عرض مشاركة واحدة
قديم 06-01-23, 12:12 AM   #2

احلام نجوم
 
الصورة الرمزية احلام نجوم

? العضوٌ??? » 458572
?  التسِجيلٌ » Nov 2019
? مشَارَ?اتْي » 557
?  مُ?إني » بين نجوم منتدي روايتي
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
?  نُقآطِيْ » احلام نجوم has a reputation beyond reputeاحلام نجوم has a reputation beyond reputeاحلام نجوم has a reputation beyond reputeاحلام نجوم has a reputation beyond reputeاحلام نجوم has a reputation beyond reputeاحلام نجوم has a reputation beyond reputeاحلام نجوم has a reputation beyond reputeاحلام نجوم has a reputation beyond reputeاحلام نجوم has a reputation beyond reputeاحلام نجوم has a reputation beyond reputeاحلام نجوم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك NGA
¬» اشجع ahli
?? ??? ~
⭐ سبحان الله وبحمده ⭐ ⭐سبحان الله العظيم ⭐
?? ??? ~
My Mms ~
Elk

الفـــــــ الاول صـــــــل

#
شُـعـلـةُ الإنـتـقـامـ
#

الذكريات تدفئك من الداخل ، لكنها تمزقك أشلاء أيضا…!

عينان مرهقتان من قلة النوم ومنهكتان من قسوة التعذيب يلمع سوادهما صدمةً من هوية الشخص الذي يقف في مدي بصرهمها ويحولان مجهدتنان أن يبعثا رسالة عصبية للعقل ليترجمها كي يصدقا الذي تريانه ويعطي لهما أمرا حاسما جازما قاطعا بأنهما في حقيقة كامنة وليس سراب واهي لكن العقل يعجز عن الترجمة و يُخفق ويخذل العينين وينطق بدل ذلك اللسان متسائلا عله يجد جواب ناكراً يثبت لصقر أنه وهمٌ ليس إلا : هذا أنت !!

أبو عثمان تعلو شفتاه إبتسامة نصر ...هاقد وقع الخائن بين يديّه وتحت رحمة سوطه : إيه يالخسيس هذا أنا

يزدرء لعابه من فرط عطشه ومن شدة صدمته ومن مرّ طعم الخيانه وعقله يحاول جاهدا تصديقها رغم مذاقها العلقم : شتقول أنت شتقول ...!! الله يخليك قل أنك تتغشمر وان هالشي مجرد مزاح ثقيل منكxx

أبو عثمان إقترب أكثر وأنحني وتقابلت عيناهما وبإصطكاك لقواطع أسنانه : صقر يالخيان ... كنت دوم أقول شدرى عزام بتحركاتنا من وين لعزام يعرف بخططنا وأثاريه بعث نذل يتجسس علينا ...أثاريه دسّك بينا تنقل له أخبارنا ياحيوان

صقر وعيناه لمعت دما ...وهو يستوعب أقسي حقيقة ويعيش أسوء واقع ...إذا كان هذا الشخص الذي أمامه خائن الوطن ..! فمن هو الوفيّ إذن ...!! إذا كان هذا الذي أقسم ذات يوم أنه سيفدي وطنه بالغالي والنفيس هاهو يذبحها من الوريد إلي الوريد ..! من هو الذي تثق فيه الآن ...!!

صقر تحدث والخذلان سيطر علي مشاعره والمقت تغلل إلي أسوار فؤاده وسؤال واحد يتكرر بعقله " هل يعقل أن يُخان الوطن من قبل أبناءه !!" : من هو فينا خاين يا الخاين ...من باع وطنه ياقليل الأصل و الشرف

أبو عثمان أشتعل كيانه غضبا وزمجر بقوة وأمسك بفكيّ صقر وضغط بقوة يُكسر عظام وجهه السليمة : أبهذي طريقة تتكلم مع سيدك ياخسيس

صقر يتمني لو أنه حرّ طليق كان أذاقه من نفس كأس الغدر التي شرب جل ماءها اليوم وبصق بوجهه وهو يريد أن يقطعه أشلاء إنتقاما لكل مواطن مخلص غُدر به بسب هذا الكاذب الخائن : تخس ياكلب

أبو عثمان لكمه بقسوة ومسح وجهه وزئر : يالوسخ ...

صقر دبّ بجسده وبقلبه مقت شديد وزادت رغبته بالحرية الآن ...ليته يستطيع أن يطعنه بخنجر في ظهره حتي يدرك مامعني أن تخون الذين لا يشكون بك ، الذين أقسموا ذات زمن علي حماية أرض الوطن ...إنها أكبر طعنة غدر يتلقاها عزام وكل من معه ...إذا كان هذا الذليل يخون الوطن فمن المخلص من !!! :x تدري شي اليوم عرفت شمعني الخيانه شمعني طعنة الظهر ...تدري أنك حقيـــر ونذل وخسيس

أبو عثمان لم يبالي لكلامه وأمسكه من فكه مجددا وركز بصره علي عينيّ صقر : ولسه ماشفت شي مني وألحين خلك من هالدراما وقل منهو أذنابك قل يله منهو يشتغل معك هنا قللل

صقر والقوة تتفجر بداخله مثل بركان خامد إنفجر بعد خمس مئة سنة : قلت لكم مافيه أحد ولو كان معي أحد أموت ولا أتكلم

أبو عثمان يعرفه ويدرك جيدا بأنه صادق ...صقر عنيد وخصم لا يرضخ ويتنازل بسهولة وعلم أن لاشيء سوف يصلون إليه معه سوي التعذيب القاسي ...وعاد للكمه مجددا وأبتعد عنه وهو يقف منتصبا ويسدي أمرا حاسما لعناصره وأتباعه :x إقتلوه وقطعوه وأبعثوا راسه لعزام والباقي أرموه للكلاب المسعورة

صقر أغمض عيناه من شدة الألم وأستدار ببطيء بإتجاه أبو عثمان ومن معه وفتحهما والثقة تشع منها واليقين يغلف ران قلبه : بيجيك يوم الخيان كأني أشوفك مذبوح عند رجول كل مواطن مخلص للوطن ...الدنيا مو لأحد

أبو عثمان تراجع خطوات ووقف بصف واحد مع عناصره ووضع أصبعه علي زناد المسدس وعيناه لم تبرحا عيون صقر : عزام زرع فيك هالثقة وأنا بنفسي أحصدها أنت وكل من يفكر يوقف بطريق آل تشابو مصيره اللحد .

صقر إرتسمت إبتسامة علي محياه وأنارت وجهه المهشم من التعذيب : بإذن الواحد الأحد نهايتكم علي أيدين الحق ....فـ لا ظلم يدوم ...فداك روحي ياوطن ...لا إله إلا الله محمد رسول اللـــ.....

أبو عثمان بأمر وضغط الزناد : أطلقوااا ....

قبل عشر سنين يوم 23 سبتمبر الساعة صفر

في جدة عروس البحر الأحمر في واحدة من البيوت الكبيرة تجتمع مجموعه من الأشخاص في حديقة خضراء مترامية الأطراف وتقف بصفوف وراء بعض
أربعة منها رجال وإثنين منها نساء ويرددون بصوت واحد خلف رجل واحد ويدهم الشمال مرفوعة واليمين موضوعة علي قلوبهم

( أقسم بالله العظيم أن اكون عابدا لربي مدافعا عن ديني وراية وطني ومطيعا لقياداتي ولا ارفض ولا أعترض وأن أنفذ الاموار الصادرة منهم واطبقها دون تهاون وان افديهم وافدي وطني وديني بدمي ولحمي وعظمي ..والله علي ما اقول شهيد )

أنهوا قسمهم ووقفوا بصف واحد يسلمون علي قائدهم آل تشابو المُكني أبو حسن وينصبونه زعيمهم ورئيسهم
تقدم أبو عثمان وهو أولهم وصافحه مهنئا : مبارك ياسيدي يارئيس الدولة بإذن الله
أبو حسن بهيبة وتبجح : الله يبارك فيك يارئيس وزراء الدولة
أبو عثمان ظهرت أسنانه من الإبتسامه : هذا تكليف ماهوب تشريف وأنا فخور بهالشي وكمان مسؤولية كبيرة بالنسبة ليx وبعون الله أطيب خاطرك واكون عند حسن ظنكx

أبو حسن ربّت علي كتفه : عقب كل شي سويته علشان جماعتنا تستحق كل المناصب وانا من ألحين عطيتك كل الصلاحيات بالتصرف واعطاء الأموار انت صرت الخليفة بغيابي

أبو عثمان أسعده الكلام كثيرا سيصل أخيرا لمبتغاه بمساعدة أبو حسن : شرف لي ياسيدي

أبو حسن تذكر شيء : إلا متي تملك علي زوجتك الثانية ؟

أبو عثمان : بكرة المساء وانا اتمني تكون شاهد علي ملكتي أنت والاخ أبو عباسx
أبو حسن : أبشر عندك وبالمبارك عليكx
ابو عثمان شكره وأفسح المجال لـ أبو عبيد حتي يبارك له بدوره ، وبعدها أبو علي وأبو عباس وتتابعوا واحد تلو الآخر وكانوا كهول وشباب وبعدها النساء
وتقدمت أم حسن و هي زوجته وقالت أن كل النساء يُنصبنه سيدا

وبعد مراسيم التنصيب رفعx ابو حسن يده وألقي خطابه : كلنا يعرف أن تاريخxx 17x جمادي الاول هو تاريخ اليوم الوطني السعودي لكن الخونه حرفوه وخلوه 23 سبتمبر بحساب الغرب واعداء الدينx وبإذن الواحد الأحد مثل ماتوحدت المملكه بـ 17x يجي يومx نخلص هالوطن الغالي من الخونه والمفسدين ونرجع لدين مكانته ولليوم الوطني تاريخه ...ورح نشتغل ليل نهار حتيx يسقط حكم الظالمين الكافرين بيومه 23x ويبدأ حكم المخلصين المؤمنين الطاهرين بيومنا 17x
الكل بصوت واحد : أن شاء الله

((( طبعا هم أناس متشددين في كل شيء حتي التواريخ .. وكل هذا بغرض تشويهx وتضليل الرأي العامx
والمسلم الحقيقي لا يهتم لمثل هذه السوافه من الأمورx ...سبتمبر محرم صفر ديسمبر كلها شهور وكلها أيام رب العالمينx وكلها متساوية )))

* بعد تسع سنينx أي عام قبل الانقلاب *

كان كل شيء يوحي بأنه يوم هدوء ماقبل العاصفة او مايسبق زلزال سيضرب ذات لحظه عصافير يمليء صوت زقزقتها الحي وشمسُ تدفء أشعتها المكان ورجل يحتسي قهوته علي أخبار وطنه وأخبار هويته وإنتماءه
رفع رأسه عن سطور الجريدة ونظر بإتجاه المدخل وسأل وهو يضع جريدته علي جنب : من صبح علينا بهالوقتx

تقدم بإتجاه الباب وهمّ بفتحه وعيناه تريانِ رجلا غريبا يبدو أنه ساعي بريد يقوم بعمله
_ بيت عزام عبد الأله
عزام أجاب بإماءت من رأسه
ساعي البريد أعطاه ظرف كان بحوزته يخص عزام : ممكن توقع هنا !!
أخذ عزام عنه الظرف ووقع علي محضر الإستلام ليغادر ساعي البريد ويكمل عمله ويحاول هو أن يعرف ماذا يخبيء هذا الظرف بداخله

أغلق الباب وأستدار عائد لمكانه ويكمل قهوة صباحه ، جلس علي كرسيه المعتاد وقلب الظرف بين يديه والغرابة ترتسم علي محياه لا إسم مرسل ! فقط أسم مستقبل وعنوان المستقبل ، فتح الظرف ونظر بداخله رسالة وقرص مضغوط
سحبهما ووضع الظرف والقرص علي الطاولة حينما تأكد أن لا شيء مكتوب علي القرص وفتح الرسالة ليقرأ ما المكتوب فيها !! ومن هو الذي أرسلها ؟؟
وكان رسالة موجزة لكنها مجلجلة وصادمة

x """عزام أبوك أنقتل ...قتلوه غدر وهم عصابة تمسي نفسها آل تشابو وأبوك عرف بآخر أيامه أنهم يخططون لإنقلاب ضد الحكم
xx وصاني أعطيك خبر يومx تكبر وتصير رجالx وتحمي وطنك وتنتقم لأبوك
xx القرص فيه شي يقدر ينفعكx ""

عزام نزلت عليه حروف الرسالة كصاعقة كهربائية ..ما هذا الكلام ومن هو الذي أرسلها !!
بسرعة إلتقط القرص وركض يدخل المنزل متجها للحاسوب عليه أن يري ماذا يحوي هذا القرص ويبحث بعدها عن مصدر رسالته وصاحبها
صعد الدرج بسرعة ودخل غرفته بالدور الثاني وشغل حاسوبه ووضع القرص داخله وماهي إلا دقيقتين حتي ظهر ملف القرص وكان فارغ إلا من تسجيل فيديو
رفع كفه الشمال وأرجع شعره الأسود الناعم للخلف وانزل يده ووضعها علي رقبته وأصبعه السبابة تضغط كي ينفتح التسجيل

فتح عيناه علي مصرعيهما وهو يري والده يجلس علي كرسي وإبتسامة ناعمه تضيء وجهه

"" اليوم ياعزام صار عمرك تسع وعشرين وصرت رجال يُعتمد عليه وهو نفسه اليوم اللي لزوم تسمع فيه الحقيقة ، واثق ياوليدي أنك صرت حامي وطنك وحدود بلدك ، واثق أنك مشيت بطريق أبوك وبتوفيق من الله تربيت لك جابت ثمارها
عزام مارح أسألك شلونها أختك او امك لأني عارف ومتيقن انو هم بخير وتحت ظل جناحك

بس بسألك عن الوطن عن حال البلد عقب هالسنين ...وشلونها السعودية وشلونها الديرة !! هي أبخير ياوليدي ولا تتألم بصمت وسكون و لايسمع أنينها غير عيالها المخلصين لريحة ترابها

مادري ياوليدي لو سمعت عن جماعة آل تشابو وعن مخططهم الخسيس بتدمير الوطن وهدّم البلد ...هم جماعة ياوليدي تنوي تنقلب ضد نظام الحكم وتخلي هالوطن الغالي بقبضتها العفنه ....قائدهم أسمه أبو حسن وهو اللي شكل هالجماعه علشان يحقق أهداف دنيئة وهم ياوليدي اللي بعدوني عنكم وجبروني أبتعد عنك وعن أختك ...أنا مراقب من طرفهم وهم ناوين يقتلوني اليوم قبل بكرة وكله بسب اللي أكتشفته وعرفته عنهم وعن مخططاتهم الشيطانية

ياوليدي اليوم واحد من أعز أحبابي سممني بطلب منهم لأنو يشتغل معهم وهو قائد من قياداتهم
عزام أبوك يمكن تكون هذي آخر كلماته وأنفاسه وأنا كل اللي أبغاه منك وكطلب أخير منك أنتقم لي ودافع بشراسه علي هالوطن الغالي لاتسمح لظالم والخيان يحقق أهدافه الشريرة انا ماعندي أدلة عن هالكلام بس أنت دور عن الأدلة اللي توصلهم لحبل المشنقه خلهم عبرة لكل خاين يفكر يخون وطنه
وكنصحية أخيرة من أبوك لا تعطي ثقتك لأحد ...خلي شكك بالجميع أعتبر الجميع خونه حتي توصل للخاين الحقيقي ولاتقول لأحد انك عرفت حقيقة موتي ودور عن قاتلي بين الاهل والأقارب ...علشان الخاين دووووم هو اللي نثق فيه الخيانه دوم تجينا من اللي وثقنا فيهم

خذ بالك علي أختك وكون سند لأمك

وتذكر ياوليدي لاتكرر غلط أبوك ...خل شكك بالجميع وتذكر قاعده انوx آخر شخص تشك فيه هو الخاين

فحفظ الرحمان """"

عزام تبلل خداه من الدمع هل حقا والده قُتل ...هل حقا غُدِر بوالده. ..من هو القاتل من !!
سرح بتفكيره وهو يضغط بقوة علي فأرة الحاسوب لدرجة انها كادت تتهشم بين يديه
يوم وفاة والده كان صاحب التسع عشر عام كان واعي ويتذكر عندما قيل له أن والدة مات بحادث سير
هل كان موت والده مخطط ومدبر له ...رفع أنامله ومسح دمعه وهو يعقد العزم علي الإنتقام لأبيه ...عاش في وهم طيلة عشر سنين واليوم عليه أن يعرف الحقيقة كاملة
لكن لحظة من كان يقصد والده بأن قاتله قريب ومن أحبابهx ...هل هو واحد قريبُ منه ومن والده ...هل هو من أهله

أغمض عينه بشدة وضغط علي أسنانه بقسوة وخلل أصابعه بشعره ...لن يخبر أحد بالذي عرفه اليوم وبنفس الوقت لن يغمض له جفن إلا وهو ينتقم لوالده

آل تشابو إذا خصمي أبو حسن هو غريمي ، حسنا الحرب سجال يا أبو حسن وستقع في قبضتي ذات يوم
أغلق كفه اليمين وفتح عيّناه والغضب والكره والإنتقام يمليء قلبه وصوته ...أغلق الحاسوب وأخرج الجوال من جيبه وأتصل بأعز الناس علي قلبه :x سعيد
أجابه سعيد مُحدثه : هلا عزام
عزام يمسح أخر دموعه ويقف شامخا ومقررا الإنتقام : حاول تعرف كل صغيرة وكبيرة عن آل تشابو أو مجموعة أبو حسن
سعيد أستغرب من صوته الغاضب الحزين الماقت الموجوع : تقصد عصابة المخدرات …!
عزام بإهتمام شديد : تعرفهم ؟
سعيد : سمعت قبل عنهم ...بس انت إيش بلاك كنّك مب زين !!

عزام أخرج القرص وبأمر : ألحين أكون بالقسم ...سو اللي طلبته منك ...وأغلق جواله
سعيد أبعد الجوال عن أذنه ونظر بشاشته وكلم نفسه : كنّه أسد جريح

عزام دس الجوال بجيبه وألتقط القرص : أأبعرف صاحب الرسالة ، أأبعرف قاتل أبوي ، ورح اعرف من آل تشابو هذي ، وأبو حسن الزمن بينا

وضع القرص بظرف الرسالة وخرج متجها للقسم ، عليه أن يفحص القرص ربما عليه بصمات وعليه أن يحلل خط اليد وعليه أن يعرف كل شاردة وواردة عن آل تشابو

( عزام ضابط في الأمن العام تابع لأمن جدة برتبة رائد ، يبلغ من العمر 29 سنة جسده قلبه روحه فداء لوطنه ،قُتل والده غدرا وهو يسعي للإنتقام لمقتله ، أخلاقه عالية يكره الغدر والخيانه ، يحب الإخلاص والوفاء عندما يعطي عهدا فهو يعمل جاهدا علي الوفاء بعهده )

( سعيد بعمر 27 صديق عزام زميله بالعمل ...هو من منطقة الرياض هو وزوجته شيماء يفدي بوطنه بالغالي والنفيس يكره الكذب ويحب الصدق
أكثر شخص يثق به عزام ، وهو أهل لثقة فعلا ، متزوج منذ سنتين تقريبا لكن لا أطفال لديه هو وزوجته ، أمه تحثه عن الزواج بإمرأة ثانية لكنه لا يرغب إلا ب شيماء أما لأطفاله ،يحبها بشدة ولا يقوي علي حب غيرهاx (

بعد شهرين مذ علم عزام بحقيقة موت والده وبعد بحث حثيث لم يجد فيه ظالته ولم يتعرف عن صاحب الرسالة قرر أن يواجه آل تشابو ويجعلهم أولى أهدافه ...ورسم مخططا ليلقي القبض عليهم بالجرم المشهود ...ودس بينهم جاسوس لينقل له أخبارهم وذلك بعد أن عرف أن أحد رجال أعمال المنطقة ضمن عناصرهم لتحركاته المشبوهة وتعاملاته غير القانونية

قبل عشرة أشهر من الإنقلاب
°
°
°
تبدأ فصول حكايتنا

في أحدي شوراع جدة الرئيسية أمام إحدي محلات الملابس النسائية تقف سيارة سوادء بداخلها شاب وفتاة

فايز : خلاص عاد لا تبكين قطعتي قلبي
مُنتهي تبكي بشدة فقدت كل وأهم شيء تملكه : شسوي بنفسي ! وين أهيم براسي وشلون أقابل أمي كيف ارفع راسي قدامها كيــــــف !
فايز يضع يده علي مقعدها ويحاول طمئنتها : بليز مُنتهي بسك دموع ...وأنا بسوي كل شي أقدر عليه علشان القي حل للمشكلة
مُنتهي تبعد يديها عن وجهها وتنظر إليه وخداها مبتلة من الدموع : وشلون بتحل المشكلة وأنت تقول بتسافر !
فايز أبعد عيّناه عن عينيها المعاتبتين ونظر خارج السيارة : وش دخل سفري في مشكلتنا

مُنتهي تشعر بأنها تعيش أسوء كوابيسها وذات لحظة ستيقظ منه ...لكن ما تلبث وتصتدم بآمر الواقع المرّ : كيف شدخله وانت بتروح وتتركني وتتخلي عني في هــ الظروف العصيبةx
فايز زفر بقوة وألتفت لها : من قالك انو انا بتركك ...بسك خزعبلات و ترهات

مُنتهي شبه واثقة لكنها تحاول أن تتمسك بآخر خيط أمل : تصرفاتك كلامك تجاهلك برودة أعصابك ...كل شي فيك يقول أنك ناوي تتخلي عني ...وانا لو كنت اقول خزعبلات علي قولتك أثبت لي العكس طيب

فايز يشد علي قبضته وبإصطكاك أسنانه : منتهي عزيزتي ترا انا تعبت من شككx ..قلت لك مليون مرة انو رح صحح الغلطة

مُنتهي ضمت نفسها بيدها ونظرت له بحدة : متي بسx متي ؟
فايز ضرب مقود السيارة بكفه وصرخ بها : قلت يوم ارجع من سفري انت ما تفهمين ماتستوعبين ترا قاعد اتكلم عربي مب هندي

مُنتهي دمعت عيّناها : عقب شنو يافايز ...عقبx ما أخذت مني أغلي ما أملك عقب ما طعنت بشرف عمك وشرف علاء عقب ما رميتني في جّب العذاب والحزن ووقعتني بأكبر مشكله تواجه البنت بمجتمعنا

فايز أشتعلت النار بداخله وبغضب : انا م طعنت بشرف عمي أنت من سلم لي نفسك وبإرادتك كمان
مُنتهي دخلت دوامة من الندم ليتها لم تثق به برهة من الزمن وببكاء مرير وصمت أذانها : بسك كذب وقل انكx من أستدرجني حتي تأخذ اللي تبغاه مني

فايز بلغ به السيل الزبي : مُنتهي أياك تتجاوزين حدودك معي ترا بتندمين ندم ماعقبه ندم

مُنتهي مثل سمكة تنتفض لتعود للبحر ...لقد أغرقها فايز في بحر عميق ولا يبدو بأنه سينقذها وبتسول مفاجيء : فايز بليز واللي يعافيك ترا انا ما ابغي شي منك غير انك تستر علي وغير انك تتحمل مسؤوليتك وبس لا ابغي ملكه لا ابغي زفه المهم تستر بنت عمك الوحيدة
فايز عض شفته السفلي : وانا قلت عكس هالكلام !! ...الشي اللي صار بينا كان غلطت إثنينا ولزوم عليناx نتحمل نتايج فعلتنا وندور حل لمشكلتنا

مُنتهي إستبشرت خيرا من كلامه وبتفاؤل : طيب الحل هو الزواج وبأسرع وقت ...خلنا نتزوج الله يخليك
أجاب بسرعة : بعد السفر

مُنتهي توقفت عن الكلام ونظرت إليه بتمعن بمعني ...هل تمازحني !!!!

فايز أردف بعد صمتها الطويل وبهدوء : مُنتهي حبيبتي قلت لك ابوي بيفتح فرع جديد لشركة وعليّ أنا ولده الوحيد أتولي زمام الأمورx ... تردين أكون رجال مب مؤهل في نظر أبوه وأن افشله وهو واثق فينيx
مُنتهي تجاريه في كلامه حتي تعرف إلي أين يريد الوصول : كم مدة سفرتك

فايز إبتسم لها ليُطمئن قلبها : ثلاث شهور وأرجع لكx
منتهي تضعه تحت الآمر الواقع : ولو طلعت ....حـ ...حـــامل !!

فايز يقطع شكها بيقين : منتي بحاملx
منتهي مصرة : خلنا نقول حامل .
فايز ينهي الكلام :x يومها نتكلم

مُنتهي إمتلئت عيناها بالدموع : تتهرب يافايز ولا تتخلي عن وعدك لي

فايز يريد أن يتخلص منها بأي طريقة وألتفت بكامل جسده وبصرامه ينهي النقاش : مُنتهي تعرفين زين المشاكل بين العيلتين وتعرفين زين أن الزواج يحتاج لترتيبات وتحضيرات وأنا في الوقت الحالي ماعنديx الوقت للعب واللهو وعليّ أفض وأركز في سالفة فرع الشركة الجديد ... ولو طلعتي حامل يومها دقي ونشوفx حل لـ هالبلوة...فهمتي ولا أعيد مليون مرة عسا تفهمين يالخبلة

مُنتهي إبتسمت بألم : إيه والله وانت الصادق خبلة ودلخة بعد فكرت زواجنا شي مهم عندك اثارية لعب ولهو فــ نظرك
فايز كتف يديه أمام صدره وبأمر : تقدرين تروحين لشغلك خلص الموعد أشوفك بخيرx

مُنتهي لملمت شتاتها وبقايا كبرياءها : زين يافايز اليوم ما اتكلمx بس عقبه مارح أسكت ولا تقول لثانية انو رح أسمح بحقي مهما كانت الظروف ولا تفكر تلعب بذيلك أبداااا

فايز ينظر بعيدا عنها: م اعتقد أنك في وضع يسمح لك تهددين ( وألتفت بحزم لها وهو يتوعد بها )
منتهي والدموع لا تفارق مُقلتيها والشك يُقطع أحشائها : صدق أبتفي بوعدك لي !

فايز يراقب تساقط دموعها وبصوت هاديء : م أدري أنا وانت إثنينا ما نثق بـ فايز ...إثنينا واثقين أن فايز خاين ومب أهل للوفاء بالوعد والعهد

مُنتهي مسحت دموعها وغطت وجهها بلثامها وعيونها لاتفارق عيون فايز وهي تسأل نفسها " هل حقا ستتحمل مسؤوليتك يافايز " : بكرة قريب وماهوب ببعيد
فتحت بابها وترجلت متجهة لمكان عملها

فايز وضع يده علي مقعدها وراقبها وهي تغادر السيارة وهو يسأل ذاته " هل أوجعتك دموع ضعفها ! أم كلمات شكها ! أو حقيقة خيانتك لها ...! "

أدار مفتاح سيارته وأنطلق بعيدا عنها ...الشيء الذي يريده أخذه منها ...فهل لا يزال هناك شيء عالق بينهما ...!!

