عرض مشاركة واحدة
قديم 06-10-09, 10:56 PM   #5

عيون المها
عضو موقوف

? العضوٌ??? » 11706
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 7,990
?  نُقآطِيْ » عيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond repute
افتراضي 1- كاذبة ولكن

ابتسم لوكاس: ( كنت سأقول لك الشيء ذاته. فبحسب سيرتك الذاتية التي أرسلتها لي الوكالة، توقعت أن تكوني في الخمسين من العمر علي الأقل).
أحمرت بيني من دون أن تفقه السبب. من الواضح أنه يعلم أنها ليست ميلدريد بانكروفت.
- آه ... حسناً ... يمكنني أن أفسر لك...
مر لوكاس من أمامها ليتوجه إلي عاملة الاستقبال التي بدت مسمرة تراقب ما يجري، قال:
- شونا! أحضري لنا فنجانين من القهوة متى تسني لك الوقت لذلك.
ثم تحدث إلي بيني: ( تفضلي إلي مكتبي).
يبدو أن الأمور تسير علي ما يرام، فكرت بيني مبتسمة. لقد عرف أنها ليست مساعدته الشخصية، وبالرغم من هذا قرر تخصيص بعض الوقت لها.
- شكراً لك.
ابتسمت له ابتسامة مشرقة وهي تدخل مكتبه. إلا أنه لم يبادلها الابتسام، الأمر الذي كان غريباً قليلاً بالنسبة لها. فبيني امرأة جميلة في الثامنة والعشرين من عمرها. شعرها أشقر طويل، وعيناها لوزيتان خضراوان، ووجهها صغير ناعم، وقد اعتادت أن يبتسم لها الرجال دائماً.
بدا المكتب مظلماً مقارنة بالضوء الساطع في ردهة الاستقبال، وقد احتاجت عيناها نحو دقيقة لتعتادا علي الضوء. كانت الجدران مزينة برفوف من الكتب، أما المكتب في وسط الردهة فكان غارقاً بالملفات.
رأت خلف المكتب خزانة ملفات وجراراً مفتوحاً علي مصراعيه كما لو كان أحدهم يبحث عن شيء فيه، في زاوية المكتب طاولة أخرى تكدست عليها صناديق ملأي بالكتب والملفات.
قادها إلي الكرسي المجاور لمكتبه، وراقبها وهي تجلس. لاحظت نظرة الاهتمام التي ظهرت في عينيه. أقله ليس محصناً تماماً تجاهها! لقد اختارت بتأن فستانها الأخضر الفاتح هذا الصباح، وهي تعلم أنه يبرز قامتها الهيفاء. علمت بيني إن كانت ستطلب الرحمة من عدو والدها، فستحتاج إلي كافة أنواع المساعدة.
جلس علي كرسيه قبالتها وأسند ظهره إلي الخلف يراقبها بعينين ضيقتين: ( من الواضح أن سيرتك الذاتية ليست دقيقة تماماً).
تفاجأت بيني، فقد ظنته علم حتماً أنها ليست ميلدريد. وقبل أن تتمكن من صياغة الرد تابع كلامه: ( لنرى... لديك عشر سنوات من الخبرة في "دانوفات" ... وخمس سنوات بصفتك المساعدة الشخصية للسيد غوردون مايسون ... ثم وظيفتك الأخيرة... ثلاث سنوات في خدمة مونتغومري كليف في باربادوس! فما لم تبدأي العمل وأنت في العاشرة من العمر، أقول أن شيئاً ما ليس صحيحاً يا آنسة بانكروفت).
انزعجت من اللهجة الساخرة التي يتحدث بها معها.
- أو هل لي بمناداتك ميلدريد؟
واقترب إلي الأمام كما لو أنه مهتم بسماع ردها.
فقدت أعصابها للحظة، ولعل السبب في ذلك هو طريقة حديثة أو عينيه، وبعد جهد تمكنت أن تقول: ( آه... يمكنك مناداتي ميلدريد إن شئت ... ولكن اسمي ....).
بدت وكأنها تعاني من مشكلة في النطق، فقالت في نفسها بحزم: ( تمالكي نفسك يا بيني، قولي له من أنت، وأخبريه بمدي قلقك علي والدك. واذرفي الدموع حتى، أن دعت الحاجة لذلك....
- جيد، ميلدريد إذاً!
لم يمنحها فرصة لتكمل حديثها، بل رجع إلي الوراء وقد بدت علي وجهه ابتسامة رضي.
طقطق بأصابعه علي المكتب. وبسبب توتر أعصابها، شعرت أن صوت الطقطقة هذا أشبه بقرع الطبول قبل عملية الإعدام.
- في الواقع، إن كنت مؤهلة لهذه الوظيفة، فأنا مستعد للتغاضي عن بعض البلاغات في سيرتك الذاتية. فكما تلاحظين، أنا بحاجة ماسة إلي موظفين، لذا يمكننا أن نجرب عملك هنا لمدة أسبوعين، ما رأيك؟
- في الواقع لوكاس، حصل سوء تفاهم، وأشعر بأن علي إخبارك.....
- حقاً ميلدريد، لا أحتاج إلي سماع الشروحات حول السيرة الذاتية ولا أريد هذا. من الواضح أنك أثرت إعجاب الوكالة لأنهم قالوا أنك تستحقين أن أنتظرك، وهذه الوكالة تتمتع بسمعة طيبة. فإن كنت تستطيعين استلام العمل بأقرب فرصة ممكنة سيكون الأمر رائعاً.
دخلت شونا وهي تحمل صينية القهوة. فقال لوكاس ضاحكاً:
- نحن بحاجة ماسة إلي المساعدة هنا أليس كذلك يا شونا؟
أومأت شونا وابتسمت إلي بيني: ( آه نعم، فأيلين، مساعدة السيد داريان الشخصية السابقة قد غادرت دون أن تقدم إنذاراً مسبقاً وتراكم العمل هنا بشكل جنوني. فكل تلك الصناديق بحاجة إلي ترتيب وفرز وأنا عاجزة من القيام بكل شيء بمفردي).
أزاح لوكاس بعض الأوراق وتناول الصينية من شونا:
- شونا لا تحولي لي أي اتصال ريثما أنتهي من الكلام مع ميلدريد.


عيون المها غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس