[قيثارة]

[color="darkred"]بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته


هاجر المتنبي وتنقل هنا جط رحاله أخيراً في أنطاكية ،والتقى هناك بأبو العشائر ،وهو ابن عم سيثف الدولة الحمداني ،فأوفده إلى أمير حلب "سيف الدولة" سنة 337هجري ،ليمدحه بقصائده وشعره ،فلاقى الشاعر قبولاً وإعجاباً من سيف الدولة .

أصبح أبو الطيب مقرباً من سيف الدولة ،وسط مودة واحترام بينهما ،وأخذا يشاركا معاً في المعارك ضد الروم حينها .
وفي وقت لاحق، تحولت علاقتهما القوية إلى فجوة مصطنعة ،فالهمسات تصل إلى المتنبي بأن سيف الدولة غير راضي عنه .

ومازاد الطين بلة ،تلك الحادثة الشهيرة التي تمثلت بقيام ابن خالوية برمي دواة الحبر على المتنبي ،بحضور سيف الدولة.

شعر المتنبي بأن كرامته قد جرحت ،لاسيما أن الأمير لم يثأر له، فما كان منه إلا أن غادر لحفظ كبرياءه.

جفوة الحمداني والمتنبي كانت مصطنعة ،فروى أن كارهوه هم من اصطنعوها ، ويقال لأنه كان مغرماً بشقيقة سيف الدولة "خولة".

فكتب قصيدة يعاتب فيها سيف الدولة

واحر قلباه ممن قلبه شبم
ومن بجسمى وحالى عنده سقم.


مالى أكتم حبا قد برى جسدى
وتدعى حب سيف الدولة الأمم.


ياأعدل الناس إلا في معاملتي
فيك الخصام وأنت الخصم والحكم.

أعيذها نظرات منك صادقة
أن تحسب الشحم فيمن شحمه ورم.


أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي
وأسمعت كلماتي من به صمم.


أنام ملء جفوني عن شواردها
ويسهر الخلق جراها ويختصم


وجاهل مده في جهله ضحكي
حتى أتته يد فراسة وفم.


إذا رأيت نيوب الليث بارزة
فلا تظنن أن الليث يبتسم.[/color]