شهد العاصف فبعد أن انسلت السكرتيرة خارجًا وأخبرتها جاءت مهرولة وفور أن رأته ألقت نفسها بحضنه وهتفت باسمه:
-سليم.. أخي.. حمدًا لله على سلامتك.
تلقاها بحذر بين ذراعيه وهو يحرص ألا يقع أرضًا من شدة ضمها له فتابعت:
-اشتقت إليك حبيبي.. اشتقت إليك كثيرًا لا أصدق أنني أراك الآن أمامي واقفًا على قدميك من جديد.
ابتسم لها بحنان قائلًا:
-وأنا أيضًا اشتقت إليكِ شهد.. كيف أنتِ يا صغيرة؟
-بخير حبيبي بخير ما دمت أنت بخير.. ولكني غاضبة منك للغاية.. هل هانت عليك أختك ألا تحدثها كل هذه المدة؟
لمس وجنتها بمحبة وقال:
-آسف يا صغيرتي ولكني كنت بحاجة للابتعاد عن كل شيء.. لاحقًا سنتكلم شهد.
والتفت ليواجه الأخرى لتجيب عن سؤاله الذي لم تجبه بعد فوجدها قد رحلت.. هكذا ببساطة.. بهدوء.. دون كلام.
التفت لأخته قائلًا:
-من يكون هذا الطفل؟
أجابت شهد بابتسامة ماكرة وببساطة:
-ابنك
***************
يتبع


سار@ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس