عرض مشاركة واحدة
قديم 14-11-22, 08:04 PM   #5

الهام احمد
 
الصورة الرمزية الهام احمد

? العضوٌ??? » 496270
?  التسِجيلٌ » Dec 2021
? مشَارَ?اتْي » 188
?  نُقآطِيْ » الهام احمد has a reputation beyond reputeالهام احمد has a reputation beyond reputeالهام احمد has a reputation beyond reputeالهام احمد has a reputation beyond reputeالهام احمد has a reputation beyond reputeالهام احمد has a reputation beyond reputeالهام احمد has a reputation beyond reputeالهام احمد has a reputation beyond reputeالهام احمد has a reputation beyond reputeالهام احمد has a reputation beyond reputeالهام احمد has a reputation beyond repute
افتراضي

!! ٥ !!

باغتني سؤالها، شلني، أدركت ان كل مبرراتي لن تقنعها ما دامت لا تقنعني، قلت كل شيء قسمه ونصيب، سيحدث ان شاء الله

ذهبتي لطبيب؟

رأسي يدور، ماذا أقول؟

اجبت لا، محمود لا يرغب بذلك، يقول ان الوقت لا يزال باكرآ لانجاب طفل.

تأخذين حبوب منع حمل؟

قلت نعم

قالت، يا عبيطه، قد لا يرغب الرجل بأنجاب طفل لكن بالنسبه للمرأه فأنا حياتها لا تكتمل دون أطفال
اسمعي كلامي، لا تأخذي تلك الحبوب مره أخرى، لا تخشي أبني، اذا فتح فمه اقسم لك أنني سأوبخه.

بعد ذلك طوال تلك الجلسه ظللت صامته، كلما تخيلت بطني منتفخه بطفل، أبتسم، ألن يكن ذلك رائعآ؟

ودعت حماتي، حملت زيارتها وقصدت شقتنا في الطريق أوقفت السائق دقيقه أمام واجهة محل فخم بعدها انطلقت نحو منزلنا

يارا تبهرني في كل مره، ليس لأناقتها شديدة العنايه بها، بل من تلك الحركات غير المتوقعه التي تأتي بها كل مره !

لطالما أخبرتني انها لا تحبني لكنها تتقبلني كشيء غامض وجميل في حياتها، رغم ان تنورتها التي قبضت علي جسدها النحيف بدت مغريه إلا أن لهفتي عليها، أشتياقي لها رحلت ما أن حضنتها، أنتفت كل رغبه للبقاء بجوارها.
تملصت منها ،قلت ان كأس قادر علي تبديل مزاجي، صببت كأس ليارا، اخر لي، قربت كأسها من كأسي، في صحتك!
حتي تلك الكلمه لم أشعر بصداها المعتاد، نحيت كأسي جانبا لم المس كأسها، بدت لي خيانه، جريمه عظيمه ان يقبل كأسها، كأسي.

رقدت يارا على الأريكه بغنج، كان رأسي يؤلمني، غير قادر علي التفكير في ما ارغب به
ان ما سعيت نحوه رحل مع زوجتي، ما فائدة ان اضاجع غيرها طالما رحلت؟

أقترب طالبتني يارا، رأيت ذلك عدائيآ جدآ، كنت مرغمآ علي مداهنتها حتي لا تغضب، قلت انا مرهق جدآ يارا !

لم تتفتح زهرتها بعد، تراني غير جدير بها الأن، حدثتها عن العمل، عن الحياه، عن مخاوفي، ملت يارا أخيرآ رحلت!

جلست في كون صامت، لم اسمع اي شيء إلا صوت عقلى الباهت، صور التلفاز تتغير، أشعر بملل قاتل، سئيم، احدق بالساعه كل دقيقه
لماذا تأخرت؟
حان موعد وصولها
من اين اتت تلك اللهفه الفاضحه؟

كيف تطلب من شخص لا يطيقك، مقتنع انك سعيت لنفيه من حياتك طالبته بالرحيل، ان لا يتأخر، ان يظل جوارك، وإذا تأخر تلومه؟

شخص لم يري منك سوي الجفاء ان يحبك رغم كل مساوئك

لكنها تأخرت فعلا، فرحه بقضاء وقتها بعيد عنك، انت الخائن الذي يضاجع غيرها على فراشها تحت أعينها!

وصلت تسنيم أخيرآ، بعد أن فقدت كل آمل بحضورها، بعد أن رحلت لهفتي وتوقي لرؤيتها، كانت محمله بالأكياس، تحتضن مغلف أحمر مربوط بقماشه.

قالت مرحبآ، اصرت والدتك ان تحملني بكل تلك الأشياء من أجلك

لم أرد، تركتها تفرغ محتويات الأكياس قبل أن اناديها، اسألها لماذا تأخرت؟

قالت بنبره صادقه، لم يمضي سوي ساعتين، ثم كنت خائفه ان أعود في وقت غير ملائم !

لما أمتعض وجهي اردفت تسنيم زوجتي معتذره، اسفه لم تحدد لي وقت للرجوع؟

أقتربت منها، بدت في عيوني جميله جدآ، زعقت اللعنه على الوقت، عليك ان تكوني موجوده هنا عندما أرغب بذلك!

قالت ،كيف أدرك ذلك ؟

أنت غبيه جدآ ومقيته يا فتاه !

راحت تنتحب ونزلت دموعها تجري، صرخت لا تبكي وصفعتها على وجهها !
لم تتقي صفعتي بيدها، حتي عندما صفعتها مره اخري لم تحمي نفسها، كانت تخفى شيء خلف ظهرها، العلبه المغلفه بالقماش الأحمر،
واصلت صفعها، لم ترفع يدها، كانت تدافع عن تلك العلبه كأنها أثمن مقتنياتها.

التهمني الغضب، العداء، لكمتها في معدتها، ركلتها بقدمي، ترنحت سقطت أرضآ، صامته لا تتكلم، وازنت جسدها حتي سقطت على ظهرها، لم تتقي السقطه بيدها، بكامل ثقلها وقعت على ظهرها ويديها تحتها، صرخت من الوجع وسمعت طقطقة عظامها.

اصطدمت رأسها بالبلاط كل ذلك ولم تترك اللفافه، لم افلح في إيجاد مبرر لمحاولتها إخفاء تلك اللفافه خلف ظهرها، واصلت انتحابها وهي على الأرض
جلست على الأريكه، سألتها، ماذا يوجد بتلك اللفافه؟

لم تنطق، لم تفتح فمها، بعد دقيقتين أخرجت اللفافه من تحت ظهرها، ألقت بها منتصف الصاله، كانت العلبه متكسره، قالت بصراخ لقد اتلفتها، اتلفتها.

نهضت وهي تترنح وسارت تجاه غرفتها، صكت على نفسها الباب وبدأت ثورتي تخور

انتظرتها تخرج مثل كل مره لكنها لم تفعل، كان مضي نصف ساعه وانا جالس احدق بالعلبه، أشعلت لفافة تبغ والفضول يلتهمني، مرتعب جدآ من فكرة تناول تلك العلبه وفتحها، بدت لي لغم سينفجر في وجهي ويحيل جسدي لاشلاء.

ان اكبر مخاوفي قابعه داخل تلك العلبه اللعينه على مقربه مني، أدرك ان قلبي وضميري سيتقطع عندما انظر داخلها
تناولت اللفافه، فتحتها، كانت بداخلها ساعه انيقه ماركة سواتش مهشمه تمامآ، مربوطه بشريط مرسوم عليه وردة لونلاز

كل النقود التي منحتها لتسنيم زوجتي ابتاعت بها ساعه، لم تدخر منها شيء لنفسها.

لم أطق سماع بكائها الذي كان يرعبني، بدلت ملابسي وغادرت المنزل




!! ٦!!

ليس هناك واقع عميق، غامض، ومظلم اكثر من حياتي التي لا افهمها كيف تسير ولا الي اين تمضي، ملطخه بالهزائم وثوبي طويل أجره خلفي حتي انحنت أكتافي، ظهري يئن من الألم، ازحف على قدمين معطوبتين وساقي تترنح، أجر ماضي طويل كله انكسارات وخسائر في طريق مظلم يغطيه ضباب يتنزه في مواسم عمري، تتساقط روحي من خلفي أوراق جافه يكنسها الريح خيباتي لوحه تعنون كتاب كله مآسي، أتنفس، بصدر مختنق عشعشت الكآبه كلاب تنبح داخله، الطريق طويل ولا نقطة ضوء في أخره.

ان الامور تسير عكس ما رغبت به تمامآ، بهذا الغباء، الطيبه، تحتل موقعها بجداره كضحيه، لا يمكنني تحمل ذلك، لا، لا، لست مستعد لتجربه اخري تقتل ما تبقي من روحي، ساقاتل بكل صرامه، ومثابره ان احفظ ما تبقى مني، لا أفهم لماذا كل ذلك الأصرار ان تحملني كل ذلك الألم؟

الأ تدرك انني اتألم اصلا؟ لا يمكنني أن اغفر لها تلك الاوجاع التي عادت لتنضح في ضميري، لطالما عملت علي قتل كل تلك المشاعر الفضائليه ولن اسمح بعودتها مره اخري حتي لو اضطررت للقتل.

ان تعاد الكره، ان اعاني مره اخري لم احسب لذلك ولست مستعد لأعادة خلق الماضي، فلتذهب للجحيم اذا كانت هي وحدها زوجتي من تفعل ذلك.

تسنيم

خرج؟ هكذا دون أن يعتذر، دون أن يتحدث الي، كنت راضيه بكلمه واحده لكن حتي هذه ضن بها علي، لن تنتباني الشفقه تجاهه مره أخرى، لن احاول خلق مبررات، انا الملامه، انا وحدي المسؤوله عن ما آلت له حكايتي، كم كنت غبيه عندما ظننت انه يملك قلب سيقدر ما أفعله من اجلي.

انا التى دفعته لكل ذلك الغضب، كان قد حدد مكاني في حياتي، مهمله، خرقه، رضيت بذلك لكني افعالي كانت تفضحني، لا يمكن لشخص غيري ان يتحمل أقداري، ان يعيش حياتي ويتألم عوضآ عني،
فليفعل ما يرغب به، لن أبالي ابدآ، ان اكون ودوده معه مره اخري أمر مستحيل.

لكنه يفعل ما يرغب به دون أي مهادنه، دون ادني مرعاه بشعوري، لملمت بقايا الساعه، هديتي، التي كانت سبب في كل ما تلقيته من صفعات، تأملتها كانت جميله، ملفوفه في قماشه حمراء، لكنها تحطمت بلا ذنب مثلي تمامآ، لو كانت تلك الساعه تملك لسان، الن تصرخ في وجهه اتركني؟
وضعتها في صندوق خشبي قديم أحتفظ فيه بما تبقي من ذكريات والدتي.

جلست علي السرير متكوره حزينه، بقلة حيل ، افكر لازال الوقت مبكرآ، أسأل نفسي ماذا لو عاد معتذرآ؟

عندما طرق الباب فتحت الباب بسرعه متجنبه اي ذريعه من قبله لأختلاق حديث، لن ابعث في نفسه الشفقه تجاهي، اذا كان سيفعل شيء عليه أن يكون نابع من داخله ولن امنحه مبرر!

دلف لداخل الشقه وحيد، اهتز قلبي طربآ على الأقل مراعاه لشعوري لم يحضر معه اي فتاه!

رمقني كلي بتركيز، كان واقفآ في مكانه يحملق بي، صككت الباب الذي لا ذنب له بعنف وجلست علي الأريكه.

محمود !!

بداخلي كومه من الكلمات تتصارع لتنبت علي شفتي، ارمق تسنيم التي علي غير عادتها صامته، ساكنه بلا حراك، انتظرها ان تزرع الشقه، ان تحطم فنجان ان تهشم طبق، ان تتفوه بأي كلمه حمقاء تزيح عن كاهلي حمل الكبرياء.

اقلب قنوات التلفاز، اتعمد ان افعل ذلك بسرعه، اعلم انها تهوي الاغاني القديمه، اغيظها، اتركها لحظه ثم انتقل لقناه اخري، لا تمتعض تسنيم، يا حمقاء امنحيني سبب واحد لأقتل تلك المشاعر المنجرفه تجاهك بقوة إعصار.

تسنيم

اجلس يا وغدي الجميل بلا حراك، تصنع لا مبلاتك، لن اركض نحوك ك كلبه اليفه.
ساخدمك، اتحمل إهاناتك، لكنك لا تلمح بعيني نظرة الهزيمه التي ترضيك.

لماذا يحملق بي هكذا؟ الا يكفيه ما فعله بي منذ ساعه؟ بماذا يفكر ذلك الشرير؟
المس خدي، لازالت اصابعه مطبوعه على جلدي، يندفع شعور الغضب داخلي، اترك مكانى وادلف للمطبخ

أعددت له الطعام، رصصته على الطاوله ثم غادرت لغرفتي

ناداني تسنيم؟

دون أن ارد مشيت ناحيته، قال تناولي طعامك معي؟
افكر ما علي فعله؟

اول مره يطلب مني أن ارافقه على الطعام
ارمق نظرته المتجبره

اقول لا لن اكل
أعود لغرفتي، ارهف سمعي عله يصرخ مثلما يضربني بصوت مرتفع تناولي طعامك معي؟

لم يفعل.

بعد أن انتهي من طعامه وانا انظف الطاوله حكيت له ما حدث مع والدته التي تطالبني بطفل، طلبت منه أن يجد حل
ان يجد مبرر يرضيه ويزيح عن كاهلي عبيء الرد

ابتسم، قال خدعة حبوب منع الحمل رائعه، سأكرر ذلك لوالدتي، أنه ليس الوقت المناسب لانجاب طفل، والدتي طيبه ستصدقني

ثم أردف، انتي حقآ لعينه ماكره

انت تراني هكذا فعلا؟ هذا ما امثله لك؟ ماكره، لعينه؟

ماكره بطريقه تعجبني

قلت على الأقل هناك شيء يعجبك بي

اقترب مني حتى شعرت بانفاثه، قال اجل

كان على وشك ان يفتح فمه، كنت قريبه جدا من ان أنال اعترافه، اشاح وجهه للناحيه الأخري وبصق.

#فراشة_المقبره


الهام احمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس