عرض مشاركة واحدة
قديم 06-10-09, 07:10 PM   #7

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

وكان في أنتظارها على مائدة الأفطار , ثمرة من الكمثرى , وبيضة مسلوقة , وكوب كبير من حليب الماعز.
كانت على وشك الأنتهاء من شرب اللبن حين برزت جيزيلا من غرفتها وهي ترتدي ثوبها الأسود الفضفاض , وقبعة نوم مزخرفة , ووجهها ملطخا بدهان من مجموعتها , ولو أن زوجها في البيت لزينت وجهها وصففت شعرها قبل ظهورها , ولكن جوناثان كان بعيدا .
قالت جولي بلهجة حاولت أن تكون ودية :
" صباح الخير يا جيزيلا".
لكن البسمة التي أرتسمت على شفتيها كانتمغتصبة لأنها كرهت زوجة أبيها منذ النظرة الأولى , ولم تكن الشهور العشرة التي عاشتها معها كافية لتجعلها تعيد النظر في رأيها هذا ".
وغاصت جيزيلا في أحد المقاعد , وأجابت:
" أطلبي من العمة لو الأسراع بأحضار قهوتي , فلم أنم جيدا , وبدأت الآن أشعر ببعض الصداع".
" هل تناولت قرصا من الأسبرين ؟".
" أجل , يا له من سؤال سخيف!".
وأحمر وجه جولي وضغطت بأسنانها على شفتيها , ثم قالت في خضوع:
" سأحضر قهوتك".
وهرعت نحو المطبخ.
لم يكن على الجزيرة الصغيرة المسماة سوليتير غير بيتين , أحدهما البيت الصغير ذو الغرف الثلاث الذي أقامه جوناثان تمبل والآخر الكوخ ذو السقف المصنوع من سعف النخيل وتشغله العمة لو وذريتها وهي سيدة سمينة مرحة من أهالي جزر الهند الغربية , وأم لأحد عشر طفلا , وتقوم بأعمال الطهو والنظافة لأسرة تمبل , بينما يقوم زوجها هرقل بصيد الأسماك وزرع البطاطا والبندورة وبعض الخضار.
أحبت جولي العمة لو حبا شديدا , بينما جيزيلا لا ترتاح اليها , وقالت لجولي عقب وصولها مباشرة:
" يجب ألا تسمحي لها برفع الكلفة معك الى هذا الحد , فهي خادم ويجب أن تضيها في مكانها".
ولكن جولي عارضتها قائلة:
" أي مكان تقصدين؟ أنني أحبها وهي طيبة جدا معي".
فردت جيزيلا بصير نافذ:
" أنت ساذجة الى حد لا يصدق بالنسبة الى سنك , وأعتقد أنه لا أهمية لذلك طالما بقيت على هذه الجزيرة , ولكن يعلم الله كيف ستتصرفين عندما تضطرين للأختلاط بأناس متحضرين!".
أشاعت كلمة عندما هذه الخوف والقلق في نفس جولي , فلم تكن قد فكرت كثيرا في المستقبل حتى جاءت زوجة أبيها الجزيرة هي موطنها منذ كانت في الحادية عشرة من عمرها , ولم تكن ذكرياتها في طفولتها في أنكلترا مبهجة جدا.
غير أن جيزيلا لم تكن من ذلك النوع الذي يمكن أن يكون سعيدا في جزيرة مساحتها صغيرة ... ولم تكن تستطيع السباحة أو الجلوس في الشمس حتى لا تؤذي بشرتها الرقيقة , ولا تحب القراءة ولا تهتم الا بموسيقى الرقص , أما الهدوء والوحدة فكانا يثيران مللها.
وكانت تشعر بالرضى خلال الشهرين أو الثلاثة الأشهر الأولى , فهي من النساء اللواتي يرضيهن الأعجاب بهن , وكان جوناثان تمبل يغمرها بحبه الكبير المتفاني وأراد بطبيعة الحال أن يرسمها , ويسجل كل جانب من جوانب جمالها , فوقفت جيزيلا أمامه وأعترضت على بقائها ساكنة فترات طويلة وأن كانت سعدة لفكرة أن هذه اللوحات ستعرض في أنحاء العالم
ولشدة مللها كان جوناثان يأخذها في رحلات الى جزر المارتينيك وترنيداد.ي
.
وكانا ينزلان بأفخر الفنادق , يقضيان النهار في الشراء م المتاجر والأمسيات في النوادي الليلية , بينما تبقى جولي في سوليتير , لأن جيزيلا لا تريدها معهما , كما أنها لم تكن تستطيع أن تتحمل مشاهدة والدها وهو في قبضة تلك العاطفة التي تستبد به.
أما الآن , وبعد مضي عشرة أشهر , فلم تعد حتى الرحلات العديدة كافية للتخفيف من ضجر جيزيلا , التي شرعت تحاول أقناع زوجها بالرحيل عن سوليتير الى الأبد !
ولم تكن تشن حملتها بطريقة مباشرة , بل كانت تدور حولها بصورة ملتوية , حيث تدلي بملاحظات تبدو عفوية , عن حاجة جولي الى مصاحبة أشخاص في مثل سنها , وكيف أنها محرومة من المتع التي تحظى بها الفتيات في سن التاسعة عشرة!
أما جولي فقد أستطاعت حتى الآن أقناع والدها بأنها سعيدة جدا حيث هي , ولم يستجب هو لمناورات زوجته الملتوية
بدون أن يدرك مدى كرهها للجزيرة , بل كان يجيبها بردود عابرة قائلا:
" لا أظن أن جولي تهتم الآن كثيرا بالحفلات ومصادقة الفتيان , أنها تفضل الغوص لصيد سرطان البحر على أغراء الشبان".
وسمعت جولي زوجة أبيها جيزيلا وهي ترد عليه بأنفعال مثير :
" أنها لم تقابل أي شاب أبدا".
فضحك أبوها وقال بلا مبالاة :
" أنها ما زالت صغيرة يا عزيزتي , وأمامها وقت طويل لكي تفرد جناحيها...".
عندما عادت جولي الى الشرفة تحمل أناء القهوة السوداء , وجدت جيزيلا تشعل سيكارة , وكانت تدخن بأفراط أدى الى المشاداة التي وقعت منذ ليلتين وسمعت جولي في ألم شديد صوت أبيها وهو يسحب كلماته الغاضبة في ذل , ويتوسل الى جيزيلا أن تسمح له بالدخول , وعندما لم ترد عليه , أطلق صوتا مزمجرا , وأنطلق نحو الشاطىء.
ولم يعد طوال الليل , وفي ساعة مبكرة من الصباح ذهب مع هرقل في رحلة صيد الأسماك بين الجزر المجاورة وبقيا عدة أيا بعيدا.
وقالت وهي تتثاءب بينما كانت جولي تضع صينية القهوة على المائدة:
" يا ألهي ... يا له من مكان كئيب , لا تلفزيون , ولا راديو , لا شيء , أكاد أصرخ من فرط الملل ".
فقالت جولي مذكرة أياها:
" سوف تكونين في نيويورك يوم الجمعة ".
وكانت هناك مجموعة من لوحات أبيها , تتضمن واحدة لجيزيلا , تعرض في أحد معارض الفن بنيويورك , وقد أستخدمت زوجة أبيها كل وسائل التملق لكي تغري والدها على أخذها لمشاهدتها .
وأجابت جيزيلا بكآبة:
"أنه أسبوع واحد, ثم أعود الى هذه الحفرة , لا أدري كيف يمكنك أحتمالها , أتريدين أن تصبحي عانسا؟ ستكونين كذلك لو بقيت هنا وقتا أطول".
ولم ترد جولي , كانت تخشى أن تفقد أعصابها , أو ترد ردا غير حذر سرعان ما تنقله جيزيلا الى جوناثان , لأن زوجة أبيها بارعة في تشويه أغلب كلماتها وتحويلها الى كلمات لاذعة قاسية , ولم تكن جولي تستطيع تحمل تصديق أبيها لأقاويل جيزيلا وأتهامها بأنها حقودة غيورة كالأطفال!".
وقالت وهي تتوق للأبتعاد عنها .
" أود قضاء الصباح في الخليج الجنوبي , أذا يم يكن لديك مانع".
" أفعلي كما تشائين... لا يهمني".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس