نجمة البحر
الطفلـة مـع أبيها يمشيان على الشاطئ الرملي قرب بيتهما الساحلي، وكانت آثار العاصفة التي هبت ليلة أمس واضـحـة جـدا، إذ آلاف وآلاف مـن حيـوانـات نجمـة البحر
منتشرة على الشاطئ الذهبي، قد رمى بها الموج العاتي بعيدا
عن المياه، بعض منها ميت، وبعضها الآخـرة رمقه الأخير،
أخـذت الطفلة بشكل جنوني بيدهـا الرقيقة إحـدى نجمات
البحـر التي مازالت حيـة، وأعادتها إلى البحـر، واتجهت بعد
ذلك نحو الأخرى، ورمتها أيضـا في البحر، وبقيت هكذا تعيد
ما استطاعت إلى البحر، وهي تبكي؛ شفقة على مئات الآلاف
منها. فبادرها أبوها قائلًا: ابنتي العزيزة، لن تستطيعي فعل
شيء. إن إنقاذ بعضها، حتى لو كان بالعشرات، لن يغير شيئا
من الواقع الأليم لهذه المأساة!
استدارت البنت صوب أبيها ، وقالت بكل ثقة: قد لا يعني
للعالم شيئا إنقاذي هذه النجمة المسكينة، ولكنه يعني للنجمة
نفسها الشيء الكثير، إنه يعنـي العمر كله، والخلاص كله
والدنيا كلها.