( سدرة المُنتهي أو مُنتهي مثلما يدعوها الجميع ، مُنتهي بنت موسي شاهين فتاة بعمر 23 أكملت دراستها الجامعية في التسويق وهي الآن تعمل في محل صديقتها وصال لبيع الألبسة النسائية
وهي مخطوبة لفايز إبن عمها منذ حوالي اربع شهور ...ولكن منذ يومين حصل مايُحمد عقباه بينهما
مُنتهي تشك أن فايز إستدرجها لـ النيل من شرفها رغم نفي فايز لذالك
والدها موسي متوفي ..أمها مربية أطفال في روضة ...أخوها علاء الدين ذو الإحدي عشر ربيع لايفرق بين الصواب والخطأ ولا يعلم مامعني كلمة شرف حتي يدافع عن أخته ويسترد حقها المُغتصب
ظروفها المادية صعبة وحاولت أن تُعين أمها علي مصاريف الحياة وأشتغلت في محلx صديقتها )

( فايز بن مطر شاهين بعمر 25 أبن عمها فتي مدلل " وراعي " مشاكل لايهمه شيء سوي إرضاء رغباته وإشباع شهواته وإتباع غرائزه ...أُعجب بمنتهي وحاول جاهدا الوصول إليها لكنه فشل وخطبها حتي يأخذ ما يريد منها ويتركها تتجرع الذل والهوان مثلما حدث معه يوم كان يترجاها أن تتحدث معه لخمس دقائق فقط

عائلتيهما متفرقتين منذ عقدين من الزمن بسب زواج أبو منتهي من أم منتهي
أبو فايز قال بأنها لاتناسب عائلة شاهين وأن عليه الزواج من فتاة غنية ومناسبة للأسم العائلة ..لكن أبو منتهي رفض وتزوج من أم منتهي وتفرق عن أخوه
وأبو فايز أسقط حق أبو منتهي في التركة وطرده من المنزل ومن كل أملاك والدهم عدا منزل واحد كان يعيش فيه أبو منتهي هو وزوجته
ويوم مات أبو منتهي أخذ أبو فايز المنزل بالقوة وأجبرهم علي دفع الإيجار كل شهر مدعيا أنه رحيم بعائلة أخوه وأنه كان بإمكانه طردهم من المنزل

أبو فايز مطر شاهين بعمر 50 رجل أعمال مشهور بمنطقة جدة يمتلك شركة لتصدير والإستراد ...متعجرف يحب نفسه ولايهمه شيء سوي كسب المال وأرتفاع أسهم التداول
أم فايز الهنوف 45 سيدة مجتمع تمتلك مجموعة من صالونات التجميل في جميع أنحاء المملكة ...مُتكبرة وتخال نفسها ملكة مملكة ما
تعتني بجمالها ومظهرها وتنظر للجميع بنظرة فوقية )

***

في مركزx قسم الأمن وبالتحديد في مكتب رئيس القسم محسن نجمان المدعو أبو عهود
أبو عهود طلب عزام ليتحدث معه في أمر يشغله من أيام
أبو عهود جالس وراء مكتبه : شحالك عزام عساك طيب
عزام : ابخير سيدي الحمد لله
أبو عهود كان ذلك الرجل الحنون الذي أحتضن عزام وأعتني فيه بعد موت والده وعلمه كيف يكون خليفة لوالده :قل عمي ، خلنا ننسي شوي الشغل والرسمية بينا

عزام إبتسم بود لهذا الرجل فضل كبير بعد فضل الله ...فقد أمسك بيده وجعله رجلا قويا معتمدا علي نفسه : أبشر يبه

أبو عهود بادله الإبتسامة وبصوت هاديء : م قلت لوالدك ...كيف حالك !
عزام : بألف خير والحمد لله
أبو عهود شبك أصابع يديه وأنحني للإمام : ليش عندي شعور في الفترة الأخيرة انك مب علي بعضك ...هو صاير شي معك مخبيه علي
عزام حافظ علي هدوءه وأراد أن يبعد شكوك أبو عهود فهو لا يريد أن يسمع أحد عما ينويه يكفي أن ثلاثة من زملاءه سمعوا بمخططاته : لا انا بخير بس ضغوطات الشغل

أبو عهود أشر برأسه بتفهم وصدقه فعملهم يحتاج لجهد مضاعف : إيش بنسويx ياوليدي هذا واجبنا تجاه الوطن

عزام لمعت عيناه كلما سمع كلمة وطن ومن لسان محسن أبو عهود نبض قلبه حبا وداهمه شعور الفخر أنه مواطن سعودي وسرت قشعريرة بجسده ...يعشق السعودية : بالدم والروح نفديها

أبو عهود إبتسم بحب له : الوطن محظوظة بأمثالك يبهx
عزام إلتفت ببصره بإتجاه صورة لمكة موجودة علي الحائط وحدث نفسه " أيعقل أن تكون مكة ضمن حدودي وطني ولا أدافع عنها ..بدمي وروحي هي "

أبو عهود يراقب عزام ويفكر ان يكلمه في الموضوع الذي طلبه لأجله : عزام شخبار أمك واختك ؟
عزام نظر له : بخير ياعم أثنينهم بألف خير
أبو عهود : الحمد لله ...وأنت اخر أخبارك
عزام توتر من المحضر الذي فتحه أبو عهود ...إلي أين يريد الوصول ! : بخير
أبو عهود أراد أن يكشف اللثام عن كلامه : أقصد حياتك الخاصة ياعزام ...وصلت الثلاثين من عمرك وماقد حكيت عن الزواج لا تقول انك ماتبي تكمل نصف دينك وأنا أبوكx

عزام هرب بنظراته بعيدا عنه وأخفض رأسه إحتراما وخجلا منه لم يعتقد أن أبو عهود سيحدثه بهذا الآمر الذي لم يفكر فيه بعد ! : م أدري ماقد فكرت بالسالفهx
أبو عهود عيناه لا تفرقان عزام :x أنزين ياوليدي... مارح تفكر فيها ولا شلون !
عزام لم يتخيل هذا هو موضوع أبو عهود ظن انه سيحدثه عن العمل وآخر المستجدات وليس الزواج الذي لم يفكر فيه قطx
وأردف بصوت محترم : مب وقته ياعمي
أبو عهود بوجوم : ومتي وقته ياوليدي !
عزام يحاول تغير مجري الحديث فهو عندما يكون بحضور ابو عهود لا يكون علي سجيته وذلك بسب أنه رئيسه في العمل ....ولا يحب أن يفتح معه أي نقاش خارج إطار العمل ...فكيف إذن لو كان حوارهما يتمحور حول مستقبل وزواج عزامx : شغلي مايسمح وماعندي وقت لهالسوالف

أبو عهود إبتسم بعطف أبوي : لا ياوليدي الايام تركض وتمر بلمح البصر والشغل مايخلص والوقت بينتهي اليوم او بكرة والحياة فانية وإنت عيش جزء منها بعيد عن شغلك ومسؤولياتك العملية وخلني أشوف عيال وليدي اللي ماجبته وأشتري لهم هدايا والعاب

عزامx إبتسم لكلامه هو ليس ضد فكرة الزواج لكن في الوقت الراهن هدفه الإنتقام لوالده ويشعر أن الإرتباط بمسؤوليات جديدة قد يؤول بينه وبين أخذ الثأر لأبيه ولوطنه
وتحدثا مطمئنا عمه أنه سيكون له حفيد ذات يومx : إن شاء الله ياعمي قريب

أبو عهود بفرح ...طوال حياته لم يعتبر عزام إلا أبنه وهو كـ أي أب يريد أن يري أبنه سعيدا بحياتهx : أفهم انو رح تفكر بالسالفة

عزام بإماءة إيجاب من رأسه: ايوه
أبو عهود بصوت أجش وهو يحاول إيجاد طريقة يخبر فيها عزام عن قراره : أنزين ياوليدي ....انا ب مكانة ابوك او بطلنا

عزام بإمتنان ، أبو عهود لديه فضل كبير علي عزام بعد فضل المولي عز وجلx : أفا يبه ...شهالكلام اللي مايرضي ولدك عزام ..!!

أبو عهود مال بجسده لأمام والجديه تعلو ملامحهx : أصيل ولد أصيل ياوليدي ...وانا عندي كلام الود ودي اقوله لك وتسمعه لين النهاية وهو بمثابة طلب أتجرأ وأطلب منك وأتمني تحكم عقلك قبل كل شي وتفهم انو راحتك وسعادتك هدف لي وبرضو راحة بالي بعد موتي ....والصراحة والحق ينقال ما تجرأت علي هالطلب إلا كونك ولدي وحيدي

عزام بعقدة حواجب وهو يري الجدية تكسو كلام وملامح عمهx : سم يالغالي وبإذن الله مارح ينرد لك طلب وأنا ولدك

أبو عهود فرح لجوابه وهو مدرك تماما أن عزام هو ذلك الولد البار به وهو ذلك الولد الذي حُرم منه ...رُزق بإبنتين وتمني ذكرا لكن الحياة تجري بما لا تشتهي أنفس البشرx : لا ياوليدي فكر ب الاول لانو ما أبي أجبرك علي شي

عزام أثار كلام أبو عهود إهتمامه وتكلم برغبة جامحة وهو يوّد أن يّسمع مالذي يحتاجه أبو عهود منه : تعرفني زين ياعمي ...م أسوي شي إلا وانا راضي فيه وعليه وتطمن م اجبر نفسي علي شي ، وبعدين أبوي ماهوب من عادته يجبرني علي شي ما أبيه ومالي نفس فيه

ابو عهود إطمئن قلبه وبصوت رخيم : تعرف زين ياوليدي انو رب العالمين رزقني بنتين بس ولا إعتراض علي حكمه وقضاءه ، وأنت عندي ب مكانة بناتي عهود وروح

عزام أماء برأسه
ابو عهود أردف بعطف أبوي : وانا الصراحة لله ياوليدي شايل هم بناتي بعد ممتاي

عزام بتر حديثه : طولت العمر يبه

أبو عهود إسترسل مبتسما : وانا ابغي يغمض جفني وانا مرتاح البال علي بناتي وامهم مع رجال مثلك إنت

كان عزام طوال الوقت ينتظر أن يسمع الموضوع الذي يحتاجه فيه أبو عهود وما ان لمح أبو عهود عن مبتغاه أخفض رأسه وهرب بنظراته
x
صمت أبو عهود لثواني يتقصي من ملامح عزام وقع كلماته عليه ،وبعد سكوت عزام أردف بهدوء مترددx : فكرت ياوليدي وفكرت زين بعدx وقلت فنفسي لو لفيت الديرة طول وعرض مارح حصل رجال مثلك يكون زوج لبنتي عهود وصهر لأم عهود وإخت عهود

إعتلت الصدمة ملامح عزام ....هل محسن أبو عهود يخطب إبنته له ...!!

ترقب أبو عهود خلال هذه الثواني رد فعل عزام لكنه وُجه بسكون تام
قال أبو عهود بعد صمت عزام الغير المُبررx : عزام إنت بـ مكانة وليدي اللي ماجبته وأنا اليوم أخطب لك بنتي عهود وأبغي تكون لك زوجة وتكون لها بعل ...والقرار راجع لك ياوليدي

حلّ بعزام شلل مفاجيء بسب صدمة غير متوقعة هل حقا أبو عهود يعي مالذي يتفوه به الآن !! هل يطلب منه أن يكون زوجا لأبنته الكبيرة
أخرسته الصدمة وشله كلام رئيسه وعمه
رمش بسرعة وذكريات مباغتة تمرّ بلمح البصر أمامه ...فجأة تذكر عهود وتذكر تلك الصدف والفرص التي جمعتهما
وتذكر أيضا حديث أمه وشقيقته عنها
لطالما سمع كلاما عنها وكان كله خير ...لكنه لم يفكر قط فيها كزوجة ...هي ليست غريبة وذات الوقت ليست قريبة !!
همس بينه وبين نفسه " عهود زوجتي !! ! لم يستوعب هاتين الكلمتين لأنه لم يفكر فيهما من قبل وهذه أول مرة يُّكون عقله هذه الجملة الصغيرة فهل ستكون هاتين الكلمتين عنوان حياته القادمة !

شعر أبو عهود أنه تسرع في محادثة عزام وأنه يضعه دون قصد منه تحت أمر الواقع
هو حقا يريد لعهود ان تكون زوجة لعزام لكن ليس علي حساب سعادة عزام ...إذ كان لا يريدها فهو سيتقبل الآمر بصدر رحب

أبو عهود رمي بنظراته بعيدا عن عزام وبصوت شبه مسموع :x شقلت ياوليدي ..!!

" لم أسمع عنها إلا كل ماهو خير ولا أعتقد أنها فتاة غير مناسبة لي ..وأظن أن أمي ستختارها لو قلت لها بأني أرغب بإمرأة لزواج " إبتسم علي وقع أفكاره وإستنتاجاته ورفع بصره بإتجاه عمه وقال مبتسما بخجل خفيف :x ياعم هذا شرف لي ، وفخر لي إختيارك ورغبتك فيني أمر علي عيني وراسي ، وأنا مارح أرفض أبداً ، بالعكس لو ألف الديرة كلها مارح أحصل ب أخلاق بنتك ياطويل العمر

تنفس أبو عهود الصعداء وتهلهلت أساريره ..لـ لحظات ظن أنه يجبر عزام علي شيء غير مرغوب : والله الشرف لي ياوليدي وكلامك ريح قلبي وطمنه علي بنتي وأنا شفت فيك الرجال اللي يستحق أخطب له بنتي

لملم قوته ووقف مُتجها نحوه ومقبلا قمة رأس أبو عهود وشعور غريب يخالج جوانحه
وقال بنشوة غريبة المصدر : بنتك بنت اجاويد ياعمي ...وأنا أتشرف كونك خطبتها لي وألحين أنا أطلب إيدها منك ياعمي

وقف أبو عهود والإبتسامة تعلو شفتيه والفرح يتغلغل داخل قلبه : والله والشرف لي ياوليدي ...وأنا اقول خذ شور أمك ولو رفضت وماحبت بنتي فـ يا دار مادخلك شر

إبتسم عزام لكلامه وعاد الخجل يُسيطر عليه غصبا عنه وأخفض رأسه إحتراما له : أفاx ياعمي أمي مارح ترفض بالعكس هي تحبها ودوم تسولف فيx الخير عنها وانا رح اعطيها خبر وبإذن الله بكرة نزوركم

وضع أبو عهود يده علي كتف عزام وبفرحة غامرة أخيرا سيرتاح قلبه علي إحدي إبنتيه : الله يرضي عليك ياوليدي هذا العشم ياولد الغالي

أمسك عزام يده وقبل كفها وهو يستحضر ذكرياته مع والده وتمني لو أن آباه حاضر الآن لتكفل هو بالآمرx
وقال بصوت ممزوج بحزن وفرح في آن واحد : لو أبوي عايش كان خطبها لي ياعمي ، لكن أنا بنفسي اخطبها منك وأنتظر ردها لي

أحس به أبو عهود فإذ كان عزام فقد الأب فهو فقد الصاحب والخليل
وقال ممازحا يُبدد حزن عزامx : الصراحة ياوليدي لزوم اخذ شورها ولو رفضت ماعندي بنات

إبتسم عزام وأجابهx : لا ياعم مانقبل بـ هالكلام

ضحك ابو عهود : رجال والنعم فيك وبعزوتك ياوليدي ومافيه اللي يردك ياولد الغالي

شعر عزام بدغدغة خفيفة بقلبه وبنشوة غريبة وفرح في أعماقه
وقال والبسمة تزين شفتيه: اتشرف ياعمي

جلس أبو عهود وجلس معه عزام والسعادة ، الفرح ،الخجل والتوتر عناوين جلستهم ...وعزام يسأل نفسه

" هل يعقل أن تكون هذه النشوة الناعمة بداخلي لكوني خطبت فقط !!! "

واصلا حديثهما لبرهة من الزمن وأستأذن عزام عائدا إلي مكتبه

* **

: وينك ياقلبي ساعة أدق عليك ومافيه رد منك

مُستلقية علي بطنها ورافعة قدميها تلعب بهما وتقلب صفحات مجلة للأزياء
وقالت وهي تنّعم من صوتها : سوري بيبي كنت مشغولة شوي

يجلس عند إحدي طاولات المقاهي المطلة علي الشارع ويلعب لعبة الشطرنج مع صديق له : زين حبيبتي بس لا عاد تطولين بالرد عليّ

الفتاة تسألت بدلع مبالغ فيه : ليش حبيبي

قال : أول شي أشتاق لك موت وثاني شي اخاف انو يكون صاير لك شي ...وإبتسم بسخرية لصاحبه وهو يحرك إحدي جنود لعبته

ضحكت بصوت مثير : فداك روحي يا صوصو حبيبي

ضحك بدوره ساخرا منها وقبل جواله ورد عليها : ليتك قدامي ألحينx

أجابته بضحكة تعالت وملئت غرفتها : حبيبي إبتتحقق أمنيتك يوم زواجناx

نظر بإتجاه صديقه وعيناه تلمعان مُكرا وكلم نفسه " وهل أنا ديوث حتي اتزوج أمثالك ياحقيرة "
وقال ساخرا منها : في مثل هذا اليوم سنتزوج ملاكي

ضحك صديقه وحرك قطعة من قطع لعبتهما أما هي فأغلقت المجلة وفهمت جيدا تلميحه وقالت ممازحة : وعقب سنين في نفس تاريخ هاليوم نقول أنا وأنت وعيالنا حدث في مثل هذا اليوم

ضحك للمزها فهو يعلم جيدا أنها فتاة ذكية وهي رابع فتاة يكلمها بالجوال ولم يلتقي بعد بها رغم علاقتهم التي بدأت منذ شهرين وهو المُعتاد أن يغير حبيبته كل أسبوعين ...لكن هذه الفتاة قلبت موازينه ...لم يلتقيها بعد ولم يتركها بعد ...!x
وقال همسا : ملاك حبيبي
أجابته بنفس همسه : صهيب حبيبي

قال صهيب بمكر ثعلب : متي أشوفك ياقلب صهيب !

إبتسمت إبتسامة جانبية وجلست علي سريرها : يوم أشوف شتبي الوالدة ...صار لها ساعة تندهني

غضب لجوابها وقال : زين برضو انا مشغول اكلمك بعدين ...وأقفل الخط بوجهها

ضحكت يوم أقفل الخط وحدثت نفسها : مفكرني غبية يالذيب الخايس ...ورفعت بصرها يوم رأت ظلا علي الأرض ووجدت أختها مكتفة يديّها أمام صدرها وجليُّ عليها الغضب

عادت وفتحت مجلتها وهي تقرر ان تصم أذانها عن المحاظرة التي ستبدأ الآن دون شك

ريما غاضبة من تصرفات أختها الوحيدة : نورة ماتستحين عـ دمك

نورة تعبت من هذه الحال التي تكرر كل يوم : ياحبيبي بدينا محاظرة الأخلاق

زفرت ريما وتقدمت وجلست بقربها ووضعت يدها علي ظهر نورة وقالت بحنان : نورة ياقلب أختك ترا سوالفك مع الشباب مارح تجيب لك غير المشاكل والذنوب صدقني

تأففت بصوت وألتفت لها تُذكرها بنفسها هي أولا ، تنصحها للخير ونست نفسها هي : وسوالفك ومسجاتك لعزام ولا هذي نسيتها وتذكرتني بس أنا

إبتسمت لها تشرح لها الفرق بينهما : أول شي عزام ولد خالتي وهو مستحيل يأذيني بشي وثاني شي أنا أكلم بس عزام مو عشر من عزام ....وانت ماشاء الله عليك تكلمين ثلاث أربع شباب بنفس الوقت ...إيش يظمن لك أنهم ما يأذونك

رفعت إحدي حاجبيها وبسخرية في حديثها : وكيف بيأذوني يالخوافه وانا كل واحد أكلمه برقم وقلت لكل واحد فيهم اسم غير

أجابت وهي خائفة علي أختها التي تسوء بها الحال مع مرور الوقت : نورة وإيش يظمن لك انك ماتحبين واحد فيهم ، إيش يظمن لك ان قلبك ماينبض لواحد فيهم

ردت بضحكة وثقة : الحب تركته لك يا ليلي يالهيمانه بعزام المتكبر

وقفت والغضب مليء كيانها وقالت بحزم : ترا انا سكتت لك واجد ...توقفين هالحياة المقرفة ياللي إنت عايشتيها او أقول لأبوي وجاسر يشوفون لك حل

نظرت لها بغضب وقالت بوعيد : قسم بالله تفتحين ثمك وتنطقين بحرف أقول لهم عن عزام ...وانت تعرفين زين ما افكر ومتهورة وقليلة أدب وشرف

قالت بحسرة : اتمني يجي ذاك اليوم اللي أشوفك فيه تنزفين لشخص تحبينه وتقدرينه وتحترمينه بس هو وتكونين مخلصة له هو وبسx .....إلتفت وغادرت غرفتهما المشتركة

إمتلئت عيناها بالدمع وأخفضت رأسها وضغطت بقوة علي مجلتها والوجع يغزوها ونطقت بألم : أنا مارح يحبني أحد أنا ما أستحق أحب وأنحب ...جعل هالأمنية تتحقق معك يا ريما

نورةx خلف الزيدان فتاة بعمر 19 نجحت مؤخرا بشهادة الثانوية بنسبة متدنية ...فتاة تعلمت دروس الحياة مبكرا ، خاضت عالم إتباع الشهوات وتعرفت علي شاب في مقتبل عمرها عن طريق المكالمات الهاتفية ، أحبته بصدق وخانها وغدر بها بقسوة ، أوهمها بحياة وردية عسلية وأستيقظت علي فقدان عذريتها وشرفها ، ترجته أن يتزوجها ويستر عليها لكنه إختفي وأغلق جميع الطرق المؤدية إليه ....هو أكمل حياته وهي تتجرع الألم كل لحظة
لا يعلم أحد من عائلتها بأمرها و واصلت طريق الشهوات لأنها خسرت الكثير وليس هناك شيء يضاهي حجم فجاعتها
رنّ هاتف آخر برقم آخر ، نظرت له ومسحت دمعتها وأجابت : غانم

رد عليها : هلا وغلا بالزين كله
إبتسمت بوجع وأردفت : وينك ياقلب رنا وينك مختفي
رد عليها بخبث : معك وجنبك ياغزال غانم
إبتسمت بألم وألتقطت مجلتها من جديد ..." حقا حياتي مقرفة " ...وواصلت مع حبيبها الثاني الكلام اللا أخلاقي وهي مشمئزة من نفسها ومن كل شيء حولها ودموع الإنكسار والخذلان تعانق جفونها

اما ريما فـ غادرت الغرفة وهي تتأسف لحال أختها وتحدث ذاتها " الحب ليس حرام لكن العلاقات المشبوهة هي أم الحرام "

(( ريما خلف الزيدان بنت بعمر 21 تدرس بالجامعة فتاة ناعمة وطيبة لاتحب المشاكل وكل الذي ترغب به أن تكون يوما ما زوجة بالحلال لعزام أبن عمها و خالتها ، أحبته منذ صغرها وحاولت جاهدة ان تجعله يبادلها المشاعر ...تري فيه فارس أحلامها وتعتقد أنه يستحق أن تضحي بكل ثمين فقط لأجل الحصول علي قربه ))

( خلف الزيدان أبو جاسر أخو أبو عزام رجل أمن هو أيضا يعمل مع أبو عهود وعزام )
( العنود أم جاسر أخت أم عزام )

***

وراء مكتب فخم يجلس شاب بمقتبل العمر يعمل بجد علي مشروع بناء بين يديه
هو مهندس وشغفه تصميم الأبنية
دق باب مكتبه وأجاب وعيناه لم تفرقا أوراق عمله : تفضل
فتح الباب ودخل شاب بثوبه الأبيض الناصع : السلام وعليكم

إبتسم وهو يرفع رأسه ويعلم من الصوت من الذي دخل : وعليكم السلام هلا وغلا جاسر
تقدم جاسر مبتسما وقال معتذرا : السموحة رسلان كان عندي شغل وتأخرت شوي

أجاب رسلان ضاحكا : لا مو شوي إلا واجد
ضحك جاسر وأردف : السموحة كنت ....
قاطعه رسلان وهو يأشر له بالجلوس : ماله داعي الإعتذار انت ملتزم بالوقت وأكيد دامك تأخرت فهو لأجل سبب مهم

إرتاح جاسر لتفهمه فهو حقا رجل الوقت ورسلان الأستاذ المتفهم ، قال وهو يجلس : جزاك الله خير

جمع أوراقه ووقف متجها نحو جاسر وقال بإبتسامة : طيب ماقلت عسي ماشر ...صاير شي معك
أجاب جاسر : أخذت الوالدة علي مدرسة تعليم القرآن
أماء بالإيجاب ووضع الأوراق أمامه : الله يبارك فيك وبأمك وأن شاء الله تحفظ لها كم سورة تنفعها دين ودنيا

أخذ جاسر بعض الأوراق وضحك : عاد تقول بتحفظ ثلاثين جزء بثلاثين يوم
قال رسلان ضحكا : ان شاء الله وليش لا ...بس مأوصيك إشتري لها مقويات تنشط ذاكرتها
أجابه جاسر ضحكا : أن شاء الله ....وأخفض رأسه وركز علي الأوراق أمامه

نظر رسلان بتمعن فيه وهو يفكر بطريقة يجعل عائلتيهما تتعرفان علي بعض ، توود لـ جاسر عن قصد وجعله ذو منصب في شركته عن قصد وسيعمل علي إجتماع عائلتيهما عن قصد

(( رسلان بن متعب الجيزان بـ عمر 26 أكمل دراسته كـ مهندس وأشتغل بشركة والده وأصبح مديرا تنفذيا فيها ، رجل خلوق شهم طيب يُعامِل موظفيه أحسن معاملة يؤمن بمقولة أن خادم القوم سيدهم لايطرد سائل ولا يعاقب متراخي لاتفارقه الإبتسامة ، أحب ريما أخت جاسر من صغرها كان في صغرهما يلعبان في منزل أبو عزام جاره وعم ريما ...تعلق بها وعشقها فكر كثيرا في خطبتها وأنتظر كثيرا ويعتقد بأنه الوقت المناسب ، دائما يفكر في أن يفاتح جاسر بالموضوع لكنه يتراجع ويقول في المرة القادمة ))

(( جاسر بـن خلف الزيدان بـ عمر 24 أكمل دراسته منذ سنة إشتغل مع رسلان بشركته وأجتهد كثيرا ليرتقي بمنصبه ، يحب رسلان كثيرا لأنه وثق به وجعله أهلا لثقة ، اخلاقه في العمل عالية ورجل ذو مسؤولية
ولكن شيء واحد يقض مضجعه وهو أنه مدمن وإدمانه بالنسبة إليه أمر سيء ويعمل جاهدا علي العلاج من إدمانه لكنه لايفلح وفي كل مرة يعود ويستسلم لإدمانه ))

صفق بيديه أمام وجه رسلان ...ورمش رسلان منتبها
جاسر : وينك ياشيخ ساعة اناديك
إبتسم وأجاب بحبور : كنت في أيام الطفولة ...ليتها تنعاد يا جاسر

قطب جبينه وتسأل مستغربا : إيش عندك في أيام الطفولة حتي تتمني عودتها بـ هالوله والشوق !!
أجابه رسلان مباشرة فهو يريد أن يعلم أنه عاشق : حبيبة الطفولة

سكت جاسر من جواب رسلان وتسأل بقلبه وهو ينظر بعيون رسلان ويبحث عن الصدق فيهماx " هل هو صادقx !! "
لم يكسر رسلان نظرات العيون بينهما وقال بشوق لتلك الأيام ...كم هربت ريما وأختبئت وأحتمت به خوفا من الجميع وجعلت من ظهره ذلك الجدار العازل بين الأمن والخوف بين الآمان والرهبة : يوم كنت صغير كنت متعلق بـ بنت ويوم كبرت إكتشفت انو أحب ذيك البنت وأنصدمت أنها مختفيه و ....

قاطعه جاسر وقال بإهتمام : ضيعت البنت
أماء برأسه موافقا والإبتسامة تعلو شفتيه وهي بالأصل لا تغادرهما

إبتسم جاسر متأثرا فملامح رسلان صادقة وقال وفنفسه ان يبحث معه عنها : وألحين ماعندك أي خيط يوصلك لها

إتسعت إبتسامة رسلان وتسأل : ليش تسأل ؟؟
أجاب جاسر بصدق : ندور عنها انا وانت ونزوجك أياها وتوقف علينا تفكير بأيام الطفولة وتفكر وتركز معي بالشغل

ضحك رسلان وأجاب : خلاص السموحة منك خلنا نشتغل ...
قاطعه جاسر بسرعة ولهفة : لا اجل الشغل ألحين وقل وينها هالبنت وينها حبيبة الشيخ رسلان بن متعب

أخفض رأسه وألتقط ورقة وقلبه نبض بين ضلوعه ...كم يتمناها ملكا له وكم يريدها أن تكون خالصة له
وقال بصوت شبه مسموع يحمل الشوق الكثير : ببيت أبوها

أجاب جاسر ممازحا : أه وانا كنت اقول ببيت أمها
ضحكا كلاهما لجواب جاسر وأردف جاسر : وينها وبسك غشمرةx

قال رسلان بكل أمل وثقة ودعاء : اليوم عند أبوها وأمها وأخوانها واخواتها وبكرة بعون الله عندي بروحي

إبتسم جاسر وأدرك أن رسلان يحب هذه الفتاة ومد يده وربت علي ركبة رسلان : وبعون الله أنا وانت نخطبها لك والمهر علي أنا

قهقه رسلان ...لو يعلم جاسر من هي الفتاة فلربما يفصل رأس رسلان عن جسده بدل ان يدفع المهر عنه
جاسر : ليش تضحك ولا تتغشمر علي ومافيه أي بنت

هز رسلان رأسه نافيا وقال مؤكدا : لا م أكذب صادق بـ كلامي وأن شاء الله تكون انت الشاهد علي زواجي

وضع جاسر يده علي قلبه وقال بعزم : أبشر بعزك ودلالك ياشيخ
ضحك رسلان وأكملا عملهما معاً ، وجاسر لم يسأل رسلان عن هوية البنت لأن رسلان لو أراد أن يخبره عنها لأخبره دون سؤال من جاسر

عائلة أبو رسلان متعب الجيزان رجل أعمال بمنطقة جدة يحب اولاده ويسعي جاهدا لتوفير الحياة الكريمه لهم
جازية أم رسلان معلمة قرآن بمدرسة لتعليم القرآن
ريوف فتاة بعمر 21 سنة تدرس بالجامعة مع أخت عزام فهدة ، تعتني بجمالها تحب عزام رغم يقينها أنه لا يكن لها أية مشاعر ...طموحة شغوفة بالحياة إجتماعية رغم تكبرها ..وحنونة رغم قسوتها
مشعل يدرس بالثانوية العامة حلمه أن يكون ذات يوم إمام مسجد ويؤم المصلين بالصلاة ، متمسكن بدينه محافظ علي صلواته
غادة أصغر افراد العائلة تخاف كثيرا من ريوف وتحب كثيرا مشعل وتحترم جدا رسلان

***

بعيدا في بيت كبير مطل علي شاطيء جدة الفيروزي في غرفة معتمة لا يضيئها سوي شاشات الحواسيب الثلاث المتصلة ببعض
يجلس شاب في كرسي ويكتب علي لوحة مفاتيح احدي الحواسيب بسرعة وبجانبه فتي خائف

نايف : نواف ترا بتجيب أخرتكx بإيدك

نواف يفتح موقع لبنك في دولة أوروبية ويحاول إختراق حساباته وقال وعيناه تشعان حماسا : خلك شجاع يالجبان ...يله شوي ونصير اغنياء

ارتجف قلب نايف ونوبة الهلع بدأت تجتاحه وقال ويداه تتراقص جزعا : نواف والله لتروح فيها ...ترا انت قاعد تحط راسك براس الاوروبين ...خلك من هالعالم وعيش حياتك مب ناقص شي والحمد لله

ضغط نواف علي الزر الطويل في لوحة المفاتيح وأستدار مهرولا بكرسيه نحو حاسوب أخر ولم يجب نايف

نايف إزداد رجفة وخوف وصرخ فيه رعبا وهو يقف : نووواف انت ناوي علينا ولا شنو

صفق نواف يديه فرحا وقال مبتهجا : نايف بارك لي دخلت
قاطعه نايف والرعب جري مجري الدم بأوردته وأرجع شعره الأسود الناعم للخلف : أيه اكيد ببارك لك ترا بإيدك كلبشت إيدينك

ضحك نواف مقهقا وبيانات البنك ظهرت مشكوفة أمامه وبدأ بتحميلها في قرص مضغوط

زمجر نايف غضبا ، نواف ليس معه نواف دخل عالم القرصنة الإلكترونية ولأحد سيوقفه الآن ، وضرب رقبة نواف : وصمخ يالأصم

نواف إستدار بكرسيه وأرتاح بجلسته وقال بمكر يرفع ضغط وخوف نايف : مبروك يالغني تراني اضفت عـ حسابك مليون أورو قل جزاك الله خير

نايف صرخ بأعلي صوته ونواف ضحك بصوت عالي وأستدار لحاسوبه الرئيسي ، شغفه قرصنة البنوك الغربية وعشقه دخول سجلات شركة الإتصالات السعودية وكلما وجد رقم بأسم فتاة إتصل عليه

نايف أمسك رأسه وعاد للجلوس بمقعده ...نواف سيجرهما علي الزنزانة ثم إلي المشنقة مباشرة وتحدث بتوتر وجزع : نواف بليزز واللي يعافيك ما ابغي منك شي غير انك تطلع من هـ العالم ..اخوي ترا انت ماتعرف المخابرات الأوروبية والله ليقطعونك أشلاء ....

قاطعه نواف وهو يسجل علي دفتر صغير أسم البنك : هذا البنك أخذنا منه الجزية خلنا نروح علي غيره

تنهد نايف وأستغفر بصوت ووقف منتصبا وبأمر : رقم حسابي البنكي انساه او ترا والله أغيره

ضحك نواف وألتفت إليه وقال مذكرا ساخرا : حبيبي نايف يالغبي تراني هاكرز لاتنسي أجيب رقم جدك الاول الله يرحمه

عاد نايف وأمسك برأسه من جديد وقال متنهدا : يالله يارب العالمين إيش سويت بحياتي حتي تبلني بهالبلوة

أجاب نواف ممازحا : هالبلوة بجيب لك فلوس دون تعب وإرهاق منك يالجاحد

رد نايف بتعب : وانا شكيت لك بيوم يأخوي خلني اشتغل وادخل مال حلال بعرق جبني أقطع مليون شجرة عملاقة ولا تحط بحسابي فرنك حرام مقرصن

قال نواف والوعيد والعزم بعيناه : هذا حقنا يالدلخ مب مال حرام ...مثل ماهم ينهبون ثرواتنا خلني استرجع ولو واحد بالمية منهم

نظر نايف بعيون نواف وقال بصوت هاديء حريص علي مستقبل صديقه : هالكلام كبير وانت منت بقده عندك الحلال الكثير عيش منه وخلي هالأشياء اللي بتدخلك لسجن وتجيب أخرتك بعيدة عنك وبعيد عنها

عاد نواف يكتب علي لوحة مفاتيح حاسوبه وأجاب بهدوء : هذا اللي قدرت انو اسويه ...وألحين تقدر تروح وانا رح اختار أسماء شباب عشوائيه وأضيف علي حسابتهم شوية عيدية

صمت نايف وأطال النظر في نواف الغاية التي يريدها مشروعة ولكن الوسيلة التي أختارها غير شرعية
سكت نواف بدوره وأختار دولة عربية ودخل حسابات بنكية لشبابها وبدأ يحول لهم من المال الذي سطى عليهx فهذا هو عمله وهذا هو طريقه فهو يؤمن بأن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة فالمال مثل الحرية

قال نايف بعد صمت دام دقائق وتأكد للمرة المليون أن لاشيء يردع صاحبه : شف لي رقم بنت جديده هذيك الخوافة غيرت رقمها

إبتسم نواف ونظر نحوه ومد يده : عطني مال
ضرب نايف كف نواف وأمره : يله ويكون إسمها شموخ

رد نواف بمزاح وهو يسحب يده : إيش رايك لو تكون مذلة مب احلي هي مذلة وانت جبان يالجبان

نطق نايف بالشهادتين أما نواف فضحك وبدأ يبحث عن رقم لفتاة بهذا الأسم ...حتي يحدثها نايف ويقوم بتمثيل الإبتزاز ويخترع قصة كاذبة انه يعرفها ويملك صور وفديوهات لها وكل هذا بغرض "تغير جو " والضحك بهستريا علي سذاجة الفتيات ويبحث عن غيرها يوم تغير تلك الفتاة رقمها او تعطيه لأحدي الرجال بعائلتها ليأخذ بحقها

(( نواف ولد خليفة الزهران بـ عمر 24 أكمل دراسته الجامعية تخصص تكنولوجيا وإعلام آلي ...درس هذا التخصص لشغفه بعالم الأنترنت رغم إعتراض والده ...أصبح قرصان منذ حوالي أربع سنين يعرف خبايا الحواسيب والهواتف وكل الأجهزة المتصلة بالأنترنت يحب قرصنة البنوك قرصنة الشركات وقرصنة القنوات وأهم شيء قرصنة الأجهزة الأمنية الإستخبارية لدول موضوعة في القائمة السوداء عنده ، تعرف علي قراصنة عرب وشكلوا مجموعة لمهاجمة بعض الأجهزة الأمنية لدول مختارة من قِبلهم وذلك بغية التجسس لصالح أجهزة وجيوش عربية ولديهم يوم خاص في السنة تجتمع فيه كل قراصنة العرب ويحددون شركة معينة تابعة للكيان ويختلسون منها المال ويحولونه لشباب في الدول العربية ويكشفون أسرار جيش الكيان لجيوش وأجهزة أمنية عربية ...وكل هذا قصد مساندة القضية الفلسطينة والقضايا العربية العادلة ))

(( نايف بعمر 24 أيضا فتي ذكي لكنه جبان علي حد وصف نواف أكمل دراسته وأشتغل في شركة أبو نواف ...يحب نواف كأخ وهو يكون إبن خالته ، يخاف عليه وينصحه لترك هذا العالم المعقد المخيف لكن كلامه يغدو في كل مرة هباء منثورا
يحب المزاح الثقيل مع الفتيات ويمثل عليهن دور المُبتز ))

في نفس البيت وفي حديقته بالتحديد تجلس فتاة علي مرجوحة وتقرأ من كتاب علمي ...تحب العلوم وتعشق الطب ...طالبة طب في السنة الثانية أملها ان تصبح دكتورة تعالج كل فقير محتاج من شعبها
سمعت أمها تناديها وأستدارت نحوها
أم نواف بصوت عالي : مها يمه ترا ولد خالتك هنا بغرفة اخوك وين حجابك

وقفت بسرعة وهرولت نحو أمها تختبيء فهي لم تكن تعلم بوجود إبن خالتها وقالت وهي تلهث وتلتفت نحوها: وينه ؟

ضحكت أم نواف ووضعت حجابا علي شعر إبنتها : جوا بغرفة اخوك ...يله خلنا ندخل نساعد الخدامة تحط الغداء نتغدي مع بعض

عدلت مها حجابها وغطت كامل شعرها وقالت معتذرة : السموحة يمه بس انا مالي نفس اكلوا انتوا صحة وعافية

لم تشأ أن تضغط عليها وقالت متفهمة : زين يمه روحي لغرفتك تكملين دراسة وانا ساعة زمان أجيب لك الغداء

إبتسمت لها وقبلت رأسها وذهبت إلي غرفتها ، أم نواف همت بالذهاب لغرفة نواف تدعوه للغداء هو ونايف وسمعت صوت زوجها
إستدارت ورأت زوجها يمشي نحوها
إستغربت ومشت بإتجاهه : هلا حياك
أجابها يوم وصل عندها : الله يحيك ...الغداء جاهز ! تراني ميت جوع
أجابت : خسى الجوع يله دقايق ويكون بين إيدينك
إبتسم لها ومسح بكفه علي خدها الشمال : تسلمين يالغاليه
بادلته بالإبتسامة وتسآلت : وين السيارة ليش إجيت مشي
أجابها ممازحا : سمنت خلني أنقص شوي
ضحكت وإبتسم هو وسآلها بدوره : وين ولدك ولا عند الكمبيوتر مثل عادته
قالت بتردد ...أبو نواف يمقت حواسيب وغرفة وكل شيء يخص إبنه ويبعده عنهم : لا تراه مع نايف يسولفون

أجابها بثقة : إلا قولي يسون بلوة الله العالم وش هي ...اموت واعرف إيش يسوي طول الوقت وهو مقابل هالكمبيوترات ...مو يقوم يشتغل ويشوف حلاله وحلال عايلته افضل

قالت تهديء الوضع : ابو نواف خله علي راحته تراه ولدك الوحيد والعزيز علينا مصيره يمل ويجيك براسه ويقول لك يبه علمني شغلك

إبتسم بجانبية ومشي يدخل البيت وقال يبدد أحلامها الوهمية : خلك تحلمين يأم نواف ولدك خلاص طلع من تحت جناحنا وانا وانت مستحيل نقدر ألحين نقنعه يشتغل بشركاته ويمسك أمواله وأموال اخته ...حلمنا يكون الوريث من بعدنا بس حلمنا يبقي حلم ...انا عن نفسي غسلت إيديني منه أملي ضاع وتبخر بالهواء بكرة يوم اموت خله يأكل الانترنت والواي فايx

أحزنها كلام زوجها وقالت : بس يابو نواف قلت لك مليون مرة كلمه بالموضوع بس انت ترفض
إلتفت نحوها وتغيرت ملامحه للغضب وأجاب بحدة : ولدك مب كفوو شوفي ولد ابو رسلان ماشاء الله عليه ماسك كل الشغل عن ابوه وابوه من جامع لجامع يصلي صلاته ...ماهوب مثلي انا ولدي عايش مع الانترنت والكهرباء ولدك مب أهل للأمانة والثقة يأم نواف تذكري هالشي زين ...مارح اهدم اللي بنيته من سنوات علشان اقنع ولدك وأخليه يمسك عني هالشي مفهوم ومن ألحين اقول ياوليلك لو تقولين له امشي عند ابوك اشتغل عنه ترا ماينولك إلا الشر

وضعت يدها علي صدره ومسحت بلطف عليه تهديء براثين غضبه وقالت بود : خلاص لا تسوي سكر وضغط لنفسك ...ولدك مصيره يرجع تحت جناحك فلا تقلق ولا تعصب

تنهد وأكمل طريقه لداخل
تأففت داخلها وتبعته ...إلي متي وهذه حالتهم ...نواف يعيش في عالم خاص به ،مها غير أبهتٍ بإحد سوى كتبها وأبحاثها وهي لاتعلم ماذا تفعل وبأي صف تقف ...هل مع الزوج ام مع الولد ؟

(( أم نواف كوثر بعمر 47 إمراة ذكية فطنة متعلمة مثقفة تحاول أن تلم شمل أسرتها بعد أن فرقتها ضروريات الحياة ))

(( أبو نواف خليفة زهران رجل حازم صارم لايحب المزاح ويحب الشخص الجاد الواثق من نفسه ...يصل ليله بنهار ليوفر الحياة الكريمة لولديه مها ونواف ...يحب مها ويشجع فيها رغبتها النبيلة ويكره نواف ويذم فيه حياته المعتمة الغامضة ))

بوح مُنتهي
غدرتني
طعنتني
خذلتني
ذبحت روحي
كسرت قلبي
وسلبت مني
أغلي ما أملك
وماذا بعد !! تتركني ؟!
وعدتني وأخلفت
عاهدتني وغدرت
تركت يدي وأغرقتني
في بحر من الظلمات
لكن ماذا تعتقد ...
أنت إنتصرت !!!
ماذا تظن ....
أنا إنهزمت !!!
أعلم إذا حبيبي
أنك لم ولن تنتصر
فأنا صاحبة حق
وأنت ظالم خائن
أعدك أن الوجع الذي أذقتني أياه
ستعيشه
أعاهدك أن الألم الذي تجرعته بسبك
ستحياه
وأؤكد لك أن النار التي أحرقت قلبي بها
ستمسك جمرها بيدك
فأستعد يا فائز لأكبر هزائمك
فإذ كنت أنت فائز
فأنا المُنتهي ونهايتك علي يدي
ولنري عزيزي من منا سيفي بوعهوده للآخر


يُـــــتبع

أتمني أنها كانت بداية جيدة

*

نلتقي في الفصل القادم


احلام نجوم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس