عرض مشاركة واحدة
قديم 30-12-22, 11:27 PM   #272

maroahmed

? العضوٌ??? » 316850
?  التسِجيلٌ » Apr 2014
? مشَارَ?اتْي » 1,897
?  نُقآطِيْ » maroahmed is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Hebat Allah
الــفــصــل الأولـــــ
"ليقف الجميع." نادى حاجب المحكمة, فيما اندريا مايرزآخر المحلفين الآثنى عشر,
كانت تدخل قاعة المحكمة و تنظر بعينيها الأرجوانيتين إلى المتهم الجالس بجانب
محاميه. تداول المحلفون بقضية المتهم لأربع ساعات خلت, لأن القرار بإدانته يجب
أن يأتى بالأجماع. بدت هذه الساعات بالنسبة للرجل الذى سيقرر مصيره أطول من سنين.
بالرغم من أن الأثباتات المادية ضده كانت قاطعة, لم تشعر أندريا بقلبها أن الرجل مذنب.
ربما لكونها وجدت صعوبة فى أن تدين أحداً. تحفظاتها, التى لم تكن مبنية على رهان مادى,
أخرت المداولة ساعتين و أزعجت بأقى المحالفين.
"جلوس!" استدار القاضى ذو الشعر الأبيض على كرسيه ليواجه المحلفين.
"هل توصلتوا إلى قرار ؟"
وقف الناطق باسم المحلفين و أجاب:"أجل حضرة القاضى, لقد فعلنا."
وجدت اندريا نفسها تتففحص المتهم ثانية, كما فعلت مراراً خلال أيام المحكمة
العشرة. كان مظهره مميزاً بين الحضور فى قاعة المحكمة بجسمه الطويل المتناسق
و هيبته البادية على وجهه و شكل شعره الداكن المصفف إلى الجانب إطاراً لوجهه
الارستقراطى بأنفه المستقيم و وجنتيه المحددتين فى الخامسة و الثلاثين من عمره,
بدا مثالاً لمرتادى وول ستريت حى المال فى نيويورك المهذبين.
مرتدياً باناقة بدلته الغالية الثمن.
قالت اندريا فى سرها لو أن هذا الرجل يبتسم لبدا أكثر الرجال وسامة
ممن قابلتهم فى حياتها.
منتديات شبكة روايتي الثقافية ـــ
"لقد وجدنا المتهم لوكاس هاسيتنغز مذنباً."
دوت صرخة من امرأة أنيقة كانت تقف فى آخر القاعة و وصلت إلى اسماع
اندريا, قبل أن تعم الفوضى المكان لم تشاهدها اندريا منذ اليوم الأول للمحاكمة.
لم يكن المتهم متزوجاً و لكن انرديا افترضت أن المرأة صديقة مقربة منه,
لو كانت اندريا فى مكانها لربما وجدت أن حضور المحاكمة يوماً بعد يوم مؤلماً.
ضرب القاضى بمطرقته على الطاولة "التزموا الهدوء فى شبكة روايتي الثقافية قاعة المحكمة"
وعندما خيم الصمت قال: "سيد هاستينغز, سوف نستمر بقبول الكفالة المالية و نطلق
سراحك حتى يوم اصدار الحكم عليك, أو إذا شئت تستغنى عن ذلك و تطلب أصدار
الحكم الآن."
قفز محامى الدفاع واقفاً و قال: "نرغب فى إعطائنا وقتنا قبل إعطاء الحكم,
نقترح ستة أسابيع من الآن...."
لم يستطيع المحامى إنهاء مرافعته, فقد سحبه موكله من يده و أخذ بمناقشته بسريه.
حدق المحامى فى موكله مندهشاً, ثم استدار نحو القاضى متابعاً: "سيدى, حضرة
القاضى أن موكلى يرغب فى إصدار الحكم عليه الآن."
"حسناً يا سيد هاستينغز, هل اقتربت مع محاميك من المنصة و قفا فى حضرتى"
من دون القدرة على اشاحت نظرها, رأت اندريا الغشاوة التى غطت وجه المتهم
وأخفت كل التعابير عليه. وقف بسهولة و لم يظهر عليه القلق أو التشنج. كيف يمكن
لأى شخص بواجه الحكم بجناية رئيسية, أن يبدو واثقاً من نفسه بتحدٍ...و بتمرد...
بظروف كهذه؟
وقف فى حضرت القاضى مرفوع الرأس معتزاً, و لم تستطع اندريا إلا الاعجاب به.
"قبل أن أنطق بالحكم, يا سيد هاسيتنغز, هل ترغب بقول أى شئ, الآن؟"
"أستطيع أن أكرر فقط ما قلته سابقاً. أنا لست مذنباً و آمل أن أستطيع, فى يوم
ما إثبات براءتى."
دوى صوته العميق الواضح و الثابت فى قاعة المحكمة, و لكن الأمر الذى
أزعج اندريا كان إعلانه البسيط عن براءته, لم يجد أى من المحلفين الآخرين
صعوبة فى إدانته, و لم تنفع كل تحفظاتها, قبل أن تصوت أخيراً معهم فى تغيير
قرارهم, إذا لماذا تشعر بالحزن؟ لماذا هذا الهاجس ببراءتهما زال يهمس فى داخلها
برغم البراهين القاطعة؟
لأنك اُتهمت مرة بارتكاب فعله و لم تكونى مذنبة يا اندريا مايرز. لم يصدقها
أحد أيضاً, و حطم الحكم عليها قلبها.
برغم الألم الذى سببته لها هذه الحادثة, استطاعت أن تلقى بها وراء ظهرها


maroahmed غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس